المجموع : 8
يا نجدة الروم في بطارقِها
يا نجدة الروم في بطارقِها / وحكمة الروم في مهارقِها
هل فيكما نصرة مؤزرةٌ / لزاهق النفس أو كزاهقها
غيب عن عينه مُغافصةٌ / أفضلُ ما اعتدَّه لفاتقها
يا حرَّ صدري على الخطوب وما / تطويه بالغيب من بوائقها
أُخرجتُ من جنتي مفاجأة / آمن ما كنت في حدائقها
بينا استماعي هديلَ هادلها / إذ راع قلبي نغيق ناغقها
فارقني قاسمٌ لِطَيَّته / يا لهف نفسي على مفارقها
بان عن العين وهو في فكَري / أدنى إلى النفس من معانقها
وكم أناس مباينين غدوا / ألصق بالنفس من ملاصقها
يا لهف نفسي على موفَّقها / يا لهف نفسي على مُوافقها
كان حياة صفت بعافية / هيهات منها ملال ذائقها
هل يخلف البدر وجه سيدنا / كلا ولا الشمس في مشارقها
أو يخلف البدر نور ضحكته / إذا انجلى الليل عن بوارقها
أو يخلف الغيث راحتيه لنا / كلا وأخلاقه وخالقها
أو يخلف البحر ما تجيش به / أفكاره تلك من دقائقها
فتى إذا ما الشواكل التبست / شق الأباطيل عن حقائقها
ذو شيمة لم تزل مواعدها / في الصدق تجري على موائقها
والله لولا تطيُّري سفحت / عيني دم القلب من حمالقها
لكن على غيره البكاء ولا / زالت أمانيه طوع سائقها
يرمي به العمر في خوالفه / وحلبة المجد في سوابقها
ويا نداماي لا عدمتكم / يا صفوة النفس من أصادقها
طلقت من بعدكم مناعم أص / بحت أرجّي رجاع طالقها
كأسي مذ غبتمُ معطلة / لم تجر عندي على طرائقها
غابقها ذاهل وصابحها / عن شأنها ذاهل كغابقها
والعود والناي صامتان معاً / أو مسعدا عبرةٍ ودافقها
ظعنتم والربيع منصرمٌ / والأرض تبكي على شقائقها
فكان في ظعنكم لها شغل / على كل ما محَّ من روانقها
ليس لبغداذ غيركم شجنٌ / ولا سوى ذكركم بشائقها
صبراً جميلاً فإنها بكر ال / عيش ولا بد من ودائقها
لكن آصالها مؤمَّلةٌ / آمننا الله من عوائقها
كأننا بالقيان تسمعنا / مثل المها العين في أبارقها
من كل رود إذا تضمَّنت ال / ألحان أربت على مُخارقها
أمانةَ الله إنها زنةُ ال / غبراء مبسوطها وخالقها
إلّا قرأتم على مؤمَّلِنا / سلام صادي الأحشاء خافقها
وقلتم غير كاذبين له / عن آمل النفس فيه واثقها
ناشر ذكر إذا التقت عُصَبٌ / حالت به المسكُ في مناشقها
أليةً يا أبا الحسين بآ / لائك إني لغيرُ ماحقها
إن يكنِ الظلم منك يرهقها / فظلم مولاك غيرُ راهقها
كم نعمة منك لا يقر بها / ينطق عنها ذرورُ شارقها
يا سارق الغر من صنائعه / مولاك ما عاش غيرُ سارقها
وفائق الحال حشوه شيمٌ / يعلمه الله غير فائقها
أضحى يرومُ العُلا فقلتُ له / دع رائقاتِ العُلا لرائقها
يا من يُحب العلا منافقة / هيهات أعيت على منافقها
فلا تحاول خداع كيِّسةٍ / تضنُّ بالصفو عن مُماذقها
ولا تخل أنها مُصادقةٌ / أخرى الليالي سوى مُصادقها
لن يجمع المال والعلا مقة / بل وامق المال غير وامقها
فكِل إلى قاسمٍ ولايتها / وخل معشوقة لعاشقها
ذاك الذي لم تزل شمائله / أحلى من الهيف في مناطقها
