المجموع : 4
ولّى ولم يقض منكمُ وطره
ولّى ولم يقض منكمُ وطره / صبّ أطاع الغرام إذ أمره
يطوي هواكم بين الضلوع فإن / هبّ نسيم من أرضكُم نشره
كم رام كتمان ما يجِنّ ولو / تهنهَهُ دمع عينهِ ستره
دعاه داعي الحنين مذكرهُ / بالنّعف منكم لما طرا وطره
يميتهُ الصد والبعاد أسىً / منكم فتحييه نسمة عطرَه
يا حبّذا نظرة تعود بها / أفنان عيشي بعد التوى نضره
وحبّذا خطفة الخيال وهل / يطرق جفنا ملازما سهره
سقاه ماء كالملام عاذلهُ / فكان فرط الجوى له ثمره
بني عدي لي فيكمُ رشأ / يجار طرفي إذا رأى حوره
اسمر كالأسمر المثقف بل / تذّ فؤادي في حبّه سمرَه
قد كان طوعي دهرا فنفّرهُ ال / وشاة لمّا أن أغضبوا نفره
إذ كنت أجلو به الهموم ومن / سماء صدغيه أجتلى قمرَه
أسكرني من هواه كأس طلىً / من خمرة الوجنتين معتصرَه
فاليوم نار الفؤاد في صعدٍ / من بعده والدموع منحدره
فاعجب لضدّين فيّ قد جمعت / نار فؤادي بالماء مستعره
يا دار درّت عليك هامية / غاديّة مرة ومبتكره
حلت فحلت رباك من حلل / الرياض ما فتح الندى زهرَه
ولا عدا ربعك النسيم ولا / زارك إلا منشرا أزرَه
ومريحي ميت الرسوم كما / أحيا ندى يوسف لمن غمره
أبلج قد جاومت مناقبه / حمدا وأعيت شكرا لمن شكره
فلو رأى الغيث فيض راحته / ما صابنا صوبه ولا قطره
أو علم البحر جود أنعمه / لراح مستصغرا بها درره
قد جاد حتى لم يبق مفتقر / يوجد في الورى ومفتقره
تعلّم الناس من مكارمه / فالخلق كالفرع وهو كالشجره
ما جل أولاه في مواهبه / جودا وما دقّ فهمهُ نظرَه
من شرف النفس والأصول بهُ / نار زناد ما إن لها شررَه
يولي الندى والردى فذا لموا / ليه وهذا لمعتدٍ ختره
مقترن رأيه براتبه / في السلم تطوى والحرب متشره
قد قطّب البشر بالقطوب فمَن / يطمع لينا فالرعب قد ذعرَه
يا ملكا قد صفت ضمائره / في طاعة الله حيث ما أمره
نصرت حزب الإسلام حين غدت / راياتكم في الحروب منتصرَه
وشدت ركن الملاء منك بما / توليه كفّاك محكما مررَه
فابشر بنفس حار الزمان بها / وأهلهُ إذ تحوزُها بشره
موارد الجود منك صافية / وهي لدى الخلق رنقة كدرَه
أحرزتَ خير الفعال في رحبب / والخير أسنى ذخر لمن ذخرًَه
ألبست ذا الشهر كل صالحةٍ / وتلك حال في الناس مشتهره
فاسعد بشعبان بعده وكذا / تكسوه من كل صالح حبره
البسك الله ثوب فضلهما / ودمت للناس ديمة همره
فاستجل بكرا فكري لدرّنها / بحر غدت في الزمان مبتكرَه
لما رأى غزر فضلكم عجزت / عنه المعاني بحصرها اختصره
دمت لإحياء ميت مكرمة / يسعفك الدهر دائماً عمرَه
أضرّ بي إذا جدّ في كعبه
أضرّ بي إذا جدّ في كعبه / ظبي غدا والفؤاد من سلبه
صبّ حبا بالبعاد مجتهداً / فيه وصبّ صبا إلى وصبه
مستعذب في الهوى العذابَ ولا / يلغى أريب والصد من أربه
يا من لدامي الجفون ساهرها / أم من لصبّ الفؤاد مكتبه
رماه رام قد رام قتلتهُ / فأقصدته سهام مستلبه
حكى رقادي جفان مجتنبا / والقلب يحكي خدّيه في لهبه
فز فرتي من هواه في صعد / والدمع من منتآه في صبَبه
كم صدّ عنّي ودارهُ صدد / منّي فراحَ الفؤادُ في كربِه
