المجموع : 19
أَضْحَى لَهُ في اكْتِئابِهِ سَبَبُ
أَضْحَى لَهُ في اكْتِئابِهِ سَبَبُ / بِمَبْسَمٍ في رُضَابِهِ شَنَبُ
قَلْبٌ كَما يُفْهَمُ السُّلوُّ جَرَى / فِيهِ كَمَا يُعْلَمُ الهَوَى لَهَبُ
لا يَدَّعِي العاشِقُونَ مَرْتَبتي / مَتَى تَساوَى التُّرابُ والذَّهبُ
أَبكي إِذَا مَا شَكَوْا وَأَنْدُبُ إِنْ / بَكَوْا وأَقْضِي نَحْبي إِذَا انْتَحَبُوا
فيمَنْ بِأَعْطافِهِ وَأَعْيُنِهِ / جُرَّ قَضِيبٌ وَجُرِّدَتْ قُضُبُ
مُنْتَقِمٌ بِالصُّدُودِ مُنْتَقِلٌ / عَنْ ودِّهِ بِالجَمَالِ مُنْتَقِبُ
مُعْرِضٌ بِالوِدَادِ مُعْتَرِضٌ / مُحْتَجِرٌ في الغَرَامِ مُحْتَجِبُ
يا حَبَّذا دَارهُ وَإِنْ بَعُدَتْ / وَحَبّذَا أَهْلَهُ وَإِنْ غَضِبُوا
وَحَبَّذا الشَّام إِنْ سَمتْ بِحُسا / مِ الدّين مِنْها البِطَاحُ والكُثُبُ
لا أَخْتَشِي الحادِثاتِ وَالحَسَنُ ال / مُحْسِنُ لِي في جَنابِهِ أَرَبُ
مِنْ مَعْشَرٍ قَدْ سَموْا وَقَدْ كَرُمُوا / فِعْلاً وَطابُوا أَصْلاً إِذَا انْتَسبُوا
إِنْ أَظْلَمَ الدَّهْرُ ضَاءَ حُسْنُهُم / وَإِنْ أُمِرَّت أَيَّامُنَا عَذُبُوا
وَإِنْ أَرادُوا مَكارِماً بَلَغُوا / وَإِنْ أَرادُوا مَكَارِهاً غَلَبُوا
مَا إِنْ سَعَوْا في مَحامِدٍ رَفَعُوا / لَها بِناءً فَعاقَهُمْ نَصَبُ
قَوْمٌ يَشُقُّونَ كُلَّما شَعَب ال / خَطْبُ ومَنْ ذا يَشُقُّ ما شَعَبُوا
وَتَسْتَقِرُّ العُيُونُ إِنْ نَزَلُوا / وتَسْتَقِرُّ القُلُوبُ إِنْ رَكِبِوا
وَتَخْجَلُ السُّحْبُ مِنْ أَكُفِّهِمِ / مِنْ أَجْلِ هَذَا تُبْدِي الحَيَا السُّحُبُ
مِنْ فِضَّةٍ عِرْضُهُم ونَشْرُهُم / يُعطَّرُ الكَوْنُ أَيَّةً ذَهَبُوا
ما أَشْرَقُوا في ذُكاء مَعْرِفَةٍ / إلّا ذَكَا مِنْ ذُكائِهم غُرُبُ
إِنْ حَضَرُوا في مَجَالسٍ خَطَبوا / وَإِنْ نأَوْا عَنْ مُجالسٍ خُطِبُوا
وَكَمْ عُدَاةٍ أَقْوالهم كَتَبُوا / وَكَمْ عِداةٍ وَفوا بِها كَتَبُوا
سَابَقَهُمْ في عُلُومِهِمْ نَفَرٌ / فَما لَقوْا شأْوَهُمْ وَلا قَرُبُوا
قُلْ لِأَجَلِّ الوَرَى إِذَا انْتَسَبُوا / حَسْبُكَ مَا يَقْتَضِي لَكَ الحَسَبُ
يَا ضَاحِكاً وَالحَيَاةُ عَابِسَةٌ / وَثَابِتاً وَالجِبَالُ تَضْطَرِبُ
الدَّهْرُ دَوْحٌ وأَنْتَ فِيهِ قَضِي / بُ البَانِ غُصْناً وَغَيْرُكَ الحَطَبُ
