القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشابّ الظّريف الكل
المجموع : 19
أَضْحَى لَهُ في اكْتِئابِهِ سَبَبُ
أَضْحَى لَهُ في اكْتِئابِهِ سَبَبُ / بِمَبْسَمٍ في رُضَابِهِ شَنَبُ
قَلْبٌ كَما يُفْهَمُ السُّلوُّ جَرَى / فِيهِ كَمَا يُعْلَمُ الهَوَى لَهَبُ
لا يَدَّعِي العاشِقُونَ مَرْتَبتي / مَتَى تَساوَى التُّرابُ والذَّهبُ
أَبكي إِذَا مَا شَكَوْا وَأَنْدُبُ إِنْ / بَكَوْا وأَقْضِي نَحْبي إِذَا انْتَحَبُوا
فيمَنْ بِأَعْطافِهِ وَأَعْيُنِهِ / جُرَّ قَضِيبٌ وَجُرِّدَتْ قُضُبُ
مُنْتَقِمٌ بِالصُّدُودِ مُنْتَقِلٌ / عَنْ ودِّهِ بِالجَمَالِ مُنْتَقِبُ
مُعْرِضٌ بِالوِدَادِ مُعْتَرِضٌ / مُحْتَجِرٌ في الغَرَامِ مُحْتَجِبُ
يا حَبَّذا دَارهُ وَإِنْ بَعُدَتْ / وَحَبّذَا أَهْلَهُ وَإِنْ غَضِبُوا
وَحَبَّذا الشَّام إِنْ سَمتْ بِحُسا / مِ الدّين مِنْها البِطَاحُ والكُثُبُ
لا أَخْتَشِي الحادِثاتِ وَالحَسَنُ ال / مُحْسِنُ لِي في جَنابِهِ أَرَبُ
مِنْ مَعْشَرٍ قَدْ سَموْا وَقَدْ كَرُمُوا / فِعْلاً وَطابُوا أَصْلاً إِذَا انْتَسبُوا
إِنْ أَظْلَمَ الدَّهْرُ ضَاءَ حُسْنُهُم / وَإِنْ أُمِرَّت أَيَّامُنَا عَذُبُوا
وَإِنْ أَرادُوا مَكارِماً بَلَغُوا / وَإِنْ أَرادُوا مَكَارِهاً غَلَبُوا
مَا إِنْ سَعَوْا في مَحامِدٍ رَفَعُوا / لَها بِناءً فَعاقَهُمْ نَصَبُ
قَوْمٌ يَشُقُّونَ كُلَّما شَعَب ال / خَطْبُ ومَنْ ذا يَشُقُّ ما شَعَبُوا
وَتَسْتَقِرُّ العُيُونُ إِنْ نَزَلُوا / وتَسْتَقِرُّ القُلُوبُ إِنْ رَكِبِوا
وَتَخْجَلُ السُّحْبُ مِنْ أَكُفِّهِمِ / مِنْ أَجْلِ هَذَا تُبْدِي الحَيَا السُّحُبُ
مِنْ فِضَّةٍ عِرْضُهُم ونَشْرُهُم / يُعطَّرُ الكَوْنُ أَيَّةً ذَهَبُوا
ما أَشْرَقُوا في ذُكاء مَعْرِفَةٍ / إلّا ذَكَا مِنْ ذُكائِهم غُرُبُ
إِنْ حَضَرُوا في مَجَالسٍ خَطَبوا / وَإِنْ نأَوْا عَنْ مُجالسٍ خُطِبُوا
وَكَمْ عُدَاةٍ أَقْوالهم كَتَبُوا / وَكَمْ عِداةٍ وَفوا بِها كَتَبُوا
سَابَقَهُمْ في عُلُومِهِمْ نَفَرٌ / فَما لَقوْا شأْوَهُمْ وَلا قَرُبُوا
قُلْ لِأَجَلِّ الوَرَى إِذَا انْتَسَبُوا / حَسْبُكَ مَا يَقْتَضِي لَكَ الحَسَبُ
يَا ضَاحِكاً وَالحَيَاةُ عَابِسَةٌ / وَثَابِتاً وَالجِبَالُ تَضْطَرِبُ
