المجموع : 6
حاربَ أجفانَه الرقادُ فما
حاربَ أجفانَه الرقادُ فما / يسكنُ من ليلهِ إلى سكَنِ
لا تَنفُسا عبرة أجودُ بها / فلستُ أبكي بها على الدِّمنِ
لم يُخْلق الدمعُ لامرئٍ عبثاً / اللَّهُ أدرَى بلوعةِ الحزنِ
أساء بي ما أتيتَ من حَسَنٍ / إليَّ فيما مضَى من الزَّمَنِ
منعْتني بعدكَ العزاء به / يا ليتَ ما كان منك لم يَكُنِ
يا أَيها السيِّدُ الذي وهَنَتْ
يا أَيها السيِّدُ الذي وهَنَتْ / أنصارُ أموالِهِ ولم يَهِنِ
فأصبحتْ في يدِ الضعيفِ وذي ال / قُوَّةِ والباقليِّ واللَّسنِ
غَيْرِي على أنني مُؤمِّلُكَ ال / أقدُم سائلْ بذاك وامتحنِ
مادحُ عشرين حجةً كَمَلاً / محرومُها منك غيرَ مضطغِن
فضلُك أو عدلك الذي ائتمن ال / له علينا أجلَّ مؤتَمن
إن كنتَ في الشعر ناقداً فَطِناً / فليعطني الحقُّ حصةَ الفَطِنِ
وإن أكن فيه ساقطاً زَمِناً / فليعطني الحقُّ حصةَ الزَمِنِ
سِمْ بيَ ديوانك الذي عدلت / جدواه بين الصحيح والضَّمِن
كَثِّرْ بشخصي مَنِ اصطنَعْتَ من ال / ناس وإن لم أَزِنْكَ لم أشِن
ما حقُّ مَنْ لان صدرُهُ لك بال / ودِّ لقاءٌ بجانبٍ خَشِن
محاسنُ الوجه غيرُ زائنةٍ
محاسنُ الوجه غيرُ زائنةٍ / ما دمتَ بالسيئاتِ مقرونا
وأَسوءُ السيئات سلُّكَ بال / جهل حُساماً عليك مسنونا
وذاك أن تستخفَّ وزنَ فتىً / ما زال بالراجحين موزونا
إن كنتَ لم تدرِ ما أتيتَ به / فاسأل أُناساً سواك يدرونا
كدُّك حُرّاً بغَير منفعة / رأيٌ يراه الرجال مأفونا
أقلُّ ما يوجب الكريمُ لمن / يحرِمُ ألا يذيقه الهونا
ورب هونٍ لقيتُ منك ومن / حاجِبك الدُّون لم يكن دونا
أقسمتُ تنفك من مطالبتي / ما دام منك اللسانُ مرهونا
فافككْ لساناً رهنتَه بجَداً / أو باعتذارٍ فلستَ قارونا
أزمعتَ منعي وأنت تُطمعني / وليس ذمي عليك مأمونا
فاصدُق فإني أراك إن بَخِلت / نفسُك بالصدق رُحت مغبونا
ولا تخف أن أَضيعَ إن عدلت / عنك رِكابي فلستُ مجنونا
أما رأيتَ الفجاجَ واسعة / واللَّه حيّاً والرزق مضمونا
أظهِرْ من المنعِ ما تجمجِمُه / فشرُّه ما يكون مكنونا
وانفث من الصدر ما يُضِرُّ به / لا تتركِ الداء فيه مدفونا
قل اعفُ عني عثرت في عدتي / يأتك عفوي وليس ممنونا
ولا تَقل لي نعم وعزمُك لا / فيلعنَ الشعرُ منك ملعونا
إني امرؤٌ إن أراد ميمنتي / كريمُ قومٍ غدوتُ ميمونا
وإن أراد اللئيمُ مشأَمتي / كنتُ له طعنة وطاعونا
من دَنّس العِرضَ بالمواعد وال / خلفِ جعلتُ الهجاء صابونا
