إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد
إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد / رأيت فيك العدوَّ محتكما
في ساعةٍ لو رآك في يده / أقسى عدوٍّ لرقّ أو رحما
قُتِلتَ بالذُّلِّ والمهانةِ وال / قتلُ مريحٌ إذا أسال دما
فإن تعشْ برهةً فأنت بما / رُمِيتَ مَيْتٌ لم تسكن الرَّجَما
وإنْ تكن ناجياً من الموتِ فال / موتُ مُنى مَن يعالجُ السَّقما
لم تنجُ منه كما علمتَ ومَنْ / سلّمه الإتّفاقُ ما سلما
شُلَّتْ يدا من رمى فلم تُصمك الر / رَميةُ لمّا لم يدر كيف رمى
إنّ الأُلى في صدورهمْ حَنَقٌ / لم تعفُ آثارُهُ ولا اِنصرما
همّوا ولم يفعلوا لعائقةٍ / وفاعلٌ للأمور مَن عزما
ألَمَّ سوءٌ وما أتمَّ وكمْ / أنشبَ أظفارَه وما عدما
فاِخشَ لها عودةً فجارمُها / صَبٌّ بها ليس يعرف النّدما
إنّ الّذي أنت غُنْمُ بُغْيتِهِ / ما ظَفِرتْ كفُّهُ وما غنما
وَقد قَضى اللَّهُ أن يزيل لنا / نعمةَ من ليس يشكر النِّعما
ما شكّ قومٌ قُذِفتَ وسْطَهُمُ / أنّ جنوناً بالدّهر أو لمَمَا
أخَفْتَنِي ثمّ ما أمنتَ فلا / يأمن منّا من خاب أو نَدِما
فقل لقومٍ غُرّوا بفتنتِه / إِنّ أديماً دبغتُمُ حَلُما
ظننتُمُ أنّه ينير لكمْ / فَزادكم فَوق ظُلمةٍ ظُلَما
وَإِنْ أبَيْتُمْ إلّا عِبادَتَه / فقد رأينا من يعبد الصَّنمَا
وقلتُمُ إنّه أخو كرمٍ / وَما رَأينا فيكم لَه كَرما
وقال قومٌ أعطى فقلتُ لكمْ / إِنْ كانَ أَعطى فطالما حرما
قد ثلم الدّهرُ ما بناهُ لكُمْ / وتاب ممّا جناه واِجترما
فلا تروموا مثلَ الّذي / كان فذاك الشّبابُ قد خُرِما
بالجِدِّ نلتُ الّذي بلغتُ ولم / تعملْ إليه كفّاً ولا قدما
ولا أساسٌ لما بنيتَ فما / نُنكر منهُ أَن زال واِنهدما
فَقد سَئِمناك والمدى كَثِبٌ / ومن ثَوَى الرّيفَ جانَبَ السَّأَما
وإنْ تُصَبْ بالرّدى فليس ترى / دمعاً لعينٍ عليك مُنسَجِما
وَإِنْ تَغبْ فالّذي به غُصَصٌ / منك بواقٍ يقول لا قَدِما
فَلا سَقى اللَّهُ وادياً حلّه الس / سوءاتُ لمّا حللتَه الدِّيَما
ولا هَناك الّذي أتاك ولا / أمنتَ فيما جنيتَه النِّقَما
وَماءُ قومٍ حلَلتَ بينهُمُ / لا كان عَذْباً لهمْ ولا شَبما
فلا يَرُعني منك الوعيد فما / زلتُ أُولِّيهِ مِنّيَ الصَّمَما
ومَن ترى أنّني أهاب أذىً / فمبصرٌ في منامه حُلُما
سَلْ عَن صُخوري مَن كان يقرعها / وَعن قناتي اِمرءاً لها عَجَما
فلم أكنْ شحمةً لمُزْدَرِدٍ / كلّا ولا مضغةً لمن ضغما
قد كنتُ سيلاً وكنتمُ وَهَداً / وكنتُ ناراً وكنتمُ فحما
للَّه قَومٌ رأيتُ قبلك فو / ق العرش من هذه البِنا جُثُما
كانوا بسِلمٍ إنْ سادَ في حومة ال / حربِ أسودٌ إِفراسةً حَطما
لم يك فيهمْ ولا لهمْ أحدٌ / خالٍ بسوءِ الفِعالِ متَّهما
من كلِّ قَرْمٍ يشفي إذا شهد ال / حومةَ بالبِيض والقنا القَرَما
يرهب في عرضة الملام ولا / يرهب يوماً في جسمه الألما
كأنّني بالخيول ثائرةً / مُعجَلَةً أنْ تَقَلَّدَ اللُّجُما
مثلُ الدَّبا إذْ يقول مبصرها / شلَّ اليمانون بالقنا النَّعَما
وفوقهنّ الكماةُ حاملةٌ / سُمْراً طِوالاً وبُتَّراً خُذُما
لم ينثروا بالسّيوفِ مصلتةً / في الحربِ إلّا الأجسادَ والقِمما
فلا غَبَت منِّيَ المعارِضُ فالت / تعْريض مثلُ التّصريحِ إنْ فُهِما
وربّما ساعد اللّسان فلمْ / أحبسْ لساناً عن نطقه وفما
فطالما لم يخفْ رجالٌ من ال / أَسْيافِ كَلْماً وحاذروا الكَلِما
خذها ومن بعدها نظائرها / فلستُ للصّدق فيك مُحتشما
فأغبنُ النّاسِ كلِّهمْ رجلٌ / هاج لساناً أو نَبَّهَ القَلما