القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 11
أَفلحَ قومٌ إذا دُعوا وَثَبُوا
أَفلحَ قومٌ إذا دُعوا وَثَبُوا / لا يرهبون الأخطارَ إن ركبوا
تَسبِقُ نهْضاتُهُم عزائمَهُمْ / أن تُستشارَ العاداتُ والعُقُب
سارُون لا يسألون ما حَبَسَ ال / فجَر ولا كيف مالت الشُّهُبُ
عوّدهم هجرُهم مُطالَبةَ ال / راحةِ أن يظفَروا بما طلبوا
وخاب راضٍ بالعجز يَصبِر لل / أوزار مستسلما ويَحتسِبُ
إن فاته حظُّ غيرهِ فله / منه أغتيابٌ يشفيه أو عجبُ
لا تستريح العلى إلى سكنٍ / إلا غلاماً يريحه التعبُ
تَضمَّنَ السيرُ صدرَ حاجتِه / والثِّقتان التقريبُ الخَبَبُ
من مبلغُ البين يومَ دلَّهني / آبَ بما سرَّ بَعدَك الغَيَبُ
رُدَّ شبابي من الحسين كما / كان وعادت أيامِيَ القُشُبُ
يا قادما أُتِهمُ البشيرَ به / من فرحٍ أنَّ صِدْقَه كذِبُ
سِرتَ ونفسي تودُّ في وطني / بَعْدَك أنّ المقيمَ مغترِبُ
أحتشم البدرَ أن أراه فأل / حاظِيَ عنه بالدمع تحتجبُ
وكم تصدَّى عمداً ليخدَعَني / يَسفِر عن غيهبٍ وينتقبُ
فلم أزده على مسارقة ال / جفن ولحظٍ بالكره يُستلبُ
وعَبْرةٍ ريُّه وَحِليتُه / يُشرَبُ من مائها ويُختضَبُ
ويومِ بينٍ صَبَرْتُ قبلَك أن / يفوتَني الحزمُ فيه والأربُ
حَمَلتُهُ ثابتَ الحشا ذَكِرَ ال / قلبِ وموجُ الحُمولِ مضطرِبُ
سلوانَ أجزِى بالصدّ جانيَه / بملْك رأسي إن أظلم الغضبُ
ونظرةٍ حُلوةٍ رَدَدْتُ عن ال / بيتِ وفيه الجمالُ والحسبُ
بسُنَّة غير ما أقتضَى أدبُ ال / حبِّ حِفاظاً وللهوى أدبُ
وأنقدتُ طوعا في حبل ظالعة / تَجْنُبُني أو يقالَ مُجتنَبُ
بيضاءَ تُقلَى بُغضاً وأعهدُها / سوداءَ تُرضَى حبّاً وتُنتخبُ
صاحتْ وراءَ المزاحِ واعظةً / لا يَلتقي الأربعونَ واللعبُ
أَعدَى بها الشَّيبُ وهي واحدةٌ / ألفاً ويُعدِي الصحائحَ الجُرُبُ
يا ساكنا ثائر العزيمة م / سَّ الصِّلِّ من تحت لينِه يثبُ
قد عَلِمَ الملكُ اذ دعاك وحب / لُ الرأيِ واهٍ والشملُ منشعبُ
أنّ قلوبا غِشا تميل مع ال / دولةِ أهواؤُها وتنقلبُ
وأنّ سِرّاً متى أصطفاك له / أخلَص ما في إنائِهِ الذهَبُ
لما تجلَّى وجهُ الحِذار ولي / مَ أبنٌ على غدره وخِيفَ أبُ
رَمَى بك القصدُ سهمَ مُنجِحةٍ / يسبِقُ حِرصا حديدَه العَقِبُ
لم يَثنِ فأل الشهورِ عزمتَه / لا صَفَرٌ عائقٌ ولا رجبُ
جَرَتْ عليه أو مرّت الريح تلق / اها بوجه أديمُه كَرَبُ
فَلَيْلَةُ الحَرْىِ وهي جامدةٌ / له كيوم الجوزاءِ يلتهِبُ
سفَرتَ فيها سَفارةَ الليثِ لا / يرجعُ إلا في كفِّه الطلبُ
لسعيه ما أهمَّه الدمُ وال / حم ولكن لغيرهِ السَّلَبُ
حتى أستقامت على تأوّدها / وأنتظمتْ في رءوسِها العَذَبُ
جزاك حسنَى ما أسطاع إن وَزَنَتْ / فعلَك تلك الأقدامُ والرتبُ
أعطاك ما لم تنل يدانِ ولا أم / تدّ إلى مَطرَحِ المُنَى سببُ
وضافياتٍ تطول في مذهب ال / ملك إذا شُمِّرتْ وتَنَسحبُ
أُهْدِىَ من مُزنة السماء لها / ماءٌ ومن نور شمسها لهبُ
إذا علتْ مَنِكباً عَلاَ فعيو / نُ الدهر زُورٌ عن أفقه نُكُبُ
أوكيت رأساً منها مُوافِيَهُ / فكلُّ رأسٍ لمجدِهِ ذَنَبُ
وصافناتٍ بين المواكب كُث / بانٌ وفي الروع ضُمَّرٌ قُضُبُ
ضاقت مكانَ الخصور وأتسعتْ / أضالعاً لا تُقِلُّها الأُهَبُ
تَغِيبُ في جريها قوائمُها / فما تُرَى أذرعٌ ولا رُكَبُ
من كلِّ دهماءِ أُنسُها الليلُ تع / زوه إلى لونها وتَنتسِبُ
ثارت فطارت فخاضت الأُفُقَ ال / عُلوِيَّ تجتاحه وتنَتقبُ
فَمِنْ ثُريّاه أو مَجرّتِه / لجامُها العسجديُّ واللَّبَبُ
مواهبٌ لا يَرُبُّهُنَّ أبٌ / إلا شفيقٌ على العلا حَدِبُ
من معشرٍ لا يُجارُ مَنْ طَرَدوا / ولا يَطيبُ البقاءُ إن غضبوا
مُثْرينَ مجداً ومُقْترِينَ لُهىً / والمجدُ طَبْعٌ والمالُ مكتسَبُ
فُرسان يومِ الطعانٍ إن طَعَنوا / بالألسن المشكلاتِ أو ضَرَبوا
لا يَرجِعُونَ الكلام كَرّاً من ال / عِيِّ ولا يعرفون ما كَتبوا
دعا فؤادِي شوقي اليك على ال / بعدِ فلبّيكَ والمَدَى كَثَبُ
جواب من لا يُرام جانُبهُ / منذُ غَدَا وهو جارُك الجُنُبُ
ولا يُبالي إذا سلمتَ له / ما حَصَدتْ من نباتها الحِقَبُ
حَمَلْتَ دُنيايَ فأسترحتُ وقد / طال عناءُ الآمالِ والتعبُ
وقُمتُ مذ قادني هُداك على / مَحَجَّةٍ لا تدوسها النُّوَبُ
فليحمدنّي في كلّ قافيةٍ / تزيدُ حسنا في دُرّها الثُّقَبُ
أمسحُها فيك أو تَقِرَّ وقد / أوغل في أمّ رأسها الشغَبُ
حُلىً من المعدن الصريح إذا / غشَّ تِجارُ الأسعارِ ما جَلَبوا
تَشكُرُها الفُرْسُ في محديك لل / مَعنَى وتَرضَى لسانَها العَرَبُ
يُظهِرُ منها السرورَ حاسدُها / ضرورةَ الحقِّ وهو مكتئبُ
يُطرِبه البيتُ وهو يُحزِنُهُ / ومن أنين الحمامةِ الطَّربُ
يا آل عبد الرحيم لا تزل ال / دنيا رحىً أنتُمُ لها قُطُبُ
إن تفضُلوا الناسَ والحسينُ لكم / ومِنكُمُ فأفضلوا فلا عَجَبُ
فدَاكُمُ خاملون لو كَاثُرُوا ال / رملَ بأعدادهم لما حُسِبوا
لا يَخلُقُ العَدلُ في خلائقهم / ليناً ولا يُكْرَمُونَ إن شربوا
أخَّرَ أَقدامَهم وقدّمكم / أنّهُمُ يحسبون ما كَتَبوا
أنت على حالتيك محمودُ
أنت على حالتيك محمودُ / إن كان بخلٌ لديك أو جودُ
يشقَى ويرضَى بك الفؤادُ كما الطَّ / رفُ إذا ما رآك مسعودُ
يا غُصُناً دهرهُ الربيعُ فما / يفترقُ الماءُ فيه والعودُ
فات بك الحسنُ أن تُحَدَّ ولل / بدر بما انحطّ عنك تحديدُ
قم حدّث الليلَ عن أواخره / إن مَقامَ الصبوح مشهودُ
يا ظبيُ لو بتَّ فيه عدتَ وقد / عَنَّ ظباءٌ ببابلٍ غيدُ
أما ترى الفِطرَ صائحاً نَوِرزُوا / حَلَّ حرامٌ وانحلَّ معقودُ
والبدر يدعو بحاجبٍ حاجبٍ / للعيدِ بشرَى هنالك العيدُ
فاسبق بها الشمسَ أختَها لهباً / بقاؤها في الزمان تخليدُ
صان اليهوديُّ خِدرَها أن يُفَ / ضَّ الخَتمُ أو تؤخذَ المقاليدُ
عَدَّ رجالاً من قومه لَهمُ / في فضلها عنده أسانيدُ
سنَّ له اللهوُ أن يعظّمَها / فهي له في الدنان معبودُ
حمراءُ ما فازت الأكفُّ به / من لونها في الخدود مردودُ