خُذْ مِدحاً لَمْ أُرِدْ بِهَا مِنَحاً / حَسْبِيَ أَنِّي إِلَيْكَ أَنْتَسِبُ
فَمَا أَنا في الحُضُورِ مُنْتَهِزٌ
فَمَا أَنا في الحُضُورِ مُنْتَهِزٌ / أُمْنِيَّةُ النَّفْسِ غَيْبةُ الرُّقَبا
وَمِنْ عَجيبٍ أَنْ أَسْتَزِيدَكَ مِنْ / شُرْبٍ وسُكْرِي عَليَّ قَدْ غَلَبَا
أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ مَنْ هَويْتُ وكَمْ
أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ مَنْ هَويْتُ وكَمْ / شُقَّتْ بِهِ في الهَوى مَراراتُ
وَكَيْفَ لاَ تُسْتَطاب رِيقَتُهُ / وثَغْرُهُ سُكَّر سُنيْناتُ
كَيْفَ خَلاصِي مِنَ الَّذي أَجِدُ
كَيْفَ خَلاصِي مِنَ الَّذي أَجِدُ / قَدْ أَعْوزَ الصَّبْرُ عَنْهُ والجَلَدُ
ما قُلْتُ يَوْماً قَدْ انْقَضَى عَدَدٌ / مِنَ الأَعادي إِلا أَتَى عَدَدُ
قَدْ عَرَفُوا مَنْ أَنا وَعَاقهُمُ / عَنِ اعْتِرافٍ بِفَضْلِي الحَسَدُ
ما بَلغُوا ما حَويْتُ مِنْ أَدبٍ / فَبالغُوا في أذايَ وَاجْتَهدُوا
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ
فَضَحْتَ جِيدَ الغَزَالِ بالجَيَدِ / وَفُقْتَهُ بِالدَّلالِ وَالغَيَدِ
وَكُنْتَ أَوْلَى مِنَ الغُصُونِ بِما / يُعْزَى لأَعْطافِها مِنَ المَيَدِ
لَسْتُ أُطِيعُ العَذُولَ فِيكَ عَلَى / غَيٍّ لَدَيْهِ وَلاَ عَلَى رَشَدِ
لاَ أَنْتَ مِمَّنْ يَدِي على كَبدٍ / أتلفها بل يَدِي عَلى كَبِدي
يا سَاقِياً مُهْجَتِي كُؤُوسَ هَوىً / وَسائِقاً مُقْلَتِي إِلى السَّهَدِ
وَمُودِعِي صَبْوَةً أَوَائِلُهَا / يُقَصِّرُ عَنْهَا أَواخِرُ العَدَدِ
عِنْدِي مِنَ الوَجْدِ ما بِهِ أَجَلِي / يَفْنَى وَلَمْ أُبْدِهِ إِلى أَحَدِ
قَدْ نَضَجَتْ مُهْجَتِي هَوىً فَإِذَا / قَالتْ قِدْ للغَرامِ قالَ قِدِي
وَجَدْتُ مِنْكَ القَلى بِلاَ طَلَبٍ / فَكَمْ طَلَبْتُ اللّقا فَلَمْ أَجِدِ
أَوَّلُ عَهْدِي بِالحُبِّ فِيكَ غَدَا / آخِرَ عَهْدِي بالصَّبْرِ والجَلَدِ
يا شَعْرَهُ قَدْ أَعَنْتَ لَيْليَ في ال / طَولِ على نَاظِريَّ فاتَّئِدِ
وَأَنْتَ يا خَدَّهُ نُسِبْتَ إِلى ال / رّقّة إِلَّا عَلى أَخي الكَمَدِ
وَأَنْتَ يا طَرْفَهُ السَّقيمَ أَما / تَرْحَمُ مَا قَدْ حَكَاكَ مِنْ جَسَدِي
