غصنٌ من البانِ مثمرٌ قَمرا
غصنٌ من البانِ مثمرٌ قَمرا / يكادُ من لينهِ إذا خطرا يقعدْ
أَسمرُ مِثلُ القَناةِ معتَدِلُ /
وَلَحْظُه كالسِّنانِ مُنْصَقِلُ /
نَشوانُ من خَمرةِ الصِّبا ثَمِلُ /
عربدَ سُكراً عَلَيَّ إذْ خَطَرا / كَذاكَ في الناس كُلُّ مَن سكرا عَربدْ
يا بأبي شادِنٌ فُتِنْتُ بهِ /
يَهواه قَلبي على تقلُّبهِ /
مذْ زادَ في التيهِ منْ تَجَنّبِهِ /
أحرَمَني النّومَ عِندما نَفَرا / حتى لِطيفِ الخيالِ حينَ سَرى شَرَّدْ
عَيناهُ مَثوى الفُتورِ والسّقَمِ /
قَدْ زلزلا منْ سَطاهما قَدَمي /
سَيفانِ قد جُرِّدا لِسَفكِ دَمي /
إنْ كانَ في الحُبِّ قتلتي نكَرا / فَها دَمي فوقَ خَدْهِ ظَهرا يَشْهدْ
لا تَلْحني بالملامِ يا عَذَلي /
فإنّني من هواهُ في شُغُلِ /
وانظرُ لماذا بهِ المحبُّ بُلي /
لو عبدَ الناسُ قبلَهُ بَشَرا / لكانَ من حُسنهِ بغير مرى يُعْبَدْ
حُمَّلْت وَجْداً كَرِدفهِ عَظُما /
وَصرْت نضواً كخصرِه سَقَما /
لو أَنَّ ما بي بالّصخرِ لانهدَما /
والحبُّ داءٌ لو حُمِّلَ الحَجَرا / لذاب منْ هَوْلِ ذاكَ وانفطرا وانهد
جَوَىً أَذابَ الحَشا فَحَرَّقني /
ونيل دَمْعٍ جَرَى فَغَرَّقني /
لكنّه بالدموعِ خَلّفني /
فَرحت أَجري في الدَّمعِ مُنحدِرا / ذاكَ لأني غَدَوت منكسرا مفردْ
بديع حُسنٍ سُبحانَ خالقهِ /
أحمر خَدٍّ يُبدي لعاشقهِ /
مسكاً ذكي الشّذا لناشقهِ /
نَمْل عذارٍ يُحَيِّر الشُّعرا / وَفَود شَعْرٍ يستوقف الزمرا أسود