القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 2
فِي الأَسَى مِنْ تَفَتتِ الْكَبِد
فِي الأَسَى مِنْ تَفَتتِ الْكَبِد / مِثْلُ أَسَى وَالِدٍ عَلى وَلدِ
كَمْ بَطَلٍ عَاشَ وَهْوَ ذُو صَيَدٍ / فَرَدَّهُ الثُكْلُ غَيْرَ ذِي صَيَد
أَهْوَنُ مِنْ رَزْئه عَلَيْه أَذىً / كِفَاحُ جَيْشٍ أَوْ مُلْتَقَى أَسَد
سَابَا لَكَ اللهُ وَهْوَ أَلْطَفُ مَنْ / يَأْسُو جَرِيحاً وَأَنْتَ ذُو رَشَد
إِنَّ قُلُوباً مُحِيطَةً بِكَ مِنْ / كَرَامَةٍ شَارَكَتْكَ فِي الْكمَد
لَهْفِي عَلى ذلِكَ الْحَبِيبِ ذَوَى / مُنهَصِرَ الْغُصْنِ لَمْ يُنَلْ بِيَد
مَاتَ كَنُضْرِ الْفُرُوعِ يَلْزَمُهَا / بَعْدَ الرَّدَى حُسْنُهَا إِلى أَمَد
فِي جَاه أَوْرَاقهِ وَبَيْنَ حلَى / أَزْهَارِه مِن مُبَشِّرٍ وَندي
في عِزِّ مُلْكِ الصَّبَا وَحَاشِيَه / مِنْ غُرِّ آمَالهِ بِلاَ عَدَد
فِي مُنْتهَى مَجْده وَصَوْلَته / إِذْ يَقْتُلُ السَّعْدَ لاَهِياً وَيَدي
وَيَصْدمُ المَكْرَ غَيْرَ مُلْتَفِتٍ / وَيَقْحَمُ الدَّهْرَ غَيْرَ مُرْتَعِد
وَيَتْرُكُ اللَّوْمَ حَائِراً وَجِلاً / مُنْعَقِداً فِي لِسَانِ مُنْتقد
يَا رَاحِلاً فِي الْغَدَاةٍ عَنْ نِعَمٍ / تَتْرَى وَعَنْ بَسْطَةٍ وَعَنْ رَغَد
وَتَارِكاً رَسْمَهُ لِفَاقِده / مُصَوَّراً بِالْجِرَاحِ فِي الْخَلَد
لاَ أَنْكَرَتْ رُوْحُكَ التَّي أَمِنَتْ / مَا فَارَقَتْ مِنْ مَخَاوِفِ الْجَسَد
ظَنَنْتُ أَنَّ النَّوَى تُخَفِّفُ مِنْ
ظَنَنْتُ أَنَّ النَّوَى تُخَفِّفُ مِنْ / وَجْدِي قَلِيلاً فَزَادَ مَا أَجِدُ
يَا رَاحَةَ الرُّوحِ مَنْ تُفَارِقُهُ / رَاحَتُهُ أَيَّ غُنْيَةٍ يَجِدُ
مَا حِيلَتِي فِي هَوىً يَصَفِّدُنِي / هَلْ مِنْ نَجَاةٍ وَقَلْبِيَ الصَّفَدُ
إِذَا عَصَى بِيَ يَوْمِي أَوَامِرَهُ / فَكَافِلٌ تَوْبَتِي إِلَيْهِ غَدُ
أَيْ سَاقِيَ الرَّاحِ أَجْرِهَا وَأَدِرْ / عَلَى الرِّفَاقِ الأَقْدَاحَ تَتَّقِدُ
وَيَا رِفَاقُ اشْرَبُوا نُخُوبَكمُ / شُرْباً دِرَاكاً لاَ يُحْصِهَا عَدَدُ
فَإِنَّنِي أَنْتَشِي بِنَشْوَتِكُمْ / أَظْمَأَ مَا بَاتَ مِنِّيَ الكَبِدُ
وَعَدْتُ مَنْ فِي يَدَيْهِ رُوْحِيَ لاَ / أَذُوقُهَا والْوَفَاءُ مَا أَعِدُ
وَعُدْتُ أَشْتَاقُ أَنْ أَرَى زُمَراً / تَعُبُّهَا كَالْعِطَاشِ إِنْ وَرَدُوا
قَالُوا جُنُونُ الصَّرْعَى بِشَهْوَتِهِمْ / عَقْلٌ لِمَنْ يَشْتَهِي وَيَبْتَعِدُ
ذَلِكَ عَقْلٌ لَكِنَّهُ سَفَهٌ / إِذَا وَهَى الجِسْمُ وَانْتَهَى الجَلَدُ
يَا صَحْبِيَ العُمْرُ كُلُّهُ أَسَفٌ / عَلَى فَوَاتٍ وَكُلُّهُ نَكَدُ
فَغَرِّقُوا فِي الطِّلاَ شَوَاغِلَكُمْ / لاَ يُنْجِهَا مِنْ ثُبُورِهَا مَدَدُ
يَا حَبَّذَا نَكْبَةُ الهُمُومِ وَقَدْ / حُفَّتْ بِمَوْجٍ فِي الكَأْسِ يَطَّرِدُ
كَأْسٌ هِيَ الْبَحْرُ بِالسُّرُورِ طَغَى / وَجَارِيَاتُ الأَسَى بِهِ قِدَدُ
بِأَيِّ لَفظٍ أَبُثُّ مَظْلَمَتِي / يَرَاعَتِي فِي البَنَانِ تَرْتَعِدُ
أَبْغِي بَيَاناً لِمَا يُخَامِرُنِي / مِنْهَا وَمَالِي فِي أَنْ أُبِينَ يَدُ
بِي صَبْوَةٌ وَالعُقُوقُ شِيمَتُهَا / وَيْحَ قُلُوبٍ مِنْ شَرِّ مَا تَلِدُ
إِنْ هَمَّ قَلْبي بوَأْدِهَا حَنِقاً / نَهَاهُ أَنَّ الحَيَاةَ مَا يَئِدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025