القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 7
أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدَكْ
أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدَكْ / جهلاً وأسلمتَ للهوى قَوَدَكْ
حتى متى لا تُفيقُ من سِنَةٍ / ولا يداوي مفنِّدٌ فندَكْ
تُعملُ في صيدِ كل صائدةٍ / ختلكَ طوراً وتارة طَرَدكْ
ترمي التي إنْ أصابَ ظاهرَها / سهْمُك شكَّتْ بحدِّه كبدَكْ
يا صاحبَ اللومِ هبْ لذي شعفٍ / عوْنَك فيما عراهُ أو جَلَدَكْ
أوسِعْه عذراً ولُمْ مُعذِّبه / وقلْ له عن أخٍ قد اعتقدَكْ
يا حسنَ الجيدِ كم تُدِلُّ على ال / صبِّ كأنْ قد نحلته جيَدَكْ
يا واضحَ الثغرِ كم تُدِلُّ على ال / صبِّ كأنْ قد أذقتهُ بردَكْ
أدْلِلْ عليه إذا فعلتَ به / أفعَالك اللائي أشبهتْ غيَدَكْ
حظِّيَ من لؤلؤيْك منعُك مَنْ / ظومَك منّي وتارة بدَدَكْ
لا لثمَ ثغرٍ ولا محاورةً / يحلَى بها من هواه قد عبدكْ
يا مورداً صادقَ العذوبةِ أش / كوكَ وأشكو الحماةَ أنْ أردَكْ
إذا افترقنا وَشَى الوشاةُ وإنْ / كان التلاقي وجدتُهم رصَدَكْ
وأنت في منعِ ما أُحبُّ مع ال / قومِ فمن ذا يجير مُضطَهَدَكْ
يا ليتَ روحي وروحَك التقتا / في جسدي أو أُحِلَّتا جسدَكْ
عجبتُ من ظلمِكَ القويَّ ولو / شاءَ ضعيفٌ ثناكَ أو عقدكْ
دعْ ذا وقلْ في مديحِ ذي كرمٍ / قَوَّمَ إفْضالُ كفِّهِ أودَكْ
ممَّن إذا ما رجوتَ نائلهُ / أنجزَكَ الظنُّ فيهِ ما وعدَكْ
ما حُوذرتْ نكبةٌ مُزلزِلةٌ / بالناسِ إلا جعلتَه سندكْ
أوْلاك ما يوجبُ اعتبادكَ أد / ناه وما منَّهُ ولا اعْتَبَدَكْ
إسحاقُ أُمْتِعْتَ بالسلامةِ وال / أمْنِ ولا فارقَ التُّقى خلدَك
وكثَّر اللَّهُ من فتاك أبي / إسحاقَ في ظلِّ نعمةٍ عَدَدكْ
واعتمدَ اللَّهُ بالمكارهِ مَن / قدّرها فيك أو بِها اعتمدكْ
كم غائبٍ غابَ ثم عاد فأل / فاكَ أخا سؤدَدٍ كما عَهِدكْ
ترغبُ في حمدِ حامديك ولا / تحرمُ جدوى يديْكَ من جحدكْ
لا يرهبُ القاصدوك مِنْحَسةً / قد قصدَ الحظُّ بابَ من قصدَكْ
يا جبلَ اللَّهِ في بسيطته / لا هدَّكَ اللَّهُ بعدما وطَدَكْ
حقّاً لقد سَلَّكَ الهُدى ذكَراً / عضْباً وكان الضلالُ قد غمدكْ
كأنّما يَشهَدُ النبيَّ أو ال / صدّيقَ أو صاحبيْه مَن شهدَكْ
ورثتَ عباسَك الوسامة وال / رأي فما ينكر امرؤ سَدَدَكْ
وعِلْمُ عبدِ الإلهِ إرثُك لا / شكَّ فمِنْ ثمَّ تستقي مدَدَكْ
ولم تزلْ مذ نشأتَ ممتثلاً / نُسْكَ عليٍّ ميمِّماً صمدَكْ
وما تعديتَ من محمدٍ ال / حلمَ إذا ما المميِّزُ انتقدكْ
