المجموع : 5
راحَت سُلَيمى تَدعوكَ بِالعَنَدِ
راحَت سُلَيمى تَدعوكَ بِالعَنَدِ / وَبِالمُنى في غَدٍ وَبَعدَ غَدِ
قالَت سَنَلقاكَ فَرطَ سابِعَةٍ / فَقُلتُ يا بَردَها عَلى الكَبِدِ
لَيتَ الحَديثَ الَّذي وَصَفتِ لَنا / يَكونُ بَيعاً بِالمالِ وَالوَلَدِ
ثُمَّ اِنثَنَت وَاِنتَظَرتُ مَوعِدَها / أَرجو وَفاءً بِهِ عَلى الأَمَدِ
حَتّى إِذا ما عَدَدتُ سابِعَةً / وَزِدتُ سَبعاً فَضلاً عَلى العَدَدِ
قالَت بِعَيني عَينٌ مُوَكَّلَةٌ / وَالأُسدُ حَولي فَكَيفَ بِالأُسُدِ
ما زِلتُ أَغتَرُّهُ وَأَختِلُهُ / حَتّى اِلتَقَينا يَوماً وَلَم نَكَدِ
حَتّامَ أَدعو الصِبى وَأَتبَعُهُ / وَالمَوتُ دانٍ وَاللَهُ بِالرَصَدِ
كُلُّ اِمرِئٍ تارِكٌ أَحِبَّتَهُ / وَصائِرٌ تُربَةً مِنَ البَلَدِ
قَد كُنتُ أَمشي إِلَيكِ جائِرَةً / فَالآنَ حينَ اِقتَصَدتُ فَاِقتَصِدِ
فَقُلتُ لَمّا اِلتَوَت بِنائِلِها / وَسَمَّلَت عَينَها وَلَم تَذُدِ
يا أَسمَحَ الناسِ بِالسَلامِ وَيا / أَبخَلَهُم بِالصَفاءِ وَالصَفَدِ
يا قَومِ نَفسي لَها مُعَلَّقَةٌ / ما بَعدَ نَفسي بِصالِحٍ جَسَدي
شَطَّ عَلَيَّ الهَوى يُكَلِّفُني / لُقيانَ سُعدى وَلَيسَ بِالصَدَدِ
كُرّوا عَلَيَّ الرُقادَ أَترُكُها / وَعَلِّلوني بِها مِنَ الوَحَدِ
طالَ اِنفِرادي بِها وَما اِنفَرَدَت / بِساهِرِ اللَيلِ مائِلِ الوُسُدِ
يَشكو إِلَيها هَوىً يُمَوِّتُهُ / غَمّاً وَلا يَشتَكي إِلى أَحَدِ
أَرمَدُ مِن نَأيِها وَلَو قَرُبَت / يَوماً شَفَت عَينَهُ مِنَ الرَمَدِ
وَصاحِبٍ قالَ لي وَوافَقَني / مَلآنَ وَجداً وَباتَ لَم يَجِدِ
لا تَعجَلِ الأَمرَ قَبلَ مَوقِتِهِ / ما حُمَّ آتٍ وَالنَفسُ في كَبِدِ
فَقُلتُ غَيُّ الشَبابِ يَتبَعُني / وَالحِرصُ عَجلانُ غَيرُ مُتَّئِدِ
دَعني وَسَلمى أَعِش بِلَذَّتِها / إِن ساعَفَت أَو أَمُت مِنَ الكَمَدِ
يا وَيحَها طِفلَةً خَلَوتُ بِها / لَيسَت ذُنوبي فيها مِنَ العَدَدِ
فَأَعهِدينا مِنَ الظُنونِ عَلى / تَبليغِ واشٍ مِن قَولِ ذي حَسَدِ
قَد تُبتُ مِمّا كَرِهَتِ فَاِحتَسِبي / غُفرانَ ما جِئتُ غَيرَ مُعتَمِدِ
لَمّا وَجَدنا قالَت لِقَينَتِها / قولي رَضينا فَنَم وَلا تَجِدِ
كانَت عَلى ذاكَ مِن مَوَدَّتِنا / إِذ نَحنُ مِن عاتِبٍ وَمُصطَرِدِ
نَطوي بِها الدَهرَ حينَ نُنكِرُهُ / طَيّاً وَنَشفي بِها صَدى الكَمِدِ
حَتّى اِنثَنى العَيشُ مِن مَريرَتِها / في صَوتِ حادٍ يَحدو بِها غَرِدِ
فَاِعذِر مُحِبّاً بِفَقدِ جيرَتِهِ / مَتى يَبِن مَن هَويتَ تَفتَقِدِ
غَيَّبَ جيرانُهُ بِذي حَمَدِ
غَيَّبَ جيرانُهُ بِذي حَمَدِ / عَن لَيلِ مَن لَم يَنَم وَلَم يَكَدِ
