المجموع : 4
كانَ لَكَ اللُّه يا أَبا الحَسَنِ
كانَ لَكَ اللُّه يا أَبا الحَسَنِ / مُنَجِّياً من طوارِقِ الفِتنِ
أَنتَ بآلائِكَ التي شَرُفَتْ / أَصْبَحْتَ عن سائر المديح غَنِي
أَبوكَ قد حازَ كّلَّ مَكْرُمَةٍ / وأَنتَ من بعدِهِ على السَّنَنِ
يا ابْنَ خُلَيْفٍ ويا أَجَلَّ فَتًى / مثالُه في الزمانِ لم يَكُنِ
إِني بصرفِ الزَّمانِ مُمْتَحَنٌ / كذلك الحُرُّ مَعْدِنُ المِحَنِ
وقد أَتاني الرسولُ يُخْبِرُنِي / أَنْكَ تبغِي الكتابَ غَيْرَ وَنِي
ولي أَمورٌ تعوقُنِي فإذا / أَنصفْتَ فاصْبِرْ فالوَقْتُ لم يَحِنِ
من وَرَقٍ راشِحٍ يلوحُ به / أَحْلَكْ حِبْرٍ يكونُ كَالقُطُنِ
وكُلَّ يَوْمٍ أَقُولُ أُنْجِزُهُ / ونائباتُ الزَّمانِ تَصْرِفُني
فاقْبَلْ معاذِيرَ خادِمٍ كَلِفٍ / في سِرِّه مادحٍ وفي العَلَنِ
واحكُمْ بما ترتضِيهِ فَهْوَ إِذا / رضيتَ عنه رِضاً عن الزمنِ
إن ابْنَ عَدْلانَ حاز بفطنته
إن ابْنَ عَدْلانَ حاز بفطنته / وِرِّثها عن دماغِ عَدْلانِهْ
فإنْ تشكَّكْتَ في الحديث إذاً / فانظُر إلى ليّها بأسنانِه
إن كان قد زاد في رقاعتِه
إن كان قد زاد في رقاعتِه / وقال إني جليسُ مولانا
فالشمسُ والشمسُ ما علمتَ بها / تجلسُ فيها الكلابُ أحيانا
هبهُمْ رَضوا غيرَ قلبِه وطَنا
هبهُمْ رَضوا غيرَ قلبِه وطَنا / أيرْتَضي غيرَهم لهُ سكَنا
لا والذي لو أحالَهم خبَراً / أحالَ أعضاءَهُ له أُذُنا
همُ المَعاني التي أدقُّ لها / جوانحَ الجسْمِ كلَّها فِطَنا
إذا حَنا منهمُ أضالعَهُ / على قلوبِ ملأنَها مِحَنا
ما نثرَ الشوقُ دمعةُ زهَراً / إلا وقد هزّ قلبَهُ غُصُنا
للبُدْنِ أن تقطعَ الفلاةَ بنا / وللهوى أن يقطِعَ البُدُنا
كم من ظلام خبطْتُ جانِبه / أسألُ عن صُبْحِه هُنا وهنا
وفي يمينِ النسيمِ مألكةٌ / أسرّها فاقتضيْتُه العلَنا
أتبعْتُه خاطراً إذا نصبت / أحبّه من سُلوّه أرِنا
هداهُ حادي الهوى الى زَهَرٍ / يلبس جسمَ الظلامِ ثوبَ سَنا
يتلو زَبور الحنين عيسَهُمُ / كأنّها قد ثنَتْهُمُ وثَنا
لولا بحارُ الدموعِ زاخرةً / ما اتّخذوها لغيرِها سُفُنا
يا صاحبيّ احبِسا أغنتَها / ولا تُقيما صدورَها عَنَنا
رأيت عَدْنا بناظريّ فلا / أطلبُ للطيبِ بعدَها عدَنا
ونمّقَ اليُمْن لي بُرود عُلا / تمنعني أن أحاولَ اليَمَنا
حمدتُ في ظلِ أحمدٍ زَمناً / صرّفَ بالجودِ صرْفَهُ زمَنا
وحازني من فِنائه حُرُمٌ / أمِنْتَ فيه مَخْوفَ كلِّ فَنا
لا أرهبُ الليثَ فيه كيفَ سَطا / ولا الغزالَ الغريرَ كيف رَنا
تجْني يمينَ المُنى بساحتِه / من ثمَرِ المكرُماتِ خيرُ جَنا
حيثُ رياحُ القَريضِ حاملةً / عن زَهرِ أخلاقِه نسيمَ ثَنا
وساجعاتُ المديحِ مُرقِصةً / من مِعطَفٍ كلّ سامعٍ فَنَنا
في كل يومٍ لنا بطَلْعَتِه / مسرّةٌ تقتَضي وجوبَ هَنا
عوفي فالفضلُ والهناءُ له / مشيّدٌ منه كلّ ما وهَنا
وشهرُ شعبانَ منهُ مُكتَسبٌ / مفاخراً أصبحتْ لهُ ولَنا
قد حسُنَ الدهرُ فافْتَتَنْتُ به / ولم أزل مُضْمِراً له ضَغَنا
وراضَهُ والجِماحُ شيمتُه / فصِرْتُ أقتادُه ولا رسَنا
تخونُ أموالُه أناملَهُ / ولم يزلْ في الرواة مُؤتَمَنا
ويشتري الحدّ غيرَ مكتَرِثٍ / فيه بما سُمْتُه لهُ ثَمَنا
ولا يرى الريحُ غيرَ أوبتِه / بما يسرُّ العُلا وإن غُبِنا
هل هدمَ العَسْرُ بعد رِفعَتِه / إلا بما شادَ في العُلى وبَنى
غادرَ آباءَهُ على سُنَنِ / فمرّ يرتادُ ذلك السِّنَنا
تشْرفُ أسماءُ رهطِه أبداً / عن أن تَرى للكِرامِ وهي كُنى
لا زال في مازنِ العُلى شمَما / وبين أجفانِ طرفِه وسَنا