وحزمُ منصورك المشادُ به / فيك ومن ثمَّ تحتذي لددَكْ
وساقَ عيسى إليك آصرة ال / شَيْخَيْنِ رِفْداً فنِعْمَ ما رفدكْ
وإن بغاك امرؤ بحيث بنى / أحمدُ أعلى بنيانه وجدكْ
وما تخلفتَ عن خصال أبي / إسحاق من سعيه ولا جَهدكَ
آباءُ صِدْقٍ إذا بنيتَ من ال / مجد بناءً وجدتَهم عَمَدكْ
مِنْ كلِّهم فيك شيمة فتلتْ / حبلَكَ شزْراً وأحكمت عقدَكْ
وتُرْفَدُ الخيرَ من جدودك أو / يُلْقَى بك النَّسْبُ صاعداً أُدَدَكْ
أقولُ للمنبرِ الشريفِ وقدْ / طال مدى ما اقتضاكَ وارتصدَكْ
صبراً فلو قد علاك فارسُك ال / أصْيَدُ أحيا بريحهِ صَيَدَكْ
أبشرْ به منبرَ العَروبةِ وان / ظُرهُ كأني أراهُ قد صعِدكْ
إذ لا تجوزُ الصوابَ خطبتُهُ / ولا يضلُّ الهدى إذا اقتعدكْ
وكيف لا تكثرُ الحنينَ من ال / شوقِ إليه وجدُّه مهدَكْ
ياغرسَ ذي العرشِ لا شريكَ لهُ / أنبتَك اللَّهُ ثم لا حَصَدَكْ
بقيتَ للمكرماتِ ما بقيتْ / ولا فقدتَ الندى ولا فقدكْ
وحائرِ الرأْي فيك قلتُ له / أراكَ شبَّهت بحره ثَمَدَكْ
يا رَمِدَ العينِ قُمْ قبالَتَهُ / فداوِ باللحظ نحوه رَمَدَكْ
أقصِرْ عن الجهلِ يا مُماجِدَه / فقد قضى اللَّهُ أنه مَجدَك
نافستَ في المُنفِساتِ مَنْ وسعتْ / إحدى مناديح صدرهِ بلدكْ
ألومُ منْ يرتجي لحاقكَ في ال / مجدِ كما لا ألومُ من حَسَدَكْ
جاراك أهلُ العلاء فانقطعتْ / أنفاسُهم قبل قطعِهم أمدَكْ
جَرَوا فملُّوا الجِراء في طَلَقٍ / وذاك ما لا تملُّه أبدكْ
أقسمتُ باللَّهِ والنبيِّ لقد / قضتْ مساعيك حقَّ من وَلدكْ
يا منْ يَؤمُّ الوزيرَ معتمِداً / أبلغتَ خير البلاغِ معتمدَكْ
قلْ لأبي الصقرِ إن مَثَلْتَ له / واجمع لما أنت قائلٌ حشدكْ
لا يَعْجَبِ الناسُ أن تسودَهُمُ / حقُّ أياديك أن تطيلَ يدكْ
تاللَّهِ تدرِي الأكفُّ تشكر إط / لاقَك أصفادهن أمّ صفدَكْ
ما نسألُ اللَّه أن تنالَ من ال / خيراتِ إلا عديدَ مَنْ حمدكْ
ينصرفُ الوفدُ يحمدُون معاً / يومك فيهم ويأملون غدكْ
إنَّ الذئابَ التي تُغيرُ على ال / ناسِ تناهتْ من خوفها أسدَكْ
نصبْتَ للمسلمين محتِسباً / كثَّرَ مُعْطِيكَهُ به عُدَدَكْ
فقد أتى كلَّ ما تراه من ال / أمر رشاداً وما عدا رشدَكْ
لا زلتَ يا خيرَ سيدٍ عضُداً / له ولا زال كائناً عضُدكْ
وساخطٍ ما رضيتَ قلتُ له / ارضَ رِضاه أو افترشْ ضمدكْ
عشْ في ذراهُ ودعْ عداوتَه / وأنت في الخلد ترتعي رغدكْ
وإنْ تتابعتَ في شِقاقِكَهُ / فاعددك في النار تصطلي وقدكْ
يا من يعادي السماءَ أنْ رُفِعَتْ / كلْ خيرَها تحتها ودع نكدَكْ
نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكِهْ
نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكِهْ / أجْزِلْ بِحظّ الوليّ من مَلِكِهْ
نادَمْتُهُ والحُظُوظُ نافِرةٌ / فاصْدَدْتُ وحْشِيَّهُنَّ في شركه
مِنْ بعدِ ما خاسَ بي وأسْلَمَنِي / طوْعاً إلى الدهرِ ضامِنُو دَرَكِهْ
هَتَفْتُ للدهرِ باسمِ قاسِمهِ / فانْهَزَمَ الدهرُ وهْو في شِكَكهْ
القاسمِ القاسم الرفّاد إذا / أيأسَ ضَرْعُ المُدِرّ من حَشَكِهْ
أبي الحسين الذي به حَسُن ال / سُلْطانُ وابيضَّ بعدما حلكهْ
فتىً له منظرٌ ومختَبَرٌ / صاغَهُما اللَّهُ من حُلى فَلَكِهْ
حديثُ سنٍّ كبيرُ معرفةٍ / مُحْتَنكٌ قبل حين محتنكِهْ
يعارَك الحُوَّل الأريب بهِ / ليثٌ تُفادي الليوث من عَركهْ
صِيغَ الحجا من سُكُونِه صِيغاً / راقتْ وصيغَ الذكاءُ من حَرَكهْ
يجمعُ ضدَّيْنِ من جلالته / في كل قلب ولُطْف منسلكهْ
مستحْكمُ الرأي غيرُ مُخْدَجِهِ / مُصَمّمُ العزمِ غيرُ مُرتَبكهْ
قد حاز ما في الشبابِ من أنقِ ال / حُسْنِ وما في المشيبِ من حُنَكهْ
فهو رضَى العينِ حين تُبْصِرُه / والرأي عَفْواً وبعْدَ مُعْتركهْ
جاهرْ به المُلْكَ والملوكَ معاً / ولا تُسَتّرْهُ خوف مُنْتَهكهْ
أخُو فعالٍ كأنَّ زُهْرَ نُجو / مِ الليلِ مطبوعةٌ على سككهْ
مُشْتركُ الحظ لا محصَّله / مُحَصَّلُ المجد غيرُ مشتركهْ
منتهك المالِ لا ممنَّعه / مُمَنَّعُ العِرضِ غيرُ منتَهكهْ
يحلُو على سَمعه السؤالُ وما / زالتْ نَعَمْ حُلْوةً على حَنَكهْ
كأنما القطْرُ من ندى يده / والبرَقُ من بِشْرِهِ ومن ضَحكهْ
لم يجْعَلِ الغدْر للوفاءِ أخاً / مُذْ كان في فَتْكه ولا نُسُكهْ
طبيعةً لا تزالُ تُخْلِصُها ال / أيَّامُ والتّبر عِنْد مُنْسبكهْ
كم حسناتٍ له مُشهَّرة / أسَرَّها ما استطاع من مَلَكِهْ
صيَّرني جودُهُ إلى فُسح ال / عيشِ فأغنيتُ طالبي مُسكهْ
في منزلٍ برُّ كلّ بادية / من صَحْنِهِ والبحار من بركهْ
تَصْبحُني فيه كُلُّ شارقة / جَدْوى حثيث النوالِ مُدَّركهْ
أُقاتِلُ الحرَّ في غلائلهِ / والقُرَّ في خَزّهِ وفي فَنكِهْ
لو دونيَ البحرُ جاء نائلُهُ / أسْبحَ من فُلكه ومن سَمَكِهْ
يا ابنَ عُبَيْد الإلهِ يا ابنَ أبي ال / قاسمِ شافي السلطانِ من نُهَكِهْ
يا ابنَ الوزير السَّديد منزَعُهُ / برغْمِ أنفِ العِدا ومؤتفكهْ
يا ابنَ الذي أصبحَتْ مآثرُهُ / من ضحكاتِ الزمان لا ضُحَكهْ
الجامع الشملَ بعدَ فرقته / والواصلِ الحبلَ بعد منْبتكهْ
