لم يَدْرِ ناعيكَ مَنْ إليَّ نَعَى
لم يَدْرِ ناعيكَ مَنْ إليَّ نَعَى / ولا مُواليكَ ما الّذي سَمِعا
نعَى إليّ الربيعَ مُنْصرِماً / نعَى إليّ الرَّبيعَ مُرتَجعا
نعَى إليّ الوزيرَ في مَلأ / فما عدا النّاظرانِ أنْ دَمَعا
ولا جُفونُ الرّجاءِ أن قَرِحَتْ / ولا فُؤادُ العُلا أنِ انصَدعا
للهِ عَينٌ رأتْ بمَصرَعِه / كيف غمامُ المكارمِ انقَشعا
والبيضُ تَجلو بُروقُها لُمَعاً / والضّربُ يَمْري دِماءه دُفَعا
عَدِمْتُ قلبي إذا تذكّرَه / إن لم يكُنْ مثْلَ جسمه انقَطَعا
ما كنتُ أخشَى في الدَّهر حادثةً / إذا تَوقَّعْتُ دون ما وقَعا
حَبْلُ رجاءٍ للخَلْقِ مُتَّصلٍ / مَدَّتْه أيدي الغُواةِ فانقَطعا
تاجٌ أرادَ الحُسّادُ أن يضَعوا / منه وقد كان جَلَّ وارتفعا
فعَفَّرَتْهُ العِدا وصاحبُه / يَنظرُ ما بينَهم ولا دَفَعا
أما درَى أنّهم إذا وضَعوا / تاجَ مليكٍ فاللاّبسُ اتّضعا
أَقسمتُ لا نالَ بعدَه فَرَحاً / مُلْكٌ غدا التّاجُ عنه قد وَقَعا
قَرْمٌ تَولَّى فعاد مُفتَرِقاً / شَمْلُ مُلوكٍ برأْيه اجتَمعا
وكان والمُلْكَ صاحبَيْنِ معاً / فهاهُما اليومَ ذاهبانِ مَعا