خذها كدرِّ الفتاة منتظماً / أو عِتَر المسك في مخانقها
وإنني ملحق بها فِقَراً / سوابق الشعر من لواحقها
لا يخطئ السالكون قصدهم / ميلاً إلى فتنة وناعقها
وليعدل الجائرون عن قُحمٍ / بمن أتاها مَحيقُ حائقها
خلافة الله في ملوك بني ال / عباس من خير رزق رازقها
قبيلة لستَ عادماً رشداً / في كهلها لا ولا مراهقها
فالحلم والعلم في أشائبها / والجود والبأس في غرانقها
يكفيك أن أصبحت خلافتهم / وابنُ سليمان حبلُ عاتقها
وأن إفضاله ونائله / لطالبي الفضل من مرافقها
يا لك من نحلة معسَّلة / وحية منه في سُرادقها
به استقامت أمور مملكة / عوجاء واستوسقت لواسقها
كأن تصريفه الخطوب لها / نتق جبال عنت لناتقها
جلّت هناك الخطوب وارتفعت / شاهاتها الصيد عن بياذقها
تُعدُّ منه لحربها قلماً / يُفرِجُ للرمح في مضايقها
ويهتدي عامِهُ السيوف به / من هام قوم إلى مفارقها
أحصن من سور كل عالية ال / سور حفاظاً ومن خنادقها
كم نوبة يذعر الزمان لها / يُعدُّه أهله لطارقها
ورشدةٍ كان من مَفاتحها / وغيَّةٍ كان من مغالقها
يلقى دهاءُ الرجال حيلتَه / أملأ بالضعف من أحامقها
يترك بالحول حول حُوَّلِها / وهو سواء وموق مائقها
يرمي بدهياء من فلائقه / في وجه دهياء من فلائقها
كم زاحم الدهر فوق مدحضة / زلج فما زل عن زحالقها
كم أنشأ المزن من ندىً وردىً / لمعتفي دولة وفاسقها
فأمطر البَرَّ من مَغاوثها / وفاجِرَ القومِ من صواعقها
يا آل وهب سمت بكم رتبٌ / يقصِّر السؤل عن سوامقها
يا عترة لم تزل ممدَّحة / ينكِّبُ الطعن عن خلائقها
فاتت فما ذمُّنا بلاحقها / كلا ولا مدحنا بسابقها
يكرم مخبوركم على محنٍ / من الليالي ومن صوافقها
كأنكم أنصلٌ مهندةٌ / يبدي لنا الصقل عن سفاسقها
أضحى نثا الملك والملوك بكم / أذكى من المسك في مفارقها
وفات صنديدكم بسابقةٍ / طالبها الدهر غير لاحقها
وازَت عُراها ملوك مِلَّتنا / فكنتمُ ثمَّ من وثائقها
فعولت منكم هناك على / فاتِقِ أحوالها وراتقها
واستحفظته قوام دولتها / وما يلي ذاك من علائقها
وكفَّلته برفد يابسها / ووكَّلته بكيدِ مارقها
فحطَّت الفقر عن عواتقنا / وحطت الهم عن عواتقها
وبيَّنَ الجريُ من صواهلها / خلاف ما كان من نواهقها
فلا تخافوا أمنتم أبداً / ما أينع الطلع في بواسقها
جعلتمُ عُرفَكم معاقلكم / من الليالي ومن طوارقها
وجاعل العرف من معاقله / أنجى من العصم في شواهقها
نعماؤكم في الأنام قد طرفت / عين من الله عينَ رامقها
وعصبة يحذقون مدحكمُ / من مجدكم جاء حذق حاذقها
لو مدحت غيركم فحولُهمُ / لقصر اللوم عن شقاشقها
كم مدحة لو عدتكمُ خرست / كنتم سبيلاً لنطق ناطقها
ومدحة لو عدتكم كذبت / كنتم سبيلاً لصدق صادقها
وكيف لا تبرز العقول لكم / وصائف الشعر في قراطقها
وفي سواكم كساد كاسدها / وفي ذراكم نفاق نافقها
لكنني قائل لبارقة / منكم لغيري صبيب وادقها
عدلك يا مزنةً هجرتُ كرى / عينيَّ قدماً لِشَيم بارقها
