القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 18
أَما تَرى الشَمسَ حَلَّتِ الحَمَلا
أَما تَرى الشَمسَ حَلَّتِ الحَمَلا / وَقامَ وَزنُ الزَمانِ فَاِعتَدَلا
وَغَنَّتِ الطَيرُ بَعدَ عُجمَتِها / وَاِستَوفَتِ الخَمرُ حَولَها كَمَلا
وَاِكتَسَتِ الأَرضُ مِن زَخارِفِها / وَشيَ نَباتٍ تَخالُهُ حُلَلا
فَاِشرَب عَلى جِدَّةِ الزَمانِ فَقَد / أَصبَحَ وَجهُ الزَمانِ مُقتَبِلا
كَرخِيَّةٌ تَترُكُ الطَويلَ مِنَ ال / عَيشِ قَصيراً وَتَبسُطُ الأَمَلا
تَلعَبُ لِعبَ السَرابِ في قَدَحِ ال / قَومِ إِذا ما حَبابُها اِتَّصَلا
يَقولُ صَرِّف إِذا مَزَجتَ لَهُ / مَن لَم يَكُن لِلكَثيرِ مُحتَمِلا
عُجنا بِثِنتَينِ مِن طَبائِعِها / حُسناً وَطيباً تَرى بِهِ المَثَلا
إِنّي وَإِن كُنتُ ماجِناً خَرِقاً
إِنّي وَإِن كُنتُ ماجِناً خَرِقاً / لا يَخطِرُ النُسكُ لي عَلى بالِ
لَذو حَياءٍ وَذو مُحافَظَةٍ / مُبتاعُ حَمدِ الرِجالِ بِالغالي
فَإِن دَنَّسَ المالُ عِرضَ ذي شَرَفٍ / فَإِنَّ عِرضي يُصانُ بِالمالِ
وَأَعشَقُ الجُؤذُرَ الرَخيمَ وَلا / أَكتُمُ حُبّي لَهُ فَيَخفى لي
وَخَندَريسٍ باكَرتُ حانَتَها / فَوَدَّجوا خَصرَها بِمِبزالِ
فَسالَ عِرقٌ عَلى تَرائِبِها / كَأَنَّ مَجراهُ فَتلُ خَلخالِ
حَتّى إِذا صَبَّها مُفَدَّمَةً / تَضحَكُ عَن جَوهَراتِ لِآلِ
دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ / لا تَسقِ هَذا الشَرابَ عُذّالي
فَبِتُّ أُسقى وَمَن كَلِفتُ بِهِ / مُدامَةً صُفِّقَت بِسَلسالِ
أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ
أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ / كَأسُ عُقارٍ تَجري عَلى ثَمَلِ
يُديرُها أَحوَرٌ بِهِ هَيَفٌ / مُعتَدِلُ الخَلقِ راجِحُ الكَفَلِ
عَلى شَبابٍ ما فيهِمُ خَرِقٌ / وَلا سَفيهٌ وَلا أَخو زَلَلِ
إِذا اِستَدارَت بِكَفِّهِ وَبَدَت / رَأَيتَ فيها كَهَيأَةِ الشُعَلِ
تَحكي لَنا الجُلَّنارَ وَجنَتُهُ / إِذا عَلاها تَوَرُّدُ الخَجَلِ
فَإِن تَرُم عِندَهُ مُداعَبَةً / قالَ لَكَ اِحذَر مِن ذَلِكَ العَمَلِ
فَحينَ مِنهُ خَشيتُ جَلوَتَهُ / أَكثَرَ في جودِهِ مِنَ القُبَلِ
وَما لِمَن رامَ مِنهُ جَلوَتَهُ / وَصِرتُ مِن حُبِّهِ عَلى وَجَلِ
دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ / قَد أَعجَزَتني مَذاهِبُ الحِيَلِ
حَبلي وَحَبلُ الَّذي كَلِفتُ بِهِ / عَلى تَدانيهِ غَيرُ مُتَّصِلِ
فَرَدَّهُ الشَيخُ عَن صُعوبَتِهِ / وَصارَ قَوّادَنا وَلَم يَزَلِ
لا تَهجُرَنَّ الحَبيبَ إِن هَجَرا
لا تَهجُرَنَّ الحَبيبَ إِن هَجَرا / وَلا تُعاقِبهُ بِالَّذي فَعَلا
