القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 7
سَقياً لِغَيرِ العَلياءِ وَالسَنَدِ
سَقياً لِغَيرِ العَلياءِ وَالسَنَدِ / وَاغَيرِ أَطلالِ مَيَّ بِالجَرَدِ
وَيا صَبيبَ السَحابِ إِن كُنتَ قَد / جُدتَ اللِوى مَرَّةً فَلا تَعُدِ
لا تَسقِيَن بَلدَةً إِذا عُدَّتِ ال / بِلدانُ كانَت زِيادَةَ الكَبِدِ
إِن أَتَحَرَّز مِنَ الغُرابِ بِها / يَكُن مَفَرّي مِنهُ إِلى الصُرَدِ
بِحَيثُ لا تَجلِبُ الفِجاجُ إِلى / أُذنَيكَ إِلّا تَصايُحَ النَقَدِ
أَحسَنُ عِندي مِنَ اِنكِبابِكَ بِال / فِهرِ مُلِحّاً بِهِ عَلى وَتَدِ
وُقوفُ رَيحانَةٍ عَلى أُذُنٍ / وَسَيرُ كَأسٍ إِلى فَمٍ بِيَدِ
يَسقيكَها مِن بَني العِبادِ رَشاً / مُنتَسِبٌ عيدُهُ إِلى الأَحَدِ
إِذا بَنى الماءُ فَوقَها حَبَباً / صَلَّبَ فَوقَ الجَبينِ بِالزَبَدِ
أَشرَبُ مِن كَفِّهِ شَمولاً وَمَن / فيهِ رُضاباً يَجري عَلى بَرَدِ
فَذاكَ أَشهى مِنَ البُكاءِ عَلى ال / رَبعِ وَأَنمى في الروحِ وَالجَسَدِ
لا سِيَّما إِن شَداكَ ذو نُطَفٍ / يا دارُ أَقوَت بِالتَفِّ مِن جُدَدِ
لا تَبكِ رَسماً بِجانِبِ السَنَدِ
لا تَبكِ رَسماً بِجانِبِ السَنَدِ / وَلا تَجُد بِالدُموعِ لِلجَرَدِ
وَلا تُعَرِّج عَلى مُعَطَّلَةٍ / وَلا أَثافٍ خَلَت وَلا وَتَدِ
وَمِل إِلى مَجلِسٍ عَلى شَرَفٍ / بِالكَرخِ بَينَ الحَديقِ مُعتَمَدِ
مُمَهَّدٍ صُفِّفَت نَمارِقُهُ / في ظِلِّ كَرمٍ مُعَرَّشٍ خَضِدِ
قَد لَحَفَتكَ الغُصونُ أَردِيَةً / فَيَومُكَ الغَضُّ بِالنَعيمِ نَدي
ثُمَّ اِصطَبِح مِن أَميرَةٍ حُجِبَت / عَن كُلِّ عَينٍ بِالصَونِ وَالرَصَدِ
لَم يَرَها خاطِبٌ فَيُمنَعَها / وَلا دَعاهُ لَها أَخو فَنَدِ
مَحجوبَةٌ في مَقيلِ حَوبَتِها / تِسعينَ عاماً مَحسوبَةَ العَدَدِ
لَم تَعرِفِ الشَمسُ أَنَّها خُلِقَت / وَلا اِختِلافُ الحَرورِ وَالصَرَدِ
بَينَ فَسيلٍ يَحُفُّها خَضِلٍ / وَبَينَ آسٍ بِالرَيِّ مُنفَرِدِ
في كُلِّ يَومٍ يَظَلُّ قَيِّمُها / مُكَبَّلاً كَالأَسيرِ في صَفَدِ
مُزَمزِماً حَولَها وَمُرتَنِماً / يَرجو بِصَونٍ لَها غِنى الأَبَدِ
حَتّى بَذَلنا بِعَقرِها مِئَةً / صَفراءَ تَبدو بِكَفِّ مُنتَقِدِ
رُبَّ غَزالٍ كَأَنَّهُ قَمَرٌ
رُبَّ غَزالٍ كَأَنَّهُ قَمَرٌ / لاحَ فَجَلّى الدُجونَ في البَلَدِ
سَأَلتُهُ الوَصلَ كَي يَجودَ بِهِ / فَضَنَّ عَنّي بِهِ وَلَم يَجُدِ
فَقُلتُ لِلظَبيِ في صُعوبَتِهِ / يا طَيِّبَ الروحِ طَيِّبَ الجَسَدِ
كَم مِن أَخٍ جادَ بِالوِصالِ فَما / أُحبِلَ مِن وَصلِنا وَلَم يَلِدِ
فَقالَ هَيهاتَ ذا تُرَقِّقُني / وَلَن يَرِقَّ الغَزالُ لِلأَسَدِ
فَقُلتُ دَعنا وَقُم لِنَأخُذَها / مِمّا تُزِفُّ العُلوجُ بِالعُمُدِ
مِن بِنتِ كَرمٍ إِذا تُصَفِّقَها / بِماءِ مُزنٍ رَمَتكَ بِالزَبَدِ
حَتّى إِذا ما أَتى صَدَرتُ بِهِ / عَن كُلِّ واشٍ وَعَن ذَوي الحَسَدِ
أَوجَرتُهُ القَرقَفَ العُقارَ فَما اِن / تَهَيتُ حَتّى اِتَّكى عَلى العَضُدِ
فَقُمتُ حَتّى حَلَلتُ مِئزَرَهُ / مِنهُ وَسَوَّيتُ فَخذَهُ بِيَدي
