المجموع : 5
خِوانُ عيسى من نصف ترمسةٍ
خِوانُ عيسى من نصف ترمسةٍ / وصحفتاه من فِلْقتي عدَسَهْ
ذلك فضل الإله يمنحُهُ / من شاء لا ذاك حظ من نَفِسَهْ
من ذَرةٍ ذرة جَرادقه / تخفى على العين فهْي مُلتمسَهْ
لو نُخِلَت بالحريرِ لانسربت / من خَلَلِ النسج غير محتبسَهْ
إذا افترستَ الرغيف أنَّ لهُ / كأن ليثاً هنالك افترسَهْ
حتى إذا ما طَفِقتَ تأكلهُ / صَعَّد من فرطِ حسرةٍ نَفَسَهْ
كأنما كل لقمةٍ أكلتْ / منزوعةٌ من يديه مختلسَهْ
مغَفَّلٌ عن أمور نسوته / مُذْلٍ على بيت خبزِهِ حَرَسَهْ
يَقتبس الجارُ ناره فيرى / نار سِراجَي هُداه مقتبَسَهْ
وإن رأى أو أحس آونةً / دخانَ نارٍ لجاره كَبَسَهْ
قل لأبي سهل الذي ورِث ال
قل لأبي سهل الذي ورِث ال / رُوم لطيف العلوم والفُرُسَا
أمَّا عهودي فلم تزل حبساً / عليك فاجعل إزاءها حُبُسا
كم وقفةٍ منك كنتُ أعهدُها / أعتدُّها حين نلتقي أنسا
فما لها بُدِّلت وأعقبها / رَيبٌ يُريب الخلائق الشُمُسا
أمَتَّ ما حيَّ من مَودَّتِنا / ظلماً فأعقِبْ من مأتم عُرُسا
أنت طبيبٌ فلا تكن شكِساً / والطب يأبى الخلائقَ الشُكسا
ودعْ وداداً يصح من سَقمٍ / ولا تجدد لدائه نكسا
عاتبتُ شحّاً عليك لا عبَثاً / كيما أجِدَّ المعاهد اللُبسا
ولم تزل هكذا طريقة من / ثَقَّف أقواله ومن فَرُسا
مَعاتِبُ المخلصين ناطقةٌ / ولا أحب المَعاتب الخرُسا
حان كلامُ المُعاتب الخُرُسِ
حان كلامُ المُعاتب الخُرُسِ / في ردّ تلك المعاهدِ الدُّرُسِ
يا أيها السيد المجرد لي / سيفَ جَفاءٍ ولست ذا ترُس
حتى متى نحن من إساءَتِنا / وعَتْبِنا في وقائع حُمُس
لم تُخلني قطُّ من صنائعك الغر / رِ ولا من حُروبك الضُّرس
تصرُّف الغيثِ في صواعِقِه / وتارةً في سِجاله البُجُس
أصبحتُ في مأتمٍ برفضِكَ إي / يَاي ومما منحتَ في عُرُس
لقد تَلوَّنَت لي فدع جُدد ال / أخلاق وارجع بنا إلى اللُّبس
تلك التي لم تزل تخلَّقها / غير المهينات لا ولا الشُرُس
تلك اللواتي حديث مُلستِها / زادٌ لركب الصَّحاصح المُلُس
أيام فوزي بك الضواحك أس / تعدي على مُعْقباتها العُبُس
لا تُبْدِلنّي بما اقتنيتُ من ال / آمال هَجسَ المخاوف الهُجُس
يا فرقداً يهتدي السراةُ به / يا قمراً يُستضاءُ في الدُمُس
أقسمت بالعطف منك حين ترى / مِني شماسَ الخلائِق الشُمُس
وإن هذِي اليمينَ لا كَذِباً / لبعضُ أيمان عَبدِك الغُمُس
لو أنني ما حَييتُ في مِنَحٍ / منك وقوفٍ عليَّ أو حُبُس
ما قُمنَ عندي مَقامَ ذكرك إي / يَايَ إذا ما خَلوتَ للأُنس
لا تحسبنّي استَعضْتُ منك لُهى / كَفَّيك إنّي بكم من النُفُس
والله لا بعتُ باللُّهى أبداً / رؤْيةَ ذاك الجلال والقُدُس
إنّي إذاً إن فعلت ذلكُمُ / لَبائع المُثمِنات بالوُكس
أليس في لمحةٍ لمحتُكها / دفعٌ لنحس الكواعبِ النُحُس
بلى لعمري فكيف يطمع في / بَخْسي خداعُ المَناحس البُخُس
لا تَجْعلنّي لما أرى غَرضاً / تلعبُ فيه مَحادِسُ الحُدُس
رَضيتُ في نصف مُدَّتي بمُلا / قاتك بل رُبعِها بل الخُمُس
بلْ كل دَوْرٍ يدوره أحدٌ / ولا رضىً دون تابع السُدُس
