المجموع : 18
أَما تَرى الشَمسَ حَلَّتِ الحَمَلا
أَما تَرى الشَمسَ حَلَّتِ الحَمَلا / وَقامَ وَزنُ الزَمانِ فَاِعتَدَلا
وَغَنَّتِ الطَيرُ بَعدَ عُجمَتِها / وَاِستَوفَتِ الخَمرُ حَولَها كَمَلا
وَاِكتَسَتِ الأَرضُ مِن زَخارِفِها / وَشيَ نَباتٍ تَخالُهُ حُلَلا
فَاِشرَب عَلى جِدَّةِ الزَمانِ فَقَد / أَصبَحَ وَجهُ الزَمانِ مُقتَبِلا
كَرخِيَّةٌ تَترُكُ الطَويلَ مِنَ ال / عَيشِ قَصيراً وَتَبسُطُ الأَمَلا
تَلعَبُ لِعبَ السَرابِ في قَدَحِ ال / قَومِ إِذا ما حَبابُها اِتَّصَلا
يَقولُ صَرِّف إِذا مَزَجتَ لَهُ / مَن لَم يَكُن لِلكَثيرِ مُحتَمِلا
عُجنا بِثِنتَينِ مِن طَبائِعِها / حُسناً وَطيباً تَرى بِهِ المَثَلا
إِنّي وَإِن كُنتُ ماجِناً خَرِقاً
إِنّي وَإِن كُنتُ ماجِناً خَرِقاً / لا يَخطِرُ النُسكُ لي عَلى بالِ
لَذو حَياءٍ وَذو مُحافَظَةٍ / مُبتاعُ حَمدِ الرِجالِ بِالغالي
فَإِن دَنَّسَ المالُ عِرضَ ذي شَرَفٍ / فَإِنَّ عِرضي يُصانُ بِالمالِ
وَأَعشَقُ الجُؤذُرَ الرَخيمَ وَلا / أَكتُمُ حُبّي لَهُ فَيَخفى لي
وَخَندَريسٍ باكَرتُ حانَتَها / فَوَدَّجوا خَصرَها بِمِبزالِ
فَسالَ عِرقٌ عَلى تَرائِبِها / كَأَنَّ مَجراهُ فَتلُ خَلخالِ
حَتّى إِذا صَبَّها مُفَدَّمَةً / تَضحَكُ عَن جَوهَراتِ لِآلِ
دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ / لا تَسقِ هَذا الشَرابَ عُذّالي
فَبِتُّ أُسقى وَمَن كَلِفتُ بِهِ / مُدامَةً صُفِّقَت بِسَلسالِ
أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ
أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ / كَأسُ عُقارٍ تَجري عَلى ثَمَلِ
يُديرُها أَحوَرٌ بِهِ هَيَفٌ / مُعتَدِلُ الخَلقِ راجِحُ الكَفَلِ
عَلى شَبابٍ ما فيهِمُ خَرِقٌ / وَلا سَفيهٌ وَلا أَخو زَلَلِ
إِذا اِستَدارَت بِكَفِّهِ وَبَدَت / رَأَيتَ فيها كَهَيأَةِ الشُعَلِ
تَحكي لَنا الجُلَّنارَ وَجنَتُهُ / إِذا عَلاها تَوَرُّدُ الخَجَلِ
فَإِن تَرُم عِندَهُ مُداعَبَةً / قالَ لَكَ اِحذَر مِن ذَلِكَ العَمَلِ
فَحينَ مِنهُ خَشيتُ جَلوَتَهُ / أَكثَرَ في جودِهِ مِنَ القُبَلِ
وَما لِمَن رامَ مِنهُ جَلوَتَهُ / وَصِرتُ مِن حُبِّهِ عَلى وَجَلِ
دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ / قَد أَعجَزَتني مَذاهِبُ الحِيَلِ
حَبلي وَحَبلُ الَّذي كَلِفتُ بِهِ / عَلى تَدانيهِ غَيرُ مُتَّصِلِ
فَرَدَّهُ الشَيخُ عَن صُعوبَتِهِ / وَصارَ قَوّادَنا وَلَم يَزَلِ
لا تَهجُرَنَّ الحَبيبَ إِن هَجَرا
لا تَهجُرَنَّ الحَبيبَ إِن هَجَرا / وَلا تُعاقِبهُ بِالَّذي فَعَلا
