المجموع : 3
طافَت أُسَيماءُ بِالرِحالِ فَقَد
طافَت أُسَيماءُ بِالرِحالِ فَقَد / هَيَّجَ مِنّي خَيالُها طَرَبا
إِحدى بَني جَعفَرٍ بِأَرضِهِم / لَم تُمسِ مِنّي نَوباً وَلا قُرُبا
لَم أَخشَ عُلوِيَّةً يَمانِيَّةً / وَكَم قَطَعنا مِن عَرعَرٍ شُعَبا
جاوَزنَ فَلجاً فَالحَزنَ يُدلِج / نَ بِاللَيلِ وَمِن رَملِ عالِجٍ كُثُبا
مِن بَعدِ ما جاوَزَت شَقائِقَ فَالدَه / نا وَغُلبَ الصُمّانِ وَالخُشُبا
فَصَدَّهُم مَنطِقُ الدَجاجِ عَنِ العَه / دِ وَضَربُ الناقوسِ فَاِجتُنِبا
هَل يُبلِغَنّي دِيارَها حَرَجٌ / وَجناءُ تَفري النَجاءَ وَالخَبَبا
كَأَنَّها بِالغُمَيرِ مُمرِيَّةٌ / تَبعي بِكُثمانَ جُؤذَراً عَطِبا
قَد آثَرَت فِرقَةَ البُغاءِ وَقَد / كانَت تُراعي مُلَمَّعاً شَبَبا
أَتيكَ أَم سَمحَجٌ تَخَيَّرَها / عِلجٌ تَسَرّى نَحائِصاً شُسُبا
فَاِختارَ مِنها مِثلَ الخَريدَةِ لا / تَأمَنُ مِنهُ الحِذارَ وَالعَطَبا
فَلا تَؤولُ إِذا يَؤولُ وَلا / تَقرُبُ مِنهُ إِذا هُوَ اِقتَرَبا
فَهُوَ كَدَلوِ البَحريِّ أَسلَمَها ال / عَقدُ وَخانَت آذانُها الكَرَبا
فَهُوَ كَقَدحِ المَنيحِ أَحوَذَهُ القا / نِصُ يَنفي عَن مَتنِهِ العَقَبا
يا هَل تَرى البَرقُ بِتُّ أَرقُبُهُ / يُزجي حَبِيّاً إِذا خَبا ثَقَبا
قَعَدتُ وَحدي لَهُ وَقالَ أَبو / لَيلى مَتى يَغتَمِن فَقَد دَأَبا
كَأَنَّ فيهِ لَمّا اِرتَفَقتُ لَهُ / رَيطاً وَمِرباعَ غانِمٍ لَجِبا
فَجادَ رَهواً إِلى مَداخِلَ فَالصُح / رَةِ أَمسَت نِعاجُهُ عُصَبا
فَحَدَّرَ العُصمَ مِن عَمايَةَ لِلسَه / لِ وَقَضّى بِصاحَةَ الأَرَبا
فَالماءُ يَجلو مُتونَهُنَّ كَما / يَجلو التَلاميذُ لُؤلُؤاً قَشِبا
لاقى البَدِيُّ الكِلابَ فَاِعتَلَجا / مَوجُ أَتِيَّيهِما لِمَن غَلَبا
فَدَعدَعا سُرَّةَ الرَكاءِ كَما / دَعدَعَ ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا
فَكُلُّ وادٍ هَدَّت حَوالِبُهُ / يَقذِفُ خُضرَ الدَباءِ فَالخُشُبا
مالَت بِهِ نَحوَها الجَنوبُ مَعاً / ثُمَّ اِزدَهَتهُ الشَمالُ فَاِنقَلَبا
فَقُلتُ صابَ الأَعراضَ رَيَّقُهُ / يَسقي بِلاداً قَد أَمحَلَت حِقَبا
لِتَرعَ مِن نَبتِهِ أُسَيمُ إِذا / أَنبَتَ حُرَّ البُقولِ وَالعُشُبا
وَليَرعَهُ قَومُها فَإِنَّهُمُ / مِن خَيرِ حَيٍّ عَلِمتُهُم حَسَبا
قَومي بَنو عامِرٍ وَإِن نَطَقَ ال / أَعداءُ فيهِم مَناطِقاً كَذِبا
بِمِثلِهِم يُجبَهُ المُناطِحُ ذو العِز / زِ وَيُعطي المُحافِظُ الجَنَبا
ما إِن تُعَرّي المَنونُ مِن أَحَدِ
ما إِن تُعَرّي المَنونُ مِن أَحَدِ / لا والِدٍ مُشفِقٍ وَلا وَلَدِ
أَخشى عَلى أَربَدَ الحُتوفَ وَلا / أَرهَبُ نَوءَ السِماكِ وَالأَسَدِ
فَجَّعَني الرَعدُ وَالصَواعِقُ بِال / فارِسِ يَومَ الكَريهَةِ النَجُدِ
الحارِبِ الجابِرِ الحَريبَ إِذا / جاءَ نَكيباً وَإِن يَعُد يَعُدِ
يَعفو عَلى الجَهدِ وَالسُؤالِ كَما / أُنزِلَ صَوبُ الرَبيعِ ذي الرَصَدِ
لَم يُبلِغِ العَينَ كُلَّ نَهمَتِها / لَيلَةَ تُمسي الجِيادُ كَالقِدَدِ
كُلُّ بَني حُرَّةٍ مَصيرُهُمُ / قُلٌّ وَإِن أَكثَرَت مِنَ العَدَدِ
إِن يُغبَطوا يُهبَطوا وَإِن أَمِروا / يَوماً يَصيروا لِلهُلكِ وَالنَكَدِ
يا عَينُ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ / قُمنا وَقامَ الخُصومُ في كَبَدِ
وَعَينِ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ / أَلوَت رِياحُ الشِتاءِ بِالعَضَدِ
فَأَصبَحَت لاقِحاً مُصَرَّمَةٍ / حينَ تَقَضَّت غَوابِرُ المُدَدِ
إِن يَشغَبوا لا يُبالِ شَغبَهُمُ / أَو يَقصِدوا في الحُكومِ يَقتَصِدِ
حُلوٌ كَريمٌ وَفي حَلاوَتِهِ / مُرٌّ لَطيفُ الأَحشاءِ وَالكَبَدِ
الباعِثُ النَوحَ في مَآتِمِهِ / مِثلَ الظِباءِ الأَبكارِ بِالجَرَدِ
تَقوتُ أَفراسَهُم بَناتُهُمُ
تَقوتُ أَفراسَهُم بَناتُهُمُ / يُزجونَ أَجمالَهُم مَعَ الغَلَسِ