المجموع : 9
ما كنتُ أخشى ممَّن أسرُّ به
ما كنتُ أخشى ممَّن أسرُّ به / خلفاً ولا اضطرني إلى الحذرِ
أيأملُ من لم يَراك تعش / نفسي من الاجتماعِ والنظر
قد ضَمِنَ الشوقُ لي الوفاءَ على / حافظِ عهدي سراً من القدرِ
فحالَ بيني وبينَهُ مطرٌ / ينتقِمُ اللَه لي من المَطَرِ
لو أنَّ طرفي يراهُ ما سهرا
لو أنَّ طرفي يراهُ ما سهرا / ولا جرى منه دمعهُ دُررا
لا أمل القلبُ عندَ سلوتهِ / ولا أرادَ السلوَّ ما قدرا
أشكو إلى اللَه من محاسنهِ / أكثرَ مما أن يشبهَ القمرا
لو أنَّ من لينهِ ورقتهِ / بقلبهِ ما جفا ولا هجرا
أيا كحيلَ الجفونِ بالحورِ
أيا كحيلَ الجفونِ بالحورِ / مبايناً في الجمالِ للبشرِ
وشادناً جل من محاسنهِ / في الوصفِ عن مشبهٍ وعن قدرِ
أما تخافُ الإلهَ في دنفٍ / كحلتهُ بالدموعِ والسهرِ
دعاكَ يا ذا الذي تعبدني / وجداً ولم يشتفِ من النظرِ
لم يَروَ من ماءِ وجهه بصري
لم يَروَ من ماءِ وجهه بصري / ولا اجتنى وَرد خَده نَظري
ولا تمتعتُ من محاسنه / مُذ صِرتُ في مُلكِه من الحذَرِ
مَن هلَّ للشمسِ حينَ تطلعُ مِث / لَ الشمسِ عند النجومِ والقمرِ
فارقتُ حُسنَ الدنيا وبهجتها / ساعةَ فارقتُ أحسنَ البشرِ
يا كَبدِي في الهَوى ويا بَصري
يا كَبدِي في الهَوى ويا بَصري / أصبحتما في عناً على خطرِ
لا تبليا لا شقيتما أبداً / إلا بما نلتما من النظرِ
دوما على طاعة الهَوى دعةً / فالطرفُ بينَ الدموعِ والسهرِ
يا راقداً لم يُحِط به حذرٌ / لم يبقِ من مُهجَتي ولم يذرِ
أذكرُ وجداً فيدَّعي صوناً
أذكرُ وجداً فيدَّعي صوناً / ثم يكونُ التراثُ لي هَجرا
لا وأخذ الله من أساء بمَِن / كانَ ضنى جسمهِ له عذرا
ولا ابتلى اللَهُ بالهوى حسناً / ابتدى التجني وآثرَ الغدرا
وكيدَ حتى كأنهُ حنقٌ / أو طالبٌ في جفائِه وترا
نسيتُ لما الحبيبُ لي هَجرا
نسيتُ لما الحبيبُ لي هَجرا / لومي ولمتُ الفؤادَ إذ صَبرا
هَذا مُدل بحسنِ صورتهِ / وذاك لم يقضِ من هوى وطَرا
لا عذَّبَ اللَه من بلي بهوى / ولا ابتلى بالصدودِ من غَدرا
فقد سئمتُ الحياةَ بينَهما / وأبدلاني من صَفوِها كدرا
تاهَ على ربهِ فأفقرهُ
تاهَ على ربهِ فأفقرهُ / حتَّى رآه الغنى فأنكرَهُ
فصارَ من طولِ حرفةٍ عَلما / يقذفهُ الرِّزقُ حيثُ أبصرَهُ
يا حَلبياً قضى الإلهُ لهُ / بالتيهِ والفقرِ حينَ صَوَّرَهُ
لو خَلطوهُ بالمِسكِ وسخَّهُ / أو طَرحوه في البحرِ كدَّرَهُ
بينَ صفوُ الزمانِ عن كدَره
بينَ صفوُ الزمانِ عن كدَره / في ضَحكاتِ الربيعِ عن زَهرِه
يا سُرَّ من را بُوركتِ من بلدٍ / بُوركَ في نبتهِ وفي شَجرِه
غَرسُ جدودِ الأنامِ يُنبتهُ / يابَكُ والمازَيارُ من ثمَرِه
فالفتحُ والنصرُ ينزلانِ بهِ / والخِصبُ في تربهِ وفي شَجرِه