إِذا بَلَوناهُ في الوِصالِ فَما / أَحسَنَ إِلّا المِطالَ وَالعِلَلا
مَرَّ بِنا وَالعُيونُ تَأخُذُهُ
مَرَّ بِنا وَالعُيونُ تَأخُذُهُ / تَجرَحُ مِنهُ مَواضِعَ القُبَلِ
أُفرِغَ في قالَبِ الجَمالِ فَما / يَصلُحُ إِلّا لِذَلِكَ العَمَلِ
ما لِيَ في الناسِ كُلُّهُم مَثَلُ
ما لِيَ في الناسِ كُلُّهُم مَثَلُ / مائي عُقارٌ وَنُقلِيَ القُبَلُ
كَذاكَ حَتّى إِذا العُيونُ غَفَت / وَحانَ نَومي فَمَفرَشي كَفَلُ
يا أَيُّها الناسُ بادِروا أَجَلاً / فَكُلُّ نَفسٍ وَرائَها أَجَلُ
لِيَحمَدِ اللَهَ مُنكُمُ رَجُلٌ / ساعَدَهُ في حَبيبِهِ الأَمَلُ
لَم يُنسِني السَعيُ وَالطَوافُ وَلا ال
لَم يُنسِني السَعيُ وَالطَوافُ وَلا ال / داعونَ لِما اِبتَهَلنَ وَاِبتَهَلوا
قَضيبُ بانٍ إِن قامَ يَنخَزِلُ / وَإِن تَوَلّى فَكُلُّهُ كَفَلُ
مَيسانُ مِن حَيثُ ما عَطَفتَ لَهُ / حَيّاكَ وَجهٌ بِحُسنِهِ المَثَلُ
تَخالُ خَدَّيهِ لِاِحمِرارِهِما / يُفَتِّحُ الوَردَ فيهِما الخَجَلُ
تَراهُ كَسلانَ مِن تَساقُطِهِ / وَما بِهِ غَيرُ نِعمَةٍ كَسَلُ
يَجِلُّ أَن نُلحِقَ الصِفاتِ بِهِ / فَكُلُّ حُسنٍ لِحُسنِهِ خَوَلُ
مَن أَنا في مَوقِفِ الحِسابِ إِذا
مَن أَنا في مَوقِفِ الحِسابِ إِذا / نودِيَ بِالأَنبِياءِ وَالرُسُلِ
ذَلِكَ يَومٌ يَجِلُّ عَن خَطَري / فَما لِمِثلي هُناكَ مِن أَمَلِ
هُنتَ عَلى الخالِقِ الجَليلِ فَما / يَنظُرُ في قِصَّتي وَلا عَمَلي
عوجا صُدورَ النَجائِبِ البُزَّل
عوجا صُدورَ النَجائِبِ البُزَّل / فَسائِلا عَن قَطينَةِ المَنزِل
ما بالُهُ بِالصَعيدِ مُتَّرَكاً / مَمحُوَّ الأَعلى مُغَربَلَ الأَسفَل
لِمَرِّ حَنّانَةٍ تُلِمُّ بِهِ / تَجنُبُ طَوراً وَتارَةً تُشمِل
وَكُلُّ رَبعٍ يَخِفُّ ساكِنُهُ / عَمّا قَليلٍ لا بُدَّ أَن يَمحَل
سارَ لَعَمري عَنهُ الأَحِبَّةُ إِذ / ساروا وَما عِندَنا لَهُم مَعدَل
أَزمانَ إِذ نَغبِطُ النَعيمَ بِهِ / مِن كُلِّ فَنٍّ كَأَنَّنا نَختِل
في سَكرَةٍ لِلصِبا وَعَمياءَ لا / نَسمَعُ غَيرَ الصَبا وَلا نَعقِل
حَتّى إِذا ما اِنجَلَت عَمايَتُهُ / رَوَّحتُ نَفسي وَالعاذِلُ المُعمِل
وَالنَفسُ ما لَم تَكُن لِسَكرَتِها / عاذِلَةً لَم تَرُح إِلى عُذَّل
وَمَهمَهٍ جِزتُهُ مُخاطَرَةً / بِصَحصَحانِ السَرابِ قَد سُربِل
بِعِرمِسٍ أُمُّها الشَمالُ وَتَع / تَدُّ بِصِهرٍ في البَرقِ لا يَنكِل
وَجناءُ تَكفي بِالسَيرِ راكِبَها / تَحريكَ سَوطٍ وَقَولَهُ حَيهِل
تَأُمُّ قَرماً أَحَبَّ ما مَلَكَت / كَفّاهُ مِن مالِهِ الَّذي يَبذُل
