المجموع : 8
قَد لامَني في خَليلَتي عُمَرُ
قَد لامَني في خَليلَتي عُمَرُ / وَاللَومُ في غَيرِ كُنهِهِ قَدَرُ
قالَ أَفِق قُلتُ لا فَقالَ بَلى / قَد شاعَ في الناسِ عَنكُمُ الخَبَرُ
فَقُلتُ إِن شاعَ ما اعتِذاري مِم / ما لَيسَ لي فيهِ عِندَهُم عُذُرُ
لا أَكتُمُ الناسَ حُبَّ قاتِلَتي / لا لا وَلا أَكرَهُ الَّذي ذَكَروا
لوما فَلا لَومَ بَعدَها أَبَداً / صاحِبُكُم وَالجَليلِ مُحتَضَرُ
قُم قُم إِلَيهِم فَقُل لَهُم قَد أَبى / وَقالَ لا لا أُفيقُ فَاِنتَحِروا
ماذا عَسى أَن يَقولَ قائِلُهُم / وَذا هَوىً ساقَ حينَهُ القَدَرُ
يا قَومِ ما لي وَما لَهُم أَبَداً / يَنظُرُ في عَيبِ غَيرِهِ البَطِرُ
يا عَجَباً لِلخِلافِ يا عَجَباً / بِفي الَّذي لامَ في الهَوى الحَجَرُ
ما لامَ في ذي مَوَدَّةٍ أَحَدٌ / يُؤمِنُ بِاللَهِ قُم فَقَد كَفَروا
حَسبي وَحَسبُ الَّتي كَلِفتُ بِها / مِنّي وَمِنها الحَديثُ وَالنَظَرُ
أَو قُبلَةٌ في خِلالِ ذاكَ وَلا / بَأَسَ إِذا لَم تُحلَّلِ الأُزُرُ
أَو لَمسُ ما تَحتَ مِرطِها بِيَدي / وَالبابُ قَد حالَ دونَهُ السُتُرُ
وَالساقُ بَرّاقَةٌ خَلاخِلُها / وَالصَوتُ عالٍ فَقَد عَلا البُهُرُ
وَاِستَرخَت الكَفُّ لِلغَزالِ وَقا / لَت اُلهُ عَنّي وَالدَمعُ مُنحَدِرُ
اِذهَب فَما أَنتَ كَالَّذي ذَكَروا / أَنتَ وَرَبّي مُعارِكٌ أَشِرُ
وَغابَتِ اليَومَ عَنكَ حاضِنَتي / فَاللَهُ لي اليَومَ مِنكَ مُنتَصِرُ
يا رَبِّ خُذ لي فَقَد تَرى ضُعُفي / مِن فاسِقِ الكَفِّ ما لَهُ شُكُرُ
أَهوى إِلى مِعضَدي فَرَضَّضَهُ / ذو قوةٍ ما يُطاقُ مُقتَدِرُ
يُلصِقُ بي لِحيَةً لَهُ خَشُنَت / ذاتَ سوادٍ كَأَنَّها الإِبَرُ
حَتّى اِقتَهَرني وَإِخوَتي غَيَبٌ / وَيلي عَلَيهِم لَو أَنَّهُم حَضَروا
أَقسِمُ بِاللَهِ ما نَجَوتُ بِها / اِذهَب فَأَنتَ المُسَوَّرُ الظَفِرُ
كَيفَ بِأُمّي إِذا رَأَت شَفَتي / وَكَيفَ إِن شاعَ مِنكَ ذا الخَبَرُ
أَم كَيفَ لا كَيفَ لي بِحاضِنَتي / يا حِبُّ لَو كانَ يَنفَعُ الحَذَرُ
قُلتُ لَها عِندَ ذاكَ يا سَكَني / لا بَأسَ إِنّي مُجَرِّبٌ حَذِرُ
قولي لَهُم بَقَّةٌ لَها ظُفُرٌ / إِن كان في البَقِّ ما لَهُ ظُفُرُ
يا قَلبُ ما لي أَراكَ لا تَقِرُّ
يا قَلبُ ما لي أَراكَ لا تَقِرُّ / إِيّاكَ أَعني وَعِندَكَ الخَبَرُ
أَبناءُ ذي التاجِ ذُو رُعَينٍ وَرَه / طُ المُصطَفى لَيسَ فَوقَهُم بَشَرُ
