المجموع : 8
أرسلني عاشِقٌ بحاجتِهِ
أرسلني عاشِقٌ بحاجتِهِ / فجئت بين الرجاء والوَجَلِ
لا تُخْجِلنِّي بالردّ حسْبُك ما / ترى بخدي من حُمرةِ الخجلِ
وطائفٍ باستِهِ على طبقٍ
وطائفٍ باستِهِ على طبقٍ / يبغي لها حَرْبةً تُطاولُها
مُعاملٍ كلَّ عُصبةٍ سفلتْ / ولا ترى عِلْيةً يُعاملُها
قلْنا له لمْ هواكَ في سفلِ ال / ناس وشرُّ الأمورِ سافلُها
أفِرْقَةٌ وافقتْك طاعتُها / أمْ عُصبةٌ فُضّلتْ غراملُها
قال وجدْتُ الكعوبَ من قصبٍ / مختارُها شدةً أسافلُها
واسْتُ الفتى سِفْلة فغايتُها / ووكدُها سِفلة يُشاكلُها
لا تعذلِ النفسَ في تعجُّلها
لا تعذلِ النفسَ في تعجُّلها / فإننا خلْقَتان من عَجلِ
وإنَّ فوْتَ الذي أُبادرُهُ / أرمضُ لي مِنْ مُردَّدِ العذَلِ
أخشى كسادي على النساء إذا / أسنَنْتُ والسن جَمَّةُ الخبلِ
وإنني منْ كسادهنَّ على / سِنّي لأولىَ بالخوفِ والوَجلِ
كم من نشاطٍ لهُنَّ عندي في ال / يومِ وكم بعد ذاك من كَسَلِ
والعَيْشُ طعمانِ عند ذائقهِ / مُرُّ التوالي مستعذَبُ الأولِ
من عسلٍ تارةً ومن صبِرٍ / لهفي لتأخير عُقبةِ العسلِ
لو أنها أُخّرَتْ لطابَ بها ال / عيش وإن جاوزتْ شفا الأجلِ
أعجزنا كرّنا الشبابَ وأن / تُثمرَ صِدقاً مواعدُ الأملِ
كم تحسبُ العيشَ دار عُرْجتنا / وإنما العيشُ دارُ مُنْتقلِ
فبادِرِ الدهرَ بالمناعمِ والْ / لذّاتِ واحذرْ مِنْ وَشْك مُرْتَحلِ
فإنُ تعذَّرنَ أن يُجبنك بال / قوَّةِ فاحتَلْ لطائفَ الحيلِ
جاركمُ لا يُعادُ من عِللِهْ
جاركمُ لا يُعادُ من عِللِهْ / وضيفكُم لا يسدُّ من خَللِهْ
فاستعملوا الظلمَ والجفاءَ به / فليس تلك السبيلُ من سُبُلِهْ
ما ضرَّ مجفُوّكم جفاؤكُمُ / بالأمس في عيْشه ولا أمَلِهْ
لا إنْ جفوْتُم قضى العليلُ ولا / إن عُدْتُمُ تُنْسِئون في أجلِهْ
قصيدةٌ كرَّها مُثقّفُها
قصيدةٌ كرَّها مُثقّفُها / عليكَ إذ ثُقِّفتْ على مَهَلِ
أعجله الوقتُ عن رياضتها / فأقبلتْ ريّضاً على عجلِ
ثم استراضتْ فجاء مركَبُها / مُمْتَهَدَ الظهرِ مُردفَ الكَفَلِ
لم أحتشمْ كرَّها عليك ولا / سدَّد منها مواضعَ الخللِ
لأنني عالمٌ بأنك لا / تعتِبُ فيما أصلحتُ من عملي
وليس مثلي ينامُ عن خَلَلٍ / في مدح ممدوحِه ولا زلَلِ
لا سيما في مديح ممتدَحٍ / مشتهر الذكر سائر المثلِ
والشعر ما كان غير مُنْتَحَلٍ / يَحْرُمُ في مدح كل مُنْتَحِلِ
فَلْيَسْتَعِدْهَا الأميرُ ثانيةً / على الذي في المعادِ من ثِقلِ
وليحتمل عبدَه الأميرُ وإن / ثقَّلَ تثقيلَ غيرِ محتملِ
قُلْ لأبي سهلٍ الذي ترك ال
قُلْ لأبي سهلٍ الذي ترك ال / وعْر بمعروفهِ وقد سهُلا
رأيتُني يا أخا السّماح وإيْ / ياكَ عجيباً حديثُنا مَثلا