من فمِ إِبريقها إلى شَفة ال / كأس عمودُ الصباح ممدودُ
دِينٌ من اللهو أنت عن باب إب / ليسَ متى حُدتَ عنه مطرودُ
تغنَّم اليومَ من سرورك والس / اعةَ إن الزمان معدودُ
ما دام يدعونك الفتى مَرَحاً / والغصنُ فينانُ والصِّبا رُودُ
غدا بياضٌ يا قاتل اللّه ما / تنشقّ عنه من بِيضك السودُ
لا تجمعُ الشَّيبَ والسرورَ يدٌ / ولا يتمُّ الثراءُ والجودُ
لا أَخلَفَ المالَ غيرُ متلفهِ / إن الغنيَّ البخيلَ مكدودُ
يا راكباً لم تُلِحْهُ هاجرةٌ / ولا ترامت بشخصه البيدُ
ولم تَقُدْ حظَّه مخاطَرةٌ / تُنضَى إليها المهريَّةُ الفُودُ
بين مناه وبينه غرضُ ال / رامي سدادٌ منه وتعضيدُ
قل لابن عبد الرحيم عشتَ فما / يعدَمُ فضلٌ وأنت موجودُ
مَلَّكك المجدَ أنّ بابَك مف / توحٌ وبابَ الأرزاقِ مسدودُ
يزدحم الناس فيه راجين را / ضين وحوضُ الكريم مورودُ
وأن عافيك والمكلِّفُ مش / نوءٌ مُرادٌ لديك مودودُ
لا هو في الذلّ بالسؤال ولا / بالمنِّ فيما مننتَ مكدودُ
يختلفُ الناس من كرامته / عندك مَنْ قاصدٌ ومقصودُ
والبشرُ حتى يقالَ بارقةٌ / والحلمُ حتى يقالَ جلمودُ
يُلبِسك المدحُ كلَّ ضافيةٍ / لها بطول الإخلاق تجديدُ
دُرُّ المعالي فيها بوصفك من / ظومٌ ووشيُ الألفاظِ منضودُ
تَخْبرُ منه ما أنت ناقده / وأكثر الإنتقادِ تقليدُ
والشعر ما لم توجدك آيتُهُ / إلا القوافي والوزنَ مفقودُ
يتعبُ فيه الموفِّرون له / وهو مع المُسْهلين موءود
بَقِيتَ منه لزائرتك بالث / ناءِ غيداً أكفاؤها الصِّيدُ
كلّ فتاةٍ مَحْدُوُّها يومَ تب / غي الحظَّ إمَّا أتتك مجدودُ
صديقُها أنتَن والحسود بها / وبي على القرب منك مفؤودُ
في وجهه البشر حين يسمعها / خوفاً وفي قلبه الأخاديدُ
يَطرَبُ منها للشيء يُحزِنهُ / واسمُ بكاءِ الحَمامِ تغريدُ
لا اجتاز عيدٌ إلا عليك وإن / أَجَزْتَ أن تُمطَلَ المواعيدُ
هل لقتيلٍ على اللوى ثائرْ
هل لقتيلٍ على اللوى ثائرْ / أم هل لليلِ المحبِّ من آخرْ
أم الفتَى جائدٌ بمهجته / على بخيلٍ بقوله غادرْ
خاطرَ في حبّ ظالمٍ لم تجزْ / قطُّ له رحمةٌ على خاطرْ
يحسب كلَّ الأبدان يومَ مِنىً / بُدْنَ الهدايا تحِلُّ للعاقرْ
له من القتل باعثٌ لا يُقا / ويه من الحزم والتقَى زاجرْ
إذا كريمٌ عفا لقدرته / أغراه بالشرّ أنّه قادرْ
يحصِب وادي الجمارِ يستغفر ال / له ومَن للدماء بالغافرْ
كلُّ حصاة بتراء تُنبَذ بال / وادي حسامٌ من كفّه باترْ
رامٍ بسبعٍ إذا رأى كبِداً / قرطسَ من واحدٍ إلى العاشِرْ
عزَّ قبيلي وخانني وأنا ال / مظلومُ في حبه بلا ناصرْ
لو كان في بابلٍ رُضاباً وأل / حاظاً لقلتُ الخمَّارُ والساحرْ
تاجرْ هواه وثِقْ بذمّته / تكن شريكَ المقمورِ لا القامرْ
يلقاك من قدّه وإمرته / يوم التقاضي بالعادل الجائرْ
يا قلبُ صبراً عساك حين حُرم / تَ الوصلَ تُعطَى مَثوبةَ الصابرْ
ولا تُسَمِّ الهجر الملال وعِشْ / بالفرق بين الملولِ والهاجرْ
حَجْرٌ عليك الإطرابُ بعدَ ليا / ليك اللواتي انطوت على حاجِرْ
ذلك عهدٌ ناسِي بشاشتِهِ / أسعدُ حظّاً به من الذاكرْ
كم عثرةٍ بين زمزمٍ لك وال / مشعرِ لا يستقيلُها العاثرْ
أفسدتَ فيها فريضة الحجّ بال / ذُلِّ لغير المهيمن القاهرْ
قلبُك فيها على التنسُّك مع / قودٌ وللفتك فعلُك الظاهرْ
فأنت بين الإحرام والحبِّ لل / أصنامِ لا مؤمنٌ ولا كافرْ
تخضَعُ منها لصورةٍ فُطِرتْ / ويَخضَعُ المخبِتونَ للفاطرْ
حسْبك كان الشبابُ يستر من / نفسِك ما الشِّيب ليس بالساترْ
قد آن أن ينفعَ الملامُ وأن / تلزَمَ في العدل طاعة الآمرْ
طارت بعزماتك المُضلّة من / شيبك هذا عُقابُه الكاسِرْ
غاب الشباب المغري وقد حضرَ ال / شَيبُ نذيراً والحكمُ للحاضِرْ
قِفْ قد مضتْ غفلةُ الخليع بما / فيها وقوف المستبصر الناظرْ
شمِّر وخُضْها ما دمتَ خائضها / فربّما طَمَّ ماؤها الغامرْ
والشعرَ صنْه فالشعرُ يحتسب ال / لَهَ إذا لم يُصَنْ على الشاعرْ
لا تمتهنه في كلّ سوقٍ فقد / تربَح حيناً وبيعُك الخاسرْ
اُنظرْ إلى مَنْ وفي مدائح مَن / أنت وقد بات نائماً ساهرْ
اخترْ ولوداً للفهم منجبةً / فأكثرُ الفهمِ مُحمِقٌ عاقرْ
غالِ به واسْتمِ المهورَ الثقي / لاتِ وصاهرْ أَكفاءَها صاهرْ
واحنُ عليه فإنّه ولدٌ / أبوه قلبٌ وأمُّه خاطرْ
صَرِّفْهُ فيما يَرضى العلاءُ به / ويَعمُر العرضَ بيتهُ العامرْ
إمّا لفخرٍ يصدّق النسبَ ال / حرَّ ويُحيي ذكرَ الأبِ الداثرْ
أو لأخٍ يشفع الوداد بما / يرضيه منه بالفذِّ والنادرْ
أو مَلِكٍ رحتَ منه في نِعمٍ / أنت لها لا محالةٌ شاكرْ
ترى من الوِرْد في شريعته ال / عذبة آثارَ غيظةِ الصادرْ
من آل عبد الرحيم حيث عهِد / تَ العُشُبَ الكهلَ والحيا القاطرْ
والبيت من أينما استُضِفتَ به / فأنت في الجدب لابنٌ تامرْ
حيث القِرى لا تُكَبُّ جفنتُهُ / والنارُ لليل أوّلاً آخرْ
والبُزلُ لا تُعقَل الوديكةُ وال / كَوْماءُ إلا بشفرةِ الجازرْ
والنضَدُ الضخمُ والأرائِك يؤ / ثَرْن لجنبِ النديمِ والسامرْ
كم قمرٍ منهُمُ ولا ككما / ل الملك ضوّاك نورُه الباهرْ
تَمَّ فأبصرتَ أو سمعتَ به / ما لم تكن سامعاً ولا ناظرْ
أربابُك المالكون رقَّك من / ماضٍ سعيدٍ وسيّدٍ غابرْ
تورَث فيهم فأنت ينقُلك ال / ميراثُ من كابرٍ إلى كابرْ
تأنس إن قيل غرسُ نعمتهم / وأنت منها في غيرهم نافرْ
فما الذي رَدّ عن حميّته / أنفَك فانقدت في يد القاسر
بلى تصبَّاك في خلائقهم / مرتبِقٌ في حبالهم آسرْ
ورقية يُخرِجُ الأُسودَ بها / أبو المعالي من غيلها الغابرْ
تنفُثُ أخلاقهُ العذابُ فيُج / رين الصفا قبل صِلّه الخادرْ
دلَّ على مجدِ قومه وعلى ال / صُبح دليلٌ من نوره الفاجرْ
وقدموه طليعة يصف ال / فخر ووافَوا بالكوكب الزاهرْ
أبلج تُمسي النجومُ راكدةً / وكوكبُ السعدِ برجُهُ السائرْ
في الأرض منهم لعزّهم فلكٌ / بكلّ ما شاد ذِكرهم دائرْ
أراكة حلوة الثمار به / لم تَشْقَ في لقحها يدُ الآبِرْ
عدّلَ مَيلَ الدنيا وثقّفها / حتى استقامت تدبيرُه الآطِرْ
