المجموع : 5
أَرْقَصَها مُطْرِبُ الأَغارِيدِ
أَرْقَصَها مُطْرِبُ الأَغارِيدِ / فاسْتَرَقَتْ هِزَّةَ الأَماليدِ
ودبَّ خمرُ السُّرَى بأَذْرُعِها / فَهْيَ على البِيدِ في عَرَابِيدِ
وغازَلَتْها الصَّبا بمأْلُكَةٍ / تُفَجِّرُ الماءَ في الجلاميدِ
تحملُ عن روضِ عالِجٍ خَبَرًا / تُسْنِدُه عن ظِبائِهِ الغِيدِ
أَجرى عليه السحابُ دَمْعَ شجٍ / وفَرَّقَ البرقُ قَلْبَ معمودِ
فأَغرق الريحَ بين أربُعِها / موجُ وجَيفٍ ببحْرِ تَوْخِيدِ
وخيَّلَتْ ماءَهم يبُلُّ صدًى / وموْرِدُ الآلِ غيرُ مورودِ
في ذِمَّةِ الشوقِ مُهْجَةٌ رَكَضَتْ / تَتْبَعُ زُورًا مِنَ المواعيدِ
أَهدَى إِليها الخيالُ إِذ كحلوا / جفون أَحْداقِها بتَسْهِيدِ
وانْعَطَفُوا للأَراكِ وَهْيَ على / عهدٍ من البانِ غيرِ معهودِ
عُذْرٌ يَهُزُّ الجفاءُ دوحَتَه / تحت صَدُوحِ المَلالِ غِرِّيدِ
وناصحٍ يمحَضُ المَوَدَّةَ لي / وليس في نصحِه بمَوْدودِ
ظنَّ فؤادي معي فأَنَّبَهُ / وهو من الوجدِ غيرُ موجودِ
سارَ وجيشُ الغرامِ يتبَعُه / تحت لواءٍ عليه معقودِ
يخبِطُ مجهولَةً تضِلُّ بها / على اعترافٍ مناخِرُ السِّيدِ
عَرَّج عنها الصباحُ منطلقاً / وعادَ والليلُ رَهْنُ تَقْيِيدِ
يلقى المُرَجِّين من أَسِرَّتِهِ / بِشْرٌ كفيلٌ بحُسْنِ تمهيدِ
ويغتَدِي عند كُلِّ نازِلَةٍ / غَوْثَ صريخٍ وغَيْثَ مَصْدودِ
ويبسُط العُذْرَ عن مُقَصِّرِهِ / بطُولِ طَوْلٍ عليه مَمْدودِ
لا يعرفُ الثَّعْلَبُ المقيمُ بها / لولا الثَّرَيَّا مكانَ عُنْقُودِ
من عَلِقَ البِيضَ صارَمَتْ يَدُهُ / حبالَ تلك الغدائِرِ السُّودِ
وعِمَّةُ الشيبِ لا خُدِعْتَ بها / أَخْلَقُ شيءٍ أَوانَ تَجْديدِ
واللهوُ خِدْنُ الصِّبا فمُذْ فُقِدَتْ / أَيامُه لم يكن بمحمودِ
وأَغبَنُ الناسِ من أَلَمَّ به / فقْدُ سوادٍ وفَوْتُ تسويدِ
وفي بنِي الدهرِ كُلُّ مُعْضِلَةٍ / مِنَ الذي فاتَ والمواجِيدِ
إِن أَسكروني بخمرِ لَوْمِهِمُ / فَقَدْ رَمَوْا عِرْضَهُمْ لِعِرْبيدِ
ومُوعِدٍ صاحَ بي فقلتُ له / رُبَّ وعيدٍ يطيحُ في البيدِ
قد أَقسم الحمدُ لا يسيرُ إِلى / غيرِ أَبى القاسِمِ بن حَمُّودِ
في يَدِهِ لِلنَّوالِ معركة / أَرى بها البخل صارم الجيدِ
وعنده للضيوف نار قِرًى / تعْرِفُها البُزْلُ كلما نُودي
وتلتقي كُتْبُهُ الكتائِبَ في / جيشٍ من الخَطِّ صائِدِ الصِّيدِ