أأتقي الدهر ذا الهنات بكم / وأعظمي طعمة لعارقها
تالله ما عزتي لهاضمها / فيكم ولا هيبتي لخارقها
تبارك الله خالق الكرم ال
تبارك الله خالق الكرم ال / بارع من حمأة ومن علقِ
ماذا رعيناه في جناب فتى / كالبدر يجلو غواشي الغسقِ
أزمانه كلها بنائله / مثل زمان الربيع ذي الأنق
أشهر في الناس بالجميل من ال / أبلق بين الجياد بالبلق
فتىً يرى المجد ما أخلَّ به ال / تمجيد كالحق غير ذي الطبق
فيشتري عالي الثناء ولو / أملق من ماله سوى العُلَق
تلقاه كالمربَع المَريع إذا / شئت وطوراً كالمورد الرفق
فراتع فيه غير ذي غصص / وكارع فيه غير ذي شرق
يكنى أبا الفضل وهو منتجع ال / فضل وما قلت ذاك عن ملق
وخير ما يكتنى الرجال به / كنية لا نحلة ولا سَرق
عبد المليك المقلِّد المنن ال / زهر قديماً معاقدَ الريق
يتخذ المال حين يملكه / واقية كالدروع والدرق
من آل عباس الكرام ذوي ال / سؤدد والفائزين بالسبق
بحر بحور إذا نزلت به / أصبحت من موجه بمصطفق
يفهق بالنائلين ساجله / عند السؤالين أيَّما فهق
منطلق الكف واللسان إذا / سوئل وامتيح أيَّ منطلق
بنائل من ندى وآخر من / علم ففيه أتم مرتفق
يجري إلى كل غاية شطط / لم تُلتَمس قبله ولم تطق
كما جرى الطرف غير ذي صكك / يفلُّ من غربه ولا طَرق
شاهد أعراقه التي كرمت / صفاء أخلاقه من الرنق
أصبح من فضله يحلُّ من ال / أهواء طراً بملتقى الفرق
ظلنا لديه بمنزل خصب / في مَرَع تارة وفي غدق
يسمعنا الشدو عنده غرِدٌ / كالسطر في المُسمعين لا اللَّحق
يشدو فيحيي لنا السرور وإن / ألفاه ميتاً في آخر الرمق
متى يُقدَّر لمن ينادمه / مصطبح يتصل بمغتبق
يسقي الندامى فيشربون له / كشرب فرعون ساعة الغرق
قديمه مطرب ومحدثه / فهو جديد الجديد والخَلِق
ما عيبه غير أنه رجل / يدعو ذوي حلمنا إلى النزق
يقلق من حسن ما يجيء به ال / زمِّيت بل يطمئن ذو القلق
كنيته شِقَّةُ السلامة وال / سلمِ سلامٌ لتلك في الشقق
أبو سليمان ذو الإصابة وال / إحسان وابن الملوك لا السوَق
يا حسن ذاك الغناء يشفعه / هدير تلك الحمائم الحزق
من ذي تلاوين وشيُهُ حسن / ومن بهم الدجى ومن لهق
ونحن نُسقَى شراب في فجر / ثناؤه من فواكه الرُّفَق
لا يمنع الري طالبيه ولا / يسقي نديماً له على تأق
وفّاه قوّامه قيامهمُ / وأنفقت كفه بلا فرق
على دنان كأنها جثث / من قوم عاد عظيمة الخلق
فجاء شيء إذا الذباب دنا / منه دنواً دنا من الزهق
يلقاك في رقة الشراب وفي / نشر الخزامى وصفرة الشفق
ظاهره ظاهر يحرِّمُه / وما على شاربيه من رهق
له صريح كأنه ذهب / ورغوة كاللآلئ الفلق
يختال في منظر يزينه / من الرحيق العتيق مسترق
تديره جونة تحرّق بال / دلِّ إذا البيض جُدنَ بالرمق
سوداء لم تنتسب إلى برص ال / شقر ولا كُلفة ولا بهق
ليست من العبس الأكف ولا ال / فلح الشفاه الخبائث العرق
بل من بنات الملوك ناعمة / تنشر بالدلِّ ميِّت الشبق