خَلّوا عَلَيَّ الهُيامَ إِذ رَكِبوا / أَكبِر بِما أَفرَدوا لِمُنفَرِدِ
يَبكي عَلى وَسنَةٍ تَزَوَّدَها / جيرانُهُ بَل بَكى مِنَ السَهَدِ
كونا كَمَن قالَ لا نُعاتِبُهُ / كُلُّ اِمرِئٍ مُنتَهٍ إِلى أَمَدِ
خَليفَةُ الحُزنِ في مَدامِعِهِ / يُمسي بِها نائِياً عَنِ الوُسُدِ
يا لَيتَ شِعري وَالقَصدُ مِن خُلُقي / وَالناسُ مِن جائِرٍ وَمُقتَصِدِ
ما زادَني ذا الجَوى بِذِكرِهِمُ / إِلّا هُجوعاً وَالهَمُّ كَالوَتِدِ
ما زالَ ضَيفاً لَهُ يُواكِلُهُ / يَمُدُّ غَمّاً بِرَعيَةِ الأَسَدِ
إِنَّ الَّذي غادَرَت حُمولُهُمُ / صَبٌّ وَإِن كانَ مُظهِرَ الجَلَدِ
لا يَشتَهي اللَيلَ مِن تَقَلُّبِهِ / ظَهراً لِبَطنٍ تَقَلُّبَ الصُرَدِ
كَأَنَّما يَتَّقي بِلَيلَتِهِ / جَهمَ المُحَيّا يَبيتُ بِالرَصَدِ
لَم يَدرِ حَتّى رَمَوا مَطِيَّهُمُ / ثُمَّ اِستَمَرّوا بِجَنَّةِ الخُلُدِ
يَقولُ لي صاحِبي وَقَد بَقِيَت / نَفسي عَلى سَغبَةٍمِنَ العُقَدِ
يا أَيُّها المُكتَوي عَلى ظُعُنٍ / باتوا وَما سَلَّموا عَلى أَحَدِ
هاتيكَ دارُ الَّتي تَهِمُّ بِها / كَالبُردِ بَينَ الكَثيبِ فَالسَنَدِ
كانَت مَحَلَّ الخَليطِ فَاِنقَلَبَت / وَحشاً مِنَ المُنشِدينَ وَالخُرُدِ
فَاِنظُر إِذا اِشتَقتَ في مَنازِلِها / أَو زُر حَبيباً دَعاكَ مِن بُعُدِ
وَاللَهُ يَلقى كَمَن كَلِفتُ بِهِ / مِن آلِ بَكرٍ أَظَنَّ بِالنَكَدِ
أَبقى لَكَ البَينَ في مَلاعِبِهِ / فَاِنصاعَ لِلبَينِ آخِرَ الأَبَدِ
يَعتادُ عَينَيكَ مِن تَذَكُّرِها / رِمصانُ مِثلُ العَوائِدِ الخُرُدِ
ماذا بِإِرسالِها تُعاتِبُني / في زائِرٍ زارَني وَلَم يَعُدِ
قالَت لِحَوراءَ مِن مَناصِفِها / كَالريمِ لَم تَكتَحِل مِنَ الرَمَدِ
روحي إِلى مُشرِكٍ بِخُلَّتِنا / خُلَّةَ أُخرى وَقَد يَرى كَمَدي
قولي تَقولُ الَّتي أَسَأَت لَها / إِن لَم أَنَلهُ ما شيمَتي بِرَدِ
قَصَرتُ طَرفي إِلَيكَ قانِعَةً / وَأَنتَ ذو طُرَّتَينِ في وَرَدِ
فَاِذهَب سَيَكفيكَ ما بَرِمتَ بِهِ / مِنّا وَتُخلى حِباكَ لِلوُرُدِ
فَقُلتُ لا تُسرِعي بِمَعتَبَةٍ / في غَيرِ ذَنبٍ جَنَيتُهُ بِيَدي
لا كُنتُ إِن لَم أَكُن أُحِبُّكُمُ / جُهدي فَما بَعدَ حُبِّ مُجتَهِدِ
أَيُّ حَديثٍ دَبَّ الوُشاةُ بِهِ / أَبصَرتِ غَيّي فَأَبصِري رَشَدي
ما كانَ إِلّا حَديثَ جارِيَةٍ / لَم تَلقَ روحي وَوافَقَت جَسَدي
يا وَيحَها طِفلَةً خَلَوتُ بِها / لَيسَ دُنُوّي فيها مِنَ العُدَدِ
فَأَعهِدينا مِنَ الظُنونِ عَلى / تَبليغِ واشٍ وَقَولِ ذي حَسَدِ
قَد تُبتُ مِمّا كَرِهتُ فَاِحتَسِبي / غُفرانَ ما قَد جَنَيتُ مُعتَمَدي
كانَت عَلى ذاكَ مِن مَوَدَّتِنا / إِذ نَحنُ مِن غائِبٍ وَمُصطَرِدِ