يَميلُ قَلْبي لِرَشْفِ رِيقَتِهِ / مِنْ أَيْنَ لِلنَّارِ نِسْبَةُ البَرَدِ
هَلْ لِقَتيلِ الخُدُودِ مِنْ دِيَةٍ / أَو لِطَعينِ القُدُودِ مِنْ قَوَدِ
يا مَنْ لِحظِّي مَا رَاحَ مُنْعَكِساً / إِلَّا بِهَجْرٍ فِي الحُبِّ مُطَّرِدِ
تَاللِه يا لَيْلِيَ الطَّوِيلَ لَقَدْ / قَصَّرْتَ فَلَمْ يَعُدْ يُفِدِ
حَسْبي وَحَسْبُ الهَوَى وَحَسْبُكَ مَا / يَفْعَلُه الهَجْرُ بِي فَلَا تَزِدِ
يَا نَاسِياً عَهْدِي القَدِيمَ وَمَا / غَيْرُ هَواهُ يَمرُّ في خلدِي
أَيْنَ اللَّيالي وَأَنْتَ عِنْديَ قَدْ / حَواكَ طَرْفي وأَنْتَ طَوْعُ يَدِي
حَيْثُ أُنادِي وَأَنْتَ مُبْتَسِمٌ / يا عَيْنُ رُودِي وَيَا شِفَاهُ رِدِي
وَاليَوْمَ لي أَدْمُعٌ تُسَرِّبُ في ال / خَدِّ كَوَرَقٍ في كَفِّ مُنْتَقِدِ
لَقَدْ نَوَى العَاذِلُ المُسيءُ بِنا / بِظاهِرِ النُّصْحِ وبَاطِنِ الحَسَدِ
يَا خَالَهُ خُضْرَةً بِعارِضِه
يَا خَالَهُ خُضْرَةً بِعارِضِه / حَرَسْتها عَنْ مُتيَّمٍ مُغْرَى
كُفَّ عَنِ العاشِقينَ مُقْتَصِراً / هَلْ أَنْت إِلَّا حُوَيْرِسُ الخُضْرَا
فَرَّقَ بَيْني وَبَيْنَ مُصْطَبَرِي
فَرَّقَ بَيْني وَبَيْنَ مُصْطَبَرِي / بِالجَمْعِ بَيْنَ الجُفُونِ والسَّهرِ
أَسْمَرَ قَدْ باتَ في مَحَبَّتِهِ / وَجْدي سَميري وذِكْرهُ سَمَرِي
أَقلُّ ما في جَمالِ طَلْعَتِهِ / أَجَلُّ ما في مَحاسِنِ القَمَرِ
مَنْطِقُهُ في الهَوَى وَناظِرُهُ / أَرَّقَني بِالحِوَارِ والحَوَرِ
كَمْ قُلْتُ لِلْقَلْبِ عَنْهُ حِينَ رَنا / إِيَّاكَ مِنْ كَاسِرٍ بِمُنْكَسِرِ
زَارَ وَجُنْحُ الظَّلَامِ مُنْسَدِلٌ
زَارَ وَجُنْحُ الظَّلَامِ مُنْسَدِلٌ / فَانْشَقَّ ثَوْبُ الدُّجَى عَنِ الفَجْرِ
وَبِتُّ مِنْ صُدْغِهِ وَمَبْسَمِهِ / أَجْمَعُ بَيْنَ الحَشِيشِ وَالخَمْرِ
لِلْمَنْطِقيِّينَ أَشْتَكِي أَبداً
لِلْمَنْطِقيِّينَ أَشْتَكِي أَبداً / عَيْنَ رَقيبي فَلَيْتَهُ هَجَعَا
حَاذَرَهَا مَنْ أُحِبُّهُ فَأَبَى / أَنْ نَخْتَلِي سَاعةً وَنَجْتَمِعَا
كَيْفَ غَدَتْ في الهَوَى وَمَا انْفَصَلَتْ / مانِعةُ الجَمْعِ والخُلوِّ مَعَا
يَا جَامِعَ المَالِ وَهْوَ يَمْنَعُهُ
يَا جَامِعَ المَالِ وَهْوَ يَمْنَعُهُ / عَنْ راغبٍ في نَوَالِهِ طَامِعْ
