عندي لتاجِ الملوك يحيى
عندي لتاجِ الملوك يحيى / يحيى ذوي الفقر بالأيادي
مدائح لو أتت عكاظاً / فهِّد قس بها الأيادي
رب القنا الراعفات سمرا / والبيض حمرا غب الجلادِ
الذائب الجود للمرجي / في السنة الصعبة الجمادِ
والقائد الخيل مشرفات / شم الهوادي إلى الأعادي
ذو راحة سبطة أراحت / من أعطيات الأيدي الجعادِ
عادته أن تراه سمحا / برفده المبدي المعادِ
يا ويح مسترفد عدته / عن قصد أبوابه الغوادي
وحبذا من غدا يرجَّى / ندى له يخجل الغوادي
علقت منه بأريحيٍّ / خرق حييى حر جوادِ
مراد إحسانه خصيب / ينال فيهأقصى المرادِ
قد سد من خلتي نداه / ومعوزا كنت من سدادِ
أحرى الورى بالعلى وأجرى / منهم إذا سيل سيل وادِ
في كل ناد له إياد / لطالبي رفده تنادي
قليل مَنٍّ بالمَنِّ فينا / جم ندى الكف والرمادِ
مبلغ القاصدين منهما / راموه منه بلا اقتصادِ
كم فك أصفاده أسيرا / كان من الفقر في صفادِ
فجوده رائح وغاد / يسري إلى رائح وغادِ
وربي جيش كالسيلِ طامِ / والليل مُحلولِك السوادِ
كأن أبطاله اسود / تحمل غلبا من الصعادِ
برزت فيه بصدق عزم / أحد من بيضه الحدادِ
بقيت عون الدين المرجى / للسؤدد الجم والسدادِ
يا حاضر الجود والعطايا / لكل ما حاضر وبادي
يا واهب الجرد تحت مرد / والبدن والبدن الجرادِ
لولا ضنى بي ألم حينا / لا زال حلفا لمن تعادي
ذكرك كان الشفاء منه / إذ زاد بي والدعاء زادي
جئت على عادتي بمدحٍ / تحفة شادٍ وزاد حادي
يشهد لي الحاسدون أني / قد زدت فيه على زيادِ
إسعد بشهر الصيام واخلد / ما خلِّدت هضبتا نضادِ
وابقَ لامر له نفاذ / في كل أرضٍ بلا نفادِ