وابتسم الدهرُ تحت سيرته / وعدلِهِ وهو عابسٌ باسرْ
كأنما رأيه على لهب ال / خطب جُمادى صُبَّتْ على ناجِرْ
وجمرة دون سُدّة الملك لا / يثبت وجهٌ لوجهها الزافرْ
ينهال تحت الرِّجل القويمة جا / لاها بما عمّقتْ يدُ الحافرْ
قام عليها فألقم الحجرَ ال / هاتمَ فيها فمَ الردى الفاغِرْ
تجمُد إمّا بماء صارمه ال / باترِ أو ماءِ كفّه المائرْ
طَبٌّ بأدواء كلّ معضلةٍ / يغالط الجسَّ عرقُها الفائرْ
قد جرّبوه وآخرين فما / أُشكِل بين الوفيّ والغادرْ
واعترف المنكرون بالآية ال / كبرى اضطراراً وآمَنَ الفاجرْ
جاراكم الناسُ يدأبون فما / شَقّ هجينٌ عَجاجةَ الضامرْ
وقارعوكم على العلا سفَهاً / فما وفى بالمدجَّج الحاسرْ
وقد رأى من نصحته فأبى ال / نصحَ وكان الخلافُ للخابِرْ
وكيف يبقى على زئيركُمُ / قلبُ قطاةٍ يُراعُ بالصافرْ
وأسعد الناس ربُّ مُلكٍ له / منكم ظهيرٌ وعاضدٌ وازرْ
أنتم لها تمسحون غاربَها / بأذرعٍ لا يقيسها الشابرْ
وأمرُها كيف غيَّر الدهرُ أو / بدَّل فيها إليكُمُ صائرْ
منارُها فيكُمُ وقِبلتُها / والناسُ من تائهٍ ومن حائرْ
فلا يزل منكُمُ لها ناظمٌ / يجمع منها ما بدّد الناثرْ
ولا أتيحت عِصِيُّ عزّكُمُ / لملتح منهُمُ ولا قاشرْ
ولا تزل أنت كالقضاء بما / تطلبُ من كلّ بغيةٍ ظافرْ
تلتثم الحادثاتُ من خجلٍ / عنك إذا راع وجهُها السافرْ
وناوبت ربَعك السحائبُ من / مدحي بهامٍ مروِّضٍ هامرْ
بكل وطفاءَ تطمئّن فجا / جُ الأرض منها للرائح الباكرْ
يكسو الثرى ماؤها وترتدعُ ال / حصباءُ طيباً من ريحها العاطرْ
تُشهَد في المنصب الكريم وتح / مي العرضَ والعرضُ مهمَل شاغرْ
يزفُّها الحبُّ والرجاء إلى / بابك من كاعبٍ ومن عاصرْ
تجارة لا تبور والمشتري / سمعُك منها وقلبيَ التاجرْ
أُعظمها عن سواك أنك لل / أموال فيها مستصغِرٌ حاقرْ
ووُدُّ نفسي لو أنّ باطنَها / يُحمَلُ في حبّكم على الظاهرْ
وأن تَرَى عينُك العليَّةُ من / تحت شَغافي نصيبَك الوافرْ
فتصرف الشكّ باليقين إذا / بلوتَ سرّي بالفاحص السابرْ
ذاك اعتقادي وإنني لدمِ ال / وفاء إن كنتُ مُدهِناً هادرْ
فاقبل ولا تنس من حفاظِيَ ما / أنت بفضل الحجا له ذاكرْ
واعلم بأني ما اشتقت عهد الصبا ال / عافي ولا سكرة الغنى الغامرْ
شوقي إلى أن أراك أو أشتري / ذاك بإنسان عينيَ الناظرْ
فلا تُصبْني فيك المقادير بال / قاصد من سهمها ولا العائرْ
وزارك المهرجانُ يحمل من / سعدك أَوْفَى ما يحملُ الزائرْ
يومَ أماتوا بالغدر بهجتَهُ / وأنت منه رعايةً ناشرْ
أتاك في الوفد يعتفي روضَك ال / غضَّ ويعتامُ بحرَك الزاخرْ
فاجتلِ منه المبرِّزَ الحُسْنِ في ال / عين وفزْ بالمبارَك الطائرْ
خنساءُ همّي وذكُرها أنسي
خنساءُ همّي وذكُرها أنسي / إذا أمانيَّ حدَّثتْ نفسي
وساوس بين خاطري وفمي / أصبح أهذي بها كما أمسي
حتى لظنَّ الأقوامُ أنّيَ مم / سوسٌ وما بي إلاَّك من مسِّ
كم دعوةٍ يشهدُ الحفيظُ على / خلوصِ سرِّي بها من اللَّبسِ
يا رب إما أن ضمَّني وصلُ خن / ساء إليها أو ضمني رمسي
هبَّتْ ومنها الخِلابُ والخَدعُ
هبَّتْ ومنها الخِلابُ والخَدعُ / تأخذ مني باللوم أو تدعُ
لأهُبة السيرِ لا تطيرُ مع ال / ذكر بها لوعةٌ ولا تقعُ
لم يختلب جنسَها الوداعُ ولا اه / تزّت لها خَلف ظاعنٍ ضِلَعُ
قبلك أعيتْ عواذلي أُذني / أيّ صَفاةٍ بالعذل تنصدعُ
في سلف الرائحين جائرةٌ / تُسمَعُ أحكامُها فتُتَّبَعُ
لها سوادا قلبي وطرفي فما / يغرب فيها دمعي ولا الجزعُ
حوراءُ ودّ الظبيُ المكانَ الذي / تنظرُ منه والظبيُ مرتبِعُ
صحَّحَ رِقِّي حبُّ الوفاء لها / ومهجتي في لحاظها قِطَعُ
بانت بحلو المنى وعيشي وآ / تي العيش ماضٍ لو كان يُرتَجَعُ
وعلَّمتْ طيفَها الصدودَ وقد / كنتُ بإفك الأحلامِ أقتنعُ
وليلةَ النَّعفِ والسُّرَى آمرٌ / بالنوم والشوقُ زاجرٌ يَزَعُ
أكرهتُ عيني على الكرى أرقب ال / طيف ونومي أُولاه ممتنِعُ
فما وفت شيمة ملوّنةٌ / تُستنّ في غدرها وتُبتدعُ
حتى تمنيتُ لو سهرتُ مع ال / ركبِ وودّ السارون لو هجعوا
شيَّبني قبل أن كبِرتُ له / حبٌّ لظمياءَ ناشىءٌ يَفَعُ
يأخذ ما تأخذ السنون من ال / جسم ولا يترك الذي تدعُ
آهِ لشمطاء لا هي الشعر / برأسي ولا هي الصَّدَعُ
تؤذنني بالمدى وتخرُقُ من / عمريَ مالا تسدُّه الرُّقَعُ
صحبتُ منها يُبس الرفيق ويا / ليت افترقنا من قبل نجتمعُ
كصاحب البلدة القَواء أخو / ه الذئب فيها وجارهُ السَّبُعُ
قالوا ارتدعْ إنه البياض وقد / كنت بحكم السواد أرتدعُ
لم ينقل الشيْبُ لي طباعاً ولا / دنّسني قبلَ صقله طَبَعُ
نفسيَ أحجَى من أن تُحلَّمَ بال / وعظ وقلبي بالمجد مضطَلعُ
وإن هوى بي أو حطّني حُمُق ال / حظ فهمِّي يسمو ويرتفعُ
صَدَقتُ دهري عنّي ليعرفَني / لو كنتُ فيه بالصدق أنتفعُ
وقلت مِلْ بي عن طَرْق مسألة ال / ناس وقُدني فإنني تبعُ
جرّبتُ قوماً وفاؤهم بارق ال / خلَّبِ لا يُمطرون إن لمعوا
في العسر واليسر يمنعون فإن / أعطَوا تمنّيت أنهم منعوا
طمعتُ فيهم حتى يئست وما ال / يأس سوى ما أفادك الطمعُ
فاقعد إذا السعي جرَّ مهضمةً / وجُعْ إذا ما أهانك الشِّبعُ
وصاحبٍ كاليد الشليلة لا / يُدفعُ شيء بها فيندفعُ
مشى جواداً معي فحين علا / تجمَّعتْ لي بودِّه ضَبُعُ
حملت نفسي عنه عزوفاً وقد / يَحْمَى فيمشي بثقلِهِ الظَّلِعُ
وقلت بابُ الإله إن ضقت مف / توحٌ وهذا الفضاءُ متَّسِعُ
وفي وفاءِ الحلو الوفاء ابن أي / يوب مَرادٌ كافٍ ومنتجَعُ
مولَى يدِي والحسامُ يُسلمها / وناصري يومَ تخذُلُ الشِّيعُ
علِقتُ منه شَزْرَ القُوَى مَرِس ال / فتل وحبلُ الآمال منقطعُ
أبلج يعدي الدجى سناه فتب / يضُّ إذا خاضها وتنتصعُ
راض العلا قارح العزيمة واس / تظهر حتى كأنه جَذعُ
مسدّد النطق مستريبٌ بما / قال من الحق آمنٌ فزِعُ
يُطلعهُ نجدَ كلِّ مشكلةٍ / رأيٌ وراء الغيوبِ مطَّلعُ
عنَّ على قدرةٍ وجادَ وجو / وُ الجدي جعدُ الأرواح منقشعُ
