القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بشّار بن بُرْد الكل
المجموع : 5
راحَت سُلَيمى تَدعوكَ بِالعَنَدِ
راحَت سُلَيمى تَدعوكَ بِالعَنَدِ / وَبِالمُنى في غَدٍ وَبَعدَ غَدِ
قالَت سَنَلقاكَ فَرطَ سابِعَةٍ / فَقُلتُ يا بَردَها عَلى الكَبِدِ
لَيتَ الحَديثَ الَّذي وَصَفتِ لَنا / يَكونُ بَيعاً بِالمالِ وَالوَلَدِ
ثُمَّ اِنثَنَت وَاِنتَظَرتُ مَوعِدَها / أَرجو وَفاءً بِهِ عَلى الأَمَدِ
حَتّى إِذا ما عَدَدتُ سابِعَةً / وَزِدتُ سَبعاً فَضلاً عَلى العَدَدِ
قالَت بِعَيني عَينٌ مُوَكَّلَةٌ / وَالأُسدُ حَولي فَكَيفَ بِالأُسُدِ
ما زِلتُ أَغتَرُّهُ وَأَختِلُهُ / حَتّى اِلتَقَينا يَوماً وَلَم نَكَدِ
حَتّامَ أَدعو الصِبى وَأَتبَعُهُ / وَالمَوتُ دانٍ وَاللَهُ بِالرَصَدِ
كُلُّ اِمرِئٍ تارِكٌ أَحِبَّتَهُ / وَصائِرٌ تُربَةً مِنَ البَلَدِ
قَد كُنتُ أَمشي إِلَيكِ جائِرَةً / فَالآنَ حينَ اِقتَصَدتُ فَاِقتَصِدِ
فَقُلتُ لَمّا اِلتَوَت بِنائِلِها / وَسَمَّلَت عَينَها وَلَم تَذُدِ
يا أَسمَحَ الناسِ بِالسَلامِ وَيا / أَبخَلَهُم بِالصَفاءِ وَالصَفَدِ
يا قَومِ نَفسي لَها مُعَلَّقَةٌ / ما بَعدَ نَفسي بِصالِحٍ جَسَدي
شَطَّ عَلَيَّ الهَوى يُكَلِّفُني / لُقيانَ سُعدى وَلَيسَ بِالصَدَدِ
كُرّوا عَلَيَّ الرُقادَ أَترُكُها / وَعَلِّلوني بِها مِنَ الوَحَدِ
طالَ اِنفِرادي بِها وَما اِنفَرَدَت / بِساهِرِ اللَيلِ مائِلِ الوُسُدِ
يَشكو إِلَيها هَوىً يُمَوِّتُهُ / غَمّاً وَلا يَشتَكي إِلى أَحَدِ
أَرمَدُ مِن نَأيِها وَلَو قَرُبَت / يَوماً شَفَت عَينَهُ مِنَ الرَمَدِ
وَصاحِبٍ قالَ لي وَوافَقَني / مَلآنَ وَجداً وَباتَ لَم يَجِدِ
لا تَعجَلِ الأَمرَ قَبلَ مَوقِتِهِ / ما حُمَّ آتٍ وَالنَفسُ في كَبِدِ
فَقُلتُ غَيُّ الشَبابِ يَتبَعُني / وَالحِرصُ عَجلانُ غَيرُ مُتَّئِدِ
دَعني وَسَلمى أَعِش بِلَذَّتِها / إِن ساعَفَت أَو أَمُت مِنَ الكَمَدِ
يا وَيحَها طِفلَةً خَلَوتُ بِها / لَيسَت ذُنوبي فيها مِنَ العَدَدِ
فَأَعهِدينا مِنَ الظُنونِ عَلى / تَبليغِ واشٍ مِن قَولِ ذي حَسَدِ
قَد تُبتُ مِمّا كَرِهَتِ فَاِحتَسِبي / غُفرانَ ما جِئتُ غَيرَ مُعتَمِدِ
لَمّا وَجَدنا قالَت لِقَينَتِها / قولي رَضينا فَنَم وَلا تَجِدِ
كانَت عَلى ذاكَ مِن مَوَدَّتِنا / إِذ نَحنُ مِن عاتِبٍ وَمُصطَرِدِ
نَطوي بِها الدَهرَ حينَ نُنكِرُهُ / طَيّاً وَنَشفي بِها صَدى الكَمِدِ
حَتّى اِنثَنى العَيشُ مِن مَريرَتِها / في صَوتِ حادٍ يَحدو بِها غَرِدِ
فَاِعذِر مُحِبّاً بِفَقدِ جيرَتِهِ / مَتى يَبِن مَن هَويتَ تَفتَقِدِ
غَيَّبَ جيرانُهُ بِذي حَمَدِ
غَيَّبَ جيرانُهُ بِذي حَمَدِ / عَن لَيلِ مَن لَم يَنَم وَلَم يَكَدِ
