المجموع : 4
إذا شمَمتُ الغداةَ أفواها
إذا شمَمتُ الغداةَ أفواها / من العذارى نشَقتُ أفواها
وإن رَشفتُ الرِّضابَ أسكرَني / كأن خمراً دَبّت حميَّاها
كم ناهدٍ كالملاكِ روَّعها / بأسي فقالت أستغفِرُ الله
لكنّها عن فؤادها كشَفَت / إذ بيَدَيها غطّت محيّاها
وبعدَ ذلّي ودلِّها زمناً / قبَّلت فاها فاحمرَّ خدّاها
وبتُّ أرنو شوقاً ومن خجلٍ / تخشعُ عندَ التَّسليمِ عيناها
ما كان أشهى في اللَّثمِ زفرتها / وعند ضمِّي صيحتُها واها
في ألمِ الحبّ لذةٌ خلبت / قلبي وتحتَ السيوفِ أحلاها
مِن مُقلتَيكِ الغرامُ يَنبعِثُ
مِن مُقلتَيكِ الغرامُ يَنبعِثُ / فلا تقولي إنَّ الهوى عَبَثُ
قساوةُ اللّحظِ دَمَّثت خُلُقي / فإنني منهُ عاشقٌ دَمِث
لم أنسَ قولي في بسمةِ عذبت / من شفَتيكِ العبيرُ مُنبعث
فقلتِ واللّثغُ منكِ يَلسَعُني / الوردُ ثغري ودُونَهُ حَرَث
نشأتُ بينَ الأزهارِ من صِغري / حتى تساوى الأريجُ والنفث
أبي وأُمّي ورَثتُ حُسنهما / وكلُّ فرعٍ من أصله يَرِث
أكُلَّما البرقُ في الدُّجى لمعا
أكُلَّما البرقُ في الدُّجى لمعا / شاقَ فؤاداً إلى الحِمى نزَعا
ذاك فؤادٌ رَقّت عواطِفُهُ / ما زالَ بالشَّرقِ هائماً ولِعا
يَصبو وَيَهفو لَكن بلا أملٍ / تاللهِ ما كانَ أَقبَحَ الطمعا
كم طائرٍ إلفُهُ عليهِ بكى / وكم غريبٍ نأى وما رجِعا
قالت أتسخو إذا الكريمُ سَخا
قالت أتسخو إذا الكريمُ سَخا / فقلتُ في حالِ شدَّةٍ ورخا
قالت لماذا قَسَّيتَ قلبكَ لي / فقلتُ إبليسُ فيهِ قد نفخا
مَسَختُ حبِّي للحبِّ محتقراً / إذ كلُّ شيء كالحبِّ قد مُسِخا
والحسنُ كالدرِّ فوقَ مَزبلةٍ / مَن يَلتَقِط منهُ يَلمُس الوَسَخا
إلا قليلاً يَربى على شرفٍ / ما كلُّ بنٍّ يَزكو كبنِّ مخا