وشد منه مُلكُ الإمامين جل / دَ المتن لا عاجزٌ ولا ضَرِعُ
ينصح للّهِ والخلافةِ لا / يرفع في شَهوةٍ ولا يَضعُ
وزارةٌ مذ أتيتَها عاشت ال / سُنَّةُ فيها وماتت البدعُ
تشهد لي أنها اليقينُ قضا / يا اللّهِ والمسلمون والجُمَعُ
وزَرتَهم وارثاً اباك فما ار / تابوا بما أصَّلوا وما افترعوا
واغترسوا عِرقَك الكريمَ فما / أطيبَ ما استثمروا الذي زرعوا
كان اصطناعاً على تمنّعه / منهم بمن قدَّموا وما اصطنعوا
كنت لساناً يقضي إذا نطقوا / قضاءَ أرماحهم إذا شرعوا
وسنَّةً تدفع المخالفَ عن / دعوتهم مذ همُ بك ادّرعوا
فضلٌ طريف منه ومتَّلِدٌ / تنقُلُه حاكياً وتخترعُ
وحّدك الناسُ في الدعاء ولو / ثنَوَّا لضلّوا إفكاً ولو جَمَعوا
وأطنب المادحون فيك بما / صاغوا من السائراتِ أو رَصَعوا
ولم يقولوا إلا بما علموا / ولا روَوا فيك غيرَ ما سمِعوا
فليبقَ للناس منك من أطبقَ ال / ناسُ عليه في الفضل واجتمعوا
ولتجتنب ربعَك الخطوبُ وفي / قومٍ مَصِيفٌ لها ومُرتَبعُ
وليغشَ منك النيروزُ أكرمَ مَن / حطَّ إليه الوفودُ أو رفعوا
يومٌ جوادٌ حكاك حتّى على ال / تُربِ حُلى من جداه أو خِلعُ
يعطيك بُشرى الخلودِ ما طفِقت / تحتجبُ الشمس ثمّ تطَّلعُ
وليفدِ كفّيك مغلقُ اليد مخ / فورُ النواحي بالبخل ممتنعُ
ما عنده في المهمِّ يطرقُه / جدٌّ ولا بالندى له ولعُ
عثرتَ يومَ العذَيبِ فاستقلِ
عثرتَ يومَ العذَيبِ فاستقلِ / ما كلُّ ساعٍ يُحسُّ بالزَّلَلِ
ما سلِمَتْ قبلك القلوبُ على ال / حُسن ولا الراجمون بالمقلِ
راحوا بقلبي وغادروا جسداً / أعدى بِلاه ربعَ الهوى فبَلي
وقفتُ فيه ولا ترى عجباً / كطللٍ واقفٍ على طللِ
سل إخوتي في قصور فارسَ عن / أخٍ عزيز يُضامُ في الحِلَلِ
يا قوم إن العذيبَ بعدكُمُ / يأخذني بالطوائل الأُوَلِ
لا تطلبوا في طُلى الرجال دمي / إنّ دمي في غوارب الإبلِ
كأنها بالحمُول واطئةٌ / صفحةَ خدّي تمشي إلى أجلي
يا عجباً صادني عناداً على / وجرةَ ظبيٌ يصاد بالحيلِ
مدَّ حبالاً من الذوائب واس / ترهف يرمي نَصلاً من الكَحَلِ
ما اختصَّ مني السَّقامُ جارحةً / على جهاتي أغراضُ منتبلي
إذا لحاظي لجسمِيَ امتعضتْ / من الضنا قال قلبِيَ احتملِ
كلّ عذابِ الهوى بُليتُ به / ولو كُفيت الملامَ لم أُبَلِ
قد اشتفى الدهرُ من قساوته / وما اشتفى العاذلاتُ من عذلي
يا قِصَر الليل دمْ لنائمه / فالليلُ لولا السهاد لم يطُلِ
أحال دمعي لونَ السواد من ال / عين ولونُ الظلام لم يحُلِ
وأنكرتْ عينيَ النهارَ من اع / تياد ليلاتِ همّيَ الطِّوَلِ
ظاهرَ ثوباً من السلامة لي / فوقَ أديمٍ محلَّمٍ نَغِلِ
يَسقِينيَ الصابَ إن وصفتُ له / ظماءةً من إدواة العسلِ
مبتسم لي من غير ما مقةٍ / ما كلّ لحظٍ بالماقِ عن قَبَلِ
إذا استجدَّتْ له ثيابُ غنىً / رحتُ بثوبٍ من غدره سَمَلِ
يرى بعينيه كلَّ منصدع / يُرأبُ إلا ما سدّ من خِللي
يرى ذهابَ الساداتِ سوّده / إن التفاني وسمٌ على الغُفلِ
قلْ للئيم يضمّ راحته / خوف سؤالي أُعفِيتَ فاعتزلِ
كفَفتَها تَرهبُ العطاءَ فما / أحسنَها لو تُكفُّ من شلَلِ
عهدي بمال الجواد يأمنني / فكيف قد خفتني مع البخَلِ
ما لك ترتاع للسماع إذا / سِيل أُناسٌ وأنت لم تُسَلِ
غضبان تبغي شرّي بلا تِرةٍ / ولا يدٍ أنت ربُّها قِبَلي
يُذَمُّ مسترجِعُ النوالِ فهل / تكون مسترجعاً ولم تُنلِ
يا عاقداً صبوةَ الحسان إلى ال / حاجات حرصاً بغارب الجملِ
يطلبُ ما أمهلَ القضاء به / من الغنى في سَفارة العجَلِ
حيرانَ يُضحي على أمانٍ من ال / أرض ويُمسي منها على وجلِ
حَطَّ وقد أعتمتْ مذاهبُهُ / ينظر رُشْداً أقمرتَ فارتحلِ
هذا عميد الكفاة نارُ قِرى ال / ليل وكشّافُ أوجهِ السُّبُلِ
دلَّ على جوده تبسُّمُهُ / والشرقُ يشرَى بالعارضِ الهطلِ
أبلجُ وافٍ سربالُ سوددِهِ / على سرابيلِ قومِه الفُضُلِ
فات به أن تداس حلبتُه / سنُّ فَتِيٍّ ورأيُ مكتهلِ
قرّ وما أُلقيتْ تميمتُه / وساد في عشر عمره الأُوَلِ
مستيقظ الظنّ ألمعيٌّ إذا / أخلفَ ليلُ النَّوّامةِ الوَكلِ
يكاد من طاعة الوِفاق له / يُصلح بين الجَنوبِ والشَّمَلِ
صحّت له في الندى بصيرتُهُ / فما يَردُّ السؤالَ بالعِللِ
وعاقَد الغيثَ أن يساهمه ال / جودَ بكفٍّ محلولةِ العُقُلِ
من معشرٍ شاب مجدهم في صبى ال / دهر وداسوا أوائلَ الدوَلِ
إذا هوى الناسبون في صَببٍ / تطلَّعوا من ذوائب القُلَلِ
خلّوا عن المال أيدياً وَهبُوا / منها مكانَ الأموال والقُبَلِ
يُصبح رزقُ الأنام تحت يدٍ / منهم وثقل الدنيا على رجُلِ
كلّ غلامٍ ضربٍ يخفّ إلى ال / ضرب خُفوفَ الصَّنَاع للعملِ
لو شاء مما طالت حمائله / مسّ قياماً ثَعالبَ الأسلِ
شابَهَ طيبُ الوِلاد بينهُمُ / وَفقَ الأنابيبِ في القنا الذُّبُلِ
محمدٌ كالحسين سبقاً إلى / غايتِه والحسينُ مثلُ علي
يبغي مساعيك متعبٌ يدُهُ / تفتُلُ حبلاً لشاردِ الإبلِ
وما جنت خيبةً كرِجلِ فتىً / يمشي على النار غيرَ مشتعِلِ
أنعمتُمُ لي خوض الرجاء وقد / كنت أُحلّا منه عن البللِ
وزاد شِعري فيكم على فِكَري / مزيدَ إحسانكم على أملي
لكنّه يقتضي مكارمَكم / تعجيلُها ما يفوت بالمهلِ
وأن أكون الشريكَ في جمّة ال / ماءِ كما قد شُركتُ في الوشَلِ
كلّ يدٍ في مديحكم غُمستْ / غيرَ يدي فهي كفُّ منتحلِ
وكلّ قلب بعدي أحبَّكُمُ / قلبُ دخيلِ الودادِ منتقِلِ
كم جَلوةٍ حُلوةٍ زففتُ لكم / فيها هَدِيّاً من خاطرٍ غزلِ
كالشمس يأتيكم الصباحُ بها / عذراءَ حتى تُجلَى مع الطَّفْلِ
طيّبة الرُّدنِ بالذي ضمنت / من سيرةٍ فيكمُ ومن مثلِ
تُكثِر مع حسنها الوصالَ فما / أخشى عليها إلا من المللِ
أثقلتُمُ حملَ جيدها فإن از / دادت فللفخر ليس للعطَلِ
كم حاسدٍ قد مشى الضَّرَاء لها / لما استقامت برأيه الخطِلِ
رجا بما قال عندكم وَزَراً / يُنجيه من غيظه فلم ينلِ
لو لم توسّع له مسامعكم / ما طمع الصّلُّ في فم الوعلِ
يقُصُّ إثرَ الشذوذِ يلتمس ال / عيبَ وينسَى الإحسان في الجملِ
له إذا امتدّ باعُ همّته / ذكرِي بالعيب والمحاسنُ لي