الدَّهْرُ دَوْحٌ وأَنْتَ فِيهِ قَضِي / بُ البَانِ غُصْناً وَغَيْرُكَ الحَطَبُ
خُذْ مِدحاً لَمْ أُرِدْ بِهَا مِنَحاً / حَسْبِيَ أَنِّي إِلَيْكَ أَنْتَسِبُ
فَمَا أَنا في الحُضُورِ مُنْتَهِزٌ
فَمَا أَنا في الحُضُورِ مُنْتَهِزٌ / أُمْنِيَّةُ النَّفْسِ غَيْبةُ الرُّقَبا
وَمِنْ عَجيبٍ أَنْ أَسْتَزِيدَكَ مِنْ / شُرْبٍ وسُكْرِي عَليَّ قَدْ غَلَبَا
أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ مَنْ هَويْتُ وكَمْ
أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ مَنْ هَويْتُ وكَمْ / شُقَّتْ بِهِ في الهَوى مَراراتُ
وَكَيْفَ لاَ تُسْتَطاب رِيقَتُهُ / وثَغْرُهُ سُكَّر سُنيْناتُ
كَيْفَ خَلاصِي مِنَ الَّذي أَجِدُ
كَيْفَ خَلاصِي مِنَ الَّذي أَجِدُ / قَدْ أَعْوزَ الصَّبْرُ عَنْهُ والجَلَدُ
ما قُلْتُ يَوْماً قَدْ انْقَضَى عَدَدٌ / مِنَ الأَعادي إِلا أَتَى عَدَدُ
قَدْ عَرَفُوا مَنْ أَنا وَعَاقهُمُ / عَنِ اعْتِرافٍ بِفَضْلِي الحَسَدُ
ما بَلغُوا ما حَويْتُ مِنْ أَدبٍ / فَبالغُوا في أذايَ وَاجْتَهدُوا
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ / وَفُقْتَهُ بِالدَّلالِ وَالغَيَدِ
وَكُنْتَ أَوْلَى مِنَ الغُصُونِ بِما / يُعْزَى لأَعْطافِها مِنَ المَيَدِ
لَسْتُ أُطِيعُ العَذُولَ فِيكَ عَلَى / غَيٍّ لَدَيْهِ وَلاَ عَلَى رَشَدِ
لاَ أَنْتَ مِمَّنْ يَدِي على كَبدٍ / أتلفها بل يَدِي عَلى كَبِدي
يا سَاقِياً مُهْجَتِي كُؤُوسَ هَوىً / وَسائِقاً مُقْلَتِي إِلى السَّهَدِ
وَمُودِعِي صَبْوَةً أَوَائِلُهَا / يُقَصِّرُ عَنْهَا أَواخِرُ العَدَدِ
عِنْدِي مِنَ الوَجْدِ ما بِهِ أَجَلِي / يَفْنَى وَلَمْ أُبْدِهِ إِلى أَحَدِ
قَدْ نَضَجَتْ مُهْجَتِي هَوىً فَإِذَا / قَالتْ قِدْ للغَرامِ قالَ قِدِي
وَجَدْتُ مِنْكَ القَلى بِلاَ طَلَبٍ / فَكَمْ طَلَبْتُ اللّقا فَلَمْ أَجِدِ
أَوَّلُ عَهْدِي بِالحُبِّ فِيكَ غَدَا / آخِرَ عَهْدِي بالصَّبْرِ والجَلَدِ
يا شَعْرَهُ قَدْ أَعَنْتَ لَيْليَ في ال / طَولِ على نَاظِريَّ فاتَّئِدِ
وَأَنْتَ يا خَدَّهُ نُسِبْتَ إِلى ال / رّقّة إِلَّا عَلى أَخي الكَمَدِ
وَأَنْتَ يا طَرْفَهُ السَّقيمَ أَما / تَرْحَمُ مَا قَدْ حَكَاكَ مِنْ جَسَدِي
