القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَتاهية الكل
المجموع : 9
ما لِلفَتى مانِعٌ مِنَ القَدَرِ
ما لِلفَتى مانِعٌ مِنَ القَدَرِ / وَالمَوتُ حَولَ الفَتى وَبِالأَثَرِ
بَينا الفَتى بِالصَفاءِ مُغتَبِطٌ / حَتّى رَماهُ الزَمانُ بِالكَدَرِ
كَم في اللَيالي وَفي تَقَلُّبِها / مِن عِبَرٌ لِلفَتى وَمِن فِكَرِ
سائِل عَنِ الأَمرِ لَيسَ تَعرِفُهُ / فَكُلُّ رُشدٍ يَأتيكَ في الخَبَرِ
إِنَّ اِمرَأً يَأمَنُ الزَمانَ وَقَد / عايَنَ شِدّاتِهِ لَفي غَرَرِ
ما أَمكَنَ القَولُ بِالصَوابِ فَقُل / وَاِحذَر إِذا قُلتَ مَوضِعَ الضَرَرِ
ما طَيِّبُ القَولِ عِندَ سامِعِهِ ال / مُنصِتِ إِلّا كَطَيِّبِ الثَمَرِ
لِلشَيبِ في عارِضَيكَ بارِقَةٌ / تَنهاكَ عَمّا أَرى مِنَ الأَشَرِ
ما لَكَ مُذ كُنتَ لاعِباً مَرِحاً / تَسحَبُ ذَيلَ السَفاهِ وَالبَطَرِ
تَلعَبُ لَعبَ الصَغيرِ جَهلاً وَقَد / عَمَّمَكَ الدَهرُ عِمَّةَ الكِبَرِ
لَو كُنتَ لِلمَوتِ خائِفاً وَجِلاً / أَقرَحتَ مِنكَ الجُفونُ بِالعِبَرِ
طَوَّلتَ مِنكَ المُنى وَأَنتَ مِنَ ال / أَيّامِ في قِلَّةٍ وَفي قِصَرِ
لِلَّهِ عَيناكَ تَكذِبانِكَ في / ما رَأَتا مِن تَصَرُّفِ الغَيرِ
يا عَجَباً لي أَقَمتُ في وَطَنٍ / ساكِنُهُ كُلُّهُم عَلى سَفَرٍ
ذَكَرتُ أَهلَ القُبورِ مِن ثِقَتي / فَاِنهَلَّ دَمعي كَوابِلِ المَطَرِ
فَقُل لِأَهلِ القُبورِ يا ثِقَتي / لَستُ بِناسيكُمُ مَدى عُمُري
يا ساكِني باطِنَ القُبورِ أَما / لِلوارِدينَ القُبورَ مِن صَدَرِ
ما فَعَلَ التارِكونَ مُلكَهُمُ / أَهلُ القِبابِ العِظامِ وَالحُجَرِ
هَل يَبتَنونَ القُصورَ بَينَكُم / أَم هَل لَهُم مِن عُلاً وَمِن خَطَرِ
ما فَعَلَت مِنهُمُ الوُجوهُ أَقَد / بُدِّدَ عَنها مَحاسِنُ الصُوَرِ
اللَهُ في كُلِّ حادِثٍ ثِقَتي / وَاللَهُ عِزّي وَاللَهُ مُفتَخَري
لَستُ مَعَ اللَهِ خائِفاً أَحَداً / حَسبي بِهِ عاصِماً مِنَ البَشَرِ
تَوَّقَ مِمّا تَأتي وَما تَذَرُ
تَوَّقَ مِمّا تَأتي وَما تَذَرُ / جَميعُ ما أَنتَ فيهِ مُعتَذَرُ
ما أَبعَدَ الشَيءَ مِنكَ ما لَم يُسا / عِدكَ عَلَيهِ القَضاءُ وَالقَدَرُ
هَل عِندَ أَهلِ القُبورِ مِن خَبَرِ
هَل عِندَ أَهلِ القُبورِ مِن خَبَرِ / هَيهاتَ ما مِن عَينٍ وَلا أَثَرِ
ما أَقطَعَ المَوتَ لِلصَديقِ وَما / أَقرَبَ صَفوَ الدُنيا مِنَ الكَدَرِ
فَكَّرتُ فيما نَسعى لَهُ فَإِذا / نَحنُ جَميعاً مِنهُ عَلى غَرَرِ
وَإِن تَفَكَّرتُ وَاِعتَبَرتُ وَأَب / صَرتُ فَإِنّي في دارِ مُعتَبَرِ
يا صاحِبَ التيهِ مُنذُ قَرَّبَهُ ال / سُلطانُ هَذا مِن قِلَّةِ الفِكَرِ
ما لَكَ لا تَرجِعُ السَلامَ عَلى ال / زُوّارِ إِلّا بِطَرفَةِ النَظَرِ
تَفعَلُ هَذا وَأَنتَ مِن بَشَرٍ / فَكَيفَ لَو كُنتَ مِن سِوى البَشَرِ
ما أَنتَ إِلّا مِنَ الغُبارِ وَإِن / أَصبَحتَ في إِمرَةٍ وَفي خَطَرِ
المُلكُ لِلَّهِ لا شَريكَ لَهُ / تَجري القَضايا مِنهُ عَلى قَدَرِ
ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُغَيِّرَ ما / أَصبَحتَ فيهِ فَكُن عَلى حَذَرِ
