القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 4
من كان يبكي الشبابَ من جَزعٍ
من كان يبكي الشبابَ من جَزعٍ / فلستُ أبكي عليه من جزعِ
لأن وجهي بقبح صورته / ما زال لي كالمشيب والصَّلعِ
أشبَّ ما كنتُ قطُّ أهرمَ ما / كنتُ فسبحان خالَقِ البدع
إذا أخذتُ المرآة أسْلفني / وجهي وما مُتُّ هول مطَّلعي
شُغِفْتُ بالخرَّد الحِسان وما / يصلحُ وجهي إلا لذي ورع
كي يعبدَ اللَه في الفلاة ولا / يشهدَ فيه مشاهد الجُمع
هل أنت من مرتجيك مستمعُ
هل أنت من مرتجيك مستمعُ / يا من إليه يوائل الفزِعُ
أصغِ إليه فلم يُحابك في ال / مدح ولا قال وهو مخترعُ
يا من إذا أشرقت محاسنه / ظلت رؤوس العداة تنقمع
ومن إذا غرَّبت مكائده / كادت قلوب العتاة تنخلع
ومن إذا أمطرت فواضله / عاد الصفا وهو معشب مرع
ما أعذر القِرنَ في تذبذبه / يُهوي إليك الشبا وينقدع
قد علم القرن عند حيصته / عنك بأي السيوف تضطبع
وقد درى حين زال مطمعه / فيك بأي الدروع تدَّرع
أنت الذي أصبحت عوارفه / درعاً له والدروع تنصدع
وأنت من لم تزل مكائده / سيفاً له والسيوف تنقطع
تصرع من شئت عند لبسهما / يوم الوغى والجدود تصطرع
يدب في غيرك المديح ولَ / كنا رأيناه فيك ينذرع
وتهطل الدهرَ فيك ديمتُهُ / لكنها عن سواك تنقشع
وأين معط وقلبه بهجٌ / ممن تمنى وقلبه وجع
لا يَزَلِ الشرُّ عنك مندفعاً / وسيل خير إليك يندفع
يا سيداً لم نزل بعقوته / إذا عدمنا الربيع نرتبع
ولم نزل من ثدِيِّ نعمته / إذا فقدنا الرضاع نرتضع
ومن علمناه غير متَّبعٍ / في المجد بل لا يزال يبتدع
ومن عرفناه غير مبتدعٍ / في الدين بل لا يزال يتبع
أعاذك الله أن نراك وأف / عالك بعد العلو تتضع
عد لي فليس الجميل فاحشة / تركبها تارة وتتَّزع
ولا طريقاً تخاف غَيلته / تركبه تارة وترتدع
والعائد العرف بعد بدأته / ينفع إخوانه وينتفع
والبادئ العرف لا معاد له / يعير إحسانه ويرتجع
لو كنتَ ممن يحب ثروته / أو كنت ممن جداه ممتنع
إذاً عذرناك في المطال به / لكن عذر الجواد منقطع
ما دفع مثلي والحال موجبة / والصدر رحب والوجه متسع
لا تمنعنِّي لهى مُمَنَّحةً / أضحت عليها الأكفُّ تقترع
يا من أراه رضا لمنتجعٍ / إن قال أي الرجال أنتجع
رِشْني تجدني رضى لمصطنع / إن قلت أي الرجال أصطنع
كم سائل عن نداك قلت له / مُخدَّع بالسؤال منخدع
وسائل عن حجاك قلت له / يحط أمواله ويرتفع
وسائل عن ثناك قلت له / لا يسأم الدهر منه مستمع
وكلهم كان في مسائله / أعمى عن الصبح وهو منصدع
يستوضح الصبح بالمصابح وال / مصباح عند الصباح مختشع
لا زلت ما عشتَ للعدوِّ شجىً / في حيث لا يستطيع منتزع
تسطو وتعفو وأنت مقتدر / لا ورَعٌ عند ذاك بل ورِع
ما أقبح المطل من أخي كرم / وعيب من قل عيبه شَنِع
ولم تَعِدني بل المنى وعدت / والحرُّ من خُلفِ طيفه جزع
متى تعللت أم متى عرف ال / إقلاع شؤبوب سيبك الهمِع
ألست من لم تزل تُحَمِّلُهُ ال / علياء أعباءها فيضطلع
ويرتجي خيرَه اليؤوسُ إذا / لم يرجُ ما عند غيره الطمِع
ويعتفي فضله العزوف إذا / لم يلتمس فضل غيره الجشِع
ويشمخ المعتفي عليه إذا / لاقى بخيلاً وخده ضرِع
تفترق الصالحات في فِرَقٍ / وفيك دون الجميع تجتمع
بلى بلى أنت أنت فلا فلا / يقطعك دون التمام مقتطع
يا ذاكر الغنم عند مغرمه / وذاكر الريع حين يزدرع
أولعْ بِيَ العارفاتِ في يدك ال / سمحة إن الزمان بي ولِع
والغوث منه أوانَ ينتهي ال / شلو ولا غوث حين يبتلع
أبا الحسين اهتزز فإنك لا ال / ناكل في موطن ولا الطبِع
ولينعطف منك معطفٌ حسنُ ال / طاعة لا مانع ولا جزِع
يا من دعاني إلى الغنى أثرٌ / لطابع الجود فيه منطبع
شهدت أني اعتقدت منك أخاً / لم يخدع الرأيَ فيه مختدع
متيماً بالعلا أخا شعفٍ / يخطبُ أبكارها ويفترع
