القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بشّار بن بُرْد الكل
المجموع : 8
قَد لامَني في خَليلَتي عُمَرُ
قَد لامَني في خَليلَتي عُمَرُ / وَاللَومُ في غَيرِ كُنهِهِ قَدَرُ
قالَ أَفِق قُلتُ لا فَقالَ بَلى / قَد شاعَ في الناسِ عَنكُمُ الخَبَرُ
فَقُلتُ إِن شاعَ ما اعتِذاري مِم / ما لَيسَ لي فيهِ عِندَهُم عُذُرُ
لا أَكتُمُ الناسَ حُبَّ قاتِلَتي / لا لا وَلا أَكرَهُ الَّذي ذَكَروا
لوما فَلا لَومَ بَعدَها أَبَداً / صاحِبُكُم وَالجَليلِ مُحتَضَرُ
قُم قُم إِلَيهِم فَقُل لَهُم قَد أَبى / وَقالَ لا لا أُفيقُ فَاِنتَحِروا
ماذا عَسى أَن يَقولَ قائِلُهُم / وَذا هَوىً ساقَ حينَهُ القَدَرُ
يا قَومِ ما لي وَما لَهُم أَبَداً / يَنظُرُ في عَيبِ غَيرِهِ البَطِرُ
يا عَجَباً لِلخِلافِ يا عَجَباً / بِفي الَّذي لامَ في الهَوى الحَجَرُ
ما لامَ في ذي مَوَدَّةٍ أَحَدٌ / يُؤمِنُ بِاللَهِ قُم فَقَد كَفَروا
حَسبي وَحَسبُ الَّتي كَلِفتُ بِها / مِنّي وَمِنها الحَديثُ وَالنَظَرُ
أَو قُبلَةٌ في خِلالِ ذاكَ وَلا / بَأَسَ إِذا لَم تُحلَّلِ الأُزُرُ
أَو لَمسُ ما تَحتَ مِرطِها بِيَدي / وَالبابُ قَد حالَ دونَهُ السُتُرُ
وَالساقُ بَرّاقَةٌ خَلاخِلُها / وَالصَوتُ عالٍ فَقَد عَلا البُهُرُ
وَاِستَرخَت الكَفُّ لِلغَزالِ وَقا / لَت اُلهُ عَنّي وَالدَمعُ مُنحَدِرُ
اِذهَب فَما أَنتَ كَالَّذي ذَكَروا / أَنتَ وَرَبّي مُعارِكٌ أَشِرُ
وَغابَتِ اليَومَ عَنكَ حاضِنَتي / فَاللَهُ لي اليَومَ مِنكَ مُنتَصِرُ
يا رَبِّ خُذ لي فَقَد تَرى ضُعُفي / مِن فاسِقِ الكَفِّ ما لَهُ شُكُرُ
أَهوى إِلى مِعضَدي فَرَضَّضَهُ / ذو قوةٍ ما يُطاقُ مُقتَدِرُ
يُلصِقُ بي لِحيَةً لَهُ خَشُنَت / ذاتَ سوادٍ كَأَنَّها الإِبَرُ
حَتّى اِقتَهَرني وَإِخوَتي غَيَبٌ / وَيلي عَلَيهِم لَو أَنَّهُم حَضَروا
أَقسِمُ بِاللَهِ ما نَجَوتُ بِها / اِذهَب فَأَنتَ المُسَوَّرُ الظَفِرُ
كَيفَ بِأُمّي إِذا رَأَت شَفَتي / وَكَيفَ إِن شاعَ مِنكَ ذا الخَبَرُ
أَم كَيفَ لا كَيفَ لي بِحاضِنَتي / يا حِبُّ لَو كانَ يَنفَعُ الحَذَرُ
قُلتُ لَها عِندَ ذاكَ يا سَكَني / لا بَأسَ إِنّي مُجَرِّبٌ حَذِرُ
قولي لَهُم بَقَّةٌ لَها ظُفُرٌ / إِن كان في البَقِّ ما لَهُ ظُفُرُ
يا قَلبُ ما لي أَراكَ لا تَقِرُّ
يا قَلبُ ما لي أَراكَ لا تَقِرُّ / إِيّاكَ أَعني وَعِندَكَ الخَبَرُ
أَبناءُ ذي التاجِ ذُو رُعَينٍ وَرَه / طُ المُصطَفى لَيسَ فَوقَهُم بَشَرُ
