لهفي على غادةٍ إذا أسفَرتْ
لهفي على غادةٍ إذا أسفَرتْ / غارَتْ وجوهُ الشموس واستترتْ
لها من السمر قامةٌ خطرَتْ / كم قتلت عاشقاً وكم أسرَتْ
إذا دعت للنهوضِ ميلها عطفا / كانَ سحر الجفون حملها ضعفا
في خدِّها شامةٌ معنبرةٌ / يا نعمةٌ بالشقيق مزهرةٌ
وكم لها في الشفاهِ جوهرةٌ / تحفُّها ريقةٌ معطَّرةٌ
من رامَ بالشهدِ أن يمثلها رشفا / فإنَّما رامَ أن يعسّلها وَصفا
تحكم في الناس عنسه وردا / حكم ابن أيوب في سطاً وندا
بين عفاةٍ له وبين عدا / ما يدٌ سمِّيت لديه يدا
وهيَ غمامٌ لمن تأمَّلها وطفا / سبحان من للعبادِ أرسلها لطفا
مؤيّدٌ في مُلا مراتبهِ / يتَّضح الملك في مناقبهِ
إذا طوى الأرض في كتائبِهِ / ثمَّ سقاها حيا مواهبهِ
أنبت أزهارها ودللها قطفا / من بعد ما كادَ أن يزلزلها خسفا
وغادة جاد سحر مقلتها / وراقَ للناسِ روض طلعتها
جنيتُ نارَ الأسى بجنَّتها / وصُحت من صبوتي بوجنتها
وجنَّة وردٍ تشكو النفوسُ لها لهفا / بياضُ م شمَّلها وقبَّلها ألفا