يَميلُ قَلْبي لِرَشْفِ رِيقَتِهِ / مِنْ أَيْنَ لِلنَّارِ نِسْبَةُ البَرَدِ
هَلْ لِقَتيلِ الخُدُودِ مِنْ دِيَةٍ / أَو لِطَعينِ القُدُودِ مِنْ قَوَدِ
يا مَنْ لِحظِّي مَا رَاحَ مُنْعَكِساً / إِلَّا بِهَجْرٍ فِي الحُبِّ مُطَّرِدِ
تَاللِه يا لَيْلِيَ الطَّوِيلَ لَقَدْ / قَصَّرْتَ فَلَمْ يَعُدْ يُفِدِ
حَسْبي وَحَسْبُ الهَوَى وَحَسْبُكَ مَا / يَفْعَلُه الهَجْرُ بِي فَلَا تَزِدِ
يَا نَاسِياً عَهْدِي القَدِيمَ وَمَا / غَيْرُ هَواهُ يَمرُّ في خلدِي
أَيْنَ اللَّيالي وَأَنْتَ عِنْديَ قَدْ / حَواكَ طَرْفي وأَنْتَ طَوْعُ يَدِي
حَيْثُ أُنادِي وَأَنْتَ مُبْتَسِمٌ / يا عَيْنُ رُودِي وَيَا شِفَاهُ رِدِي
وَاليَوْمَ لي أَدْمُعٌ تُسَرِّبُ في ال / خَدِّ كَوَرَقٍ في كَفِّ مُنْتَقِدِ
لَقَدْ نَوَى العَاذِلُ المُسيءُ بِنا / بِظاهِرِ النُّصْحِ وبَاطِنِ الحَسَدِ
يَا خَالَهُ خُضْرَةً بِعارِضِه
يَا خَالَهُ خُضْرَةً بِعارِضِه / حَرَسْتها عَنْ مُتيَّمٍ مُغْرَى
كُفَّ عَنِ العاشِقينَ مُقْتَصِراً / هَلْ أَنْت إِلَّا حُوَيْرِسُ الخُضْرَا
فَرَّقَ بَيْني وَبَيْنَ مُصْطَبَرِي
فَرَّقَ بَيْني وَبَيْنَ مُصْطَبَرِي / بِالجَمْعِ بَيْنَ الجُفُونِ والسَّهرِ
أَسْمَرَ قَدْ باتَ في مَحَبَّتِهِ / وَجْدي سَميري وذِكْرهُ سَمَرِي
أَقلُّ ما في جَمالِ طَلْعَتِهِ / أَجَلُّ ما في مَحاسِنِ القَمَرِ
مَنْطِقُهُ في الهَوَى وَناظِرُهُ / أَرَّقَني بِالحِوَارِ والحَوَرِ
كَمْ قُلْتُ لِلْقَلْبِ عَنْهُ حِينَ رَنا / إِيَّاكَ مِنْ كَاسِرٍ بِمُنْكَسِرِ
زَارَ وَجُنْحُ الظَّلَامِ مُنْسَدِلٌ
زَارَ وَجُنْحُ الظَّلَامِ مُنْسَدِلٌ / فَانْشَقَّ ثَوْبُ الدُّجَى عَنِ الفَجْرِ
وَبِتُّ مِنْ صُدْغِهِ وَمَبْسَمِهِ / أَجْمَعُ بَيْنَ الحَشِيشِ وَالخَمْرِ
لِلْمَنْطِقيِّينَ أَشْتَكِي أَبداً
لِلْمَنْطِقيِّينَ أَشْتَكِي أَبداً / عَيْنَ رَقيبي فَلَيْتَهُ هَجَعَا
حَاذَرَهَا مَنْ أُحِبُّهُ فَأَبَى / أَنْ نَخْتَلِي سَاعةً وَنَجْتَمِعَا
كَيْفَ غَدَتْ في الهَوَى وَمَا انْفَصَلَتْ / مانِعةُ الجَمْعِ والخُلوِّ مَعَا
يَا جَامِعَ المَالِ وَهْوَ يَمْنَعُهُ
يَا جَامِعَ المَالِ وَهْوَ يَمْنَعُهُ / عَنْ راغبٍ في نَوَالِهِ طَامِعْ
