المجموع : 7
سَقياً لِغَيرِ العَلياءِ وَالسَنَدِ
سَقياً لِغَيرِ العَلياءِ وَالسَنَدِ / وَاغَيرِ أَطلالِ مَيَّ بِالجَرَدِ
وَيا صَبيبَ السَحابِ إِن كُنتَ قَد / جُدتَ اللِوى مَرَّةً فَلا تَعُدِ
لا تَسقِيَن بَلدَةً إِذا عُدَّتِ ال / بِلدانُ كانَت زِيادَةَ الكَبِدِ
إِن أَتَحَرَّز مِنَ الغُرابِ بِها / يَكُن مَفَرّي مِنهُ إِلى الصُرَدِ
بِحَيثُ لا تَجلِبُ الفِجاجُ إِلى / أُذنَيكَ إِلّا تَصايُحَ النَقَدِ
أَحسَنُ عِندي مِنَ اِنكِبابِكَ بِال / فِهرِ مُلِحّاً بِهِ عَلى وَتَدِ
وُقوفُ رَيحانَةٍ عَلى أُذُنٍ / وَسَيرُ كَأسٍ إِلى فَمٍ بِيَدِ
يَسقيكَها مِن بَني العِبادِ رَشاً / مُنتَسِبٌ عيدُهُ إِلى الأَحَدِ
إِذا بَنى الماءُ فَوقَها حَبَباً / صَلَّبَ فَوقَ الجَبينِ بِالزَبَدِ
أَشرَبُ مِن كَفِّهِ شَمولاً وَمَن / فيهِ رُضاباً يَجري عَلى بَرَدِ
فَذاكَ أَشهى مِنَ البُكاءِ عَلى ال / رَبعِ وَأَنمى في الروحِ وَالجَسَدِ
لا سِيَّما إِن شَداكَ ذو نُطَفٍ / يا دارُ أَقوَت بِالتَفِّ مِن جُدَدِ
لا تَبكِ رَسماً بِجانِبِ السَنَدِ
لا تَبكِ رَسماً بِجانِبِ السَنَدِ / وَلا تَجُد بِالدُموعِ لِلجَرَدِ
وَلا تُعَرِّج عَلى مُعَطَّلَةٍ / وَلا أَثافٍ خَلَت وَلا وَتَدِ
وَمِل إِلى مَجلِسٍ عَلى شَرَفٍ / بِالكَرخِ بَينَ الحَديقِ مُعتَمَدِ
مُمَهَّدٍ صُفِّفَت نَمارِقُهُ / في ظِلِّ كَرمٍ مُعَرَّشٍ خَضِدِ
قَد لَحَفَتكَ الغُصونُ أَردِيَةً / فَيَومُكَ الغَضُّ بِالنَعيمِ نَدي
ثُمَّ اِصطَبِح مِن أَميرَةٍ حُجِبَت / عَن كُلِّ عَينٍ بِالصَونِ وَالرَصَدِ
لَم يَرَها خاطِبٌ فَيُمنَعَها / وَلا دَعاهُ لَها أَخو فَنَدِ
مَحجوبَةٌ في مَقيلِ حَوبَتِها / تِسعينَ عاماً مَحسوبَةَ العَدَدِ
لَم تَعرِفِ الشَمسُ أَنَّها خُلِقَت / وَلا اِختِلافُ الحَرورِ وَالصَرَدِ
بَينَ فَسيلٍ يَحُفُّها خَضِلٍ / وَبَينَ آسٍ بِالرَيِّ مُنفَرِدِ
في كُلِّ يَومٍ يَظَلُّ قَيِّمُها / مُكَبَّلاً كَالأَسيرِ في صَفَدِ
مُزَمزِماً حَولَها وَمُرتَنِماً / يَرجو بِصَونٍ لَها غِنى الأَبَدِ
حَتّى بَذَلنا بِعَقرِها مِئَةً / صَفراءَ تَبدو بِكَفِّ مُنتَقِدِ
رُبَّ غَزالٍ كَأَنَّهُ قَمَرٌ
رُبَّ غَزالٍ كَأَنَّهُ قَمَرٌ / لاحَ فَجَلّى الدُجونَ في البَلَدِ
سَأَلتُهُ الوَصلَ كَي يَجودَ بِهِ / فَضَنَّ عَنّي بِهِ وَلَم يَجُدِ
فَقُلتُ لِلظَبيِ في صُعوبَتِهِ / يا طَيِّبَ الروحِ طَيِّبَ الجَسَدِ
كَم مِن أَخٍ جادَ بِالوِصالِ فَما / أُحبِلَ مِن وَصلِنا وَلَم يَلِدِ
فَقالَ هَيهاتَ ذا تُرَقِّقُني / وَلَن يَرِقَّ الغَزالُ لِلأَسَدِ
فَقُلتُ دَعنا وَقُم لِنَأخُذَها / مِمّا تُزِفُّ العُلوجُ بِالعُمُدِ
مِن بِنتِ كَرمٍ إِذا تُصَفِّقَها / بِماءِ مُزنٍ رَمَتكَ بِالزَبَدِ
حَتّى إِذا ما أَتى صَدَرتُ بِهِ / عَن كُلِّ واشٍ وَعَن ذَوي الحَسَدِ
أَوجَرتُهُ القَرقَفَ العُقارَ فَما اِن / تَهَيتُ حَتّى اِتَّكى عَلى العَضُدِ
فَقُمتُ حَتّى حَلَلتُ مِئزَرَهُ / مِنهُ وَسَوَّيتُ فَخذَهُ بِيَدي