تولي فأُثني فتُتْبِعُ النَهَلَ ال / أوَّلَ من عارفاتك العَللا
فهكذا دأبُنا تجودُ فإنْ / أثْنيْتُ أتبعْتَ ناقةً جملا
ما نفلٌ جاءني فقُمْت به / في الناس إلا أردفْتَه نفلا
اللَّه عوْني على صنيعِك بي / فما أرى لي بحملهِ قِبَلا
كلَّفْتُ تخفيف ما امتَننْتَ به / شُكريك فازداد كاهلي ثِقلا
يا آلَ نوبختَ لا عدمتُكمُ / ولا تبدَّلتُ منكُمُ بدلا
إن صحَّ علمُ النجومِ كان لكم / حقاً إذا ما سواكمُ انتحلا
كم عالمٍ فيكمُ وليس بأن / قاسَ ولكن بأن رقى فَعَلا
أعلاكُم في السماء مجدُكُمُ / فلستُمُ تجهلون ما جُهلا
شافهتُمُ البدرَ في السؤالِ عن ال / أمرِ إلى أن بلغتُمُ زُحَلا
وكلُّ ما بين ذا وذاك فما / تخشون أنَّى سلكتُمُ الزللا
لم تدركوا قطُّ بالحسابِ بل ال / أحساب علماً لكم ولا عملا
ما جعل اللَّه بين علمكُمُ / وبينكم غيرَ مَجدِكم وُصَلا
لا شيءَ إلّا وفيه أحسنُهُ
لا شيءَ إلّا وفيه أحسنُهُ / فالعينُ منه إليه تنتقلُ
فوائدُ العينِ منه طارفةٌ / كأنما أُخرياتُها الأُولُ
يا حسنَ الوجه والشمائلِ وال
يا حسنَ الوجه والشمائلِ وال / أخلاقِ والرأي والأفاعيلِ
ما بالُ غيري يحظى لديك ولا / أحظى بشيءٍ سوى التعاليلِ
ولو تخلّيت من علائقِ تأ / ميلكَ قفَّيتَ بالأباطيلِ
لكنني فيك غيرُ ما عُطُلٍ / من حسنِ ظنٍ وبُعدِ تأميلِ
وما أُحابيكَ في المديح ولا / شِيدتْ معاليكَ بالأقاويلِ
صِلني برزقي وفائتي صِلةً / ألذَّ من نَشْطةِ السراويلِ
بلا دفاعٍ ولا مماطلةٍ / مُعجلاً ذاك كلّ تعجيلِ
ولا تكنْ مثلَ معشرٍ جعلوا / أعراضَهم فديةَ المناذيلِ
بحقّ ذاك الذي يقومُ مقا / مَ التاجِ للمَلكِ والأكاليلِ
لا بلْ مقامَ السلاحِ ذلقه ال / صيقلُ للفتيةِ البهاليلِ
لا بل مقامَ الدفاعِ والظفرِ ال / حاضرِ في ساعةِ البلابيلِ
يُمناً ورأياً مجنَّباً أبداً / كلّ ضلالٍ وكلَّ تضليلِ
سيّدِنا بدرِنا مؤَمَّلِنا / واحدِنا في الفَعال والقيلِ
أبي الحسينِ الذي به رجعتْ / محاسنُ الملكِ بعد تبديلِ
ملَّأَهُ اللَّهُ ما حباهُ به / لا بزوالٍ ولا بتحويلِ
ممتعاً بالصفاءِ منك وبال / إخلاصِ يجزيك غيرَ تأجيلِ
موفقاً فيك للصنائع يُس / ديهنَّ ما فاض ساحلُ النيلِ
ألبسكَ اللَّه يا أبا عُمرٍ / ثوبَ بهاء وتاجَ تبجيلِ
يا من إذا ما اجتباه منتقدٌ / دلَّ على حكمةٍ وتحصيلِ
خذ صِلةً من أخيك كافيةً / يلقاكَ ما بعدَها بتفصيلِ
راجحة الوزنِ وهْي شائلةٌ / عن قَدْرِك الراجح المثاقيلِ
من قول حُرّ مُخوّل لك بال / إحسان تُوليهِ كلَّ تخويلِ
قال ببعضِ الذي منحتَ ولم / يمدحْكَ بالزور والتهاويلِ
ولا تَزَلْ من لبوس عافيةٍ / وسِترِ نعماءَ في سرابيلِ