المجموع : 3
لا يأخذِ العذلُ منكَ والملقُ
لا يأخذِ العذلُ منكَ والملقُ / ووجه دنياك ابيضٌ يَقَقُ
ثلجٌ كما نوَّرَ الرياضُ له / عساكرٌ تلتقي وتفترق
استوت الأرض والسماءُ به / واشتبه الفجر فيه والغَسِق
وأورقَ الجوُّ فهو في حُلَلٍ / من ورقٍ غيرَ أنها وَرِق
إذا الصبا عارضته تنثره / طارت إليه العيونُ تستبق
يومٌ كما تشتهيه مُصطَبحٌ / وفوق ما يشتهيه مُغْتَبق
نظلُّ في ظلِّه رحارحنا / ألٌ مصوغٌ وراحُنا شفَق
في نرجسٍ ما عدا اللجينَ ولا ال / عسجدَ منه الجفونُ والحدق
أحرُّ يومٍ قصفاً وأبرَدُهُ / نَجمَدُ فيه ونحن نحترق
يا حُسْنَهُ لو أقلَّ رِجْليَ أو / سالمني الوحلُ فيه والزلق
أوكَفَّتِ الرميَ من جوانبه / قسيُّ ريحٍ سهامُها دمق
أضْيِعْ بماشٍ هناك قد لَثِقَتْ / نعلاه وابتلَّ طِمْرُهُ الخَلَق
ما بين بحرين زاخرين فما / يهمه أينما مضى الغرق
لا الحرَّ عن منكبيه ذاد ولا / حَصَّنَهُ ثَعْلَبٌ ولا دِلِق
إِذا سيوفُ الجليدِ لُحْنَ له / فكلُّ أعضاء جسمه دَرَق
كم ذي حمارٍ يَرى مُزاحمتي / كما يرى الثأر ثائرٌ حنق
على ثيابي خطٌّ حوافِرُهُ / أقلامُهُ والمحابرُ الطرق
حالٌ إذا ما أخ جفاه أخٌ / فيها فبابُ الملامِ منغلق
فابسطْ وَقَتْكَ النفوسُ عذْرَ فتىً / طواه عَنْ إن يزورك الفَرَق
وَثِقْ أبا القاسم ابن كوجك ذا ال / مجدِ بخلٍّ بمجدكم يَثِق
إِنْ يكنِ الشخصُ عنك محتبساً / فالشوقُ ماضٍ إليك منطلق
كان ردائي أجلَّ أَعلاقي
كان ردائي أجلَّ أَعلاقي / من جُددٍ كُنَّ لي وأخلاقِ
كان بهائي إذا ارتديتُ به / وكان نوري وكان أحداقي
كنتُ به أحتبي وكنتُ به / أعتمُّ في ثروتي وإِملاقي
كان رفيقي صدرَ النهار ولي / في الليل منه صنوفُ أرفاق
مِقْرَمَةً كان لي ومنشفةً / ومئزراً فاضلاً عن الساق
وكان ستراً لباب بيتيَ أح / ياناً وحيناً لحافَ طُرّاقي
وكنتُ أَهوى له البقاءَ لكي / يكونَ ذُخراً لِعَقبِي الباقي
أصونُهُ مُشْفِقاً عليه فما / حماهُ صَوْني له وإِشفاقي
بل دبَّ منه الإحراقُ في جسدٍ / سيّانِ إِحراقه وإحراقي
فليس وجدي فيه بمنصرمٍ / وليس دمعي عليه بالراقي
يا سابقَ المجدِ يا أبا الحسنِ ال / منجولِ فيه من نجل سُبَّاق
ياسيدي والذي خلقت به / منفرداً من جميل أخلاقي
ما إعتاقني غيرُ ما دُهيتُ به / فيه وذا الدهرُ شرُّ معتاق
فاصفحْ ليَ العذر في الجفاءِ فما / أجفوكَ إلا بقلبِ مشتاق
كيف ارتدائي به وها هو حُ / رَّاقٌ ومن يرتدي بِحُرَّاق
وكلُّ طرقي إليك تَشْرعُ في / شوارعٍ جمّةٍ وأسواق
أخافُ من شامتٍ يَرى خجلي / فيه وغضِّي طرفي وإِطراقي
وَقَاكَ ذو العرشِ ما بقيتَ من ال / دهر فذو العرشِ خيرُ ما واقي
لا النومُ أدري به ولا الأرَقُ
لا النومُ أدري به ولا الأرَقُ / يدري بهذين مَنْ به رَمَقُ
إِنَّ دُموعي منْ طولِ ما استبقَتْ / كَلَّت فما تستطيعُ تَسْتَبق
ولي مليكٌ لم تبدُ صورتُهُ / مذ كان إلا صَلَّتْ لها الحدق
نويتُ تقبيلَ نارِ وجنته / وخفتُ أدنو منها فأحترِق