قَومٌ لَهُم تُشرِقُ البِلادُ إِذا / راحوا وَمَدَّت عَلَيهِمُ الحَجَرُ
صَفا لَهُم مَنحَرُ الهَدِيِّ فَبَي / تُ اللَهِ فَالمَوقِفانِ فَالسُوَرُ
فَزَمزَمٌ فَالجِمارُ فَالحَوضُ فَال / مَسعى فَذاكَ المَقامُ مُحتَظَرُ
ميراثُ مَن بورِكَت نُبوءَتُهُ / فَالدّينُ فيهِم فَالأَمرُ ما أَمروا
آباؤُكَ الصيدُ مِن قُرَيشٍ إِذا / زَعزَعَ رَيطَ المَنِيَّةِ الذُعُرُ
مِنهُم سُقاةُ الحَجيجِ قَد عُلِموا / وَقاتِلُ المَحلِ ما لَهُ جَزُرُ
فُرسانُ حَربٍ إِذا اِلتَقَت بِهِمُ / فيهُم غَناءٌ وَعِندَهُم غِيَرُ
يَسقونَ مَن حارَبوا بِحَدِّهُمُ / سُمّاً وَلا يَعتَدونَ إِن ظَفِروا
زانوا بِأَقصاصِهِم مَنابِرَهُم / وَزانَهُم مَنظَرٌ وَمُفتَخَرُ
بيضٌ مَصاليتُ دونَ ضَيمِهِمُ / وَعرٌ وَما دونَ سَيبِهِم وَعِرُ
خَيرُ قُرَيشٍ مِنهُم وَسَيفُهُمُ / يَومَ حُنينٍ وَالبَأسُ مَنتَحِرُ
بِهِم رَعَت حِميَرٌ وَناصِرُها / أَمنًا وَعَزَّت جيرانُهُم مُضَرُ
يَلقَونَ رُوّادَهُم إِذا نَزَلوا / بِالجودِ قَبلَ السُؤالِ يُنتَظَرُ
إِن تَأتِني مِنهُمُ مُشَيَّعَةٌ / فَإِنَّما أُولِعوا بِما هَمَروا
نِعَم دُعاةُ الإِمامِ حِلمُهُمُ / راسٍ وَمَرعى جَنابِهِم خَضِرُ
يَرضَونَ بِالحَمدِ مِن صَنائِعِهم / فينا وَبِالعَفوِ بَعدَما ظَفَروا
مِنهُم أَتانا المَهدِيُّ مُعتَصِباً / بِالتاجِ نِعمَ الدُوارُ وَالغَفَرُ
عِزّاً إِذا أَزمَعَت ذَلاذِلَها / حَربٌ وَراحَت أَمامَها شَرَرُ
مازالَ بَينَ الخَليفَتَينِ لَهُ / نَبتٌ مُنيفٌ يَحُفُّهُ الشَجَرُ
بَينَ أَبي جَعفَرٍ وَبَينَ أَبي ال / عَبّاسِ ذاكَ الشِتا وَذا المَطَرُ
إِنَّ اِبنَ عَمِّ النَبيِّ يَهدي إِلى ال / حَقِّ وَما دونَ نَبثِهِ وَزَرُ
حازَ الوَلاءَ المُحَمَّدانِ لَهُ / هَذا نَبِيٌّ وَذاكَ يَقتَفِرُ
مَن كانَ غَمراً مِن المَكارِمِ وَال / مَجدِ فَإِنَّ المَهدِيَّ مُحتَبِرُ
تَفيضُ كَفّاهُ مِن فَواضِلِهِ / وَمُشرِقُ الوَجهِ حينَ يُحتَضَرُ
ما أَحسَنَ الحَمدَ في دَوائِرِهِ / وَحَمدُ قَومٍ كَأَنَّهُ عَوَرُ
لا بَل هِيَ البَحرُ تَحتَ حَومَلَةٍ / تَسري لَهُ بِالرَدى وَتَنهَمِرُ
أَفنى عَفاريتَها الكِبارَ أَبو / كَ الخَيرُ حَتّى اِلتَوَت بِهِ الكُبَرُ
نَجلُ مُلوكٍ عَمَّت صَنائِعُهُ / يُهدى إِلَيهِ المَنارُ وَالأَثَرُ
مِن مَعشَرٍ إِن أَرَدتَ جودَهُمُ / جادوا وَإِن رُمتَ جَهلَهُم وَقَروا
هَذا وَإِن عُرِّيَت سُيوفُهُمُ / فَالمَوتُ غادٍ ما دونَهُ سُتُرُ
