لا أَوحشَ اللّهُ منك يا علم الدِّ
لا أَوحشَ اللّهُ منك يا علم الدِّ / ين نَدِيَّ الكرام والفُضلا
أَعَنْ قلاً ذا الصُّدود أَم مَلَلٍ / حاشا العُلى من مَلالةٍ وقِلا
هل جائزٌ في العُلى لرَبِّ عُلىً / أنْ يَغْتَدي هاجراً لِربِّ عُلى
كنت أخاً إن جَفا الزَّمان وفَى / أو قطع الودَّ أهلهُ وَصَلا
إن أَظلمتْ خطَة أضاءَ لنا / أَو ظَلَم الخطبُ جائراً عَدلا
رفيقُ رِفقٍ لنا إذا عَنُفَ الدَّ / هرُ وخلاً يُسَدِّدُ الخلَلا
صديقُ صِدقٍ ما زال إن كذَب السُّعاة / للأَصدقاء مُحْتَملا
فما الذي كدَّر الصَّفاءُ منَ ال / ودِّ ولم يُرْوِ وِردُه الغُللا
فضلُك رُوح العُلى وهل بَدَنٌ / من روحهِ الدَّهرَ واجدٌ بَدَلا
عَذِّبْ بما شِئتَ من مُعاتبةٍ / أَمّا بهذا الهجْرِ المُمِضِّ فلا
في العمرِ ضِيقٌ فصُنْهُ مُنتهزاً / في سَعة الصّدرِ فُرْصةُ العقلا
أما كفى نائبُ الزَّمان على / تفريقِ شملِ الأُلاّفِ مُشتملا
ما بالنا ما نرَى وإنْ كرموا / لا من الأَصدقاء كلَّ بَلا
إذا شعِفْنا بقُرب ذي شَعَفٍ / بقربنا قيل قد نأَى وسَلا
زهدْتَ فينا وسوف تطلُبنا / رُبَّ رخيصٍ بعد الكساد غلا
إن كان في طبعك المَلالُ من الش / يء فَهَلاّ مَلَلْتَ ذا المَلَلا
بعدَ كمالِ الإخاء تنقصُهُ / فحاذِرِ النّقصَ بعدَ ما كَمُلا
كم صاحبٍ قال لي ألستَ على / بلاءِ وُدّي تقيمُ قلت بلى
كفى لِخلّي بِدَيْن خُلّته / مَجْدي وفضلي ومحتدي كُفَلا
وكلّ عِلْمٍ لم يكسُ صاحبَهُ / حِلْماً تراه عُطّلاً بغيرِ حُلَى
لحفظِ قلبِ الصديق أجترع الصّ / ابَ وأُبقي لكأسهِ العَسلا
إنْ أَنكرَ الحقَّ كنتُ مُعترفاً / به أو اعوَجَّ كنتُ مُعتدِلا
أَو قال ما قال كنتُ مُستمعاً / إليه بالقولِ منهُ مُحتفِلا
فضلُكَ في العالمين ليس له / مِثْلٌ وقد سار في الورى مَثَلا
فأولِنا الفضلَ يا وليَّ أُولي ال / فضلِ ولا تبغِ حَلَّ عَقْدٍ ولا
يا علمَ الدينَ أَنتَ علاّمة ال / عِلْم الجليِّ الأَوصاف وابنُ جَلا
عرِّفنيَ العُذْرَ في اجتراحك ذن / بَ الصَّدِّ واحضر مُسْتَحيياً خَجِلا
وافصل جميلاً هذي القضيَّة بال / عَدْلِ وخلِّ التفصيل والجُمَلا
واعذُرْ جَهولاً إذا حسدتَ فما / صارَ حسوداً إلاّ لِما جهلا
وَجِلْتُ من هجركَ المخوف فصِلْ / واجْلُ عن القلبِ ذلكَ الوَجَلا
وابخلْ بودّي يا سَمْحُ فالسُّمحاء ال / غرُّ صيدٌ بودّهم بُخلا
إنَّ الكرام الذين أَعرفُهُمْ / قد أوضحوا لي من عُرفهم سُبُلا
يسامحون الصديق إن زلّت النّعلُ / ويُغْضون إن رأوا زَلَلا
وهم خِفافٌ إلى المكارم لي / لكنهم عن مكارهي ثُقلا
فكن من المرتجى غناؤهُمُ / في صدقِ ودي وحققّ الأَملا