أَصْبَحْتَ في البُخْلِ إذْ عُرِفْتَ بِهِ / كَأَنَّكَ الحَدُّ جامِعٌ مَانِعْ
يَا قَلْبُ كَمْ ذَا الخُفُوقُ والقَلَقُ
يَا قَلْبُ كَمْ ذَا الخُفُوقُ والقَلَقُ / هَا قَدْ رَثوْا رَحْمَةً وَقَدْ رَفَقُوا
نِلْتَ أَمانِيكَ والأَمانَ بِهِمْ / وَزالَ ذاكَ الفِرَاقُ والفَرَقُ
فَادْعُ إلى اللَّهِ يَدومُ لَكَ ال / ودُّ ومَا شَاءَ بَعْدُ يَتَّفِقُ
وَأَنْتَ يا طَرْفِي القَرِيحَ أَسىً / بُشْراكَ زالَ البُكاءُ والأَرَقُ
قَدْ غُفِرَتْ زَلّةُ الزَّمانِ وَقَدْ / لانَ لَنَا مِنْهُ ذَلِك الخُلُقُ
وَقَدْ صَفا وُدُّ مِنْ كَلِفْتَ بِهِ / وَلَاحَ بَرْقُ الوِصَالِ يَأْتَلِقُ
وَظَلْتُ إذْ زَارَني أُقبِّلُهُ / وَأَجْتَلِي حُسْنَهُ وَأَعْتَنِقُ
لَمْ يُبْقِ في قَلْبِ عَاشِقٍ رَمَقاً
لَمْ يُبْقِ في قَلْبِ عَاشِقٍ رَمَقاً / لَمَّا بَدَا وَالعُيُونُ تَرْمقُهُ
وَكَانَ عَزْمِي عَنِ السُّلوِّ إذَا / عَنَّفني العَاذِلُون يُوثِقُهُ
وَكَيْفَ يَسْلُوه مُغْرَمٌ دَنِفٌ / يَرى جَميعَ الوُجودِ يَعْشَقُهُ
وَشادنٍ يَسْلُب العُقُولَ وَلا
وَشادنٍ يَسْلُب العُقُولَ وَلا / يُمْهِلُهَا في الهَوَى فَيُهْمِلُهَا
تَغْزِلُ ألحاظُه وَكَمْ فَتكَتْ / في القلبِ مَنْ رَاقَهُ تَأَمُّلُهَا
جَدِيدةُ السِّحْرِ لم تَزلْ أَبداً / حَدِيثُها في الهَوَى وَمَغْزَلُها
سَرَى لأَرْضِ الكَرَى فَمَا وَصَلا
سَرَى لأَرْضِ الكَرَى فَمَا وَصَلا / وَرام كَتْمَ الهَوَى فَمَا حَصَلا
مُسْتَغْرِقُ الحالِ بالصَّبابةِ لَوْ / أَراد نُطْقاً بِغَيْرها جَهِلا
الناسُ فِيما تُحبُّه فِرَقٌ / مَا مِنْهُم مَنْ لِشأْنِهِ عَقَلا
فَكَمْ يُراعي وَكَمْ يُرَاعُ لَقَدْ / جَارَ عليهِ الغَرامُ مُذْ عَدَلا
طَالَ نِزاعُ العَذولِ فيهِ كَما / طالَ نِزاعُ الفُؤَادِ فَاعْتَدَلا
ما بالُ قَلْبِي وَشأْنُهُ عَجَبٌ / أَمَالَهُ الوَجْدُ حِينَ قُلْتُ سَلا
إِنَّ مِنَ العَذْلِ دَائِماً جَدلاً / لَيْسَ يُرَى في الهَوى بِهِ جَذِلا
يا صاحِبَ الصّدْقِ نَهْضَةٌ عُرِفَتْ / مِنْكَ فَقَدْ رُمْتَ حَادِثاً جَللا
يا ابن عُبَيْدٍ عُبَيْدُكَ الدَّنْفُ ال / مُشْتاقُ حَقِّقْ لَهُ بِكَ الأَمَلا
ما ليَ عِزٌّ إِلَّا بِجُودِ يَدٍ / مِنْكَ كحالِ السَّحَابِ إِنْ هَطَلا