حَسبي بِما قَد لَقيتُ يا عُمَرُ
حَسبي بِما قَد لَقيتُ يا عُمَرُ / لَم يَأتِني عَن حَبيبَتي خَبَرُ
شَهرٌ وَشَهرانِ مَرَّ قَبلَهُما / شَهرانِ مُرّانِ مِنهُما صَفَرُ
يا لَيتَ شِعري ماتَت فَأَندُبُها / أَم أَحدَثَت صاحِباً فَأَنتَحِرُ
لا عَهدَ لي بالرَسولِ يُخبِرُني / عَنها فَنَفسي مِن ذاكَ تَستَعرُ
بَكَيتُ مِن حُبِّ مَن يُباعِدُني / شوقاً وَما بي ضَنىً وَلا كِبَرُ
هَل مِن سَبيلٍ إِلى زِيارَتِها / أَم هَل لِما بي مِن حُبِّها غِيَرُ
ضاقَت عَلَيَّ البِلادُ إِذ هَجَرَت / فَالعيشُ مُرٌّ وَمَشرَبي كَدِرُ
أَكادُ مِن زَفرَةٍ تُباكِرُني / أَطيرُ في الطَيرِ حينَ تَبتَكِرُ
فَقُلتُ وَالنَفسُ في صَبابَتِها / تَهفو وَقَلبي لَهفانُ لا يَقِرُ
إِن يَرجِعِ اللَهُ لي مَوَدَّتَها / فَكُلُّ شَيءٍ سِواهُ مُحتَقَرُ
يا طولَ شَوقي إِلى عُبَيدَةَ قَد / أَنزَفتُ دَمعي وَشَفَّني السَهَرُ
أَبكي عَلى وَصلِها وَأَذكُرُهُ / وَما يَرُدُّ البُكاءُ وَالذِكَرُ
وَاللَهِ مالي عِلمٌ بِما صَنَعَت / وَلا أَتاني مِن أَهلِها بَشَرُ
كَأَنَّما سُوِّيَ الحَزينُ بِهِم / لَم يَبقَ مِنهُم عَينٌ وَلا أَثَرُ
يا صاحِ قَد أَمسَكَت رِسالَتَها / فَاِجمَع حَنوطي حَتّام تَنتَظِرُ
لا أَستَطيعُ الهَوى وَهِجرَتَها / قَلبي ضَعيفٌ وَقَلبُها حَجَرُ
كَأَنَّ وَجدي بِها وَقَد حَجَبت / في الرَأسِ وَالعَينِ وَالحَشا سَكَرُ
ماذا عَلَيهِم وَما لَهُم خَرِسوا
ماذا عَلَيهِم وَما لَهُم خَرِسوا / لَو أَنَّهُم في عُيوبِهِم نَظَروا
أَعشَقُ وَحدي وَيُؤخَذونَ بِهِ / كَالتُركِ تَغزو فَتُؤخَذُ الخَزَرُ
أَو عَضَّةٌ في ذِراعِها وَلَها
أَو عَضَّةٌ في ذِراعِها وَلَها / فَوقَ ذِراعي مِن عَضِّها أَثَرُ
قَد كُنتُ أَخشى الَّذي اِبتُليتُ بِهِ
قَد كُنتُ أَخشى الَّذي اِبتُليتُ بِهِ / مِنكَ فَماذا أَقولُ يا غُثَرُ
عَجزٌ لَعَمري وَلَيسَ يَنفَعُني / فَكُفَّ عَنّي العِتابَ يا عُمَرُ
أَضَعتَ بَينَ الأُلى مَضَوا حُرَقاً
أَضَعتَ بَينَ الأُلى مَضَوا حُرَقاً / أَم ضاعَ ما اِستَودَعوكَ إِذ بَكَروا
فَقالَ بَعضُ الحَديثِ يَشغَفُني / وَالقَلبُ راءٍ ما لا يَرى البَصَرُ
قَالوا بِسَلمى تَهذي وَلَم تَرَها / يا بُعدَ ما غاوَلَت بِكَ الفِكَر
وَمَسبَحٌ لِلسَمامِ تَعضُدُهُ
وَمَسبَحٌ لِلسَمامِ تَعضُدُهُ / يَهماءُ ما في أَديمِها أَثَرُ
كَأَنَّها بِالضُحى إِذا مَرِجَت / يَمٌّ تَداعى تَيّارُهُ الأَشِرُ