إِذا بَلَوناهُ في الوِصالِ فَما / أَحسَنَ إِلّا المِطالَ وَالعِلَلا
مَرَّ بِنا وَالعُيونُ تَأخُذُهُ
مَرَّ بِنا وَالعُيونُ تَأخُذُهُ / تَجرَحُ مِنهُ مَواضِعَ القُبَلِ
أُفرِغَ في قالَبِ الجَمالِ فَما / يَصلُحُ إِلّا لِذَلِكَ العَمَلِ
ما لِيَ في الناسِ كُلُّهُم مَثَلُ
ما لِيَ في الناسِ كُلُّهُم مَثَلُ / مائي عُقارٌ وَنُقلِيَ القُبَلُ
كَذاكَ حَتّى إِذا العُيونُ غَفَت / وَحانَ نَومي فَمَفرَشي كَفَلُ
يا أَيُّها الناسُ بادِروا أَجَلاً / فَكُلُّ نَفسٍ وَرائَها أَجَلُ
لِيَحمَدِ اللَهَ مُنكُمُ رَجُلٌ / ساعَدَهُ في حَبيبِهِ الأَمَلُ
لَم يُنسِني السَعيُ وَالطَوافُ وَلا ال
لَم يُنسِني السَعيُ وَالطَوافُ وَلا ال / داعونَ لِما اِبتَهَلنَ وَاِبتَهَلوا
قَضيبُ بانٍ إِن قامَ يَنخَزِلُ / وَإِن تَوَلّى فَكُلُّهُ كَفَلُ
مَيسانُ مِن حَيثُ ما عَطَفتَ لَهُ / حَيّاكَ وَجهٌ بِحُسنِهِ المَثَلُ
تَخالُ خَدَّيهِ لِاِحمِرارِهِما / يُفَتِّحُ الوَردَ فيهِما الخَجَلُ
تَراهُ كَسلانَ مِن تَساقُطِهِ / وَما بِهِ غَيرُ نِعمَةٍ كَسَلُ
يَجِلُّ أَن نُلحِقَ الصِفاتِ بِهِ / فَكُلُّ حُسنٍ لِحُسنِهِ خَوَلُ
مَن أَنا في مَوقِفِ الحِسابِ إِذا
مَن أَنا في مَوقِفِ الحِسابِ إِذا / نودِيَ بِالأَنبِياءِ وَالرُسُلِ
ذَلِكَ يَومٌ يَجِلُّ عَن خَطَري / فَما لِمِثلي هُناكَ مِن أَمَلِ
هُنتَ عَلى الخالِقِ الجَليلِ فَما / يَنظُرُ في قِصَّتي وَلا عَمَلي
عوجا صُدورَ النَجائِبِ البُزَّل
عوجا صُدورَ النَجائِبِ البُزَّل / فَسائِلا عَن قَطينَةِ المَنزِل
ما بالُهُ بِالصَعيدِ مُتَّرَكاً / مَمحُوَّ الأَعلى مُغَربَلَ الأَسفَل
لِمَرِّ حَنّانَةٍ تُلِمُّ بِهِ / تَجنُبُ طَوراً وَتارَةً تُشمِل
وَكُلُّ رَبعٍ يَخِفُّ ساكِنُهُ / عَمّا قَليلٍ لا بُدَّ أَن يَمحَل
سارَ لَعَمري عَنهُ الأَحِبَّةُ إِذ / ساروا وَما عِندَنا لَهُم مَعدَل
أَزمانَ إِذ نَغبِطُ النَعيمَ بِهِ / مِن كُلِّ فَنٍّ كَأَنَّنا نَختِل
في سَكرَةٍ لِلصِبا وَعَمياءَ لا / نَسمَعُ غَيرَ الصَبا وَلا نَعقِل
حَتّى إِذا ما اِنجَلَت عَمايَتُهُ / رَوَّحتُ نَفسي وَالعاذِلُ المُعمِل
وَالنَفسُ ما لَم تَكُن لِسَكرَتِها / عاذِلَةً لَم تَرُح إِلى عُذَّل
وَمَهمَهٍ جِزتُهُ مُخاطَرَةً / بِصَحصَحانِ السَرابِ قَد سُربِل
بِعِرمِسٍ أُمُّها الشَمالُ وَتَع / تَدُّ بِصِهرٍ في البَرقِ لا يَنكِل
وَجناءُ تَكفي بِالسَيرِ راكِبَها / تَحريكَ سَوطٍ وَقَولَهُ حَيهِل
تَأُمُّ قَرماً أَحَبَّ ما مَلَكَت / كَفّاهُ مِن مالِهِ الَّذي يَبذُل