يا أَيُّها المُبتَدي وَلَم تُسأَل / أَنتَ وَلَمّا تَسَل كَذا تَفعَل
أَحلِفُ بِاللَهِ لَو سَأَلتُكَ ما / تَملِكُ أَعطَيتَني إِلى الجَندَل
تَبارَكَ اللَهُ إِنَّ ذا كَرَمٌ / لَم يُعطَهُ آخِرٌ وَلا أَوَّل
قَد جَعَلَ اللَهُ في أَنامِلِ إِب / راهيمَ رِزقَ الضَعيفِ وَالمُرمِل
فَما تَرى مَن يَخونُهُ زَمَنٌ / إِلّا عَلى جودِ كَفِّهِ يُحمَل
وَلا جَميلاً في الناسِ نَعلَمُهُ / إِلّا وَأَدنى فِعالَهُ أَجمَل
يا فاضِحَ البُخلِ ما تَرَكتَ فَتىً / يُدعى جَواداً إِلّا وَقَد بُجِّل
خافَ مِنَ الأَرضِ أَن تَميدَ بِهِ
خافَ مِنَ الأَرضِ أَن تَميدَ بِهِ / فَأَوسَعَ الناسَ كُلَّهُم ثِقلا
أَشرَقُ بِالكَأسِ حينَ أَنظُرُهُ / وَلَو شَرِبتُ الزُلالَ وَالعَسَلا
الناسُ مِن مُحسِنٍ لَهُ صِفَةٌ
الناسُ مِن مُحسِنٍ لَهُ صِفَةٌ / وَمِن مُسيءٍ يَكفيكَهُ عَمَلُه
وَالمَرءُ ما عاشَ عامِلٌ نَصِبٌ / لا يَنقَضي حِرصُهُ وَلا أَمَلُه
يَرجو أُموراً عَنهُ مُغَيَّبَةً / جَهلاً وَمِن دونِ ما رَجا أَجَلُه
لا والتفاتِ الظباءِ بالمُقلِ
لا والتفاتِ الظباءِ بالمُقلِ / وطيبِ غصنِ الخدودِ بالقُبَل
وفطنةِ الشاعرِ الأريبِ إذا / حلّ سراويلَ مُطرقٍ خجِل
وحُرمةِ الرهزِ والفراغ على / بيضِ غلام مرَجرج الكفلِ
لا زرتُ ظهرَ الحرام معتكفاً / ملبياً راكباً على جملِ
إلا على ظهر أمردٍ خنِثٍ / تميلُ أردافهُ من الثقَل
لا أصحبَ اللَه فتيةً طربوا / إلى ذواتِ الثديّ والحبَل
أيورُهم في الأنام قد وسمت / جباهُها هؤلا من السفَل
من أنا في موقفِ الحساب إذا / نودي بالأنبياء والرسلِ
ذلك يومٌ يجلّ عن خطري / فما لمثلي هناكَ من عمَل
هنتُ على الخالقِ الجليل فما / ينظرُ في قصّتي ولا زلَلي
سَقياً لظبي كالرمح في عدلِه
سَقياً لظبي كالرمح في عدلِه / طوراً وطوراً كالغصن في ميَلِه
أهيفَ مرتجةٍ روادفهُ / يذوبُ من غمزه ومن خجَلِه
داعبتهُ ضاحكاً فغلّظَ لي / تغليظَ مولىً يسطو على خَوله
وكنتُ عفّاً لا أشتهيهِ ولا / أصبو إلى نيكِهِ ولا قُبَلِه
فاضطرّ في ذاكَ من مقالتهِ / إلى احتيالٍ أدقّ من حِيَلِه
فلم أزل بالرُقى أدرّجهُ / تدريجَ طيرٍ لطالبي زَجَلِه
حتى إذا ما حملتُ معتدلاً / فوق يدي خُرجيه مع ثقلِه
طعنتهُ فانثنى فقلتُ له / والرمح منّي في العينِ من كفَلِه
إصبر إذا عضّكَ الزمانُ ومَن / أصبرُ عند الزمانِ من رجلِه
رأى بخدّيهِ منبتاً زغباً
رأى بخدّيهِ منبتاً زغباً / فضنَّ عني هناكَ بالعملِ
وقال قد صرتُ يا فتى رجلاً / وذا قبيحٌ أراهُ بالرجُلِ
قد كان ما كان في صباي فلا / تعرض لمثلي ولجّ في عذلي
فقلتُ يا من زها بلحيتهِ / الآن واللَهِ طبتَ للعمل