يا مَنْ غَدا باهْتمامِهِ بَطَلا / بِغَيْرِ ما حَقٍّ مِنْهُ أو بَطَلا
مُذْ عُدِمَتْ عَيْنِي لَهُ مَثَلاً / أَرْسَلْتُ مَدْحِي بِجُودِهِ مَثَلا
لأَنْظِمَنَّ المَدِيحَ مِنْ دُرَرٍ / لَمْ تَدْرِ عَلْياكَ بَعْدَهُ عَطَلا
اليَوْمَ يَقْضِي الكَرِيمُ مَوْعِدَهُ / وَالحرّ لَوْ قَالَ ما عَسَى فَعَلا
حَتّامَ حَظّي لَديْكَ حِرْمانُ
حَتّامَ حَظّي لَديْكَ حِرْمانُ / وَكَمْ كَذا جَفْوَةٌ وَهِجْرانُ
أَين ليالٍ مَضتْ وَنحْنُ بِها / أَحبّةً في الهَوى وَجِيرانُ
وَأَيْنَ وُدٌّ عَهِدْتُ صِحَّتَهُ / وَأَيْن عَهْدٌ وأَيْنَ أَيْمانُ
أعانَكَ الهَجْرُ وَالصُّدُودُ على / قَتْلِي وَمَا لِي عَلَيْكَ أَعْوانُ
يا غَائباً عَاتباً تَطاوَلَ هَ / ذَا الهَجْرُ هَلْ للدّنوّ إِمْكانُ
قَدْ رَضِيَ الدَّهْرُ وَالعواذِلُ وال / حُسَّادُ عَنّي وَأَنْتَ غَضْبَانُ
فَاسْلَمْ وَلاَ تَلْتَفِتْ إِلَى مُهَجٍ / بِها جَوىً قَاتِلٌ وَأَشْجانُ
وَنمْ خَلِيّا وَقُلْ كَذا وَكذا / مِنْ كلّ ما أَطْلعَتْ تِلمسانُ
حَتّامَ يَلْحَى عَلَيْكَ مَنْ خَلتِ ال
حَتّامَ يَلْحَى عَلَيْكَ مَنْ خَلتِ ال / أَحْشاءُ مِنْهُ مِنْ لاعِجِ الحُزْنِ
هَبْه أَطال الملامَ فِيكَ فهلْ / يَدْخُلُ ما قالَ قطُّ في أُذْني
كَمْ جَهْدَ مَا تَفْعَلُ المَواشِطُ فِي / وَجْهٍ قَبيحٍ مِنْ آلةِ الحُسْنِ
بِاللَّهِ يا ذَا النُّفُورِ رِقَّ على
بِاللَّهِ يا ذَا النُّفُورِ رِقَّ على / مُغْرَى الحَشَا في هَواكَ مُضْنَاهَا
وَعامِل اللَّه فِي مُواصَلتي / ما خَابَ عَبْدٌ يُعَامِلُ اللَّهَ
نَعَم هي الدارُ مَنْ يُنادِيهَا
نَعَم هي الدارُ مَنْ يُنادِيهَا / وَقَدْ حَمَتْ عِنْدَ حَيّ نادِيها
أُجِلِّها في الهَوَى وأُكْرِمُهَا / أَنْ أَمْنَحَ الوُدَّ غَيْرَ نَادِيهَا
كَمْ راقني مِنْ رَبيعِ أَرْبُعِها / زَاهِرهَا بَهْجَةً وَزَاهِيها
تَهْدِي بِنَوَّارِ نَيِّرِها / سَائِر عُشَّاقِهَا وَسارِيهَا
وَكَمْ بِهَا مِنْ مَصُونةٍ صُلْنا / يَحْجبها غَيْرهَا ويَحْمِيها
نَمَّ بِهَا حُلْيها ومَبْسَمُهَا / وَطِيبُ أَنفاسِهَا وَوَانِيها
نَقَصَ صَبْرُ المُحبّ مِنْ ثَمدٍ / مَا كَحَّل الحُسْنُ مِنْ مَعانيها
رَوْضَةُ حُسْنٍ يُذيب مِنْ وَلهٍ / شادن قَلْبِ المُحبّ راعيها
وَدَوْحَةٌ لَمْ تَضُعْ رَوائِحُهَا / إِلَّا سَقَتْهَا عُيُونُ غَادِيهَا