كفى احتقاراً تركي إجابتَه / لو كان ممّن يُجابُ لم يقُلِ
راشَ نبالاً في جفنه ورمَى
راشَ نبالاً في جفنه ورمَى / ظبي بجَمع ما راقبَ الحَرما
بحيثُ كفّارة القنيصِ من ال / وحش دمٌ طَلَّ للأنيس دَما
شنَّ مغيراً على القلوب فما / ينهض ثِقلاً منها بما علِما
يا قرّبَ اللهُ يومَ تُقصِي الدُّمى ال / بيضُ ظِباءً بمكةٍ أُدُما
أسهَمهنَّ اللصوقُ بالنسب ال / ضارب في يعرُبٍ وإن قدُما
إذا اعتزى باللسان منتسبٌ / سفرنَ ثم انتسبن لي فسما
أو سُلِّم الحسنُ للبياض لما / عُدَّ شفاءً بين الشفاه لَمَى
قل بِمنىً إن أعارك الرشأُ ال / نافرُ سمعاً أو قلتَ ما فهِما
تحصبُ يا راميَ الجِمارِ بها ال / أرضَ فقلبي لم يشتكِ الألما
نحّاك قلبٌ لا يُحسِن الصفحَ عن / جُرمٍ ووجهٌ لا يعرف الجُرُما
بأيِّ دَيْنٍ لم تلوِ يومَ مِنىً / وأي دِينٍ عليك قد سَلِما
كادت قريشٌ ترتدُّ جاهلةً / لما تمثّلتَ بينهم صنَما
أستخلفُ اللهَ والضَّنا كبِداً / ضامنُها ما وفَى وما غَرِما
يا لزَماني على الحمى عجباً / أيُّ زمان مضى وأيُّ حمى
كان الهوى والشبابُ نِعْم القري / نان وكان الشبابُ خيرَهما
يرمي بعيداً وإن أساء له / دهري ففوداي منه ما سلِما
شبَّ علىَّ المشيبُ بارقةً / كان شبابي لنارها فَحمَا
لو صُبِغتْ بالبكاء ناصلةٌ / دام شبابي مما بكيتُ دما
قامت تَألَّى ما شاب من كبر / خنساء بَرَّتْ وأُكرِمَتْ قَسَما
لا تسألي السنَّ بالفتى وسلي ال / همَّ وراءَ الضلوع والهِمَما
كم عثرةٍ لي بالدهر لو عثَر ال / هلالُ طفلاً بمثلها هَرِما
ركوبيَ الدُّهْمَ من نوائبه / بدّل شُهْباً من رأسيَ الدُّهُمَا
طال ارتكاضي أروم إدراك ما / فات وأبغي وِجدانَ ما عُدِما
أنشُد حظّاً في أرض مَهلكةٍ / تخبِط عيني وراءَه الظُّلَما
مقلقَلَ الهِّم بين هلْ وعَسَى / رِجْل المنى أو تَسُدَّ بي الرَّجَمَا
إمّا تَريْني بعد اطرادِي وتث / قيفي بجنب الكُعوب منحطما
فالسيفُ لا يصدُق القضاءُ له / بالعين إلا ما فُلَّ أو ثُلما
وإِن تدبَّرتِ بعد بحبُوحَة ال / عزّ محلّاً من الأذى أَمَمَا
يُبْلِغُني إِمرةَ الأمير وإن / جار وحُكمَ المولَى وإن ظَلَما
فالماء قد يسكُنُ السحابَ وين / حطُّ أواناً فيسكنُ الإرَما
اللهَ لي من أخٍ علِقتُ به / أوثقَ ما خلتُ حبلُه انجذَما
شَدَّ يديه عليَّ أعجفَ مع / روقاً وخلَّى عني أن التَحما
واصلني مصفَرَّ القضيب فمذْ / رَفَّ عليه غصنُ الغنى صَرَما
واعتاض عنّي كلَّ ابن دنيا أخي / حرصٍ يرى الغُنمَ فضلَ ما طَعَما
ينكُص عند الجُلّى فإن أبصرال / جفنةَ ملآى استشاط فاقتحما
لا ذو لسان يوم النديِّ ولا / مقياسُ رأيٍ إن حادثٌ هجما
ما لك يا بائعي نقلت يداً / تأكلُها عند بيعتي ندَما
حلفتُ بالراقصات تُجهَد أع / ناقا خُفوضاً وأظهراً سُنُما
تحسَبُ أشخاصَها إذا اختلطتْ / بالأَكَم الوُقْصِ في الدجى أَكَما
كلّ تَروك بالقاع سَقْباً إذا / لوتْ إليه خيشومَها خُرِما
تحمِلُ شُعْثاً إذا هُمُ ذكَروا / ذخيرةَ الأجر غالطوا السأَما
حتى أناخوا بذي الستورِ ملب / بين بأرضٍ كادت تكون سَمَا
لأنجبتْ بطنُ حامل ولدتْ / محمداً وابنَ أمِّه الكَرَما
يا أرضُ فخراً أخرجتِ مثلَهما / نَعَمْ تملَّيْ محسودةً بهمَا
واعتمدي منهما مباهِلةً / على عميدِ الكفاةِ فهو هُما
خيرُ بنيك الفحولِ من سلَّم ال / أمر له شِيبُهم وما فُطِما
وهبَّ مضمومةً تمائمُه / بعدُ وتسويدُه قد انتَظَما
لم ينتظر بالوقار حُنكتَهُ / ربَّ حليم قد شارفَ الحُلُما
ما زال يُزري بديهةً بالروِي / يَات ويُنسِي حِدثَانُه القُدَما
حتى ظننا شبابَه من وفو / رِ الرأي شَيباً في وجهه كُتما
أبلجُ يحذيك سافراً خلقةَ ال / بدر وخيطَ الهلال ملتثما
يدير في الخطب عينَ فتخاءَ لا / تعرف إلا من كسبها الطُّعُما
لواحظٌ كلُّها نجومٌ إذا / كانت لياليه كلُّها عَتَما
يرمِي بقلبٍ وراءَ حاجته / أصمع لا يستشير إن عزَما
لا يُسرع القولَ في سكينته / ولا ينزِّيه طارقٌ غَشَما
لو ركِبَ العجزُ للعُلوق به / ناصيةَ البأسِ لم يجد لَقَما
سدُّوا به ثُغرةً من الملك لا / ينهضُ منها بانٍ بما هَدَما
واسعةُ الفرج أعضلتْ زمناً / على الأواسي والداءُ ماحُسما
فقام حتى استقام مائدها / باللطف لا عاجزاً ولا بَرِما
لم يستعنْ ناصراً عليها ولم / يخجلْ وحيداً فيها ولا احتشما
إذا الوغى أشمطت رؤوسَ بني ال / حربِ فلَوْا بالصوارم اللَّمَمَا
كلُّ غلام يُرجَى إذا اشتطَّ غض / بانَ ويُخشى بَكراً إذا ابتسما
من آل عبد الرحيم قد وصل ال / لَهُ لبيتيه بالعلا رحِما
بنتْ عليه قبابُ فارسَ أف / لاكاً رسَى أصلُ عزِّها وسَما
مجدٌ قُدامَى وخير مجدَيْك ما اس / تسلف صدرَ الزمان أو قدُما
يا سرحةً من ثمارها حسبي / لا خفرتك البروقُ ذمَّةَ ما
اِلتفَّ عيصي بعِيصكم فغدا / ودّي خليطاً بكم وملتحما
حرَّمتموني على السؤال فما / أحفِل أَعطَى المسؤولُ أو حرَما
وصار تُربي الريَّانُ يضحك إن / أبصرَ تُرباً يستسمح الدِّيَما
فما أبالي أجارَ أم عدل ال / رزق بأيْمان غيركم قُسِما
كنتُ جموحاً على المطامع لا / يلفتُ رأسي مالٌ ثرَى ونَمَى
تحت رِواق القنوعِ لو هجر ال / ريقُ لِثاتي لما شكوتُ ظما
لا يطمع الدهرُ في رضاي ولا / يُسخطني إن أَلام أو كَرُما
وكلُّ سامٍ رامٍ بهمّتهِ / يرَى مديحي كما يَرى العُصُما
فَرُضتُموني بألسن وبأخ / لاقٍ ليانٍ أصبحن لي لُجُما
فكلُّ راقٍ منكم بنفثتِهِ / لم يُبقِ منّي بحبّه صمما
درّبتمُوني يداً بأن أقبلَ ال / رفدَ وأن أمدح الرجال فما
فسَحتُمُ في مَضيقِ صدري وأف / صَحتم لساني من طول ما انعجما
فمِن جَداكم عندي ونعمتِكم / أنِّي تعلمتُ أشكرُ النِّعما
وكلّما آد دَينَكم عُنُقي / قضيتُكم عن فروضه الكِلما
كلّ شرودٍ لا تشتكي عضَّة ال / دَهر إذا أُنصِبتْ ولا الخُزُما
تجري بأوصافكم كما يقطع ال / سيلُ بطنَ الوِهادِ والأُطُما
في كلّ أرض لمجدكم علَمٌ / ونارُ مجدٍ قد أُركبت عَلما