نَطوي لِذاكَ الزَمانِ نَصرِفُهُ / طيباً وَنَشفي بِهِ صَدى الكَمَدِ
حَتّى اِنطَوى العَيشُ عَن مَريرَتِهِ / في صَوتِ جارٍ حَدا بِنا غَرِدِ
فَاِعذُر مُحِبّاً بِفَقدِ جيرَتِهِ / مَتى يَبِن مَن هَويتُ يَفتَقِدِ
أَذكَرتُ نَفسي عَشِيَّةَ الأَحَدِ
أَذكَرتُ نَفسي عَشِيَّةَ الأَحَدِ / مِن زائِرٍ صادَني وَلَم يَصِدِ
أَحوَرَ عَبّى لَنا حَبائِلَهُ / بِالحُسنِ لا بِالرُقى وَلا العُقَدِ
فَبِتُّ أَبكي مِن حُبِّ جارِيَةٍ / لَم تَجزِني نائِلاً وَلَم تَكَدِ
إِلّا حَديثاً كَالخَمرِ لَذَّتُهُ / تَكونُ سُكراً في الروحِ وَالجَسَدِ
ما ساقَ لي حُبُّها وَأَتعَبَني / وَهناً وَلَكِن خُلِقتُ مِن كَبَدِ
إِن أَترُكِ القَصدَ مِن تَذَكُّرِها / يَوماً فَما حُبُّها بِمُقتَصَدِ
طابَت لَنا مَجلِساً عَلى عَجَلِ / ثُمَّ اِنقَضى يَومُنا فَلَم يَعُدِ
كَأَنَّما كانَ حُلمَ نائِمَةٍ / سَرَت بِما لَم تَنَل وَلَم تَكَدِ
لِلَّهِ عَجزاءُ كُلَّما اِنصَرَفَت / خَلَّت عَلَيهِ أَجَلَّ مِن أُحُدِ
ضَيفٌ إِذا ما اِنتَظَرتُ جَيئَتَهُ / يَوماً فُواقاً أَقامَ كَالوَتِدِ
أَقولُ إِذ وَدَّعَت وَوَدَّعَني / نَومي وَلا صَبرَ لي عَلى السُهُدِ
يا رَبِّ إِنّي عَشِقتُ رُؤيَتَها / عِشقَ المُصَلّينَ جَنَّةَ الخُلُدِ
عَجزاءُ مِن نِسوَةٍ مُنَعَّمَةٍ / هيفٍ ثِقالٍ أَردافُها خُرُدِ
رَأَت لَها صورَةً تَروقُ بِها / فَأَقبَلَت فَردَةً لِمُنفَرِدِ
تَزيدُهُ فِتنَةً وَتُطعِمُهُ / بِوَعدِها في غَدٍ وَبَعدَ غَدِ
كَأَنَّها تَبتَغي إِساءَتَهُ / بِالقُربِ مِن فِعلِها وَبِالبُعُدِ
مَن بَزَّ صَفراءَ في مَجاسِدِها / وَاللَهِ يَوماً يَقعُد عَنِ الرَشَدِ
مَأدومَةٌ بِالعَبيرِ تَضحَكُ عَن / مِثلِ وِشاحِ الجُمانِ أَو بَرَدِ
مُؤَشَّرٍ طَيِّبِ المَذاقَةِ كَال / راحِ بِطَعمِ التُفّاحِ مُنجَرِدِ
يا لَيتَ لي مَشرَباً بِريقَتِها / أَشفي بِهِ غُلَّةً عَلى كَبِدي
صَفراءُ ما تَحكُمينَ في رَجُلٍ / يَفري مِنَ الشَوقِ جُهدَ مُجتَهِدِ
قَد ماتَ غَمّاً وَشَفَّهُ كَمَدٌ / عَلَيكِ فَاِرِثي لَهُ مِنَ الكَمَدِ
الناسُ إِثنانِ في زَمانِكَ ذا
الناسُ إِثنانِ في زَمانِكَ ذا / لَو تَبتَغي غَيرَ ذَينِ لَم تَجِدِ
هَذا بَخيلٌ وَعِندَهُ جِدَةٌ / وَذا جَوادٌ بِغَيرِ ذاتِ يَدِ
وَإِنَّني في الصَلاةِ أَحضُرُها
وَإِنَّني في الصَلاةِ أَحضُرُها / ضُحكَةُ أَهلِ الصَلاةِ إِن شَهِدوا
أَقعُدُ في سَجدَةٍ إِذا رَكَعوا / وَأَرفَعُ الرَأسَ إِن هُمُ سَجَدوا
أَسجُدُ وَالقومُ راكِعونَ مَعاً / وَأُسرِعُ الوَثبَ إِن هُمُ قَعَدوا
وَلَستُ أَدري إِذا إِمامُهُمُ / سَلَّمَ كَم كانَ ذَلِكَ العَدَدُ