في لين سمورة تخيَّرها ال / فراء أو لين جيد الدلق
تذكرك المسك والغوالي وال / سُكَّ ذوات النسيم والعبق
هيفاء زينت بخمص محتضَنٍ / أوفى عليه نهود معتنق
غصن من الآبنوس أُلِّفَ من / مؤتَزَرٍ معجب ومنتطق
يهتز من ناهديه في ثمر / ومن دواجي ذراه في ورق
أكسبها الحبَّ أنها صُبغت / صبغة حَبِّ القلوب والحدق
فانصرفت نحوها الضمائر وال / أبصار يُعنِقن أيَّما عنق
يفترُّ ذاك السواد عن يقق / من ثغرها كاللآلئ النسق
كأنها والمزاح يضحكها / ليل تفرّى دجاه عن فلق
سحماء كالمهرة المُطهمَّة ال / دهماء تنضو أوائل الصِّيَق
تجري ويجري رسيلُها معها / شأوين مستعجلين في طلق
لها هَنٌ تستعير وقدتَه / من قلب صب وصدر ذي حنق
كأنما حره لخابره / ما ألهبت في حشاه من حرق
يزداد ضيقاً على المراس كما / تزداد ضيقاً أنشوطة الوَهق
له إذا ما القُمُدُّ خالطه / أزم كأزم الخناق بالعنق
يقول من حدَّث الضمير به / طوبى لمفتاح ذلك الغَلَق
أخلق بها أن تقوم عن ذكَرٍ / كالسيف يفري مُضاعَف الحَلَق
إن جفون السيوف أكثرها / أسود والحق غير مختلق
خذها أبا الفضل كسوة لك من / خَزِّ الأماديح لا من الخرق
وصفتُ فيها الذي هويتُ على ال / وهم ولم تُختَبر ولم تُذَق
إلا بأخبارك التي وقعَت / منك إلينا عن ظبية البُرَق
حاشا لسوداء منظر سكنت / دارك إلا من مخبر يقق
وبعض ما فضل السواد به / والحقُّ ذو سُلَّمٍ وذو نَفَقِ
أن لا تعيب السواد حلكتُهُ / وقد يعاب البياض بالبهق
واهاً لها خلعةً تشفُّ أخا ال / ضغن ولا تُستَشفُّ عن حَرق
أتاك طوعاً وداد قائلها / ولم يعد كارهاً ولم يُسَق
وإن منعت الصحاب أكسيةً / تقي أذى القرِّ أو أذى اللثق
مستأثراً دونهم بلبسكها / لا معقباً فيقة من الفِيَق
أعقِبهمُ لا تقم بمخترق ال / ذم فتُلفى بأيِّ مخترق
لحاجتي إن بعثتها ليَ في / إسكاف والدير وجه متَّفق
أولا فما سُدَّ باب معذرة / كلا ولا سُدَّ بابُ مرتزق
كان أناسٌ يرون أنيَ في ال
كان أناسٌ يرون أنيَ في ال / آداب صفو ما شابه رنقُ
وكان لي بينهم وعندهمُ / مضطرب واسع ومرتفقُ
حتى إذا ما صحبتكم نظروا / وأنتم من تلاحظ الحدق
فقلدوا رأيكم فزهدهم / فيَّ فعِلقي لديهم خلق
رجوت منكم حَيَاً فأخلفني / كلّاً ولكن أصابني صعق
يا سليمان ظماءً / قُطِعَت عنك السواقي
شِخت فأْذنْ بفراقٍ / وتجهز لانطلاق
بنت عني بطلاق / وطلاق وطلاق
فرطت فيك ثلاثٌ / آخذات بالخناق
فالبس اليأس من الرج / عى وطالب بالصَداق
نحن قوم ما لدينا / للمُوَلِّي من خلاق
نأكل اللحم ونرمي / بكراديس العُراق
ما علينا بعد شرب ال / خمر من طرح الزقاق
قد تبدَّلنا بك المر / د فدع باب النفاق
وفُتِنَّا ببدورٍ / منهمُ ذاتِ اتساق
وشغفنا بغصون / منهم هيف رشاق
فاترك الركض وسلِّم / ذاك للخيل العتاق
أنت راض حين تجري / بعد سبق بلَحاق
فاصطبر يا حب نفسي / كل بدر لِمُحاق
ومتى خانك صبرٌ / فاجتلب ماء المآقي
وابك أيامَ حياةٍ / أنت منها في سباق