خَلّوا عَلَيَّ الهُيامَ إِذ رَكِبوا / أَكبِر بِما أَفرَدوا لِمُنفَرِدِ
يَبكي عَلى وَسنَةٍ تَزَوَّدَها / جيرانُهُ بَل بَكى مِنَ السَهَدِ
كونا كَمَن قالَ لا نُعاتِبُهُ / كُلُّ اِمرِئٍ مُنتَهٍ إِلى أَمَدِ
خَليفَةُ الحُزنِ في مَدامِعِهِ / يُمسي بِها نائِياً عَنِ الوُسُدِ
يا لَيتَ شِعري وَالقَصدُ مِن خُلُقي / وَالناسُ مِن جائِرٍ وَمُقتَصِدِ
ما زادَني ذا الجَوى بِذِكرِهِمُ / إِلّا هُجوعاً وَالهَمُّ كَالوَتِدِ
ما زالَ ضَيفاً لَهُ يُواكِلُهُ / يَمُدُّ غَمّاً بِرَعيَةِ الأَسَدِ
إِنَّ الَّذي غادَرَت حُمولُهُمُ / صَبٌّ وَإِن كانَ مُظهِرَ الجَلَدِ
لا يَشتَهي اللَيلَ مِن تَقَلُّبِهِ / ظَهراً لِبَطنٍ تَقَلُّبَ الصُرَدِ
كَأَنَّما يَتَّقي بِلَيلَتِهِ / جَهمَ المُحَيّا يَبيتُ بِالرَصَدِ
لَم يَدرِ حَتّى رَمَوا مَطِيَّهُمُ / ثُمَّ اِستَمَرّوا بِجَنَّةِ الخُلُدِ
يَقولُ لي صاحِبي وَقَد بَقِيَت / نَفسي عَلى سَغبَةٍمِنَ العُقَدِ
يا أَيُّها المُكتَوي عَلى ظُعُنٍ / باتوا وَما سَلَّموا عَلى أَحَدِ
هاتيكَ دارُ الَّتي تَهِمُّ بِها / كَالبُردِ بَينَ الكَثيبِ فَالسَنَدِ
كانَت مَحَلَّ الخَليطِ فَاِنقَلَبَت / وَحشاً مِنَ المُنشِدينَ وَالخُرُدِ
فَاِنظُر إِذا اِشتَقتَ في مَنازِلِها / أَو زُر حَبيباً دَعاكَ مِن بُعُدِ
وَاللَهُ يَلقى كَمَن كَلِفتُ بِهِ / مِن آلِ بَكرٍ أَظَنَّ بِالنَكَدِ
أَبقى لَكَ البَينَ في مَلاعِبِهِ / فَاِنصاعَ لِلبَينِ آخِرَ الأَبَدِ
يَعتادُ عَينَيكَ مِن تَذَكُّرِها / رِمصانُ مِثلُ العَوائِدِ الخُرُدِ
ماذا بِإِرسالِها تُعاتِبُني / في زائِرٍ زارَني وَلَم يَعُدِ
قالَت لِحَوراءَ مِن مَناصِفِها / كَالريمِ لَم تَكتَحِل مِنَ الرَمَدِ
روحي إِلى مُشرِكٍ بِخُلَّتِنا / خُلَّةَ أُخرى وَقَد يَرى كَمَدي
قولي تَقولُ الَّتي أَسَأَت لَها / إِن لَم أَنَلهُ ما شيمَتي بِرَدِ
قَصَرتُ طَرفي إِلَيكَ قانِعَةً / وَأَنتَ ذو طُرَّتَينِ في وَرَدِ
فَاِذهَب سَيَكفيكَ ما بَرِمتَ بِهِ / مِنّا وَتُخلى حِباكَ لِلوُرُدِ
فَقُلتُ لا تُسرِعي بِمَعتَبَةٍ / في غَيرِ ذَنبٍ جَنَيتُهُ بِيَدي
لا كُنتُ إِن لَم أَكُن أُحِبُّكُمُ / جُهدي فَما بَعدَ حُبِّ مُجتَهِدِ
أَيُّ حَديثٍ دَبَّ الوُشاةُ بِهِ / أَبصَرتِ غَيّي فَأَبصِري رَشَدي
ما كانَ إِلّا حَديثَ جارِيَةٍ / لَم تَلقَ روحي وَوافَقَت جَسَدي
يا وَيحَها طِفلَةً خَلَوتُ بِها / لَيسَ دُنُوّي فيها مِنَ العُدَدِ
فَأَعهِدينا مِنَ الظُنونِ عَلى / تَبليغِ واشٍ وَقَولِ ذي حَسَدِ
قَد تُبتُ مِمّا كَرِهتُ فَاِحتَسِبي / غُفرانَ ما قَد جَنَيتُ مُعتَمَدي
كانَت عَلى ذاكَ مِن مَوَدَّتِنا / إِذ نَحنُ مِن غائِبٍ وَمُصطَرِدِ
