نحنُ بقايا طَعْنِ القَنا القَصْدِ
نحنُ بقايا طَعْنِ القَنا القَصْدِ / وراسياتِ العَزَاءِ والجَلَدِ
جَدّدْ بنا أَيُّها الوزيرُ عُلاً / تَسحَبُ أذيالَ ريطها الجُدُدِ
فقد طلبنا سِوَاكَ من يَعشقُ ال / ذكر ويشتاقُهُ فلم نَجِدِ
ما اعتقدَ الناسُ كالثناءِ وانْ / تَنافسوا في ذخائرِ العُقَدِ
لولا ندى حاتِمٍ وَسُؤدَدُهُ / ما فَخَرَتْ طيٌّ على أَحَدِ
ما تركت كَفُّهُ لوارثهِ / وفراً سِوى الحمدِ آخرَ الأَبدِ
أَبقى زيادٌ آلِ جَفْنَهَ وال / منذرِ كنزاً من أَنفعِ العُدَدِ
خَالدةٌ فيهم مدائُحهُ / وهم تُرابٌ يمورُ في البلدِ
من بعدِ ما صُرِّفَتْ مواكبهم / بينَ طِرادِ الكُمَاةِ والطَّرَدِ
تُلحسُ آثارُهم كما لُحِسَتْ / آثارُ عادٍ والحيّ من أُدَدِ
ما حلَّ بينَ الوسَادَين فتىً / مثلكَ أَقذيتَ ناظرَ الحَسَدِ
وأَنتَ فردٌ تُضافُ عِدَّتُهم / اليكَ والفردُ أَولُ العَددِ
قرَّبكَ الملكُ واستقامَ فما / في متنهِ والنصاب من أَودِ
كنتَ عليهِ بالغيب مُؤتَمَنَاً / والروحُ مأمونةٌ على الجَسَدِ
أصبحَ من رامَهُ ببائقةٍ / كالطيرِ يخشى غوائلَ الرَّصدِ
حام وقد أَبصرَ الرماةَ فلم / يَصْدُرْ بأَشجانِه ولم يَرِدِ
لا تَأْمَنَنَّ نَبْوَةَ العدوِّ وانْ / ناصحَ يوماً فَغِشهُ لِغدِ
شيمةُ غدرٍ وانْ أَخَلَّ بها / كامِنَةٌ في طَبعِهِ الأَسدِ
لا عَدِمَتْ ظِلَّكَ الرعيةُ من / مُباشرٍ للأمورِ مُفتْقِدِ
أَنتَ عليهم وانْ أَخَفْتَهمُ / أَشفقُ من والدٍ على وَلَدِ
عَجُّوا الى اللهِ يسأَلونَ لكَ ال / عمرَ وطولَ البقاءِ والخُلَدِ
كل منيبٍ بنيةٍ خَلَصَتْ / وكل داعٍ بمقلةٍ ويَدِ
لم تدنُ يا أَبعدَ الكواكبِ يا / كَيوانُ من مجدِهِ ولم تَكَدِ
كنتَ مضيئاً فما خفيتَ عن ال / أَعينِ اِلاَّ من شِدَّةِ الكَمَدِ
لي حاجةٌ انْ تَقُمْ بواجبها / أَشكرْ عليها وانْ تَزِدْ أَزِدِ
وقبلها ما أزادَني عضدُ ال / ملكِ على مثلِها فَلَم أُرِدِ
ما كانَ تَركي لكَ الزيارةَ عن / قَصْدٍ ولكن ضَرباً من الفَنَدِ
حتى تلقيتني بضربٍ من ال / بشرِ كَمتنِ الغَدِيرِ مُطَّرِدِ
وقيعةُ الطودِ صادفتْ ظمأً / فهي شِفاءٌ لغُلةِ الكَبِدِ
وكان رأْياً لم آتِهِ عبثاً / وَفَّقَني اللهُ فيهِ لِلْرَشَدِ
هذا الكلامُ الذي خُصِصْتَ به / أَخَصُّ بالخَلداتِ من أَحَدِ
قولٌ هو الماءُ لذَّ مَطْعَمُهُ / وكلُّ قولٍ سِواهُ كالزَّبَدِ