قد مشقنا في قراطي / سك هاتيك الرقاق
وسبقنا في ميادي / نك أصحاب السباق
كم سقاني فوك من رِي / قك بالكأس الدهاق
ربما الْتَفَّت إلى الصب / ح لنا ساق بساق
في نقابٍ من لثامٍ / وإزار من عناق
ذهبت نضرة خدَّي / ك وما شيء بباقي
فالزم المنقاش واعلم / أنه دهر ارتفاق
ليس من دائك هذا / غير طول النتف راقي
أين سلطانٌ عزيزٌ / لك في أرض العراق
كنت في ملك من المر / دة مرهوب الشقاق
قد محا جورُك فيه / كلَّ حقٍّ وحقاق
لم يكن ملكُك يُرضي / مَلِكَ السبع الطباق
فرماه بزوال / أودهاه بانفتاق
هربت منك المودّا / ت على ظهر البراق
فاسلُ عنّا قد سقانا / عنك بالسلوة ساقي
كنت شيئاً فتلاشي / ت وما شيء بباقي
فوردنا منك عذباً / وصدرنا عن زُعاق
كنت عقّاً بالمحبي / ن فعقتك عَقاق
فالْهُ عما فات منه / ما إلى النجم مراقي
لن ترى موقف مستع / د على حرِّ اشتياق
لا ولا نفسَ محبٍّ / ترتقي بين التراقي
فُكَّ مأسورُك ذو القد / رة من ذاك الوثاق
لم يدع منه عذارا / ك هوى غير اختلاق
ذق عقاب العذر واعلم / أنه غير مطاق
قد أكلناك لذيذاً / طيباً حلو المذاق
ولفظناك كريهاً / غير مكروه الفراق
خير أحوالك أن تس / لم من داء الحُلاق
بكعبة الله بل بخالقها
بكعبة الله بل بخالقها / أقسم لو أن خالداً غرقا
وجاءه منقذ لينقذه / وهو كظيم يعالج الشرَقا
ما وقعت كفه وقد جعلت / من شدة الكرب تطلب العُلقا
إلا على فيشة المغيث له / تعمداً منه أو كما اتفقا
ومائق فوق صدره هنة
ومائق فوق صدره هنة / جازت بشبر مشَكَّ منطقتِهْ
إذا أراد الكرى توسدها / فقد كفته مكان مرفقته
علامة الفسق طول لحيته / وآية الفحل طول شقشقته
أرّقني بعد أن عجبت له
أرّقني بعد أن عجبت له / أبيضُ كالأقحوان متَّسقا
أضحك منه كأنه برَدٌ / أرسله الموت بعدما برقا
عاد عليه الزمان يثرمه / شيئاً فشيئاً كأنما استرقا
خِيريُّ ورد أتاك في طبقٍ
خِيريُّ ورد أتاك في طبقٍ / قد ملأ الخافقين من عبَقِهْ
قد خلع العاشقون ما صنع ال / هجر بألوانهم على ورقه
حَيَّتْكَ عنّي السُّعودُ والفَلكُ
حَيَّتْكَ عنّي السُّعودُ والفَلكُ / واللَّهُ والصالحون والمَلَكُ
وأرْضعتْك الحظُوظُ دِرَّتَها / رضاعةً مِن ورائِها حَشكُ
تحيَّةً سلَّفتْكها مِقَتي / قبلَ التَّلاقي لركبِها رَتَكُ
يلْتَذُّها السَّمْعُ منك حين توا / فِيك وممّن يُحيرها الحنكُ
يا أيها القادمُ الذي انبلجَتْ / غُرَّتُهُ فانجلى بها الحلكُ
قدِمتُمُ سالمين والمجدُ مق / صورٌ عليكُم والفضلُ مشتركُ
وحرمةُ الجارِ والمطيفِ بكم / ممنوعةٌ والثراءُ منتهَكُ
يا طالبي ما يُحاكُ من حُلل ال / حمدِ بأغلى ما تُطبعُ السِّككُ
طلبتُمُ حقَّكم وفي الحقّ أنْ / يُقرَن ما تطلبون والدَّركُ
لا زلتُمُ سادةً مضاحكَ لل / ملك وأعداءُ حظِّكم ضُحَكُ
مسترفَدي الجاهِ والأكفِّ على / أبوابكم للعُفاةِ معتركُ
دعاءُ مستعصمٍ بكم أبداً / ما دام فيه السكون والحركُ