أَصْبَحْتَ في البُخْلِ إذْ عُرِفْتَ بِهِ / كَأَنَّكَ الحَدُّ جامِعٌ مَانِعْ
يَا قَلْبُ كَمْ ذَا الخُفُوقُ والقَلَقُ
يَا قَلْبُ كَمْ ذَا الخُفُوقُ والقَلَقُ / هَا قَدْ رَثوْا رَحْمَةً وَقَدْ رَفَقُوا
نِلْتَ أَمانِيكَ والأَمانَ بِهِمْ / وَزالَ ذاكَ الفِرَاقُ والفَرَقُ
فَادْعُ إلى اللَّهِ يَدومُ لَكَ ال / ودُّ ومَا شَاءَ بَعْدُ يَتَّفِقُ
وَأَنْتَ يا طَرْفِي القَرِيحَ أَسىً / بُشْراكَ زالَ البُكاءُ والأَرَقُ
قَدْ غُفِرَتْ زَلّةُ الزَّمانِ وَقَدْ / لانَ لَنَا مِنْهُ ذَلِك الخُلُقُ
وَقَدْ صَفا وُدُّ مِنْ كَلِفْتَ بِهِ / وَلَاحَ بَرْقُ الوِصَالِ يَأْتَلِقُ
وَظَلْتُ إذْ زَارَني أُقبِّلُهُ / وَأَجْتَلِي حُسْنَهُ وَأَعْتَنِقُ
لَمْ يُبْقِ في قَلْبِ عَاشِقٍ رَمَقاً
لَمْ يُبْقِ في قَلْبِ عَاشِقٍ رَمَقاً / لَمَّا بَدَا وَالعُيُونُ تَرْمقُهُ
وَكَانَ عَزْمِي عَنِ السُّلوِّ إذَا / عَنَّفني العَاذِلُون يُوثِقُهُ
وَكَيْفَ يَسْلُوه مُغْرَمٌ دَنِفٌ / يَرى جَميعَ الوُجودِ يَعْشَقُهُ
وَشادنٍ يَسْلُب العُقُولَ وَلا
وَشادنٍ يَسْلُب العُقُولَ وَلا / يُمْهِلُهَا في الهَوَى فَيُهْمِلُهَا
تَغْزِلُ ألحاظُه وَكَمْ فَتكَتْ / في القلبِ مَنْ رَاقَهُ تَأَمُّلُهَا
جَدِيدةُ السِّحْرِ لم تَزلْ أَبداً / حَدِيثُها في الهَوَى وَمَغْزَلُها
سَرَى لأَرْضِ الكَرَى فَمَا وَصَلا
سَرَى لأَرْضِ الكَرَى فَمَا وَصَلا / وَرام كَتْمَ الهَوَى فَمَا حَصَلا
مُسْتَغْرِقُ الحالِ بالصَّبابةِ لَوْ / أَراد نُطْقاً بِغَيْرها جَهِلا
الناسُ فِيما تُحبُّه فِرَقٌ / مَا مِنْهُم مَنْ لِشأْنِهِ عَقَلا
فَكَمْ يُراعي وَكَمْ يُرَاعُ لَقَدْ / جَارَ عليهِ الغَرامُ مُذْ عَدَلا
طَالَ نِزاعُ العَذولِ فيهِ كَما / طالَ نِزاعُ الفُؤَادِ فَاعْتَدَلا
ما بالُ قَلْبِي وَشأْنُهُ عَجَبٌ / أَمَالَهُ الوَجْدُ حِينَ قُلْتُ سَلا
إِنَّ مِنَ العَذْلِ دَائِماً جَدلاً / لَيْسَ يُرَى في الهَوى بِهِ جَذِلا
يا صاحِبَ الصّدْقِ نَهْضَةٌ عُرِفَتْ / مِنْكَ فَقَدْ رُمْتَ حَادِثاً جَللا
يا ابن عُبَيْدٍ عُبَيْدُكَ الدَّنْفُ ال / مُشْتاقُ حَقِّقْ لَهُ بِكَ الأَمَلا
ما ليَ عِزٌّ إِلَّا بِجُودِ يَدٍ / مِنْكَ كحالِ السَّحَابِ إِنْ هَطَلا
يا مَنْ غَدا باهْتمامِهِ بَطَلا / بِغَيْرِ ما حَقٍّ مِنْهُ أو بَطَلا
