المجموع : 12
يا خيرَ مُسْتفَاضٍ
يا خيرَ مُسْتفَاضٍ / فاضَ بخيرِ خِيْرِ
أَمطرتني نبيذاً / كالعارضِ المَطير
ممَّا ثَوَى دهوراً / ما شئتَ منْ دهور
واهاً له كبيراً / في بهجةِ الصغير
أَقْبَلَ في إِناءِ / مُقَابَل الأمُور
مُقَنَّعاً بشَعْرٍ / مُقَلَّداً بزيرِ
يسعى بها غريرٌ / كالرشإِ الغريرِ
إِذا علا سناهُ / على يدِ المدير
تقولُ روح نارٍ / تسْكن جسم نورِ
تفتر عن ثُغورٍ / أَبهى من الثغورِ
من لؤلؤٍ نضيدٍ / أو لؤلؤٍ نثير
ماتتْ قه همومي / وعاشَ لي سروري
ولم تزلْ خطيراً / تجودُ بالخطير
وواكفٍ ظلَّ طولَ لَيْلَتِهِ
وواكفٍ ظلَّ طولَ لَيْلَتِهِ / يَهطلُ حتى تَبلَّجَ الفجرُ
ما زالَ حتى الصباحِ منهملاً / من سقفِ بيتٍ كأَنَّه قَبْر
إِذا التماعُ البروقِ ضاحَكَهُ / بكى بعينٍ دُموعُها القَطْر
كأنما سَقْفُهُ السَّحابُ إِذا / جاد سحابٌ وأَرضُهُ البحرُ
طيَّبَ داري ليَ الشتاءُ وهلْ
طيَّبَ داري ليَ الشتاءُ وهلْ / شيءٌ كشيءٍ يُطَيِّبُ الدُّورا
بالصَّحْنِ والسَّطْحِ والمجالِس وال / رواقِ ما إِنْ أَزالُ مسرورا
وبالحياضِ التي تتيهُ على / مُحَبَّراتِ الرياضِ تحبيرا
لله يومٌ هناكَ قد ضَرَبَ ال / غيمُ لنا دونَ شَمْسِهِ سُورا
يومٌ مآزيبنا مُعَارِضَةٌ / فيه بأَصواتِها الطَّنابيرا
والسُّحْبُ مشغولةٌ بِبِرْكَتنا / تصوغُ من مائها قواريرا
والكأسُ تُجْلَى على يَدَيْ رشأٍ / تكسو عقيقَ المُدامِ بَلُّورا
تخالُ أصداغه وَطُرَّتَهَ / مِسْكاً وما تحتَ ذاك كافورا
يا طالبَ الرزقِ في الشتاءِ دعِ الر / زقَ إلى الصيفِ يأتِ موفورا
هيَ المقاديرُ لستَ تَقْدِرُ أنْ / تَعْدُوَ أَرزاقُكَ المقاديرا
يا قمراً في غَمامَةِ المِغْفَرْ
يا قمراً في غَمامَةِ المِغْفَرْ / واسطةُ التاجِ أَنْتَ والمِغْفَرْ
دِرْعُكَ هذي البيضاءُ أثْقَبُ في / رَوْنَقِها من حُسَامِكَ الأخْضَر
ما يفعلُ المسكُ فعلَ ذكرِكَ في / إِحياءِ أرواحنا ولا العَنْبَر
جعفرُ روحي لك الفداءُ أبا / أحمدَ ما كلُّ جعفرٍ جَعْفَر
ما الزَّابُ إِلا عَدْنٌ لأَنَّكَ في ال / زابِ وما ماؤُهُ سِوَى الكَوْثَر
إِنْ سار شعري إِليكَ من حلبٍ / كسيرِ بعضِ الرِّياحِ أَو أَيْسَرْ
فَسيْرُ شعرِ الصنوبريّ من الشَّ / رْقِ إلى الغَرْبِ ليسَ بالمنكر
متى أُحبِّرْ ديوانَ مَكْرُمَةٍ / تَجِدْكَ منه في أَوَّلِ الدَّفْتَر
كلُّ مديحِ يَقِلُّ فيكَ ولو / كانَ من الرَّمْلِ والحصى أكْثَر
لي وَرَشانٌ تَبْهَى به الدارُ
لي وَرَشانٌ تَبْهَى به الدارُ / ويسعدُ الزائرونُ والجارُ
أقلُّ ما فيه أَنَّ مَنْطِقَهُ / تُقْدَحُ من فرطِ حُسْنه النار
