أَحلى الهوى ما تُحِلُّهُ التُّهَمُ
أَحلى الهوى ما تُحِلُّهُ التُّهَمُ / باحَ بِهِ العاشقونَ أَو كَتمُوا
أَغْرَى المُحبّينَ بِالمَحبّةِ فال / عذْل كلامٌ أسماؤه كَلِمُ
ومُعْرِضٌ صرّح الوُشاةُ له / فعلَّمُوهُ قتْلي وما علموا
سَعَوْا بنا لا سَعَتْ بهم قَدمٌ / فلا لنا أصلحوا ولا لَهُمُ
ضَرُّوا بِهِجرانِنا وما اِنتَفعوا / وصدّعوا شَمْلَنا وما اِلتأَموا
بِاللّهِ يا هاجِري بلا سببٍ / إِلّا لِقَالَ الوُشاةُ أو زَعَمُوا
بِحقِّ مَن زانَ بالدُّجى فَلَق الص / صُبْحِ على الرُّمح إنّه قَسَمُ
وَقالَ لِلماءِ قِفْ بوَجْنَتِهِ / فَمَازج النّارِ وهيَ تَضْطرمُ
هل قلتَ للطَّيْفِ لا يعاوِدُني / بَعْدَكَ أم قد وَفَى لك الحُلُمُ
أَمْ قلتَ للَّيْلِ طُلْ فأفْرَط في الط / طَاعةِ حتى إصْبَاحهُ ظُلَمُ
مَولايَ إنَّ الّذي قُذِفْتُ بِهِ / زُورٌ فَزُرْ لا يَرُعْكَ قولُهُمُ
عندي لهم مُقْلَةٌ يحجّبُهَا الد / دَمعُ وأُذنٌ شِعَارُهَا الصَّمَمُ
إِنْ يَحسِدوني فلا أَلُومُهُم / مِثْلُكَ تَسْمُو لحُسْنِهِ الهِمَمُ
رأوكَ لي جنَّةً مُزَخْرَفَةً / ما وجدوا مثلَها ولا عَدِمُوا
فَاِخْتَلَقُوا وَاِفتروا فَلَيْتَهُم / حين رأوا ما رأيتُ فيك عَمُوا
فَأينَ كانَ المُمَوِّهون وَقَد / وَحَّد قلبي هَوَاكَ قبْلَهُمُ
لي حُرْمَة الصّابرِ الشكورِ وما / أحدثْتُ ديناً تُلْغَى له الحُرُمُ
خَبّرَني شاهدٌ بِزُورهِم / وأنت خصْمي وحِلْمُكَ الحَكَمُ
يا قمراً أصْبَحَتْ محاسِنُهُ / تَنْهَبُ ألبابَنا وتقْتَسِمُ
فيك مَعَانٍ لو أنّها جُمِعَتْ / في الشمس لَم يَغْشَ نُورَها الظُّلَمُ
تمشي فتُرْدِي القضيبَ من أَسَفٍ / وتكْسِفُ البدرَ حين تبتسمُ
وتُخْجِلُ الرَّاحَ منك أربعةٌ / خَدٌّ وثَغْرٌ ومُقْلَةٌ وفَمُ
يا ربّ خُذْ لي مِنَ الوُشاةِ إذا / قامُوا وقُمْنا لَدَيْكَ نَحْتَكِمُ