تَنشُر ما بين مشرق الشمس وال / غرب رياحاً لأرضكم فُغُما
والشأنُ في أنها بواقٍ على ال / دهر إذا كان أهلهُ رِمما
ملأتُ فيكم بها الطروسَ وما / تشكو كَلالاً يدي ولا سأما
قد شَرعَتْ مذهباً لكم نَسخَ ال / شعرَ على المحدَثين والقُدَما
لو نَبشتْ عن صَدَى زُهيرٍ زقا / يحلِفُ أن قد فضلتُمُ هَرِما
فاقتبِسوا من جلالها سِيرَ ال / أمثال فيكم وطالِعوا الحِكَما
أو لا تبالوا إذا هي انعطفت / لكم بشعر إن صدّ أو صَرمَا
راعوا لها حُرمة التقدّم وال / ودّ وضموا أسبابَها القُدُما
ووفِّروا حظَّها لمجتهدٍ / أكَّد فيها الحقوقَ والذِّمما
مستبصر القلبِ واللسانِ فما / يقول فيكم إلا بما علِما
عقدُكُمُ لي أصحُّ من أن يَرى ال / ناسُ بحالي في مُلككم سَقَما
اُنظرْ معي فهْي نظرةٌ أَمَمُ
اُنظرْ معي فهْي نظرةٌ أَمَمُ / أعَلَمُ السفحِ ذلكَ العلَمُ
أنت بريءً ممّا تُشَبِّهُهُ ال / عينُ وطرفي بالدمع متَّهَمُ
يُطربني اليومَ للمنازل ما / أسأَر عندي أيّامُها القُدُمُ
ويَطَّبيني على فصاحةِ شك / واي إليها ربوعُها العُجُمُ
عليّ يا دار جهدُ عيني وما / عليّ عارٌ أن تبخلَ الدِّيَمُ
لكِ الرضا من جِمام أدمعِها / وذمُّها إن سقَى ثراكِ دمُ
أما وعهدِ الغادين عنك وأش / جانٍ بواقٍ لي فيكِ بعدهُمُ
وما أطال الصِّبا وأعرضَ من / عيشٍ كأن اختلاسَه حُلُمُ
وسرِّ حُبٍّ قد سار عندَكِ في / أمانةِ التُّرب وهو منكتِمُ
ما كان ما قاله المُسِرُّون عن / ريم وعنّي إلا كما زعموا
هل هو إلا أن قيل جُنَّ بها / نَعَمْ على كلّ ما جَنَتْ نَعَمُ
كفَى بلوم العُذّال أنهُمُ / عابوا فقالوا بضدّ ما علموا
وأنّ شقّ العصا لهمْ ولها / طاعةُ قلبي تقضِي وتحتكمُ
ليت الذي لام في الغرام بها / مكانَ داست من نعلها القَدَمُ
آهِ لبرقٍ بجنبِ كاظمةٍ / هبَّ فقالوا هيفاءُ تبتسِمُ
وطارق زار يركب الشُّقَّة ال / طولى وليلِي بحاجر فَحَمُ
يستكتم الليلَ وجهَهُ وسُرى ال / أقمارِ مما لا تكتُمُ الظُّلَمُ
فكان منّي مكانَ يرتقبُ ال / خليعُ تحت الدجى ويحتشِمُ
بتنا وأطواقُنا يدٌ ويدٌ / ورُسْلُ أشواقِنا فمٌ وفَمُ
يَلُفُّني الغصنُ أو تضاجعني ال / دميةُ أجنِي طوراً وألتزمُ
حتى إذا الفجر كان خيطيْنِ أو / كادت عقودُ الجوزاء تنفصمُ
غارت على أختها الغزالةُ فاس / تيقظتُ لا بانةٌ ولا صنَمُ
عادٌ من الدهرِ مرَّةً إن وفا / خانَ وإنْ مَنَّ عادَ ينتقمُ
ما أشبه الناسَ بالزمان وما / أقلَّ فَرقاً بالغدر بينهمُ
كنتُ ألوم الإخوان شيئاً إذا ال / تاثوا وأشكوهُمُ إذا صَرَموا
وأحسب البخلَ والسماحة لي / غايةَ ما في العُقوق عندهُمُ
فاليوم لثمي في ظهر كلّ يدٍ / ليس دمي من بنانها العَنَمُ
يا دينَ قلبي من مالكين له / بالودّ حلفُ الشقاء عبدُهُمُ
يحفظهم خائنين عهدي ودَا / نِين وفي وُجدِهم وإن عَدِموا
وهم جفاءً عليّ أفئدةٌ / صخرٌ وجورٌ صِرْفٌ إذا قسَموا
لا نوبُ الدهرِ حينَ تطرُقُهم / تُنصفني منهم ولا النِّعَمُ
عندهم الغدرُ بي على القُلِّ وال / كُثر وعندي الوفاءُ والكرمُ
لي بعضُهم غيرَ خالصٍ ولمن / دامَجهم خالصين كلُّهُمُ
بين فؤادي فيهم وبين فمي / شواجرٌ في الحِفاظ تختصمُ
فالقلبُ فيهم خالٍ من الذمّ وال / عَتبُ عليهم فيَّ يزدحِمُ
يا ربِّ هب لي يقظانَ منهم إذا / ناموا وعدلاً في الود إن ظلَموا
واسمح لنفسي بحفظ نفس ابن أي / يوبَ فما ذاك في الإخاء هُمُ
أبلج خاضت بي الدجى غُرّةٌ / منه وداست بيَ العلا قدَمُ
برٌّ وحظّي المقسومُ لي من بني / أمّي عُقوقٌ ومن أبي يُتُمُ
فاستنصرتْه ليَ العلا فوفتْ / كفٌّ يمينٌ وصارمٌ خَذِمُ
وقام دوني لا عامل الرمح مر / دود ولا السابريّ منحطِمُ
تأبَى له نفسه وطينتُهُ / أن يُتقاضَى أو تخفرَ الذِّمَمُ
وشيمةٌ حرة مضى معَها / والمرءُ حيث ارتمت به الشيمُ
لا طائش الحِلم إن هفا الطيشُ بال / ناس ولا ضيِّقٌ إذا برِمُوا
من معشر يشكرون إن رزقوا / أو يحسنون الظنون إن حرموا
قروم دُنيا يغشون شدّتها / مَسَاكِناً لا تُلينها القُحَمُ
كل عتيق البُزُول ملتحم ال / جُلْبَةِ تعيَا برأسِهِ الخُطُمُ
لا يملك الرحلُ أكلَ غاربِه / ولا يعفِّي أوبارَهُ الجلَمُ
شادوا على مجدهم بيوتَهُمُ / وما بنى المجدُ ليس ينهدمُ
لا عُطِّلتْ منك سُبْلُ سؤددِهم / تنهجُ آثارَها وتلتقِمُ
ولا عدِمتَ الفضلَ الذي شهِدتْ / لك العلا فيه أنك ابنُهُمُ
واستقبلتك الأيّام تجبُرُ من / جِراحِها سالفاً وتلتحِمُ
تسفِر عن أوجه السعود التي / كانت حياءً بالأمس تلتثمُ
يشفَعُ في ذَنبها إلى عفوك ال / نيروز فاصفح وإن طغى الجُرُمُ
فاقبل ضماني فإنها لك بع / د اليوم فيما ترومُهُ خَدَمُ
واسمع على الاختصار طارقةً / لها طوالاً سوالفٌ قُدُمُ
أخَّرها الدهرَ عن بلوغ مدا / هُنَّ وهمٌّ ماتت له الهِمَمُ
ونُوَبٌ تُلجِم الفؤادَ إذا ال / ألسن كفَّتْ غُروبَها اللجُمُ
والقولُ يُجنَى من القلوب فإن / غاضَ دمُ القلبِ صَوَّحَ الكِلمُ
مَن مُوصلٌ بالسؤال والقَسَمِ
مَن مُوصلٌ بالسؤال والقَسَمِ / إليّ عِلماً عن دارة العَلمِ
أُحدوثة تنسَخ الغليلَ فيل / تام من القلب غيرُ ملتئمِ
هيهات نجدٌ والمخبرون به / قلَّ عَناءُ السؤَال من أممِ
ليس سوى نفحِة الصَّبا لك أو / لمحةِ برقٍ بالغور مبتسمِ
وخادعاتٍ وهْناً يصانعك ال / ليلُ بها من كواذب الحُلُمِ
تطرُقُ لقطَ القَطاةِ خائفةً / مكايدَ الراصدين في الطُّعُمِ
نمتُ لها نومةَ المُريب وأص / حابي هجودٌ من جانبَيْ إِضمِ
والليلُ تسري نجومُه الشهبُ في / جحافلٍ من خيوله الدّهُمِ
فزارنا قُرِّبَتْ زيارته / من آنسٍ بالظلام محتشِمِ
يعرف رحلي من الركاب برجْ / عات التشكِّي وأنّةِ السَّقمِ
ثم دنا جاذباً عِطافِيَ وال / خوفُ يلوّي منه فقال قمِ
قم لي فلولاك لم أجُبْ خطراً / قلت ولولا سراكَ لم أنمِ
أُكرومةٌ للدجى وهبت ذنو / ب الصبح فيها لشافع الظُّلمِ
وعارضٍ تصبح البلادُ به / في نعمةٍ من مواهب الديَمِ
عدَّلَ حتى تلاحق الحَزنُ بال / سهل وسَوّى الجِفارَ بالأُطُمِ