مُذْ عُدِمَتْ عَيْنِي لَهُ مَثَلاً / أَرْسَلْتُ مَدْحِي بِجُودِهِ مَثَلا
لأَنْظِمَنَّ المَدِيحَ مِنْ دُرَرٍ / لَمْ تَدْرِ عَلْياكَ بَعْدَهُ عَطَلا
اليَوْمَ يَقْضِي الكَرِيمُ مَوْعِدَهُ / وَالحرّ لَوْ قَالَ ما عَسَى فَعَلا
حَتّامَ حَظّي لَديْكَ حِرْمانُ
حَتّامَ حَظّي لَديْكَ حِرْمانُ / وَكَمْ كَذا جَفْوَةٌ وَهِجْرانُ
أَين ليالٍ مَضتْ وَنحْنُ بِها / أَحبّةً في الهَوى وَجِيرانُ
وَأَيْنَ وُدٌّ عَهِدْتُ صِحَّتَهُ / وَأَيْن عَهْدٌ وأَيْنَ أَيْمانُ
أعانَكَ الهَجْرُ وَالصُّدُودُ على / قَتْلِي وَمَا لِي عَلَيْكَ أَعْوانُ
يا غَائباً عَاتباً تَطاوَلَ هَ / ذَا الهَجْرُ هَلْ للدّنوّ إِمْكانُ
قَدْ رَضِيَ الدَّهْرُ وَالعواذِلُ وال / حُسَّادُ عَنّي وَأَنْتَ غَضْبَانُ
فَاسْلَمْ وَلاَ تَلْتَفِتْ إِلَى مُهَجٍ / بِها جَوىً قَاتِلٌ وَأَشْجانُ
وَنمْ خَلِيّا وَقُلْ كَذا وَكذا / مِنْ كلّ ما أَطْلعَتْ تِلمسانُ
حَتّامَ يَلْحَى عَلَيْكَ مَنْ خَلتِ ال
حَتّامَ يَلْحَى عَلَيْكَ مَنْ خَلتِ ال / أَحْشاءُ مِنْهُ مِنْ لاعِجِ الحُزْنِ
هَبْه أَطال الملامَ فِيكَ فهلْ / يَدْخُلُ ما قالَ قطُّ في أُذْني
كَمْ جَهْدَ مَا تَفْعَلُ المَواشِطُ فِي / وَجْهٍ قَبيحٍ مِنْ آلةِ الحُسْنِ
بِاللَّهِ يا ذَا النُّفُورِ رِقَّ على
بِاللَّهِ يا ذَا النُّفُورِ رِقَّ على / مُغْرَى الحَشَا في هَواكَ مُضْنَاهَا
وَعامِل اللَّه فِي مُواصَلتي / ما خَابَ عَبْدٌ يُعَامِلُ اللَّهَ
نَعَم هي الدارُ مَنْ يُنادِيهَا
نَعَم هي الدارُ مَنْ يُنادِيهَا / وَقَدْ حَمَتْ عِنْدَ حَيّ نادِيها
أُجِلِّها في الهَوَى وأُكْرِمُهَا / أَنْ أَمْنَحَ الوُدَّ غَيْرَ نَادِيهَا
كَمْ راقني مِنْ رَبيعِ أَرْبُعِها / زَاهِرهَا بَهْجَةً وَزَاهِيها
تَهْدِي بِنَوَّارِ نَيِّرِها / سَائِر عُشَّاقِهَا وَسارِيهَا
وَكَمْ بِهَا مِنْ مَصُونةٍ صُلْنا / يَحْجبها غَيْرهَا ويَحْمِيها
نَمَّ بِهَا حُلْيها ومَبْسَمُهَا / وَطِيبُ أَنفاسِهَا وَوَانِيها
نَقَصَ صَبْرُ المُحبّ مِنْ ثَمدٍ / مَا كَحَّل الحُسْنُ مِنْ مَعانيها
رَوْضَةُ حُسْنٍ يُذيب مِنْ وَلهٍ / شادن قَلْبِ المُحبّ راعيها
وَدَوْحَةٌ لَمْ تَضُعْ رَوائِحُهَا / إِلَّا سَقَتْهَا عُيُونُ غَادِيهَا