مُفْتَرِقُ النغمتين تَحْسَبُهُ / تُضْرَبُ في الحلقِ منه أوتار
أغنُّ لدنُ الغناءِ سَجْسَجُهُ / منقارُهُ في الغناءِ مِزْمار
وطائرٌ واحدٌ إِذا كَثُرَتْ / دابُهُ كان فيه أطيار
أَقْرَرْتَ عَيني بذلكَ المنظرْ
أَقْرَرْتَ عَيني بذلكَ المنظرْ / يا جؤذراً فاق حُسْنَه الجُؤذَرْ
لما جلاكَ الحمَّامُ كنتَ كما / حَكَتْهُ عنك الظنونُ بلْ أَكثر
كشفتَ عن جوهرٍ عَنِيتَ به / عن كلِّ مُسْتَحْسَنٍ منَ الجوهر
ما خارجَ المئزرِ السَّقامُ ولَ / كنَّ شفاءَ السَّقامِ في المئزر
أرقتَ ماءً على أَرَقَّ من ال / ماءِ وأَذكى ريحاً من العنبر
وكدتُ أَنْ أُظهرَ الغرامَ ولا / بدَّ لهذا الغرامَ أَنْ يَظْهَر
بالله قل لي أخَدُّكَ الأحمرْ
بالله قل لي أخَدُّكَ الأحمرْ / ألْيَنُ مسّاً أم خَدُّكَ الأصْفَر
جعفرُ أحسنت في غنائِكَ بل / زدتَ على المحسنين يا جعفر
أطربتنا لا خلوتَ من طربٍ / أسْكَرْتَ منّا من كانَ لا يَسْكَر
لفظُكَ مِسْكٌ وعنبرٌ ومتى / قيسَ به المسك قطُّ والعنبر
لحظك سيفٌ وخنجرٌ ومتى / قيسَ بكَ السيفُ قطُّ والخنجر
أحسنتَ أحسنتَ في الغناءِ نعم / يا جوهراً ظلَّ ينثرُ الجوهر
لم أَتْرُكِ العُمْرَ غيرَ مَعْمورِ
لم أَتْرُكِ العُمْرَ غيرَ مَعْمورِ / ولم أَحِرْ عن مودَّةِ الحور
لكنّني أحذرُ الوشاةَ فلا / وقاهمُ اللهُ كلَّ مَحْذُور
فمن رآني فقد رأَى رجلاً / حليفَ وصلٍ في زيِّ مهجور
وروضةٍ ما يزالُ يَبْتَسِمُ الن / وَّارُ فيها بتسامَ مسرور
شقَّ عليها الشقيقُ أرديةً / ينثرُ فيها ألوانَ مثور
كأنما أَوْجُهُ البَهارِ بها / وقد بدتْ أَوْجُهُ الدنانير
عاج بنا نحوها الخُمارُ وما / إِن زالَ ذا دأبَ كلِّ مخمور
لدى رياضٍ تحفُّها شَجرٌ / أَوْفَتْ ذُراها على المقاصير
يصطخبُ الطيرُ في جوانبها / عند اصطخابِ الناياتِ والزير
ثم اجتلينا عذراءَ تحسِرُ عن / جسمِ عقيقٍ في ثوبِ بَلُّور
مصونةً في الدنانِ زيَّنها / لونُ خَلوقٍ وَنَشْرُ كافور
تُجْلَى جلاءَ العروسِ في قَدحٍ / من فضةٍ حُفَّ بالتَّصاوير
بكفِّ ساقٍ يظلُّ يسعى على الشَّ / ربِ بوحهٍ قد صيغ من نُور
يكادُ ينقدُّ قدُّه قِصَفاً / كَغُصْنِ بانٍ ريَّانَ ممطور
يأسِرُ ألبابَهُمْ بمقلتِهِ / فالقومُ من آسرٍ ومأسور
ما طُلَّ دمعي على الطلولِ ولا / دُرْتُ بصحبي يوماً على الطُّور
وسابريِّ الجمالِ أحسنَ ما / رأيتُ من أَصلِ نَسْلِ سابور
يَعْذِرني الناسُ في محبّته / ولستُ في غيرِه بمعذور
غنّى بشعرِ المعوَجِّ من طَرَبٍ / غناءَ صبِّ الفؤادِ مضرور
مَرُّوا فَدَعْ دارَهم على المُوْرِ / وخلِّ للعِيْرِ ما على العيرِ
بكِّرْ فإن الشتاءَ قد بكَّرْ