يا أَيُّها المُبتَدي وَلَم تُسأَل / أَنتَ وَلَمّا تَسَل كَذا تَفعَل
أَحلِفُ بِاللَهِ لَو سَأَلتُكَ ما / تَملِكُ أَعطَيتَني إِلى الجَندَل
تَبارَكَ اللَهُ إِنَّ ذا كَرَمٌ / لَم يُعطَهُ آخِرٌ وَلا أَوَّل
قَد جَعَلَ اللَهُ في أَنامِلِ إِب / راهيمَ رِزقَ الضَعيفِ وَالمُرمِل
فَما تَرى مَن يَخونُهُ زَمَنٌ / إِلّا عَلى جودِ كَفِّهِ يُحمَل
وَلا جَميلاً في الناسِ نَعلَمُهُ / إِلّا وَأَدنى فِعالَهُ أَجمَل
يا فاضِحَ البُخلِ ما تَرَكتَ فَتىً / يُدعى جَواداً إِلّا وَقَد بُجِّل
خافَ مِنَ الأَرضِ أَن تَميدَ بِهِ
خافَ مِنَ الأَرضِ أَن تَميدَ بِهِ / فَأَوسَعَ الناسَ كُلَّهُم ثِقلا
أَشرَقُ بِالكَأسِ حينَ أَنظُرُهُ / وَلَو شَرِبتُ الزُلالَ وَالعَسَلا
الناسُ مِن مُحسِنٍ لَهُ صِفَةٌ
الناسُ مِن مُحسِنٍ لَهُ صِفَةٌ / وَمِن مُسيءٍ يَكفيكَهُ عَمَلُه
وَالمَرءُ ما عاشَ عامِلٌ نَصِبٌ / لا يَنقَضي حِرصُهُ وَلا أَمَلُه
يَرجو أُموراً عَنهُ مُغَيَّبَةً / جَهلاً وَمِن دونِ ما رَجا أَجَلُه
لا والتفاتِ الظباءِ بالمُقلِ
لا والتفاتِ الظباءِ بالمُقلِ / وطيبِ غصنِ الخدودِ بالقُبَل
وفطنةِ الشاعرِ الأريبِ إذا / حلّ سراويلَ مُطرقٍ خجِل
وحُرمةِ الرهزِ والفراغ على / بيضِ غلام مرَجرج الكفلِ
لا زرتُ ظهرَ الحرام معتكفاً / ملبياً راكباً على جملِ
إلا على ظهر أمردٍ خنِثٍ / تميلُ أردافهُ من الثقَل
لا أصحبَ اللَه فتيةً طربوا / إلى ذواتِ الثديّ والحبَل
أيورُهم في الأنام قد وسمت / جباهُها هؤلا من السفَل
من أنا في موقفِ الحساب إذا / نودي بالأنبياء والرسلِ
ذلك يومٌ يجلّ عن خطري / فما لمثلي هناكَ من عمَل
هنتُ على الخالقِ الجليل فما / ينظرُ في قصّتي ولا زلَلي
سَقياً لظبي كالرمح في عدلِه
سَقياً لظبي كالرمح في عدلِه / طوراً وطوراً كالغصن في ميَلِه
أهيفَ مرتجةٍ روادفهُ / يذوبُ من غمزه ومن خجَلِه
داعبتهُ ضاحكاً فغلّظَ لي / تغليظَ مولىً يسطو على خَوله
وكنتُ عفّاً لا أشتهيهِ ولا / أصبو إلى نيكِهِ ولا قُبَلِه
فاضطرّ في ذاكَ من مقالتهِ / إلى احتيالٍ أدقّ من حِيَلِه
فلم أزل بالرُقى أدرّجهُ / تدريجَ طيرٍ لطالبي زَجَلِه
حتى إذا ما حملتُ معتدلاً / فوق يدي خُرجيه مع ثقلِه
طعنتهُ فانثنى فقلتُ له / والرمح منّي في العينِ من كفَلِه
إصبر إذا عضّكَ الزمانُ ومَن / أصبرُ عند الزمانِ من رجلِه
رأى بخدّيهِ منبتاً زغباً
رأى بخدّيهِ منبتاً زغباً / فضنَّ عني هناكَ بالعملِ
وقال قد صرتُ يا فتى رجلاً / وذا قبيحٌ أراهُ بالرجُلِ
قد كان ما كان في صباي فلا / تعرض لمثلي ولجّ في عذلي
فقلتُ يا من زها بلحيتهِ / الآن واللَهِ طبتَ للعمل
ذا زعفرانٌ والمسكُ تربتهُ / ينبتُ من تحت صدغِكَ الرجَل
