المجموع : 7
قَد لامَني في حَبيبَتي عُمَر
قَد لامَني في حَبيبَتي عُمَر / وَاللَومُ في غَيرِ كُنهِهِ ضَجَرُ
قالَ أَفِق قُلتُ لا فَقالَ بَلى / قَد شاعَ في الناسِ عَنكُما الخَبَرُ
فَقُلتُ قَد شاعَ فَاِعتِذاري مِمّا / لَيسَ لي فيهِ عِندَهُمُ عُذُرُ
عَجزٌ لَعَمري وَلَيسَ يَنفَعُني / فَكُفَّ عَنّي العِتابَ يا عُمَرُ
وَاِرجِع إِلَيهِم وَقُل لَهُم قَد آبى / وَقالَ لي لا أُفيقُ فَاِنتَحِروا
أَعشَقُ وَحدي فَيُؤخَذونَ بِهِ / كَالتُركِ تَغزو فَيُقتَلُ الخَزَرُ
إِنّي لَباكٍ عَلى الشَبابِ وَما
إِنّي لَباكٍ عَلى الشَبابِ وَما / أَعرِفُ مِن شِرَّتي وَمِن طَرَبي
وَمِن تَصابِيَّ إِن صَبَوتُ وَمِن / ناري إِذا ما اِستَعَرتُ في لَهَبي
أَبكي خَليلاً وَلّى بِبَهجَتِهِ / بانَ بِأَثوابِ جِدَّةٍ قُشُبِ
عَلى الأَحَمِّ الأَثيثِ مُنسَدِلاً / عَلى جَبيني تَهَدُّلَ العِنَبِ
كانَ صَفِيّي دونَ الصَفِيِّ وَذا ال / أُلفَةِ مِنّي في الوُدِّ وَالحَدَبِ
كانَ خَليلي عَلى الزَمانِ فَإِن / رابَ بِرَيبٍ أَبي فَلَم يَرِبِ
كانَ إِذا نِمتُ قالَ قُم فَإِذا / قُمتُ سَما بي لِأَعظَمَ الرُتَبِ
وَكانَ أَنسي إِذا فَزِعتُ لَهُ / وَكانَ حِصني في شِدَّةِ الكُرَبِ
وَا بِأَبي أَنتَ مِن أَخي ثِقَةٍ / لَو كانَ تُغني مَقالَتي بِأَبي
إِنّي لَباكٍ عَلَيهِ أَعوِلَهُ / بِواكِفٍ إِن أَجلِهُ يَنسَكِبِ
كُلُّ خَليلٍ مَضى فَفارَقَني / كانَ شَوى لَو ثَوى فَلَم يَغَبِ
قارَعَهُ عَنِّيَ الزَمانُ فَقَد / صِرتُ لَهُ في الأَذى وَفي التَعَبِ
وَيحَكَ يا دَهرُ كَيفَ جِئتَ بِما / أَكرَهُ جَهراً عَلَيَّ مِن كَثَبِ
شَوَّهتَني بَعدَ مَنظَرٍ حَسَنٍ / كَأَنَّ فيهِ سَبائِكَ الذَهَبِ
قَلَبتَ لَوني إِلى السَوادِ وَقَد / بَيَّضتَ رَأَسي فَصارَ كَالعُطُبِ
ما زِلتَ تَرمي مُخّي فَتُرهِقَهُ / وَتَنتَحي بِالفُتورِ في عَصَبي
حَتّى كَأَنّي وَلَم أَقُم لَغِبٌ / وَكُنتُ أَعلو الذُرى بِلا لَغَبِ
أَهلاً وَسَهلاً بِسَيِّدِ العَربِ
أَهلاً وَسَهلاً بِسَيِّدِ العَربِ / ذي الغُرَرِ الواضِحاتِ وَالنُجُبِ
فَتى نِزارٍ وَكَهلَها وَأَخي ال / جودِ حَوى غايَتَيهِ مِن كَثَبِ
قيلَ أَتاكُم أَبو الوَليدِ فَقا / لَ الناسُ طُرّاً في السَهلِ وَالرَحَبِ
أَبو العُفاةِ الَّذي يَلوذُ بِهِ / مِن كانَ ذا رَغبَةٍ وَذا رَهَبِ
جاءَ الَّذي تُفرَجُ الهُمومُ بِهِ / حينَ يُلِزُّ الوَضينَ بِالحَقَبِ
جاءَ وَجاءَ المَضاءُ يَقدُمُهُ / رَأيٌ إِذا هَمَّ غَيرُ مُؤتَشَبِ
شَهمٌ إِذا الحَربُ شَبَّ دائِرُها / أَعادَهُ عَودَةً عَلى القُطُبِ