بكِّرْ فإن الشتاءَ قد بكَّرْ / ما قَصَّرَتْ سُحْبُهُ ولا قَصَّرْ
حَثَّتْ سُقاهُ الغَمامِ أكؤُسَها / فالأَرضُ سَكرَى وكيفَ لا تَسكَر
طَوَتْ رُباها غبارَها فَصَفَا ال / جوُّ وقد كان وجهُهُ أَغْبَر
غِيثَتْ فَسُرَّتْ وسُرَّ ساكنُها / واستبشرتْ بالغيوثِ واستبشَر
ذا خضرُ الصَّعْتَرِيِّ مُنْصَرِفٌ / عنه وهذا الحَماحِمُ الأحمر
مُسْتَخْلَفٌ منه في مجالسنا ال / نّمامُ والمرزَجُوشُ مُسْتُورْزَر
وناعمٌ من بنفسجٍ نَعِمَتْ / نفسي به في المشمِّ والمنظر
ونرجس مُضْعَف تضاعَف في / ه الحسنُ في أبيضٍ وفي أصفر
كأَنَّ من جوهرٍ تُنُوسِخَ أو / كأَنَّ منه تُنُوسِخَ الجوهر
الدرُّ والتبرُ فيه قد خُلطا / للعينِ والمسكُ فيه والعنبر
وهاتِ أُتْرَجّنا الكبارَ فَمَنْ / عايَنَهُ من معاينٍ كَبَّر
وهاتِ تُفّاحنا الذي هُوَ مِنْ / عطرِ ذوي العطرِ كلِّهم أعطر
مُلَمَّعٌ فهو أبيضٌ أحْمَرْ / كما تراهُ وأصْفَرٌ أَخْضَر
فالحمدُ للّهِ حَمْدَ مبتهِجٍ / بما قضاهُ عليه أو قَدَّر
لئن مضى الصيفُ وهو يُشْكَرُ فالش / تاءُ أيضاً في فِعْلِهِ يُشْكَر
إن كنتِ لا تَقْدُمينَ من سفرِكْ
إن كنتِ لا تَقْدُمينَ من سفرِكْ / فإنني راحلٌ على أثرِكْ
يا ليتني كنتُ شاخصاً بصري / وما رأيتُ الشخوصَ في بصرك
هذا أُسَيْدٌ فقفْ على غدْرِهْ
هذا أُسَيْدٌ فقفْ على غدْرِهْ / غَلَيِّمٌ قد أُصيب في دُبْرِهْ
لذاك ما إِن تني مُنَكَّسةً / مغارفُ العالمينَ في قِدْرِه
مكتحلٌ من ورائهِ أَبداً / بميلِ لحمٍ علا على شِبْرِه
مَنْ رَمِدَتْ عينُه فآفةُ ذا / من رَمَدٍ يشتكيهِ في جُحْره
أيّ كلابٍ بلا سواجيرِ
أيّ كلابٍ بلا سواجيرِ / وأيّ فُدْنٍ بغير ما نِيْرِ
وأيّ عيرٍ لو كنت آلفُ أنْ / أجوبَ عرضَ الفلاةِ بالعير
قلْ لأبي طالبٍ وقل لأبي / إِدريسَ قَوْلاً حليفَ تحبير
كمَ الزوارقِ ما يكونُ كذا / بغير قِيْرٍ ولا مَسامير
إِنْ كنتُم في حسابكم عرباً / عندَ المقاييسِ والمقادير
فليسَ بين النبيطِ والعَرَبٍ ال / خلَّصِ إلا قطعُ الزنانير
لا درَّ درُّ الفلوسِ كم ضُرِبَتْ / ظلماً على سكَّةِ الدنانير
تالله لن يُقْدِمِ الفَراشُ على ال / مقباسِ إلا إقدامَ تغرير
ولو هفا الليثُ هفوةً فُدِيَتْ / بألفِ كلبٍ وألفِ خنزير
فلا تغرَّنَّكَ الجسومَ إذا / أَتتك مثلَ النخلِ المواقيرِ
عليك بابَ الحمَّامِ تلقَ به / من كلِّ صنفٍ من التصاوير
جئتَ إلى صخرةٍ تناطحها / ويكَ بعِرْضٍ من القوارير
وكيف يرجو بلوغَ شَطِّيَ مَنْ / غَرَّقْتُهُ في بحارِ تدميري
بينَ قفاهُ وبيم كفِّيَ ما / بين المضاريبِ والطنابير
إِنْ أَهْجُ أمثالَكُمْ فربَّما / تَطَرَّبَ البازُ للعصافير