تُوفي العاضدُ الَّعيُّ فما
تُوفي العاضدُ الَّعيُّ فما / يفتحُ ذو بدعةٍ بمصر فما
وعصرُ فرعونها انقضى وغَدا / يوسُفُها في الأَمورِ محتكما
وانطفأَتْ جمرةُ الغواةِ وقد / باحَ من الشِّركِ كلّ ما اضطرما
وصارَ شملُ الصّلاحِ مُلتئماً / بها وعِقدُ السَّدادِ مُنتظما
لما غدا مُعلناً شعارُ بني ال / عبّاسِ حقّاً والباطل اكتتما
وباتَ داعي التّوحيد منتصراً / ومِنْ دُعاةِ الإشراكِ مُنتقما
وظلَّ أَهلُ الضَّلالِ في ظللٍ / داجيةٍ من غيابةٍ وعَمَى
وارتبكَ الجاهلونَ في ظُلَمٍ / لما أَضاءَتْ منابرُ العُلما
وعادَ بالمستضيءِ مجتهداً / بناءُ حقٍ قد كانَ مُنهدما
واعتلتِ الدولةُ التي اضطهدتْ / وانتصرَ الدِّينُ بعد ما اهُتضما
واهتزَّ عِطفُ الإسلامِ من جَذَلٍ / وافترَّ ثغرُ الإيمان وابتسما
واستبشرتْ أَوجهُ الهُدى فَرَحاً / فليقرعِ الكفرُ سنَّهُ نَدَما
عادَ حريمُ الأَعداءِ مُنتهكَ ال / حمى وفيءُ الطُّغاةِ مُقتَسَما
قصورُ أَهلِ القصورِ أَخربها / عامرُ بيتٍ من الكمالِ سَما
أَزعجَ بعدَ السُّكونِ ساكنَها / وماتَ ذُلاً وأَنفُهُ رُغِمَا