فمن مجيري من الصدود فكم / أخلصُ من حربه إلى حزبه
يا ليلةً لذّ لي العتاب بها / فيه ويا طيبه لمجتذ به
وباللّوى ما لوى الحبيبُ لنا / دينا وهضب الكثيب في كثبه
أسوف مسكا ما بين أترابنا / فيه ونشر العبير من تربه
واليوم من كنت فيه آلفهُ / نيتابه الدهر من ردى نوبه
يا رقدة لم يزل يزورّها / لي أملي فالحياة من كذبه
أروم فيها زور الخيال وهل / محتقب للمنى مدى حقبه
لو زال بؤسي حظيت منه بما / أملّ قلبي من منتهى طلبه
أو كان بهرام شاه يلحظني / بعين حبّ تدني إلى قربه
ملك إذا ما الأنام عادله / فالفخر في عجمه وفي عربه
علا يا دارك كل مكرمة / فراح في إسمه وفي لقبه
ما زلت أحدو إلى زبارنهِ / تجائب العزم غير مضطربه
حتى أنيخَ السرى قرأت لها / بيت حبيب وكان أجدر به
ترمي بأشباحنا إلى ملكٍ / تأخذ من ماله ومن أدبه
الملك الأمجد الهمام ومن / في مدحه راح منتشى طربه
فاق جميع الملوك في علمه ال / جمّ وفي جوده وفي نسبه
مشترك في ذرى فواضله ال / قاصي وحظ الداني على صغبه
والجود ما سار في البلاد مسي / ر الغيث تروي الأنام من سحبه
أغنى جميع العفاة من رغبه / وكفّ جمع الطغاة من رهبه
علم لو أن الخليل يسمعه / هجّن ما قد حواه في كتبه
والعلماء الماضون ما انتخبوا / من غرر الفضل منتخبه
مولى ملوك الأنام قاطبةً / فيمم البحر وامض عن قلبِه
فالعلم والحلم والفصاحة وال / سؤدد والمكرمات من رتبه
والطعن والضرب والمواهب من / رماحهِ أو يديه أو قضبه
حياة هذا الورى رضاه كما / مماتهم في اليسير من غضبه
قد عرف الدهر حقّ معرفةٍ / فالحمد والشرك جدّ مكتسبه
فقد تعرّى مما يشينُ كما / قد اكتسى ما يزين من رغبه
يا ملكا ربعه ربيع ندى / نيل الأماني لديه من عشبه
عذراً فمن كان جدّ يغيته / حصر معاليك ظلّ في تعبه
لا يبلغ اللفظ وصفكم لفتىً / بجهد في شعره وفي خطبه
جزتم وقد حزتم المكارم عن / كل مقال بروقُ من عجبِه
شمل العلا في ذراك مجتمع
شمل العلا في ذراك مجتمع / فكل فضل لديك مبتدع
وأنت فوق الأنام منزلة / في هضبان العلياء تفترع
فضلك حلي لجيد ذا الزمن ال / عاطل يسمو به ويرتفع
وجود كفّيك بعد ما درست / مذاهب الجود ملّة شرعُ
قد أعطيت رتبة الإمارة من / أخلاقك العُزّ فوق ما تسع
وزيّنت دولة بك اعتضدت / فأنت للملك حارس ذرع
قدرك يعلو عن الهناء بما / في الأرض أوفي السماء يمتنع
كيف أهنيء بخلعة ملكا / به تهنّى الدسوت والخلع
من ذا يروم العلاء غيركم / أو هامة المكرمات يفترع
لا يلغ الذئب في تهجّمه / بمورد رام وردةٌ السبع
كلا ولا رتبة يحاولها ال / ذراع يسمو لمثلها بلع
مولاي إني محضت ودكم / ولم أجد من لديه ينتفع
أرجوكم لا أريد غيركم / فليس لي في سواكم طمع
ما كنت بالمحتري ندى بخل / كلا ولا طالب ولا جشع
لكنني حامل الثناء إلى / أربابه والثناء يدّرع
أرغمت بالجود حاسدي فما / لي عن ذراك المنيف مندفع
وإنني من نداك في نعم / لكنني من علاك مقتنع
يا خازنا من رأى شمائله
يا خازنا من رأى شمائله / رأى جميع القبيح والعار
أسلمتنا للجحيم عن سفه / كأنما أنت خازن النار