شُكريكَ فرضٌ ولست بالغه / ولستُ في حالةٍ بمُتَّرِكهْ
خُذْها تهادي إليك طائعةً / مثلَ تهادي الغدير في حُبَكهْ
نُعْماك في منزلي مخيِّمةٌ / والشّعرُ في نَصِّه وفي رَتَكهْ
أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ
أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ / مُستفسداً ما امتننتَ من مِنَنِكْ
أيَّ جناياته اضطغنتَ له / فليس هذا أوانَ مضطغنكْ
يا قادماً سرَّني بمَقْدمه / قد ساءني ما أراه من ظَعنِكْ
أشكيتني بعد نعمةٍ حَسَمَتْ / شكواي صرفَ الزمانِ في زمنِكْ
تركتني ضاحياً بمُرْتَمَضٍ / وكنتُ تحت الظليل من فَنَنِكْ
يا أعذبَ الماءِ لِمْ أسنتَ على / مَنْ حقُّه أن يُعاذَ من أسنِك
من ذا تنصَّحتَ من ثقاتِك في / صرمي وماذا أطعتَ من ظننِك
لأيّ جُرمٍ غدوتَ تَلْفظُني / وكنتُ أحلى لديك من وسنِك
متى تقاعستُ عن لجامِك أو / خلعتُ رأسَ المُطيع من رسنِك
ألم أكن في حروبِك البطل ال / مَبلِيَّ والمستشارَ في هُدنِك
ألم أكنْ من سيوفِك القَلعي / ياتِ وإن شئتَ كنتُ من جُننك
مبتذلاً أنفَسي وممتهناً / نفسي فيما هويت من مَهنِك
يا واسعَ العفْوِ والمذاهبِ في ال / إفضالِ أين الرحيبُ من عطنك
إلا يكنْ ما امتننت من مننٍ / في مُنَّتي حملُها ففي مُنَنك
يا حَسن الخلْقِ والخلائقِ وال / أفعالِ أنَّى عدلتَ عن سَننك
إن كنت أخطأتُ أو أسأتُ فلا / يظهر قبيحي كذا على حَسنك
غلِّبْ عليه جميلَ فعلِك بي / إنَّ هناتي تغيب في شحنك
أعْيَنُنا سيّدٌ لأحْوَصنا / منك ومنِّي فعدّ عن إحنك
إن كان غابَ الصوابُ عن حَوصي / فلن يغيبَ الجميلُ عن عَيَنِك
يا عجباً من لئيم مُمتحَني / إن عزّ يوماً كريمَ ممتحنك
قد زاد في شكوى إِطِّراحُك إي / يايَ وما كان ذاك من سُننِك
الحمدُ للَّهِ كنتَ من فِتني / ولم أكنْ عندَ ذاك من فِتنك
أصبحتَ فيما يُعدُّ من شجني / ولستُ فيما يُعدُّ من شجنك
طالت شكاتي فما اكترثتَ ولا / ألجاتَ كفَّ الأسى إلى ذقَنك
بل ظلتَ تستعرضُ البقاعَ ولا / تسخى بتعريجةٍ إلى سكنِكْ
موضعِ أسرارِكَ التي سُترتْ / وزيركَ المرتضي ومؤتمنِكْ
يا حسرتا ما أحطتُ معرفةً / بأنَّ شجوي يزيدُ في أرنك
وكنتُ أستوهبُ الإله ضنىً / لا بل نُحُولاً يزيد في سمنك
يا شاعراً يرْعوي لدِمنته / هلّا جعلتَ الصديق من دِمَنك
أما تلقَّنتْ عن أئمَّتك ال / زهرِ بذاك الصحيح من لَعَنِك
إنَّ أحقَّ امرئٍ حَزنْتَ له / من يستعيذُ الإلَهَ من حَزنِك
إن تكُ قد بِعْتَني فمن غَبني / أُبكَى وأبكي وليس من غبنك
تعتاضُ منّي وليس لي عِوضٌ / منك متى ما خرجتُ من قرنك