بكُلِّ لفظٍ كأَنه نَفَسٌ / غَيْرِ مُمِلٍّ بِطُولِ تَرْدِيدِ
صَحَّتْ معانِيهِ فاقْتَسَمْنَ إِلى / فَضْلِ ابتكار وحُسْنِ تَوْليدِ
وربما اسْتَضْحَكَ الخميسُ به / عن أَهْرَتِ الماضِغَيْنِ صِنْدِيدِ
يهوَى قوامَ القناةِ ذَا هَيَفٍ / وَوَجْنَةَ العَضْبِ ذاتَ توريدِ
دَوْحَةُ مجدٍ تميدُ ناضِرَةً / بمُيَّسٍ من غُصونِهِ مِيدِ
عَرَضْتُ منها لِنارِ تجربَتِي / عُودًا ففاحَتْ روائِحُ العودِ
راحَ يوافي طِرَادُه طَرَدَهْ
راحَ يوافي طِرَادُه طَرَدَهْ / فالسُّمْرُ كالسُّمْرِ تَيَّمَتْ كَبِدَهُ
هيهات َيصطادُهُ الظِّباءُ وقَدْ / هَيَّجَ منه إِباؤُه صَيَدَهْ
كأنه من عيونِ رامِقِهِ / ظاهَرَ من فوقِ عِطْفِهِ زَرَدَهْ
أَبَتْ له ذاك هِمَّةٌ شُغِفَتْ / بالجُودِ لو ساعَدَتْ عليه جِدَه
وعزَّةٌ حَلاتْهُ عن آجِن / يظمَأُ بالذُّلِّ فيه من وَرَدَه
فلْيَعْجَبِ الدَّهْرُ أَنه وَلَدٌ / لو كانَ للدهرِ والِدٌ وَلَدَه
أَرَى اختلافَ الزَّمانِ يُوهِمُنِي / أَنْ ما دَرَى غَيِّه وَلا رَشَدَه
من لَمْ يَرِدْ ثَمْدَهُ وزاخِرَهُ / ولم يَجُبْ وَعْسَهُ ولا جَدَدَه
بَهْرَجَهُ صَيرف الخطوب إِذا / باشَرَهُ بالمَحَكِّ فَانَتَقَدَه
والبيت قَفْرٌ بِمَنْ أَبَنَّ ولو / كَثَّر بَيْتِي طُرَّاقُهُ عَمَدَه
كم مُفْرَدٍ لم يَرِمْ جَمَاعَتُه / وكم غريبٍ لم يَجْتَنِبْ بَلَدَه
ولم يُرِحْ نَفْسَهُ سوى يَقِظٍ / أَتعب فيماً يُرِيحُها جَسَده
وما يَحُطُّ الحسودُ من كَرَمٍ / كَثَّرَ منه فَكَثَّرَ الحَسَدَه
الشمسُ شمسٌ وإن تَجَنَّبَهَا / بالرَّغْمِ أَهْلُ النواظرِ الرَّمِده
رُبَّ طعامٍ مساغُ طَيِّبِهِ / مُمْتَنِعٌ عِند فاسِدِ المَعِدَه
مالَكَ والدُّرَّ تنتقيهِ لمَنْ / لا يَرْتَضِي جَوْدَه ولا جَيِدَه
أَنت على الراغِبينَ تَمْنَعُه / فهَلْ تَرَى بَذْلَهُ على الزَّهَدَه
لو حَجَبَ الحَمْدَ عنه ذو شَرَف / ما سَمِعَ اللهُ حَمْدَ مَنْ حَمِده
كم مُعْجَبٍ من نداهُ قلتُ له / طولُ أَيادِيه لا يُطِيلُ يَدَه
دَعْهُ وأَصْدَافَهُ بمُلْتَطِمٍ / أَصْبح بالشَّيْب قاذِفاً زَبَدَه
يسقيكَ من طَلَّه ووابِلِهِ / إِنَّ الفتى جَودُهُ بما وَجَدَه
حتى إِذا أَشْرَق المُفَضَّل مِنْ / سُرادِقِ الدَّسْتِ مالِئاً سُدَدَه
فالمَنْهَلُ المستَمَدُّ والروضةُ ال / غنَّاءُ تزوهو والعيشَةُ الرَّغِده
مُحَسَّدٌ يَوْمُهُ ثَنَى نَظَرَ ال / أَمْسِ إِلى حُسْنِهِ ومدَّ يَدَه