فَمَنْ يُجِيرُ المُحِبَّ مِنْ مُقَلٍ / عَرْبَدَ نَشْوانُهَا وَصَاحِيها
وَمِنْ ثُغورٍ دَمْعي الطّليقُ بِهَا / شَقيقُ ما افْتَرَّ مِنْ أَقاحيها
وَمِنْ خدودٍ بالوردِ يانعةً / إن لاحَ جَانِيهِ حَالَ جَانيها
وَمِنْ قُدودٍ إذا انْثَنَتْ هَيَفاً / أَفْردَهَا الحسنُ في تَثنِّيها
كانَتْ تهابُ الخُدودَ أَدْمعُه / لَكِنْ عَلَيْهَا الهَوى يُجرِّيها
صَبٌّ رَعَى نَفْسَهُ الغرامُ فما / حَجَّبه دُونها تَنائِيهَا
حَيْثُ نِياقُ السُّرورِ سَاريةٌ / بِهِ وَشَرْخُ الشبابِ حادِيها
وَأَطلقَ العَيْنَ حَيْثُما سَرَحَ ال / حُسْنُ فَيَحْويه وَهْوَ يَحْويها
وَرَاحَ في الحُبِّ مِنْ تَعَشُّقها / يُسْخِطُ أَحْشاءَهُ وَيُرْضِيها
ما شابَ فَرْعٌ له فَيرْدَعُهَا / أَوْ شَانَ فَقْرٌ بِهِ فَيُثْنيها
وَالنَّفْسُ مَا كَذَّبَ البعادُ لها / ما صَدَّق القُرْبُ مِنْ أمانيها
فَلا هَجيرَ لِلْهَجْرِ يَحْذَرُهُ / كَلَّا وَلا قَسْوةً يُقاسِيها
فَيا لَهُ عَصْرُ لَذّةٍ بَعُدَتْ / مِنْهُ لَيالٍ لَوْ كَانَ يُدنِيهَا
فَدَعْ وَداعاً لأَهْلِ دارِ حِمىً / وَاغْنَ بِدُنْياك عَنْ مَغَانِيهَا
واسْتَحْلِهَا مِنْ رِضَابِ سَائِغها / وَاسْتَجْلِهَا مِنْ رِضَابِ سَاقيها
فَهيَ مُدامٌ كالتِّبْرِ إِنْ مُزِجَتْ / أَتتْ بِآلائِها لآلِيها
بَدْرٌ عَنِ الوَصْلِ فِي الهَوَى عَدَلا
بَدْرٌ عَنِ الوَصْلِ فِي الهَوَى عَدَلا /
مَا لِيَ عَنْهُ إِنْ جَارَ أَوْ عَدَلا مَذْهَبْ /
مُتَرَّكُ اللَّحْظِ لَفْظُهُ خَنَثُ /
إِلَيْهِ تَصْبُو الحَشَا وَتَنْبَعِثُ /
أَشْكُو إِلَيْهِ وَلَيسَ يَكْتَرِثُ /
دَعَا فُؤَادِي بِأَنْ يَذْوبَ قِلَى /
المَوْتُ وَاللَّه مِنْ مَقَالِي لا أَقْرَبْ /
لَمْ يَبْقَ لِي مُقْلَةٌ وَلا كَبِدُ /
وَالقَلْبُ فِيهِ أَوْدَى بِهِ الكَمَدُ /
وَلَيْسَ يُلْفِي لِهَجْرِهِ أَمَدُ /
لا تَعْجَبُوا إِنْ غَدَوْتُ مُحْتَمِلاً /
لَكِنَّ قَلْبِي إِنْ كَانَ عَنْهُ سَلا أَعْجَبْ /
بِالحُسْنِ كُلّ العُقُولِ قَدْ نَهَبَا /
وَالحُزْنُ كُلّ القُلُوبِ قَدْ وَهَبَا /
شَمْسٌ وَلكِنَّنِي لَدَيْهِ هَبا /
فَانْظُرْ لِذَاكَ القَوَامِ كَيْفَ جَلا /
غُصْناً وَكَمْ بِالجَمَالِ مِنْهُ جَلا غَيْهَبْ /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025