نصيب عينيَّ منك في سُبُع ال / عُمر رِضىً لي لا للعدَى التُعس
فابْذلْه مُتِّعتَ بالقِيان وأُع / دمتَ وجوه الحوافظ الشُكس
فإن قَضى اللَهُ للحوافِظ رز / قاً قَضَاهُ للسُّلُس
لا زلتَ للحادثاتِ مُهْتضماً / في منْعةٍ من أكفِّها الخُلُس
تعُلُّك الكرمَ من ذخائرها / على بُغام الشوادِن اللُّعُس
المدنَفَاتِ العيون لا رمداً / الفاتراتِ الجفونِ لا النُّعُس
مرَبَّيَاتِ الحجورِ في ترفٍ / ظباءِ فيح القُصور لا الكُنُس
يا جَبَل الحِرزِ والثمار ألا / تعصمني من سِباعك النُهُس
لي عصبة لا تزال تُدْحس لي / عندك تَعْساً للعصبة الدُحُس
ليست كأسْد الشَّرى مُجاهرةً / بالبطش لكن كالأذؤب الطُّلُس
لولا ارتقابيك قد رميْتُهُمُ / من كَلِمي بالدَهاَرِس الدُبُس
تلك التي لا يزال جَنْدَلُها / يترك شُمَّ الأنُوف كالفُطُس
والشعر جَيْشٌ شنَنْتُ غارته / قِدْماً فأي الديار لم يَجُس
وكم رماني العدى بداهيةٍ / كاستْ على رأسها ولم أكُس
لا يرمني الجاهلون وَيْبَهمُ / فإنني ذو مَلاطس لُطُس
دعني أسسهُم لمعشرٍ عجزوا / عنهم وأيّ العتاة لم أَسُس
بِشُرَّدٍ تُقْتدى مواقعُها / بألف صينٍ وألف أندلُس
لو راضت الفحل من بني عُدُسٍ / لأذعنَ الفحل من بني عُدُس
أنت ابن كسرى وما تَباعَدت ال / روم بأنسابها عن الفُرُس
الملكُ إن كنتَ ناظراً نسَبٌ / بين ابن بَهرامَ وابن تَوفُلُس
دونك رأيي فما كواكبه / في الظُلَم الداجياتِ بالطُمُس
دونك عزمي فما مَعاوِلُهُ / عند قيام الخطوبِ بالجُلُس
عبدك غرس جَناه مكرمةٌ / أنتُم لأمثاله من الغُرُس
فارببهُ واحرسْ جَناه تَحْظَ به / وصُنهُ عن مَسِّ معشرٍ نُجُس
زارت على غفلةٍ من الحَرسِ
زارت على غفلةٍ من الحَرسِ / تُهدي إلي السلام في الغَلسِ
كأنما البدر حين قابلها ال / سعد تجلّى في حالك الغبس
أنّى تَجَشَّمتِ نحو أرحلنا ال / هول ولم ترهبي أذى العسس
قالت ترامى بنا إليك من ال / شَوق مُغصٌّ بالبارد السلس
كم زفرةٍ لي تبيت تُنهض أح / شائي ودمعٍ عليك منبجِس
وأنت لاهٍ بغيرنا ولنا / منك هوى ممسِكٌ على النفَس
عجبْتُ من ذِلتي ومن قلبك ال / قاسي علينا وخُلْقِكَ الشَّكِس
لا تأمننَّ الهوى وسطوتَه / واخْشى رَداه ومنه فاحْترس
واجز مُحبِّيك بالوصال ولا / تَطْغَ وفيهم للأجرِ فالتمس
فقلت إني عليك مُنعطفٌ / وعنكِ ما عشتُ غيرُ محتبس
لا تنكريني فإنني رجلٌ / شَيَّد مجدي ربيعةُ الفرَس
أخرسُ عن غِيبة الصديق وعن / طِيب نَثاه فلستُ بالخَرس
مُقتبس للثناء والحمد بال / بذل وللذم غيرُ مقتبس
يأمن غدْري أخو الصفا ولا / أعرف إلا الوفاءَ من أُنُس
فلم نزل من نعيم ليلتنا / باللهو في مثل ليلة العُرس
ثم تغنَّتْ صوتاً شربت له / على اقتراحٍ رِطلين في نفَس
قد كنتُ في منظرٍ ومستمعٍ / عن غزو بهراءَ غيرَ ذي فرس
لم يَبْرِنا تركُك العيادة بال
لم يَبْرِنا تركُك العيادة بال / أمس ولو كنتَ عُدت لم تَرِشِ
لستَ الذي من تَعُده يُشْفَ من ال / سُقم ومن لم تَعُده لم يَعِشِ
للَه ما أنت لو عتبتَ ولم / تحقد كما إذ عتبتَ لم تَطشِ