راخَى له المِرزمانِ وانشالت ال / عقربُ عن كلِّ هاجم عَرِمِ
يوغِلُ في الأرض ماؤه مُولِداً / منها بطونَ الحوائِل العُقُمِ
ترى القراراتِ منه رافلةً / في أزُرٍ من عمائم الأكَمِ
تقولُ عنه الرياضُ مفصِحةً / أحسنَ ما قال شاكرُ النِّعمِ
كأنما الله قبلَه قطّ ما / قلّد أرضاً صنيعةً لسُمِي
تعبث آثارُه بمُشعرةِ ال / أعضادِ قرعَ الجنُوبِ واللِّممِ
قد أكلَ الجدبُ أطيبيها فلم / يَبقَ سوى رسمها لمرتسمِ
بعيدة العهدِ بالعشيب من ال / أرض ورقراقِ مائها الشَّبمِ
تنهضُ أشباحُها النواحلُ في / حاجاتنا بالجسائم العُظُمِ
تطلب من ذي الرياستين قَرَا ال / ركبِ ونارَ القِرَى على العلَمِ
وعزّةَ الجارِ في ربيعةَ وال / دارِ وأمنَ الحمام في الحرَمِ
والقائلِ الفاعلِ الذي سِيط جُو / دُ العُرْبِ منه بطيبة العَجَمِ
تزجرها باسمه الحُداة فتن / قاد بغير الخِشاشِ والخُطُمِ
فخَلِّ عنها لسّاً ومَضمضَةً / ثم استقِمْ في السُّرى بها ورُمِ
فاليومَ ترعَى وادي الغضا وغداً / ترعَى بنعماه واديَ الكرمِ
يبلُغنَ لا ضَيِّقَ الخِناق من ال / عَيِّ ولا مسنداً من السأمِ
ولا قصير الإزار إن جذبَ ال / جدبُ بأذيال خائِض القُحَمِ
أملس لا تعلَقُ العيوبُ به / معطَّر العِرض أبيض الشِّيَمِ
غضبان مما غار الأبيُّ له / وفي الرضا شُهدةٌ لملتقمِ
إما ترى ما لديه قسراً فخذ / عنه وإما سألت فاحتكمِ
عسفاً ولطفاً ويجمع الماء وال / نار غرار المهنّد الخَذِمِ
جاد فقال اللّوام حسبُك فاز / داد فقالوا ياليت لم نَلُمِ
وذوّقوه العقبَى فقال لها / عُدّةُ صبري وجامعُ الرِّممِ
أعجبُ من عاملِ الرزق عدوٌّ / قاسمُ الرزق غيرُ متَّهمِ
لله والمجدِ والحفيظة وال / عزائم العالياتِ والهممِ
ما ضُمِّنَتْ من أبي المعالي حُبَى ال / دستِ وأدَّتْ جوامعُ الكَلمِ
وربّ عوصاءَ تعصِب الفمَ بال / ريق وتهفو بالناطقِ الخصِمِ
نافرةِ الجانبين مبهمة ال / وجهِ على جامع ومنتظمِ
عزَّت على القائلين وهي له / تَذِلُّ بين اللسان والقلمِ
تفعل خرساءَ في صحائفها / فعلَ زئير الآسادِ في الأجَمِ
كأنه من ردَى النفوس بها / يكتبها في طروسها بدمِ
فضائل إرثها ومكسبها / له بحق الحِدْثانِ والقِدمِ
ياابن المحامين عن حقائقهم / في الصبح والمطعمين في العَتَمِ
والضاربين العدا بحدّهِمُ / والبالغين المدى بجِدّهِمِ
مشى على الدهر ملكُكم يفعاً / وعانِساً مشرِفاً على الهرَمِ
ورضتُمُ أظهُرَ الليالي المقا / ديمِ وطُلتُم سوالفَ الأُمَمِ
قد أصلح الناسَ سعيُكم لهمُ / وأفسد الناسَ لطفُكم بهِمِ
وقلَّبتْكم أيدي الملوك فلم / يغمِزْ قناكم عارٌ ولم يَصِمِ
واستصرخوكم مستضعفين على / حربٍ فكنتم أنصارَ ملكهمِ
واستقدحوا رأيَكم فأرشدَهم / والنصحُ حيرانُ والصوابُ عمِي
فلا تزعزعْكم الخطوب ولا / تدخُلْ عليكم صوارفُ النِّعمِ
ولا تزلْ منكم الأساورُ وال / تيجانُ فوق الأكفِّ والقِممِ
شريتكم بالورى فما قرَع ال / غبْنُ بظُفري سنِّي من الندمِ
وصرتُ منكم بحكمِ كلِّ فتىً / منكم لحقّ الوفاء ملتزمِ
دستُ رؤوسَ العدا بمجدكُمُ / وهان هاماتُهم على قدمي
لففتموني بعِيصكم فسرَت / عروقُ عبد الرحيم في رحمي
لكن هَناتٌ تعرو فتلفِتُ عن / حقّي وتُقصي القريبَ من ذممي
وشاغلاتٌ حوادثٌ صَرفتْ / وجوهَكم عن حقوقِيَ القُدُمِ
ألقاكُمُ آنساً فيرجعُ بي / إعراضُكم في ثيابِ محتشمِ
ملالةٌ والمزار غِبٌّ وإق / صاءٌ بلا زَلَّةٍ ولا جُرُمِ
وجفوةٌ لو شربتُها في إنا / ء الماءِ صَديانَ ما شَفى قَرَمي
لم تَرقِها خُدعتي بقولي ولا / فعليَ والسحرُ في يدي وفمي
تشمتُ آماليَ الصحائح في / إشفاءِ حالي فيكم على السَّقَمِ
ويعجَب المجدُ من وجودكمُ / على الغنى قدرةً ومن عَدَمي
وما أقول البحارُ غاضت بأي / ديكم وحالت طبائعُ الدِّيَمِ
لكن عتابي على الحظوظ وشك / واي إليكم تَحيُّفُ القِسَمِ
وأنني في زمان عزّكُمُ / وهو زماني بحالِ مهتضَمِ
كنت أظنّ الأيامَ إن خَدمتْ / إقبالكم أن يكون من خدمي
وأن نيرانكم إذا ارتفعت / أوَّل ما يعتلقن في فَحَمي
وأن تزولَ الدنيا وأنت على / عهدك لي لم تَزُل ولم تَرِمِ
فلا يخبْ ذلك الرجاء ولا / تُهتَكْ مصوناتُ تلكم الحُرَمِ
ولي ديونٌ أُجِّلن عندك قد / أكَلن لحمي وقد شرِبن دمي
فاقض فقد أمكنَتْ وخفِّفْ بها / ظهرَك إن الديون في الذّممِ
واقصِد بها غايةَ الجمال على ال / عادة فيها لا غايةَ القِيَمِ
والبس من المهرجان ضافيةً / في العزّ أذيالُها على القَدَمِ
ينسُجُها السعدُ ما أطال وما / أعرض في الأَسْدِياتِ واللُّحَمِ
معقودةً بالخلود طرّتُها / فما تقول الدنيا لها انفصِمي
وقابلِ الصومَ أبلجَ الوجه جذ / لانَ وعيِّدْ مؤيَّداً وصُمِ
مَن ناصري والزمانُ لي خصمُ
مَن ناصري والزمانُ لي خصمُ / ومنصفي والطبيعةُ الظلمُ
وعاذري من عُزوف نفسِيَ وال / همَّةُ غصنٌ ثمارُه الهمُّ
في كلّ يومٍ سعيٌ بلا ظَفَرٍ / يَقعدُ همّي وينهضُ العزمُ
وحاجةٍ في العلاء أطلبُها / عند غريمٍ قضاؤه غُرمُ
أركبُ منها شُهبَ الأماني فتل / قاني الليالي من دونها الدُّهْمُ
ما أولعَ الدهرَ بالفسوق إذا / قيلَ له في يمينك الحكمُ
كأنه يومَ بَرَّ أقسم لا / يكون فيه لفاضلٍ قِسْمُ
أَنِظرْهُ يوما ترِجعْ عوازبُهُ / لكلّ منشورةِ العُرَى ضَمُّ
لا بدَّ من نظرة محلِّقةٍ / يُمسحُ فيها بالراحة النجمُ
لأبلُغَنَّ الذي الرَّغام به / ينبىء أو فيه للعدا الرغْمُ
جُبنَ الدُّجَى مَفرِقا وجئن ولل / صبح عليه صوارم خُذْمُ
كأنها والفلا يموج بها / سفائنٌ جاش تحتها اليمُّ
تَحَسبُ ركبانَها تخُبُّ بهمْ / حُمْشٌ عن الماء حُلِّئت رُثمُ
عنَّ لها والشروعُ حيثُ ترى / أشعثُ باقي قميصه رسمُ
أبو ثلاثٍ بقاؤه أبدا / لهنَّ مع ضُعف رزقه يُتْمُ
تَطرحه راميا بمهجته / في لَهَواتِ المخاوف العُدْمُ
بصيرةٌ بالنفوسِ طاعتُها / على المنايا إذا مضت حَتْمُ
فاستلَّ منها زرقاءَ تثبُتُ في ال / عظم بمتن كأنّه العظمُ
لو لم يعُقها الحرمانُ كان له / وللأيامَى في كسبها طُعمُ