ثُمَّ اِعتَنَقنا وَظَلتُ أَلثُمُهُ / وَثَغرُهُ مِثلُ ساقِطِ البَرَدِ
فَقامَ لَمّا اِنجَلَت عَمايَتُهُ / حَليفَ حُزنٍ مُوَلَّعَ الكَمَدِ
إِنّي لَصَبٌّ وَلا أَقولُ بِمَن
إِنّي لَصَبٌّ وَلا أَقولُ بِمَن / أَخافُ مَن لا يَخافُ مِن أَحَدِ
إِذا تَفَكَّرتُ في هَوايَ لَهُ / مَسَستُ رَأسي هَل طارَ عَن جَسَدي
إِنّي عَلى ما ذَكَرتُ مِن فَرَقٍ / لا آمُلُ أَن أَنالَهُ بِيَدي
إِنَّ مَعَ اليَومِ فَاِعلَمَنَّ غَداً
إِنَّ مَعَ اليَومِ فَاِعلَمَنَّ غَداً / فَاِنظُر بِما يَنقَضي مَجيءُ غَدِه
ما اِرتَدَّ طَرفُ اِمرِئٍ بِلَذَّتِهِ / إِلّا وَشَيءٌ يَموتُ مِن جَسَدِه
وفتيةٍ ساعةً قد اجتمعوا
وفتيةٍ ساعةً قد اجتمعوا / مثل الدنانير حين تُنتقدُ
فساقني الحينُ نحو جميعهمُ / إذا يقولون قد دنا الأحَدُ
فباكروا الشربَ واقطعوه بهِ / فملتُ للموضع الذي وعدوا
عليّ كرزيّةٌ ومِشمَلةٌ / وكَرزَنٌ في حبلهِ مسَدُ
فكنتُ أدناهم مسابقةً / إلى المكان الذي به اتّعَدوا
حتى إذا ما اشتروا حوائجهم / والحرصُ يرجيهم لما صمدوا
قمتُ إليهم فقلتُ أحملها / أنا فعندي لمثلها عددُ
حبلٌ وثيقٌ وكَرزنٌ وأنا / بحملهِ ناهضٌ ومتّئدُ
قالوا فخذهُ فأنتَ أنتَ لهُ / سوف نكافيكَ بالذي نجدُ
سرتُ وساروا إليّ أجمعهم / وقيل لي اصعد صعدتُ ما صعدوا
إذ الأباريق تُجتلى لهمُ / وفي شجاةٍ ومطِربٌ غرِدُ
بادرتُ نحو الزجاج أغسلهُ / حتى تنقّى كأنّه البَرَدُ
فأعجبَ المردَ خفّتي لهمُ / وليس في خفّتي لهم رشدُ
ما زلتُ أسقيهمُ مشعشعةً / كأنها النارُ حين تتّقدُ
حتى رأيتُ الرؤسَ مائلةً / كأنّ من سُكرٍ بها أوَدُ
واعتقلتِ الألسنُ واستوثقت / فنائمٌ صحبُنا ومستنِدُ
قمتُ وبي رعدةٌ لنيكِهمُ / وكلّ مَن دبَّ فهو يرتعدُ
فبطّأت بي عن لذّتي تككٌ / ثم لطَفنا بحل ما عقدوا
عن ردفِ كلِّ تهتزُّ قامتهُ / كالغصُنِ النضرِ زانهُ الميَدُ
يا ليلةٌ بتّها أخا طرب / قد دام فيها تمتّعٌ ودَدُ
من ذا إلى ذي قد قصدتُ لأن / أعفِجُ في البيت كلّ من أجدُ
حتى إذا ما أفاقَ أوّلهُم / قامَ وفخذاهُ فيهما خَضَدُ
فقمتُ من خيفةٍ أنبّههُم / أقولُ هل نالكم كما أجدُ
أو ذا الذي قد أرى بنا عرَقٌ / قالوا نراهُ كأنّه زبَدُ
فحين أبصرتُهم قد انتبهوا / ذهبتُ أعدو لحاجةٍ أرِدُ
حتى إذا المجلس استجدّ بهم / غامضتُهم والكؤسُ تُطردُ
على أدقّ الثيابِ مسبَلةٍ / برّاقةِ اللونِ كلّها جددُ
فقيلَ من أنتَ قلتُ خادمكم / لا عقلٌ يُخشى له ولا قودُ
ثمّ تعشّقتُ وامقاً طرباً / يا ليتَ سلمى تفي بما تعدُ
سقياً لغير العلياءِ والسنَدِ
سقياً لغير العلياءِ والسنَدِ / وغيرِ أطلالِ ميَّ بالجرَدِ
ويا صبيبَ السحابِ إن كنتَ قد / جُدتَ اللوى مرّةً فلا تعدِ
لا تسقين بلدةً إذا عُدّتِ البلدا / نُ كانت زيادةَ الكبَدِ
إن أتحرّز من الغرابِ بها / يكن مفرّي منهُ إلى الصُرَدِ
بحيثُ لا تجلبُ الرياح إلى / أذنيكَ إلّا تصايُحَ النقَدِ
أحسنُ عندي من انكبابكَ / بالفهرِ ملحاً به على وتَد
وقوفُ ريحانةٍ على أذنٍ / وسعي كأسٍ إلى فمٍ بيَدِ