قَومٌ لَهُم تُشرِقُ البِلادُ إِذا / راحوا وَمَدَّت عَلَيهِمُ الحَجَرُ
صَفا لَهُم مَنحَرُ الهَدِيِّ فَبَي / تُ اللَهِ فَالمَوقِفانِ فَالسُوَرُ
فَزَمزَمٌ فَالجِمارُ فَالحَوضُ فَال / مَسعى فَذاكَ المَقامُ مُحتَظَرُ
ميراثُ مَن بورِكَت نُبوءَتُهُ / فَالدّينُ فيهِم فَالأَمرُ ما أَمروا
آباؤُكَ الصيدُ مِن قُرَيشٍ إِذا / زَعزَعَ رَيطَ المَنِيَّةِ الذُعُرُ
مِنهُم سُقاةُ الحَجيجِ قَد عُلِموا / وَقاتِلُ المَحلِ ما لَهُ جَزُرُ
فُرسانُ حَربٍ إِذا اِلتَقَت بِهِمُ / فيهُم غَناءٌ وَعِندَهُم غِيَرُ
يَسقونَ مَن حارَبوا بِحَدِّهُمُ / سُمّاً وَلا يَعتَدونَ إِن ظَفِروا
زانوا بِأَقصاصِهِم مَنابِرَهُم / وَزانَهُم مَنظَرٌ وَمُفتَخَرُ
بيضٌ مَصاليتُ دونَ ضَيمِهِمُ / وَعرٌ وَما دونَ سَيبِهِم وَعِرُ
خَيرُ قُرَيشٍ مِنهُم وَسَيفُهُمُ / يَومَ حُنينٍ وَالبَأسُ مَنتَحِرُ
بِهِم رَعَت حِميَرٌ وَناصِرُها / أَمنًا وَعَزَّت جيرانُهُم مُضَرُ
يَلقَونَ رُوّادَهُم إِذا نَزَلوا / بِالجودِ قَبلَ السُؤالِ يُنتَظَرُ
إِن تَأتِني مِنهُمُ مُشَيَّعَةٌ / فَإِنَّما أُولِعوا بِما هَمَروا
نِعَم دُعاةُ الإِمامِ حِلمُهُمُ / راسٍ وَمَرعى جَنابِهِم خَضِرُ
يَرضَونَ بِالحَمدِ مِن صَنائِعِهم / فينا وَبِالعَفوِ بَعدَما ظَفَروا
مِنهُم أَتانا المَهدِيُّ مُعتَصِباً / بِالتاجِ نِعمَ الدُوارُ وَالغَفَرُ
عِزّاً إِذا أَزمَعَت ذَلاذِلَها / حَربٌ وَراحَت أَمامَها شَرَرُ
مازالَ بَينَ الخَليفَتَينِ لَهُ / نَبتٌ مُنيفٌ يَحُفُّهُ الشَجَرُ
بَينَ أَبي جَعفَرٍ وَبَينَ أَبي ال / عَبّاسِ ذاكَ الشِتا وَذا المَطَرُ
إِنَّ اِبنَ عَمِّ النَبيِّ يَهدي إِلى ال / حَقِّ وَما دونَ نَبثِهِ وَزَرُ
حازَ الوَلاءَ المُحَمَّدانِ لَهُ / هَذا نَبِيٌّ وَذاكَ يَقتَفِرُ
مَن كانَ غَمراً مِن المَكارِمِ وَال / مَجدِ فَإِنَّ المَهدِيَّ مُحتَبِرُ
تَفيضُ كَفّاهُ مِن فَواضِلِهِ / وَمُشرِقُ الوَجهِ حينَ يُحتَضَرُ
ما أَحسَنَ الحَمدَ في دَوائِرِهِ / وَحَمدُ قَومٍ كَأَنَّهُ عَوَرُ
لا بَل هِيَ البَحرُ تَحتَ حَومَلَةٍ / تَسري لَهُ بِالرَدى وَتَنهَمِرُ
أَفنى عَفاريتَها الكِبارَ أَبو / كَ الخَيرُ حَتّى اِلتَوَت بِهِ الكُبَرُ
نَجلُ مُلوكٍ عَمَّت صَنائِعُهُ / يُهدى إِلَيهِ المَنارُ وَالأَثَرُ
مِن مَعشَرٍ إِن أَرَدتَ جودَهُمُ / جادوا وَإِن رُمتَ جَهلَهُم وَقَروا
هَذا وَإِن عُرِّيَت سُيوفُهُمُ / فَالمَوتُ غادٍ ما دونَهُ سُتُرُ