يمزح بالجود لا السفاه فإن / جدَّ فزولٌ ذو عقدةٍ مَصِع
ما زلت بالإذن لي وبالأَذَن ال / مجدى وأي الجميل تتَّدع
تمهَدُ لي مطلبي وآونةً / تمهد لي مضجعي فأضطجع
خذها كصمِّ الصخور أقلعتُها / من جبل شامخ فتنقلع
مجدك ذاك الذي أناف على ال / نجم أصيل من طوده فرِع
ومن أبى ما أقول فيك فحي / ياه بموسى قعساء مجتدِع
وبعد فاسلم على الزمان ولا / زالت يد السوء عنك تندفع
أبا عليٍّ للناس ألسنةٌ
أبا عليٍّ للناس ألسنةٌ / إن قلت قالوا بها ولم يدعوا
والبغي عون على المدلِّ به / فاشنأْهُ واجعله بعض ما تدعُ
أو لا فكن رامياً وكن غرضاً / ترمي وترمى وتحصل الشنع
وقالة السوء غير راجعة / يوماً إذا نوهت بها السُمَع
يا ليت شعري وليت شعرك إن / قلت وقلنا واستحكم القذع
ما ينفع الصارم اللسان إذا / غودر يوماً وعرضه قطع
لا نفع في ذاك إن نظرت وإن / قوَّم منك الحياء والورع
فارجع وبُقيا أخيك باقيةٌ / واندم وفي الحلم فسحةٌ تسع
أو لا فأيقن بأنني رجل / تكثر فيما يقوله البدع
والشهد عندي لمن أناب بما / ء المزن أو لا فالصاب والسَلَع
وقد هجوت امرءاً يجل عن ال / مدح وعندي الحفاظ لا الجزع
ومن هجا ماجداً أخا شرف / فليس إلا من نفسه يضع
والنَبلُ مبرية منصلة / يحفزُهُنَّ القسيُّ والشرع
وكل سهمٍ رمت يداي به / فليس إلا في مقتلٍ يقع
فلا تعد بعدها لذكر أبي / بكرٍ ولا تخدعنّك الخدع
فوالذي تسجد الجباه له / ما بعدها في هوادتي طمع
ذلك عرض أبيت لا بل أبى ال / لَه له أن يمسه طَبَع
ودونه نصرة مؤيدة / مني ولي بالحفاظ مضطلع
والظلم مخذولة كتائبُهُ / تضرب أدبارها وتكتسع
والحق منصورة حلائبه / تكثر أعوانُه ويُتَّبع
أنذرت حرب الهجاء ملقِحَها / فما لها غيرَ حتفه ربع
وليس فيها الرؤوس تُندَرُ بل / فيها أنوف الرجال تجتدع
ذاك مقام كما سمعت به / محاسن القوم فيه تُنتزع
وليس فيه شيء تراه سوى ال / أعراض دون النفوس تُدَّرع
والعيش بعد الممات مرتجع / وليس عرض يودي فيرتجع
ونحن في منظر ومستمع / ما مثله منظرٌ ومستمع
فليتزع بالعظات مُتَّزِعٌ / ما دام يجدي عليه متَّزَع
إياك أن يستثير منِّيَ أق / دامُك صلّاً في رأسِهِ قَرَع
قد جف واديه من تنفسه / فما به في الربيع مُرتَبع
لا ماء فيه ولا نبات وهل / خصب بوادي البوار أو مرع
إياك إياك أن تطيف به / وإن تداعت لنصرك الشيع
فرب إقدام ذي مخاطرة / أحزمُ منه النكوص والهلع
لا تنتجع صيفة لها وهجٌ / حامٍ فما في المصيف منتجع
ولا تزعزع حلمي وتأمل أن / ترسوَ إن الجبال تقتلع
فليس حلمي حلماً يُبلِّغني ال / ذلَّ وإن كان فيه متَّسع
وليس جهلي جهلاً يبلغني ال / ظلم وإن كان فيه ممتنع
أنا الذي ليس في مغامزه / لينٌ ولا في قناته خَضَع
أنا الذي لا يذلُّ صاحبه / ولا يُرى في وليِّه ضَرَع
أنا الذي تحشد الرواة له / فكل أيام دهره جُمَع
أنا الذي ليس في حكومته / جورٌ ولا في طريقه ضَلَع
وأنت بكر على الهجاء فصن / عرضك إن الأبكار تُفتَرع
قارعت قبلي معاشراً قُرَعاً / فازت فخف أن تخونك القُرَع
وذقت من غير موردي جُرَعاً / ساغت فخف أن تغصَّك الجُرَع
متى تعاطيت جرع واحدة / من موردي فالشجا له تبع
فلا تجرب على الحياة فما / كل التجاريب فيه منتفع
وما تعديت بل ردعتك بال / وعظ وللصالحين مرتدع
وأنت ممن يهاب معصية ال / حق ولا يستخفّه الفزع
وفي القوافي لقائل سعة / إن شئت والدهر بيننا جذع
وقد عرفت القريض أصلحك ال / لَهُ وفيه الأغلال والخِلع
فاجتنب الشر فهو مجتنب / واتبع الخير فهو متبع
بتُّ وبات الصبيان في أرق
بتُّ وبات الصبيان في أرق / من بحَّةٍ لم تزل تُفزِّعنا
يبكون من خوفها ويسهرني / بكاؤهم فالبلاء يجمعنا
نحتال للنوم كي يواتيَنا / بكل شيء وليس ينفعنا
لا حفظ الله تلك مسمعة / ما يكره السامعون تسمعنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025