ولستُ أرمي بنَبْل قافية / ذوي معاذيرَ لا يجودونا
لكنني أنتخي بها أبداً / ذوي مواعيد لا يُنيلونا
نُفيدُهم سُمعةً ومأدبة / ويُطمعونا ولا يفيدونا
قد أتعبونا بحوكِ مدحِهمُ / وبالتقاضي وما يريحونا
أولئك الشاهدون أنهمُ / همُ المسيئون والمُليمونا
كم شامخٍ باذخ بنعمته / أضَلَّهُ قبليَ المضلّونا
تركتُه بالهجاء فُلفلةً / إذ تركتني مُناهُ كمّونا
أقطعتني مرتع الهُزال وأق
أقطعتني مرتع الهُزال وأق / طعتَ أناساً مراتع السِّمن
عرَّضْتَ حمديك أن يقالَ له / ضلَّ ضلالَ البكاء في الدمن
ناشدتُكَ اللَّه يا أبا حسن / في حرمة لم تُذَل ولم تهُن
لا ينصرفْ عنك من يَمُتُّ بها / وحظُّه حظ عابدِ الوثن
يشكوك لا مُظهِراً شكايته / إياك لكن شكايةَ الزمن
ومن شكا دهرَه شكاك وهل / تكنى عن الروح خارج البدن
أنت الذي صُرِّف الزمان به / فأنت إن ذُمَّ وهو في قَرن
في لؤم كلبيْن إن كشفتهما
في لؤم كلبيْن إن كشفتهما / كشف امتحانٍ وقبحِ قردين
وجهلِ عَيْرين إن سألتهما / عن بابِ علم وحُمق تيسين
إن وعدا أخلفاك ما وعدا / أو حدّثا حدثاك بالمَيْن
أو حُمِّلا من أمانةٍ طَرَفاً / كانا الظَّنينين لا الأمينيْن
هذا يبيع القريضَ من شرهٍ / ووالديه معاً بفلسين
باع كلام الأمير مُرتغباً / عنه بقُوَّارَتَي رغيفين
وفَضلةٍ من عصيدةٍ خمختْ / وبائعُ الزينِ مُشتري الشين
يا لك من بائع بلا وَرِقٍ / ينشُده ناقدٌ ولا عين
والبينُ في المخزيات يشرُكُهُ / لا باركَ اللَّهُ في الشريكين
أسدِ إلى البينِ كل عارفةٍ / يَجْزِك من سيِّئٍ بضعفين
فيه وفي الباهليِّ مُعتبَرٌ / إياه أَسدى إليه عُرفين
وسَّطه مجلسُ الأمير وأح / ياهُ وقد مات مِيتة الدَّين
فكان ما كان من مثوبته / أَوْرَده اللَّه مَوْردَ الحَين
ثم الدمشقيُّ بعد صاحبه / فليعتبر ناظرٌ بعينين
إنَّ قريضاً يكون حاملُهُ / في الناس كالبيهقيِّ والبَين
لم يُحسنا قطُّ صُنْعَهُ وإذا / ما أنشداه فغير حُلوَيْن
عندي كالسيف في يديْ رجلٍ / لا بطلٍ مُحربٍ ولا قين
فليس بالمحسن القتالَ ولا / صانعَ صدقٍ صناعَ كفَّين
من شرِّ أصلين إن نسبتهما / لا شك فيه وشرِّ فرعين
تنظر إلى أحسنِ المناظر مق
تنظر إلى أحسنِ المناظر مق / روناً بأدنى فعالكَ الحسنِ
عنيتني والعناء أفدح ما / يقدح في العارفات والمنن
فانفعْ أو امنعْ ولا تكن رجلاً / ميعادُهُ محنةٌ من المِحَنِ
أو لا فإني أردُّ قرضك وال / ذمَّ جميعاً عليك في رَسَنِ
ولا يراني الإلهُ يملِكني / لا أحدٌ هكذا بلا ثمن