أَيُّ مَحَلٍّ سمى فمَدَّ له / علاءَه سُلَّماً وما صَعِدَه
بالجَيْش كالعارِضِ الأَحَمِّ إِذا / أَتْبَعَ في الجَوِّ بَرْقَه بَرَدَه
غابَ بغابِ القنا فأَطْلَعَهُ / فَتْكُ حسام يغيبُ من شَهِده
وراغَ حتَّى دَعَوْهُ ثَعْلَبَهُ / وراعَ حتى دَعَوا بهِ أَسَده
بَدائِعٌ فِي الحروبِ ولَّدَها / من فِطَنٍ لا تزالُ مُتَّقِدَه
لو كَثَّر الإِرتياحُ هِزَّتَهُ / لَكَثَّرَتْ من عَدُوِّهِ رِعَدَه
نَجْمٌ علا نورُه فَأَوشَكَ أَنْ / يَفْقَأَ بالضوءِ عَيْنَ من جَحَدَه
وصارِمُ الحدِّ فوقَ صفحتِهِ / تجرِي مياهُ الفِرِنْدِ مُطَّرِده
من قَتَلَ الدهرَ واسْتقادَ به / مَلَّكه من حَيَاتِه قَوَدَه
سائِلْ به من نَضَتْه غرّته / فماتَ من خَوْفِهِ وما غَمَدَه
أَلم تَزُرْهُ كواكِبٌ ضَمِنَتْ / رَجْمَ شياطِينِ كَيْدِهِ المَرَدَه
فابتَزْهُ ذِرْوَةَ العُقابِ وقد / أنْزَلَ فيها بِجَهْلِهِ ردَدَه
حتى انتهى المُلْكُ عندَ ناصِرِه / فطوَّلَ الله عنده أَمدَه
وأَصبح العاضِدُ الإِمامُ به / في دولةٍ بالسعودِ مُعْتَضِدَه
واستضحك الثغرُ عن مُفَضَّلهِ / بما ارْتَضَى اللهُ جِدَّهُ ودَدَه
فاستْعَمَل العَدْلَ فِي ثَقَافتِه / بحيثُ قَوَّتْ وقَوَّمَتْ أَوَدَه
واستقبل العِيدَ مِثْلَ عادَتِه / بالعَدَدِ الجَمِّ حامِلاً عُدَدَه
فالجَوُّ مكسُوَّةٌ جَوانِبُهُ / بالنَّقْعِ والجُرْدُ فيه مُنْجَرِدَه
والبِيضُ مُنْحَلَّةٌ أَزِرَّتُها / وخافِقاتُ البُنودِ مُنْعَقِدَه
وهو يَكُدُّ العيونَ منظَرُهُ / وهْيَ بذاكَ الجمالِ مُضْطَهَدَه
حتى إِذا استَنْبَتَ الثناءَ ولَمْ / يَأُلُ جديداً بالسَّمْعِ أَن حَصَدَه
وأَوجَدَ الدِّسْتَ من جلالَتِه / غايَة آمالِهِ فلا فَقَدَهْ
خَرَّ له الناسُ ساجِدينَ ولو / شِئْتَ عَدَدْتَ النجومَ في السَّجَدَهْ
لا زَايَل النَّحْرُ حاسِدِيه وإِنْ / عدا عنه وإِنْ عَبَدَهْ
لم يُلْفَ للهون عاشقٌ جاحِدْ
لم يُلْفَ للهون عاشقٌ جاحِدْ / فخلِّ قولَ العذولِ والحاسِدْ
وذِلَّ واخضعْ عسى الحبيبُ الى / وصلِك من بعد هجرِه عائدْ
ولا تقلْ نام طول ليلته / وبتُّ في طول ليلتي ساهِدْ
فمذهبُ العاشقين ذاك فقدْ / أضحى عليه كلامهم واحدْ
لله ظبيٌ أغرُّ مختصَرُ ال / خصْر غريرٌ عني غدا شارِدْ
قد صاد قلبي ولن ترى عجباً / كنافرٍ في نِفاره صائد
يا صاحبيّ اتركا ملامَكُما / لا تزرَعا الشّرّ إنه فاسِدْ