ثُمَّ اِعتَنَقنا وَظَلتُ أَلثُمُهُ / وَثَغرُهُ مِثلُ ساقِطِ البَرَدِ
فَقامَ لَمّا اِنجَلَت عَمايَتُهُ / حَليفَ حُزنٍ مُوَلَّعَ الكَمَدِ
إِنّي لَصَبٌّ وَلا أَقولُ بِمَن
إِنّي لَصَبٌّ وَلا أَقولُ بِمَن / أَخافُ مَن لا يَخافُ مِن أَحَدِ
إِذا تَفَكَّرتُ في هَوايَ لَهُ / مَسَستُ رَأسي هَل طارَ عَن جَسَدي
إِنّي عَلى ما ذَكَرتُ مِن فَرَقٍ / لا آمُلُ أَن أَنالَهُ بِيَدي
إِنَّ مَعَ اليَومِ فَاِعلَمَنَّ غَداً
إِنَّ مَعَ اليَومِ فَاِعلَمَنَّ غَداً / فَاِنظُر بِما يَنقَضي مَجيءُ غَدِه
ما اِرتَدَّ طَرفُ اِمرِئٍ بِلَذَّتِهِ / إِلّا وَشَيءٌ يَموتُ مِن جَسَدِه
وفتيةٍ ساعةً قد اجتمعوا
وفتيةٍ ساعةً قد اجتمعوا / مثل الدنانير حين تُنتقدُ
فساقني الحينُ نحو جميعهمُ / إذا يقولون قد دنا الأحَدُ
فباكروا الشربَ واقطعوه بهِ / فملتُ للموضع الذي وعدوا
عليّ كرزيّةٌ ومِشمَلةٌ / وكَرزَنٌ في حبلهِ مسَدُ
فكنتُ أدناهم مسابقةً / إلى المكان الذي به اتّعَدوا
حتى إذا ما اشتروا حوائجهم / والحرصُ يرجيهم لما صمدوا
قمتُ إليهم فقلتُ أحملها / أنا فعندي لمثلها عددُ
حبلٌ وثيقٌ وكَرزنٌ وأنا / بحملهِ ناهضٌ ومتّئدُ
قالوا فخذهُ فأنتَ أنتَ لهُ / سوف نكافيكَ بالذي نجدُ
سرتُ وساروا إليّ أجمعهم / وقيل لي اصعد صعدتُ ما صعدوا
إذ الأباريق تُجتلى لهمُ / وفي شجاةٍ ومطِربٌ غرِدُ
بادرتُ نحو الزجاج أغسلهُ / حتى تنقّى كأنّه البَرَدُ
فأعجبَ المردَ خفّتي لهمُ / وليس في خفّتي لهم رشدُ
ما زلتُ أسقيهمُ مشعشعةً / كأنها النارُ حين تتّقدُ
حتى رأيتُ الرؤسَ مائلةً / كأنّ من سُكرٍ بها أوَدُ
واعتقلتِ الألسنُ واستوثقت / فنائمٌ صحبُنا ومستنِدُ
قمتُ وبي رعدةٌ لنيكِهمُ / وكلّ مَن دبَّ فهو يرتعدُ
فبطّأت بي عن لذّتي تككٌ / ثم لطَفنا بحل ما عقدوا
عن ردفِ كلِّ تهتزُّ قامتهُ / كالغصُنِ النضرِ زانهُ الميَدُ
يا ليلةٌ بتّها أخا طرب / قد دام فيها تمتّعٌ ودَدُ
من ذا إلى ذي قد قصدتُ لأن / أعفِجُ في البيت كلّ من أجدُ
حتى إذا ما أفاقَ أوّلهُم / قامَ وفخذاهُ فيهما خَضَدُ
فقمتُ من خيفةٍ أنبّههُم / أقولُ هل نالكم كما أجدُ
أو ذا الذي قد أرى بنا عرَقٌ / قالوا نراهُ كأنّه زبَدُ
فحين أبصرتُهم قد انتبهوا / ذهبتُ أعدو لحاجةٍ أرِدُ
حتى إذا المجلس استجدّ بهم / غامضتُهم والكؤسُ تُطردُ
على أدقّ الثيابِ مسبَلةٍ / برّاقةِ اللونِ كلّها جددُ
فقيلَ من أنتَ قلتُ خادمكم / لا عقلٌ يُخشى له ولا قودُ
ثمّ تعشّقتُ وامقاً طرباً / يا ليتَ سلمى تفي بما تعدُ
سقياً لغير العلياءِ والسنَدِ
سقياً لغير العلياءِ والسنَدِ / وغيرِ أطلالِ ميَّ بالجرَدِ
ويا صبيبَ السحابِ إن كنتَ قد / جُدتَ اللوى مرّةً فلا تعدِ
لا تسقين بلدةً إذا عُدّتِ البلدا / نُ كانت زيادةَ الكبَدِ
إن أتحرّز من الغرابِ بها / يكن مفرّي منهُ إلى الصُرَدِ
بحيثُ لا تجلبُ الرياح إلى / أذنيكَ إلّا تصايُحَ النقَدِ
أحسنُ عندي من انكبابكَ / بالفهرِ ملحاً به على وتَد
وقوفُ ريحانةٍ على أذنٍ / وسعي كأسٍ إلى فمٍ بيَدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025