تراكَ لو قد خضبت من كبَرٍ / وسحر عينيكَ عنكَ لم يحل
صبرتَ عن عضّ وجنتيكَ وعن / مصّ رضابٍ بفيكَ كالعسلِ
هيهاتِ هيهاتِ فانثنى حصراً / يقرع أسنانهُ من الخَجَلِ
وقمتُ أسعى إليه مبتدراً / والقلب من سخطهِ على وجَل
حتى اعتنقنا على الفراش وقد / غاصَ صقري الجموحُ في الكفل
إني امرؤٌ أبغضُ النعاجَ وقد
إني امرؤٌ أبغضُ النعاجَ وقد / يعجبني من نتاجِها الحمَلُ
من عذّبَ اللَهُ بالزنا فأنا / لا ناقة لي فيه ولا جمَلُ
يعجبني الأمردُ الطريرُ إذا / أبصرتهُ أهيفاً لهُ كفَل
حتى إذا ما رأيتُ لحيتَهُ / فليس بيني وبينه عمَل
إلّا سليمان إنّهُ رجلٌ / يحلُّ بيني وبينه القُبَلُ
لا صحَبَ اللَهُ فتيةً طربوا
لا صحَبَ اللَهُ فتيةً طربوا / إلى ذواتِ الثُدِيِّ والحبَل
أيورُ هذي الأنامِ قد رُسَمَت / جباهُها هؤلاء من البغَل
وشاعرٍ ما يفيقُ من خطلِه
وشاعرٍ ما يفيقُ من خطلِه / أقام من جهلهِ على زلَله
يفضّل المردَ في قصائدهِ / عجبتُ من جهلهِ ومن مثلِه
يزعمُ أنّ الغلامَ ذو غنج / يؤمن من طمثهِ ومن حبلِه
يا هاجرَ الغانيات مكتفياً / بالمردِ يحكي سباء في عمله
ما شاطرٌ في اللواطِ منغمسٌ / مجانبٌ للرشادِ عن سبُلِه
كواحدٍ بالنساءِ مرتهنٌ / أروَع ما يستفيقُ من غزلِه
وما غلامٌ عشقتهُ زمناً / كأنّما البدر حلّ في حللِه
حتى إذا ظفرت يداك به / وسُلَّ من مطلهِ ومن عِلَلِه
بدت له لحيةٌ مشوّهةٌ / فصدّتِ العاشقينَ عن قُبلِه
كطفلةٍ نصفُها كثيبُ نقا / ونصفُها كالقضيبِ في ميلِه
يهتّز ما كان فوق مئزرِها / مُسبطرّ يميلُ في خصلِه
هل للغلام الذي كلفتَ بهِ / كخدّها إذ يلوحُ في خجلِه
حُبّ الغواني من الرشاد ولو / يكاد يُدني المحبّ من أجلِه
فتنّ بالحسنِ يوسفاً وكذا / داود حتى بغى على رجلِه
فاغتالهُ كي يحوزَ نعجتَهُ / ولانَ للحبِّ عند مُقتَلبِه
موسى كليم الإله عنّ لهُ / عارضُ حبٍّ عراهُ عن رحلِه
وهاجرٌ هاجرَ الخليلُ بها / إلى متيهٍ يتاهُ في سبله
وزينبٌ تيّمت محمّدَنا / فبانَ زيدٌ وصارَ من بدلِه
وصوّرَ اللَهُ آدماً فَصَبا / إلى الغواني وكُنّ من أمله
وأبدعَ اللَهُ خَلقهنَّ لنا / فجاء حُبُّ النساءِ من قبلِه
والبكرُ تهوى ضرابَ نيّقةٍ / ولا تراهُ ينزو على جملِه
فلا تكن بالشقاء متّبعاً / إبليسَ إنّ اللواطَ من حيلِه
أحسَنُ من موقفٍ على طَلَلِ
أحسَنُ من موقفٍ على طَلَلِ / وم عُقارٍ جرَت على ثمل
ومن حضورِ الربوع تندبُها / ومن بكاءٍ لرحلةِ الإبل
نعتُ رغيفٍ كأنّهُ قمرٌ / لم يكُ خبّازهُ على وجَل
مدوّرُ الخلقِ ليّنٌ دمِثٌ / تأكلهُ خالياً على مهَل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025