رمَى فأشوَى فانصعن جافلةً / كأنَّ مرأَى شخوصها وَصْمُ
يحفزها سائق عنيفٌ من ال / خوف وفحلٌ سياطُهُ العَذمُ
تُطيعه يومَ خوفها وتعا / صيه خلافا ودارُها سَلْمُ
فهو لها قائدٌ إذا انتشرت / والٍ وتالٍ غداةَ ينضمُّ
تخطو بنا خطوَها نجائبُ لا / يحبِسُها بالعيافةِ السَّجْمُ
تخابط التيهَ لا تُشَقّ لها / تُربٌ ولا يُقتفَى بها نجمُ
يا من رأى بالعقيق بارقةً / تحسرُ منها الرُّبَى وتعتَمُّ
يقدحُ زَندُ الجَنوب جذوتَها / وسُدفةُ الليل تحتها فحمُ
تبتسم الأرضُ وهي كالحةٌ / منها ثغورٌ لها الحيا ظَلْمُ
يُذكِرُني لَمحُها زمانا على ال / خَيْف تَقَضَّي كأنه الحُلْمُ
هل لك بالنازلات دون مِنىً / يا عَلَم الشوقِ بعدنا عِلْمُ
كم وقفَةٍ لي على شَرَافٍ وفي ال / تربِ عِطارٌ وفي الصَّبا سُقْمُ
جرتْ مع الرسم لي محاوَرةٌ / فهمتُ منها ما قاله الرسمُ
كأنّ شِعري أعدَى معاهدَه / فأعربتْ لي عِراصُها العُجْمُ
وباللوى ظبيةٌ مضى عددُ ال / حسن عليها فبدرُها تمُّ
رمتْ فما كذّبتْ مقاتلَه / سهميَّةٌ لحظُ عينها سهمُ
أَطلبُ ودَّ الأيام أظلمها / وهل تسام الوِلاَدةَ العُقْمُ
كيف اعتذارُ الزمان من حُرمةٍ / فِيَّ وفي نفسه له جُرمُ
ليْت كفانِي الإخوانُ أنفُسَهم / فلم يَقُوني الأذى ولم يَرموا
قد سمِع الدهر واستجاب وأن / صاريَ خُرسٌ عن دعوتي صُمُّ
ويدّريني نَبلُ الكلام فلا / أصغِي وفي أضلعي كَلْمُ
ودّ الأعادي وقد نصبتُ لهم / حلميَ طودا لو أنهم عُصْمُ
أعرضَ سمعي فضاع لغوُهُم / ربَّ سَفاهٍ أماته الحِلمُ
يعجَبُ للجهل كيف راخَى لأق / وامٍ ودانَى من خطوه الحزمُ
تحلو لقوم طعومُ ما لهِمُ / وليس للمال عندَه طَعمُ
تمَّ وما أُلقيتْ تمائمهُ / على رجال سادوا وما تمُّوا
واجتمع الطارف التليد له / سنٌّ ثنيٌّ وسؤددٌ هِمُّ
مستيقظٌ ظنُّه يقينٌ إذا / هوّم قومٌ يقينهُم رَجْمُ
حُلوُ جناةِ اللسان مرُّ المُلا / حاتِ ضحوكٌ عِراكُهُ جَهْمُ
جوهرةٌ للصديق جَندَلَةٌ / على العدا لا يلُينُها العَجْمُ
من خيرِ قومٍ أبا وأكرمِهم / أُمّاً أما عابت الأبَ الأمُّ
والمجد ما يستوي جوانبُهُ / فيستوي الخالُ فيه والعمُّ
تشتدّ ألفاظُهم وتخدم أق / لامَهمُ السمهريَّة الصُّمُّ
إذا انتحَوا في عدوِّهم غرضا / بالرأي أصَمْوا من قبل أن يرموا
تُثنَي الليالي بهم إذا جمحتْ / كأنَّ أسماءهم لها لُجْمُ
لهم على كل دولة أثر / كأنه في جبينها وسمُ
إن أخذوا بالذنوب مقترفا / خصُّوا وأن أمطروا ندىً عمُّوا
إذا أخيفوا رموا بخوفهمُ / وراء ما ألجموا وما زمُّوا
بيضُ المجاني تأبَى لهم سمةَ ال / عارِ عرانينُ كالقنا شُمُّ
تُطلِع أزرارُهم شموسَ ضحىً / أهلّةَ الليل فوقها التمُّ
كلّ همامٍ قَرْمٍ إذا اختلفت / ولادة المجد فابنه قَرْمُ
مراقَب الذكر قبل رؤيته / مقبَّلٌ قبلَ كفّه الكُمُّ
أنت نصيبي من الزمان ومف / تاحُ مُناي الرِّغابِ والختمُ
إن أنحلتني أيدي الخطوب ففي / ثراك عزّي ونبتَي الضخمُ
عرَفْتني ساعة انتصابك لي / والناس بُلْهٌ عن قعدتي بُكمُ
واخترتَني قبلَ أن تُسابقَ بي / ولم يَرُضني الشكيمُ والحُزْمُ
فِراسةٌ تكتفي بلمحتها / كالذئب يكفي اقتصاصَه الشَّمُ
يفديك راضون من مراتبهم / بأن يُسَمَّوا فيها ولم يَسْموا
تَريح أعراضهم فلو كتموا / ليستُروا وجهَ لؤمهم نمُّوا
إن قمتَ في مَغرَمٍ تباطَوْا وإن / شعَّثتَ مالاً في سؤددٍ لمُّوا
ومَن بنَى ما بنيتَ في سَرَفٍ / أسرعَ في بيت ماله الهدمُ
تبقَي كعوبُ الرماح سالمةً / ويرتقي في العوامل الحطمُ
لا خالستْ ربعَك الخطوبُ ولا / أغبَّني صوبُ ودِّك السجمُ
ولا تخطَّتْ إليك طارقةٌ / لجُرحها في سعادةٍ كَلْمُ
وباكرتْ ربعَك التهاني بمو / شيٍّ من المدح رصفُه رقْمُ
تحمله في بيوتها كلُّ عذ / راءَ رَداحٍ أردانُها فُعمُ
والدها من أنسابها مضرٌ / وجدّها من آبائها جُشْمُ
ترضاك لو لامست سواك رجم / ناها فحدُّ الحواصنِ الرَّجْمُ
خالصةً فيك لا يخالطها / غشٌّ ولا تحت حمدها ذمُّ
يسمعها حاسدي فيُصغي وفي / أُذْنيه من ثِقْل وقعها صَلْمُ
تسوغُ في حلقه وتُشرقه / بالغيظ فهي الشَّهاد والسُّمُّ
إذا تلاها الراوي رنا نحوه ال / عُمْيُ فأصغى لصوته الصُّمُّ
كأنها كعبةُ القريض فما / يُغِبُّها الاستلام واللثمُ
أسترشِدُ البانُ وهو غضبانُ
أسترشِدُ البانُ وهو غضبانُ / وأسأل البدر وهو غيرانُ
خصمانِ لي فيكِ يا لَغانيةٍ / غِيظَ بدورٌ بها وأغصانُ
فمن رسولٌ إليكِ يُذكِرِك ال / أَيْمان بل أين منكِ أَيْمانُ
أيامَ حَجْرٍ عليكِ في الوجه وال / لِمَّة لي رائع ورَيْعانُ
ذَنْبِيَ في ذمّة الصِّبا وإسا / ءتي بحكم الشباب إحسانُ
إن خَدَعتني حسناء أوصادني / بعد ظباءِ الصَّريم غِزلانُ
فقُلْتُ دهري عدْل القصيّة أَوْ / غير ابن أيوبَ فيهِ إنسَانُ
فِدىً أخي منه حيث لبس أخو / صفوٍ وخلّى وليس إخْوَانُ
مبتسم الوجه وهو متَّهَم / وعاطشُ الودِّ وهو ريّانُ
رُؤياه لونٌ ورأيه لي إذا اس / تشفعتُه في الخطوب ألوانُ
دعُوه لي وحدَه فإن قلتُ ثن / نوهُ فقلبي الوفيُّ خوّانُ
الكَرمُ العفوُ والحِفاظُ معي / أصلانِ منه والمالُ رُجحانُ
والمنبِتُ الطيّب الأرومةِ في / دَوْحٍ لها المكرماتُ أفنانُ
مِن راكبي كاهلِ الفخارِ فهم / والناسُ رَجلَى الأنسابِ فُرسانُ
كأنّ أعراضَهم إذا خَبُثَت / لؤما رياحُ الأعراضِ رَيْحانُ
مورِّثون العلاء مثلك تب / نيه وحفظُ الأحسابِ بُنيانُ
يا من صحا الدهرُ حين أعَلقني / منه اختصاما والدهرُ سكرانُ
اسمع لِبكرٍ كأنّ سامعَها ال / وقورَ مما يخفُّ نشوانُ
تودُّ فيها العيونُ سيدةُ ال / أعضاءِ لو أنهنّ آذانُ
تأتيك كُثْراً أُولَى كتابيَّةٍ / في الحسن والمنجباتُ أقرانُ
على رؤوس الأعيادِ حِليَتُها / وهْي ملوك الأيام تيجانُ
ما فاتها النحرُ بالزيارَة فال / غديرُ وقتٌ لها وإبّانُ
فاحظَ بها واكسُهُ الجمالَ بها / فكُلُّ يومٍ فاتته عُريانُ
يُنقِّصُ الدهرُ كلَّ زائدةٍ / وأنت لا يعتريك نقصانُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025