فَمَنْ يُجِيرُ المُحِبَّ مِنْ مُقَلٍ / عَرْبَدَ نَشْوانُهَا وَصَاحِيها
وَمِنْ ثُغورٍ دَمْعي الطّليقُ بِهَا / شَقيقُ ما افْتَرَّ مِنْ أَقاحيها
وَمِنْ خدودٍ بالوردِ يانعةً / إن لاحَ جَانِيهِ حَالَ جَانيها
وَمِنْ قُدودٍ إذا انْثَنَتْ هَيَفاً / أَفْردَهَا الحسنُ في تَثنِّيها
كانَتْ تهابُ الخُدودَ أَدْمعُه / لَكِنْ عَلَيْهَا الهَوى يُجرِّيها
صَبٌّ رَعَى نَفْسَهُ الغرامُ فما / حَجَّبه دُونها تَنائِيهَا
حَيْثُ نِياقُ السُّرورِ سَاريةٌ / بِهِ وَشَرْخُ الشبابِ حادِيها
وَأَطلقَ العَيْنَ حَيْثُما سَرَحَ ال / حُسْنُ فَيَحْويه وَهْوَ يَحْويها
وَرَاحَ في الحُبِّ مِنْ تَعَشُّقها / يُسْخِطُ أَحْشاءَهُ وَيُرْضِيها
ما شابَ فَرْعٌ له فَيرْدَعُهَا / أَوْ شَانَ فَقْرٌ بِهِ فَيُثْنيها
وَالنَّفْسُ مَا كَذَّبَ البعادُ لها / ما صَدَّق القُرْبُ مِنْ أمانيها
فَلا هَجيرَ لِلْهَجْرِ يَحْذَرُهُ / كَلَّا وَلا قَسْوةً يُقاسِيها
فَيا لَهُ عَصْرُ لَذّةٍ بَعُدَتْ / مِنْهُ لَيالٍ لَوْ كَانَ يُدنِيهَا
فَدَعْ وَداعاً لأَهْلِ دارِ حِمىً / وَاغْنَ بِدُنْياك عَنْ مَغَانِيهَا
واسْتَحْلِهَا مِنْ رِضَابِ سَائِغها / وَاسْتَجْلِهَا مِنْ رِضَابِ سَاقيها
فَهيَ مُدامٌ كالتِّبْرِ إِنْ مُزِجَتْ / أَتتْ بِآلائِها لآلِيها
بَدْرٌ عَنِ الوَصْلِ فِي الهَوَى عَدَلا
بَدْرٌ عَنِ الوَصْلِ فِي الهَوَى عَدَلا /
مَا لِيَ عَنْهُ إِنْ جَارَ أَوْ عَدَلا مَذْهَبْ /
مُتَرَّكُ اللَّحْظِ لَفْظُهُ خَنَثُ /
إِلَيْهِ تَصْبُو الحَشَا وَتَنْبَعِثُ /
أَشْكُو إِلَيْهِ وَلَيسَ يَكْتَرِثُ /
دَعَا فُؤَادِي بِأَنْ يَذْوبَ قِلَى /
المَوْتُ وَاللَّه مِنْ مَقَالِي لا أَقْرَبْ /
لَمْ يَبْقَ لِي مُقْلَةٌ وَلا كَبِدُ /
وَالقَلْبُ فِيهِ أَوْدَى بِهِ الكَمَدُ /
وَلَيْسَ يُلْفِي لِهَجْرِهِ أَمَدُ /
لا تَعْجَبُوا إِنْ غَدَوْتُ مُحْتَمِلاً /
لَكِنَّ قَلْبِي إِنْ كَانَ عَنْهُ سَلا أَعْجَبْ /
بِالحُسْنِ كُلّ العُقُولِ قَدْ نَهَبَا /
وَالحُزْنُ كُلّ القُلُوبِ قَدْ وَهَبَا /
شَمْسٌ وَلكِنَّنِي لَدَيْهِ هَبا /
فَانْظُرْ لِذَاكَ القَوَامِ كَيْفَ جَلا /
غُصْناً وَكَمْ بِالجَمَالِ مِنْهُ جَلا غَيْهَبْ /