وأيُّ شيءٍ أدقُّ من ثمني / وأيُّ شيءٍ أجلُّ من ثمنِك
قد ارتهنتُ الفؤادَ عندك فاح / فظْهُ وأحسِنْ جوار مُرتَهنك
لا تمتحنّي بمنع وجهك عي / نيَّ فلا صبرَ لي على مِحنك
ليس من العدلِ أن تعذّبني / بالهجرِ بعد الظهورِ في زِينك
ونائلٍ منك قلتُ حسبيَ بال / لَهِ إلهاً فاعكُف على وَثَنك
لستَ ترى الشمسَ غيرَ مُظلمةٍ / فلا انجلى ناظراكَ من كمنك
ولفَّكَ اللَّهُ في لفائفِ غم / مائكَ حتى تُلفَّ في كفنك
ذاك جوادٌ أراكَ مجتهداً / تطلبه واطئاً على ثُنَنك
يا عجباً من مُفاخرٍ حَمقٍ / يقيسُ أحفاشَهُ إلى حَضنك
أنَّى يُساميك في صليبة أح / رارِك أو مُعتفيكِ من يمنِكْ
ومن يسامي امرأً ومُعتقُهُ / كسيفٍ المِقْوَلِ ابنِ ذي يزنِك
دُونَكَهَا ناظراً بغَفْلَتكَ ال / حرَّةِ لا الألمعيِّ من طبنِك
واعذرْ حميداً إذا أذِنتَ لها / واغفرْ خطيئاتها لدى أذنِكْ
يقولُ فيك المديحَ قائلُنا / وأينَ ذاك الضِّياح من لَبنِك
فيغتدي سُبحةً لفيك ولو / شِئتَ بحقٍّ لكان من لُعَنك
عجْبتُ من ناسجٍ نسائجَهُ / جهَّزَ أبرادَهُ إلى عَدَنك
لا بل من العادلين عنك وإن / حاكوا خِلاف الرضيّ من يُمُنِك
يُهدِي لك الآبداتِ ممتدحٌ / وإنما الآبداتُ من فِطنك
فتكتسيهنّ ماجداً عِطر ال / طِينةِ لا يشتكينَ من درنِك
طوبى لمُهدٍ إليك خِلْعتَهُ / طوبى لمنشورةٍ على بدنك
لا زلتَ للناس موْرداً غَدِقاً / دلْوُكَ للمستقين في شَطنك
تُقرضنا العرفَ بالثناءِ وتع / تدُّ زكيَّ القروضِ من عَيَنك
كم غُرْبةٍ آنستْك في وطنٍ / للمجدِ آثرتَها على وطنك
علِمتَ أن الخيار في بِطَن ال / أضيافِ فاخترتها على بِطَنك
أقول للدهر إذ بصرتُ بمك / نونِك مثل الجميلِ من عَلَنك
يا دهرُ زوِّجه من كرائمك ال / نَعماءَ وادفعْ أذاكَ عن خَتَنك
قدْحي فقيرٌ إلى رياشك مس / تغنٍ بما قد براه من سَفَنكِ
فامنحنيَ العطفَ في جوابك لي / وأعفني إن رأيت من لَسَنك
أستغفر اللَّه من هجائيكا
أستغفر اللَّه من هجائيكا / وليس هاجيك آثماً فيكا
لكنني أتقِي وأشفقُ من / تقصير ما قلتُ عن مخازيكا
يا خالدَ اللؤمِ غيرَ مُؤتشبٍ / سبقْتَ باللؤم من يُجاريكا
أنت صريحُ اللئام لا كذباً / وهم إذا حُصّلوا مواليكا
يا مَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
يا مَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ / وعَنْ تباشِير وجْهِهِ ضَحكا
ومَنْ به رُدَّ سِتر عَوْرته / من بعد ما كان ستْرها هُتِكا
ومَنْ إذا حُجَّةٌ مُجَلِّيَةٌ / لاحت لعينيه لم يكن محِكا