حَسبي بِما قَد لَقيتُ يا عُمَرُ
حَسبي بِما قَد لَقيتُ يا عُمَرُ / لَم يَأتِني عَن حَبيبَتي خَبَرُ
شَهرٌ وَشَهرانِ مَرَّ قَبلَهُما / شَهرانِ مُرّانِ مِنهُما صَفَرُ
يا لَيتَ شِعري ماتَت فَأَندُبُها / أَم أَحدَثَت صاحِباً فَأَنتَحِرُ
لا عَهدَ لي بالرَسولِ يُخبِرُني / عَنها فَنَفسي مِن ذاكَ تَستَعرُ
بَكَيتُ مِن حُبِّ مَن يُباعِدُني / شوقاً وَما بي ضَنىً وَلا كِبَرُ
هَل مِن سَبيلٍ إِلى زِيارَتِها / أَم هَل لِما بي مِن حُبِّها غِيَرُ
ضاقَت عَلَيَّ البِلادُ إِذ هَجَرَت / فَالعيشُ مُرٌّ وَمَشرَبي كَدِرُ
أَكادُ مِن زَفرَةٍ تُباكِرُني / أَطيرُ في الطَيرِ حينَ تَبتَكِرُ
فَقُلتُ وَالنَفسُ في صَبابَتِها / تَهفو وَقَلبي لَهفانُ لا يَقِرُ
إِن يَرجِعِ اللَهُ لي مَوَدَّتَها / فَكُلُّ شَيءٍ سِواهُ مُحتَقَرُ
يا طولَ شَوقي إِلى عُبَيدَةَ قَد / أَنزَفتُ دَمعي وَشَفَّني السَهَرُ
أَبكي عَلى وَصلِها وَأَذكُرُهُ / وَما يَرُدُّ البُكاءُ وَالذِكَرُ
وَاللَهِ مالي عِلمٌ بِما صَنَعَت / وَلا أَتاني مِن أَهلِها بَشَرُ
كَأَنَّما سُوِّيَ الحَزينُ بِهِم / لَم يَبقَ مِنهُم عَينٌ وَلا أَثَرُ
يا صاحِ قَد أَمسَكَت رِسالَتَها / فَاِجمَع حَنوطي حَتّام تَنتَظِرُ
لا أَستَطيعُ الهَوى وَهِجرَتَها / قَلبي ضَعيفٌ وَقَلبُها حَجَرُ
كَأَنَّ وَجدي بِها وَقَد حَجَبت / في الرَأسِ وَالعَينِ وَالحَشا سَكَرُ
ماذا عَلَيهِم وَما لَهُم خَرِسوا
ماذا عَلَيهِم وَما لَهُم خَرِسوا / لَو أَنَّهُم في عُيوبِهِم نَظَروا
أَعشَقُ وَحدي وَيُؤخَذونَ بِهِ / كَالتُركِ تَغزو فَتُؤخَذُ الخَزَرُ
أَو عَضَّةٌ في ذِراعِها وَلَها
أَو عَضَّةٌ في ذِراعِها وَلَها / فَوقَ ذِراعي مِن عَضِّها أَثَرُ
قَد كُنتُ أَخشى الَّذي اِبتُليتُ بِهِ
قَد كُنتُ أَخشى الَّذي اِبتُليتُ بِهِ / مِنكَ فَماذا أَقولُ يا غُثَرُ
عَجزٌ لَعَمري وَلَيسَ يَنفَعُني / فَكُفَّ عَنّي العِتابَ يا عُمَرُ
أَضَعتَ بَينَ الأُلى مَضَوا حُرَقاً
أَضَعتَ بَينَ الأُلى مَضَوا حُرَقاً / أَم ضاعَ ما اِستَودَعوكَ إِذ بَكَروا
فَقالَ بَعضُ الحَديثِ يَشغَفُني / وَالقَلبُ راءٍ ما لا يَرى البَصَرُ
قَالوا بِسَلمى تَهذي وَلَم تَرَها / يا بُعدَ ما غاوَلَت بِكَ الفِكَر
وَمَسبَحٌ لِلسَمامِ تَعضُدُهُ
وَمَسبَحٌ لِلسَمامِ تَعضُدُهُ / يَهماءُ ما في أَديمِها أَثَرُ
كَأَنَّها بِالضُحى إِذا مَرِجَت / يَمٌّ تَداعى تَيّارُهُ الأَشِرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025