ذا زعفرانٌ والمسكُ تربتهُ / ينبتُ من تحت صدغِكَ الرجَل
تراكَ لو قد خضبت من كبَرٍ / وسحر عينيكَ عنكَ لم يحل
صبرتَ عن عضّ وجنتيكَ وعن / مصّ رضابٍ بفيكَ كالعسلِ
هيهاتِ هيهاتِ فانثنى حصراً / يقرع أسنانهُ من الخَجَلِ
وقمتُ أسعى إليه مبتدراً / والقلب من سخطهِ على وجَل
حتى اعتنقنا على الفراش وقد / غاصَ صقري الجموحُ في الكفل
إني امرؤٌ أبغضُ النعاجَ وقد
إني امرؤٌ أبغضُ النعاجَ وقد / يعجبني من نتاجِها الحمَلُ
من عذّبَ اللَهُ بالزنا فأنا / لا ناقة لي فيه ولا جمَلُ
يعجبني الأمردُ الطريرُ إذا / أبصرتهُ أهيفاً لهُ كفَل
حتى إذا ما رأيتُ لحيتَهُ / فليس بيني وبينه عمَل
إلّا سليمان إنّهُ رجلٌ / يحلُّ بيني وبينه القُبَلُ
لا صحَبَ اللَهُ فتيةً طربوا
لا صحَبَ اللَهُ فتيةً طربوا / إلى ذواتِ الثُدِيِّ والحبَل
أيورُ هذي الأنامِ قد رُسَمَت / جباهُها هؤلاء من البغَل
وشاعرٍ ما يفيقُ من خطلِه
وشاعرٍ ما يفيقُ من خطلِه / أقام من جهلهِ على زلَله
يفضّل المردَ في قصائدهِ / عجبتُ من جهلهِ ومن مثلِه
يزعمُ أنّ الغلامَ ذو غنج / يؤمن من طمثهِ ومن حبلِه
يا هاجرَ الغانيات مكتفياً / بالمردِ يحكي سباء في عمله
ما شاطرٌ في اللواطِ منغمسٌ / مجانبٌ للرشادِ عن سبُلِه
كواحدٍ بالنساءِ مرتهنٌ / أروَع ما يستفيقُ من غزلِه
وما غلامٌ عشقتهُ زمناً / كأنّما البدر حلّ في حللِه
حتى إذا ظفرت يداك به / وسُلَّ من مطلهِ ومن عِلَلِه
بدت له لحيةٌ مشوّهةٌ / فصدّتِ العاشقينَ عن قُبلِه
كطفلةٍ نصفُها كثيبُ نقا / ونصفُها كالقضيبِ في ميلِه
يهتّز ما كان فوق مئزرِها / مُسبطرّ يميلُ في خصلِه
هل للغلام الذي كلفتَ بهِ / كخدّها إذ يلوحُ في خجلِه
حُبّ الغواني من الرشاد ولو / يكاد يُدني المحبّ من أجلِه
فتنّ بالحسنِ يوسفاً وكذا / داود حتى بغى على رجلِه
فاغتالهُ كي يحوزَ نعجتَهُ / ولانَ للحبِّ عند مُقتَلبِه
موسى كليم الإله عنّ لهُ / عارضُ حبٍّ عراهُ عن رحلِه
وهاجرٌ هاجرَ الخليلُ بها / إلى متيهٍ يتاهُ في سبله
وزينبٌ تيّمت محمّدَنا / فبانَ زيدٌ وصارَ من بدلِه
وصوّرَ اللَهُ آدماً فَصَبا / إلى الغواني وكُنّ من أمله
وأبدعَ اللَهُ خَلقهنَّ لنا / فجاء حُبُّ النساءِ من قبلِه
والبكرُ تهوى ضرابَ نيّقةٍ / ولا تراهُ ينزو على جملِه
فلا تكن بالشقاء متّبعاً / إبليسَ إنّ اللواطَ من حيلِه
أحسَنُ من موقفٍ على طَلَلِ
أحسَنُ من موقفٍ على طَلَلِ / وم عُقارٍ جرَت على ثمل
ومن حضورِ الربوع تندبُها / ومن بكاءٍ لرحلةِ الإبل
نعتُ رغيفٍ كأنّهُ قمرٌ / لم يكُ خبّازهُ على وجَل
مدوّرُ الخلقِ ليّنٌ دمِثٌ / تأكلهُ خالياً على مهَل