ومن أبَى اللَّهُ أن نُرى أبداً / بعرْضِهِ في مَذمَّةٍ معكا
أستودعُ اللَّه حُسنَ رأيِكَ في / عَبْدٍ تلافيته وقَدْ هلكا
يغيبُ إنْ غاب والنصيحةُ وال / ودُّ رفيقاه حيثُما سَلكا
طافتْ به علةٌ فعالجها / فاعْتركَتْ والعلاجُ مُعْتركا
وقد أناخَتْ به مُماطلةً / فقد صغا من مطالها وبكى
وخوفُه العَتْبَ منكَ يُفْرِشُهُ / جمر الغضا ليلَهُ أو الحَسَكا
وحقهُ أن تكونَ تُؤْمِنُه / منْ كلّ شيءٍ يخافُه الدَّركا
وإنَّ إخلالَه ليَكرُثُهُ / لكنَّ عَوْداً بعينه بركا
وهو يرجِّي بيُمن وجهِك ذي ال / يمنِ قديماً أن يقطع الشَّركا
يُمنٍ إذا مسَّ ذا الوقود خَبا / عَفْواً وإن مَسَّ ذا الخمود ذكا
كم ساقَ مِنْ صحةٍ وعافيةٍ / إلى شديدٍ ضناهُ قد نُهكا
حتى استقلَّتْ به قُواهُ كما / كان وأضحَى سكُونُهُ حَركا
وكلُّ جارٍ غدوتَ تَعْصِمُه / فليس ذاكَ الحريمُ منتهكا
وعبدُك العبدُ لا يُخلّفه / عن حظّه غيرَ ما نثاهُ لكا
فأْذنْ له في علاج علَّته / واقبلْ من العُذْر ما نثا وحكى
أو لا فَهَبني اعتذرتُ معذرةً / أفِكتُ فيها كبعضِ من أَفِكا
أليسَ للنقصِ كنتُ عبدَك لا / شكَّ وللفضلِ كنتَ لي مَلكا
لا بل لَعَمْرِي كذا الحقيقةُ يا / من طاب فَرعاً ومحتداً وزكا
فاغفُلْ فما زِلتَ في الإقالةِ وال / صفحِ غريراً في الرأي مُحتَنِكا
وابذلْ ليَ العفو والتجاوزَ وال / إغضاءَ حتى يُقالَ ما اتَّركا
أحسِنْ ودَعني أُسيءُ يَخْلصْ لك ال / حمدُ وإلا أتاكَ مُشتركا
وقلْ مُدلٌّ بحرمةٍ قدمتْ / على رءوفٍ بكلِّ من ملكا
صادفَ فضلاً من سيِّدٍ فصفا / إلى الهُوينَى ومشتكى فشكا
لا زلت تعلو يداك مصطنعاً / للخير حتى تصافحَ الفلكا
ولا تزل لي بالشكرِ قافيةٌ / فيك تسيرُ الوجيفَ والرَّتكا
تَلذُّ من كلّ سامع أُذناً / حُسناً ومن كل مُنشدٍ حنكا
وليس في السيِّئاتِ أكسبها / بعهدِ أمرٍ إذا امرؤٌ فتكا
فأْمَنْ وآمِنْ فتىً قد انسبكت / أخلاقُه مذ رآك وانسبكا
أمَّنك اللَّه ما تخافُ ولا / أجرَى بغيرِ اعتلائك الفلكا
وَمَنْ رعى حيث لا أمانَ له / فلا زلتَ بمرعىً مجانبٍ شركا
يا مَنْ يُعمِّي على حليلتِه
يا مَنْ يُعمِّي على حليلتِه / شيباً يريها خضابُه حَلكا
أعجِبْ بتزويرك الخضابَ على / من تتولاه في الخلاء لكا
لن تنقلَ الشيبَ عن خليقته / ما عشتَ حتى تُصرّف الفلكا
ونرجسٍ كالثغور مبتسمٍ
ونرجسٍ كالثغور مبتسمٍ / له دموعُ المحدِّقِ الشاكي
أبكاهُ قطرُ الندى وأضْحكَهُ / فهْوَ مع القطر ضاحكٌ باكي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025