عارضُه السندسِيُّ من رقمه
عارضُه السندسِيُّ من رقمه / وَثغرُه اللؤلؤيُّ من نظمَه
ومن كَسا الأُرجوانَ وجنتَه / وأَكسبَ الأقحوانَ مبتَسمَه
ومن أَعار الصباحَ طلعَتَه / فَلاحَ يَجلو عَن أفقه ظُلمَه
وأَرقَم الصدغَ والعذارَ على / صفحةِ خدّيه من بَرى قلمَه
محجَّب إِن بَدَت محاسنُه / هفَت عليه القُلوبُ مُزدحمَه
لَو لَم يكن في صِفاته علماً / ما نشر الحسنُ فوقَه عَلمَه
لَم أَنسَ إِذ زارَني بلا عِدَةٍ / في لَيلةٍ بالسعود مبتسِمَه
فبتُّ فيها بالوصل مُبتَهِجاً / وأَنفُسُ الكاشحين مضطرمَه
وَلَم يزل والمُدامُ يَعطفُهُ / عليَّ عطفاً حتّى لثمتُ فمَه
فَذقتُ ماءَ الحياة من بَرَدٍ / لم يَخشَ فقدَ الحياة من لثمَه
وَبات والسكرُ قد أَطاف به / يُظهر لي من هَواه ما كتمَه
حتّى بَدا الصبحُ فاِنثَنى عجلاً / لَم يشِ واشٍ به ولا اِتَّهمَه
أَقسمُ باللَيلِ من ذوائِبه / والصبحِ من فرقه إذا قَسمَه
ما طابَ بعد اِستماع منطقِه / لِمَسمَعي من مُحاوِرٍ كَلِمَه
سوى كَلامٍ لسيِّدٍ سندٍ / حازَ العُلى والفخارَ والعظمَه
لا سيَّما شِعرهُ الَّذي اِطَّردَت / أَبياتُه بالبيان منسجمَه
كأَنَّه الدرُّ ضمَّه نسَقٌ / أَو الدراري في الأُفق مُنتظمَه
إِن يُصغ يوماً إليه ذو صَمَمٍ / أَزالَ عنه بلطفه صَمَمه
يا سيِّداً جلَّ قدرُه فسمت / صفاتُه بالكَلام متَّسِمَه
وَيا شَريفاً حلَّت شهامتُه / بكلِّ مجد ومفخرٍ شيمَه
شنَّفتَ سَمعي بنظم قافيةٍ / لَو باهَت الدرَّ أَرخَصت قيمَه
فَلا عَدمنا بلاغة نسقَت / منه المَعاني وأَبدعت حِكمَه
لا زلتَ في عزَّة وفي دعةٍ / وصولةٍ من عِداك مُنتقمَه
ما أَودَع السحر في بلاغته / وضمَّن الدرّ شاعِرٌ كلِمَه