وكاعبٍ ناهدٍ وريحَ فتًى / أصبح صبّاً بكاعبٍ ناهدْ
خُمْصانةٍ طَفلةٍ خدلّجةٍ / سارتْ على ظهرِ بازلٍ واخدْ
أفقدَني الصبرَ بينُها وغدا / شوقي لما ترحّلَتْ زائدْ
من يحمَدُ الآن ذا الزمانَ فما / أصبحت ممّنْ غدا له حامدْ
لقد رماني بأسهُم تركَتْ / قلبيَ حيرانَ قائماً قاعِدْ
فقرٌ يحاذي صبابةً أبداً / وغربةٌ ما بلاؤها واحدْ
لولا الإمام الأجلُّ يُدرِكُني / بالعَذْبِ من بحر جودِه الباردْ
متّ ولكنه تداركَني / أكرِمْ به من مهذّب ماجدْ
أبو العلا وابنها فلا عدِم ال / مولودَ منها الزمانُ والوالدْ
إن قال أوفى بما يقولُ ومَنْ / عداه لو قال ماطلُ واعدْ
يذودُ عن عِرضِه وما هوَ عن / لُهاهُ طولَ الزمان بالذّائدْ
صفاءُ أعراضِه على كرمِ ال / أخلاقِ أخلاقِه غَدا شاهدْ
بحرُ نداه بحرٌ طمى فلذا / لم يخْلُ من صادرٍ ومن واردْ
يُرى العِدى نحوَه بأجمعهم / ذا راكعٌ تارةً وذا ساجدْ
من قاسَ وجهَ الإمام أحمدَ بال / بدرِ فعندي قياسُه فاسِدْ
البدر طوراً تراه ينقصُ وال / حافظُ ما زال ضوؤهُ زائدْ
يا من عطاياهُ عند أجمعنا / منها طريفٌ في إثْرِه تالِد
جودُك أزرى بحاتمٍ وغدَتْ / علياكَ ترمي ما قد بنى خالدْ
أتاك فاهْنأْ به إذاً رجبٌ / ولتَهْنِه أنت أيها الماجدْ
وهاك بكراً أتتك تخطِرُ في / ثوبَيْ فخارٍ وسؤدُدٍ شائِدْ
واسلَمْ ودُمْ في النعيمِ يا علَمَ الد / هرِ حقيقاً وملجأَ القاصدْ
لا زلتَ صِنوَ العُلا ومجتمَعَ ال / فضلِ وغيظَ العدوّ والحاسدْ
قُل للإمامِ الذي فضائلُه
قُل للإمامِ الذي فضائلُه / أقلُّها لا يُحدُّ بالعدَدِ
يا حافظاً تُصبحُ البحارُ إذا / قيسَتْ بجدوى يديهِ كالزّبَدِ
قد دنتِ الشمسُ منك مسرعةً / فسِرْ الى الظّلِّ غيرَ متّئِدِ
ولستُ أخشى عليك من ضررٍ / يوهِنُ بالمسِّ صحّةَ الجسَدِ
لكنني والذي يُديمُ لك الت / وفيقَ منه في الأهلِ والولَدِ
خِفْتُ على الشمسِ أن تراكَ فتسْ / وَدَّ سريعاً من شدّةِ الحسَدِ
يا عالي القدْرِ عاليَ السّندِ / وداني الرِّفْدِ دانيَ الصّفَدِ
أرى نداك الكريمَ ذا بخَلٍ / فينا ووِرْدَ البحارِ كالثّمَدِ
قالوا لقد صار في مُهذّبكم
قالوا لقد صار في مُهذّبكم / شيءٌ به الآن شاعَ في بلدِهْ
يفعلُ في جوفِ / فعلَ سواهُ تلذّذاً بيدِهْ
فقلتُ يا قومُ عنهُ معتذراً / لكي أقيمَ المعوجّ من أوَدِهْ
ميراثُه ذاك عن أبيهِ ولنْ / يبرحَ حتى يصيرَ في ولَدِهْ