وَاِعلَم بِأَنَّ الأَيّامَ يَلعَبنَ بِال / مَرءِ وَأَنَّ الزَمانَ ذو غِيَرِ
ماذا يُريكَ الزَمانُ مِن عِبَرِه
ماذا يُريكَ الزَمانُ مِن عِبَرِه / وَمِن تَصاريفِهِ وَمِن غِيَرِه
طوبى لِعَبدٍ ماتَت وَساوِسُهُ / وَاِقتَصَرَت نَفسُهُ عَلى فِكَرِه
طوبى لِمَن هَمُّهُ المَعادُ وَما / أَخبَرَهُ اللَهُ عَنهُ مِن خَبَرِه
طوبى لِمَن لا يَزيدُ إِلّا تُقىً / لِلَّهِ فيما يَزدادُ مِن كِبَرِه
قَد يَنبَغي لِاِمرِئٍ رَأى نَكبا / تِ الدَهرِ أَلّا يَنامَ مِن حَذَرِه
بِقَدرِ ما ذاقَ ذائِقٌ مِن صَفا / ءِ العَيشِ يَوماً يَذوقُ مِن كَدَرِه
كَم مِن عَظيمٍ مُستَودَعٍ جَدَثاً / قَد أَوقَرَتهُ الأَكُفُّ مِن مَدَرِه
أَخرَجَهُ المَوتُ عَن دَساكِرِهِ / وَعَن فَساطيطِهِ وَعَن حُجَرِه
إِذا ثَوى في القُبورِ ذو خَطَرٍ / فَزُرهُ فيها وَاِنظُر إِلى خَطَرِه
ما أَسرَعَ اللَيلَ وَالنَهارَ عَلى ال / إِنسانِ في سَمعِهِ وَفي بَصَرِه
وَفي خُطاهُ وَفي مَفاصِلِهِ / نَعَم وَفي شَعرِهِ وَفي بَشَرِه
الوَقتُ آتٍ لا شَكَّ فيهِ فَلا / تَنظُر إِلى طولِهِ وَلا قِصَرِه
لَم يَمضِ مِنّا قُدّامَنا أَحَدٌ / إِلّا وَمَن خَلفَهُ عَلى أَثَرِه
فَلا كَبيرٌ يَبقى لِكَبرَتِهِ / وَلا صَغيرٌ يَبقى عَلى صِغَرِه
ما لَكَ قَد حُلتَ عَن إِخائِكَ وَاِس
ما لَكَ قَد حُلتَ عَن إِخائِكَ وَاِس / تَبدَلتَ يا عَمرُ شيمَةً كَدِرَه
إِنّي إِذا البابُ تاهَ حاجِبُهُ / لَم يَكُ عِندي في هَجرِهِ نَظِرَه
لَستُم تُرَجَّونَ لِلحِسابِ وَلا / يَومَ تَكونُ السَماءُ مُنفَطِرَه
لَكِن لَدُنيا كَالظِلِّ بَهجَتُها / سَريعَةُ الإِقِضاءِ مُنشَمِرَه
قَد كانَ وَجهي لَدَيكَ مَعرِفَةً / فَاليَومَ أَضحى حَرفاً مِنَ النَكِرَه
وَاللَهِ وَاللَهِ ما أُبالي مَتى
وَاللَهِ وَاللَهِ ما أُبالي مَتى / ما مِتُّ يا سَلمُ بَعدَ ذا السَفَرِ
أَلَيسَ قَد طُفتُ حَيثَ طافَت وَقَب / بَلتُ الَّذي قَبَّلَت مِنَ الحَجَرِ
يا وَيحَ نَفسي لَوَ أَنَّهُ أَقصَر
يا وَيحَ نَفسي لَوَ أَنَّهُ أَقصَر / ما كانَ عَيشي كَما أَرى أَكدَر
يا مَن عَذيري مِمَّن كَلِفتُ بِهِ / يَشهَدُ قَلبي بِأَنَّهُ يَسحَر
يا رُبَّ يَومٍ رَأَيتَني مَرِحاً / أَخوصُ في اللَهوِ مُسبِلَ المِئزَر
بَينَ نَدامى تَحُثُّ كَأسَهُمُ / عَلَيهِمُ كَفُّ شادِنٍ أَحوَر
يَضطَرِبُ الخَوفُ وَالرَجاءُ إِذا
يَضطَرِبُ الخَوفُ وَالرَجاءُ إِذا / حَرَّكَ موسى القَضيبَ أَو فَكَّر
ما أَبَينَ الفَضلَ في مُغَيَّبِ ما / أَورَدَ مِن رَأيِهِ وَما أَصدَر
فَكَم تَرى عَزَّ عِندَ ذَلِكَ مِن / مَعشَرِ قَومٍ وَذَلَّ مِن مَعشَر
يُثمِرُ مِن مَسِّهِ القَضيبُ وَلَو / يَمَسُّهُ غَيرُهُ لَما أَثمَر
مَن مِثلُ موسى وَمِثلُ والِدِهِ ال / مَهدِيِّ أَو جَدِّهِ أَبي جَعفَر
تَفديكَ نَفسي مِن كُلِّ ما كَرِهَت
تَفديكَ نَفسي مِن كُلِّ ما كَرِهَت / نَفسُكَ إِن كُنتُ مُذنِباً فَاِغفِر
يا لَيتَ قَلبي مُصَوَّرٌ لَكَ ما / فيهِ لِتَتَيقِنَ الَّذي أُضمِر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025