نَطوي لِذاكَ الزَمانِ نَصرِفُهُ / طيباً وَنَشفي بِهِ صَدى الكَمَدِ
حَتّى اِنطَوى العَيشُ عَن مَريرَتِهِ / في صَوتِ جارٍ حَدا بِنا غَرِدِ
فَاِعذُر مُحِبّاً بِفَقدِ جيرَتِهِ / مَتى يَبِن مَن هَويتُ يَفتَقِدِ
أَذكَرتُ نَفسي عَشِيَّةَ الأَحَدِ
أَذكَرتُ نَفسي عَشِيَّةَ الأَحَدِ / مِن زائِرٍ صادَني وَلَم يَصِدِ
أَحوَرَ عَبّى لَنا حَبائِلَهُ / بِالحُسنِ لا بِالرُقى وَلا العُقَدِ
فَبِتُّ أَبكي مِن حُبِّ جارِيَةٍ / لَم تَجزِني نائِلاً وَلَم تَكَدِ
إِلّا حَديثاً كَالخَمرِ لَذَّتُهُ / تَكونُ سُكراً في الروحِ وَالجَسَدِ
ما ساقَ لي حُبُّها وَأَتعَبَني / وَهناً وَلَكِن خُلِقتُ مِن كَبَدِ
إِن أَترُكِ القَصدَ مِن تَذَكُّرِها / يَوماً فَما حُبُّها بِمُقتَصَدِ
طابَت لَنا مَجلِساً عَلى عَجَلِ / ثُمَّ اِنقَضى يَومُنا فَلَم يَعُدِ
كَأَنَّما كانَ حُلمَ نائِمَةٍ / سَرَت بِما لَم تَنَل وَلَم تَكَدِ
لِلَّهِ عَجزاءُ كُلَّما اِنصَرَفَت / خَلَّت عَلَيهِ أَجَلَّ مِن أُحُدِ
ضَيفٌ إِذا ما اِنتَظَرتُ جَيئَتَهُ / يَوماً فُواقاً أَقامَ كَالوَتِدِ
أَقولُ إِذ وَدَّعَت وَوَدَّعَني / نَومي وَلا صَبرَ لي عَلى السُهُدِ
يا رَبِّ إِنّي عَشِقتُ رُؤيَتَها / عِشقَ المُصَلّينَ جَنَّةَ الخُلُدِ
عَجزاءُ مِن نِسوَةٍ مُنَعَّمَةٍ / هيفٍ ثِقالٍ أَردافُها خُرُدِ
رَأَت لَها صورَةً تَروقُ بِها / فَأَقبَلَت فَردَةً لِمُنفَرِدِ
تَزيدُهُ فِتنَةً وَتُطعِمُهُ / بِوَعدِها في غَدٍ وَبَعدَ غَدِ
كَأَنَّها تَبتَغي إِساءَتَهُ / بِالقُربِ مِن فِعلِها وَبِالبُعُدِ
مَن بَزَّ صَفراءَ في مَجاسِدِها / وَاللَهِ يَوماً يَقعُد عَنِ الرَشَدِ
مَأدومَةٌ بِالعَبيرِ تَضحَكُ عَن / مِثلِ وِشاحِ الجُمانِ أَو بَرَدِ
مُؤَشَّرٍ طَيِّبِ المَذاقَةِ كَال / راحِ بِطَعمِ التُفّاحِ مُنجَرِدِ
يا لَيتَ لي مَشرَباً بِريقَتِها / أَشفي بِهِ غُلَّةً عَلى كَبِدي
صَفراءُ ما تَحكُمينَ في رَجُلٍ / يَفري مِنَ الشَوقِ جُهدَ مُجتَهِدِ
قَد ماتَ غَمّاً وَشَفَّهُ كَمَدٌ / عَلَيكِ فَاِرِثي لَهُ مِنَ الكَمَدِ
الناسُ إِثنانِ في زَمانِكَ ذا
الناسُ إِثنانِ في زَمانِكَ ذا / لَو تَبتَغي غَيرَ ذَينِ لَم تَجِدِ
هَذا بَخيلٌ وَعِندَهُ جِدَةٌ / وَذا جَوادٌ بِغَيرِ ذاتِ يَدِ
وَإِنَّني في الصَلاةِ أَحضُرُها
وَإِنَّني في الصَلاةِ أَحضُرُها / ضُحكَةُ أَهلِ الصَلاةِ إِن شَهِدوا
أَقعُدُ في سَجدَةٍ إِذا رَكَعوا / وَأَرفَعُ الرَأسَ إِن هُمُ سَجَدوا
أَسجُدُ وَالقومُ راكِعونَ مَعاً / وَأُسرِعُ الوَثبَ إِن هُمُ قَعَدوا
وَلَستُ أَدري إِذا إِمامُهُمُ / سَلَّمَ كَم كانَ ذَلِكَ العَدَدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025