يُطفِىءُ نيرانَها وَيوقِدُها / إِذا خَبَت نارُه بِلا حَطَبِ
إَلا بِوَقعِ المُذَكَّراتِ يُشَبَّ / هنَ إِذا ما اِنتُضينَ بِالشُهُبِ
لَم أَرَ قِرناً لَهُ يُبارِزُهُ / إِلّا أَراهُ كَالصَقرِ وَالخَرَبِ
لَيثٌ بِخُفّانُ قَد حَمى اِجَماً / فَصارَ مِنها في مَنزِلٍ أَشِبِ
شَبلاهُ قَد أُدِّبا بِهِ فِهما / شَبهاهُ في جِدِّهِ وَفي لَعِبِ
قَد وِمقا شَكلَهٌ وَسيرَتَهُ / وَأَحكَما مِنهُ أَكرَمُ الأَدَبِ
نِعمَ الفَتى تُقرَنُ الصِعابُ بِهِ / عِندَ تَجاثي الخُصومِ لِلرُّكَبِ
وَنِعمَ ما لَيلَةُ الشِتاءِ إِذا اِس / تُنبِحَ كَلبُ القِرى فَلَم يُجِبِ
ما لَنَعَم عِندَهُ مَخالَفَةٌ / مِثلَ اِختِلافِ الصُعودِ وَالصَبَبِ
تُحضِرُهُ لا فَلا يَهُمُّ بِها / وَمِنهُ تَضحي نَعَم عَلى أَرَبِ
تَرى لَهُ الحِلمَ وَالنُهى خُلُقاً / في صَولَةٍ مِثلِ جاحِمِ اللَهَبِ
سَيفُ الإِمامَينِ ذا وَذاكَ إِذا / قَلَّ بُناهُ الوَفاءِ وَالحَسَبِ
ذا هَودَةَ لا يُخافُ نَبوَتُها / وَدينُهُ لا يُشابُ بِالريبِ
يا أَهلِ بَكّوا لِقَلبِيَ القَرِحِ
يا أَهلِ بَكّوا لِقَلبِيَ القَرِحِ / وَلِلدُّموعِ الهَوامِلِ السُفُحِ
راحوا بِيَحيى إِلى مُغَيِّبَةٍ / في القَبرِ بَينَ التُرابِ وَالصُفُحِ
راحوا بِيَحيى وَلَو تُطاوِعُني الـ / أقدارُ لَم يَبتَكِر ولَم يَرُحِ
يا خَيرَ مَن يَحسُنُ البُكاءُ لَهُ الـ / ـيَومَ وَمَن كانَ أَمسِ لِلمِدَحِ
قَد ظَفِرِ الحُزنُ بِالسُرورِ وَقَد / أُديِلَ مَكروهُنا مِنَ الفَرَحِ
إِنّي وَما أَعمَلَ الحَجيجُ لَهُ
إِنّي وَما أَعمَلَ الحَجيجُ لَهُ / أَخشى مُطيعَ الهَوى عَلى فَرَجِ
أَخشى عَلَيهِ مُغامِساً مَرِساً / لَيسَ بِذي رِقبَةٍ وَلا حَرَجِ
واهاً لِشَخصٍ رَجوتُ نائِلَهُ
واهاً لِشَخصٍ رَجوتُ نائِلَهُ / حَتّى اِنثَنى لي بِوُدِّهِ صَلِفا
لانَت حَواشيهِ لي وَاِطمَعَني / حَتّى إِذا قُلتُ نِلتُهُ اِنصَرَفا
إِنَّ مِمّا يَزيدُني فيكَ زُهداً / أَنَّني لا أَراكَ تَصدُقُ حَرفا
لا وَلا تَكتُمُ الحَديثَ وَلا تَن / طِقُ جِداً وَلا تُمازِحُ ظَرفا
وَإِذا مُنصِفٌ أَرادَكَ لِلنَّص / فِ أَبيتَ الوَفاءَ وَاِزدَدتَ خُلفا
وَإِذا قالَ عارِفاً قُلتَ سَواءاً / وَإِذا قالَ مُنكَراً قُلتَ عُرفا
أُنظُر إِلى المَوتِ كَيفَ بادَهَهُ
أُنظُر إِلى المَوتِ كَيفَ بادَهَهُ / وَالمَوتُ مِقدامَةٌ عَلى البُهَمِ
لَو قَد تَدَبَّرتَ ما صَنَعتَ بِهِ / قَرَعتَ سِنّاً عَلَيهِ مِن نَدَمِ
فَاِذهَب بِمَن شِئتَ إِذ ذَهَبتَ بِهِ / ما بَعدَ يَحيى لِلرُّزءِ مِن أَلَمِ