جَاءَ عِذارُ الذي أَهِيمُ بهِ / فَجدَّدَ الوَجْدَ أيَّ تَجدِيدِ
وَظَنَّهُ آخِرَ الغَرامِ بهِ / مُفَنِّدٌ جَاهِلٌ بِمَقْصُودِي
وَمَا دَرَى أَنَّ لامَ عارضهِ / لامُ ابتِداءٍ ولامُ تَوْكِيدِ

وَغَادَةٍ بِالحِسَابِ عَالِمَةٍ / لِذِهْنِها في الحِسَابِ تَسْدِيدُ
مَارَضِيَتْ مُذْ خَدمْتُها عَملي / لأَنَّهُ لَيْسَ فِيه تَجْوِيدُ
قُلْتُ لهَا فَاسْتَوْ فِيهِ فَابْتَسمَتْ / وَماسَ مِنها بِالعُجْبِ أُمْلُودُ

أَرَّقَني دُمّلٌ وأَقلَقَني / فَما لِلَيلي وَمَالَهُ فَجْرُ
حتَّى لقد يُعْجَبُ السَّمَنْدلُ مِن / بَقاءِ جِسمِي وَحَشْوُ مُحمَّرُ

لِلّهِ مِن أَمْلَحينِ مُذْ وَصَلا / وَصَلْتُ حَبلي بِحْبلِ أغْراضِي
فَلَوْ نُمِى لِلجَزَّارِ أَمْرُهُما / صِرْنا لِوالي البِلادِ والقاضِي

وَسَائلٍ عَن قَصِيدةٍ عَبَقَتْ / بِالعَلَمِ الفَرْدِ رَوضَةً أُنُفَا
وَصَفْتُ فيها عُلُوَّ هِمَّتهِ / وَهَلْ يَنالُ السَّماءَ مَن وَصفَا
يَقولُ لي سَائلي رَأَيْتُ بِها / مَسَامِعَ القَومِ حُلّيَتْ شَنَفَا
فَمَنْ جَلاهَا على الأَمِيرِ بأَل / حَانٍ تَلاها الحَمامُ إذْ هَتَفا
قُلْتُ لهُ ابنُ الوَحِيدِ مُنشِدُها / فقالَ لي حَسْبُها بهِ شَرَفَا

ولا تَقُلْ كَمْ كَذا تَواصِلُني / على ممرِّ الأَيَّامِ أَوراقُ
فَإنّني شاعِرٌ وَذُو طَمَعٍ / وَكاتِبٌ فارِغٌ وَورَّاقُ

قَرَنْتُ بالجُمعةِ افتِقادَكَ لي / أَخْذاً بِحقِّ الحُنُوِّ والشَّفَقَه
فَلا عَدَمْناكَ واجِداً أَبَداً / تَجمَعُ بَينَ الصَّلاةِ والصَّدَقَه

وَرُبَّ شَخصينِ قَطُّ ما اجتَمعا / إلا علَى هَرْتِ غَائِبٍ فَهُما
مَا مَرَّ يَومٌ إلا وَعِندَهُما / لَحْمَ رِجالٍ أَو يُولَغانِ دِمَا

قَد كَتبُوا عِنكَ ما تُصنِّفُهُ / قَالَ الأَديبُ المُحرِّرُ الفَهِمُ
وَصَحَّفوا قالَ قَادَ سَيِّدُنا / وَذاكَ شَيءٌ جَرَى بهِ القَلَمُ

كانَ مَتَاعِي إذا استَعَنْتُ بهِ / في حَاجَةٍ أَعجَزَتْ ذَوِي الهِمَمِ
قَامَ بِأَمْرِي وَقَد قَعَدْتُ بهِ / وَنِمْتُ عَن حَاجتي وَلَمْ يَنَمِ

يَا سَاعَةَ البَيْنِ قد نَسِيتُ بِما / كابَدْتُهُ منكَ لَذَّةَ الزَّمَنِ
قَدْ ظَعَنَ الرَّكْبُ بِالجَمالِ وَبِال / حُسْنِ وَعُدْنا بالشَّوْقِ والحَزَنِ

إنْ عَزَّ بِالمالِ مَعْشَرٌ وَمَشَتْ / أَحْوالُ قَومٍ بِالمالِ وَالجَاهِ
فَنحنُ لِلَّهِ ثُمَّ أَنتَ لنا / والنَّاسُ قَالوا الكَمالُ لِلَّهِ