المجموع : 15
يعطيك يوماً فيقتضيك به
يعطيك يوماً فيقتضيك به / مَريرة من مرائر الجسدِ
يَسْتَرِقُ الشيء من قُواك وإن / كان خفياً عن أعين الرَصَدِ
حالاً فحالاً حتى يَرُدَّكَ لل / كِبرة بعد الشباب والغَيدِ
فيتَّقي الله أو مسبَّتَكُم
فيتَّقي الله أو مسبَّتَكُم / فيختصي أو يَئيم أو يئدُ
مَلذّة تُجتَنى ومنفعة
مَلذّة تُجتَنى ومنفعة / للسالكين السبيلَ والقَعَدِ
وأي شيء أجلُّ منفعةً / من أسدٍ قاسطٍ على أسدِ
وأي لصٍ أجلُّ مَرْزأة / من مُتْلِفِ الروح مُتْلِف الجسدِ
وفيك أشياء من خلائقه
وفيك أشياء من خلائقه / محمودةٌ لا يذمها أحدُ
لا الغَشْم منه بل البسالة وال / نجدة عند الحفاظ والجَلَدُ
فأنت يومٌ لآملٍ وَغَدٌ / وأنت يومٌ لخائف وغدُ
حَقِّيَ ظني بك الجميل إذا / ساءت ظنوني وخانت العُددُ
لا تترك العيْثَ من أبي حسن / يُميل عرشي وأنت لي سندُ
فلم تزل عند كل مُظْلِمَةٍ / سوداء تَبْيَضُّ من يديك يدُ
جريتُمُ سابقين شأوَكُمُ
جريتُمُ سابقين شأوَكُمُ / ثم كَبَوْتُمْ في آخرِ الأمدِ
قل لكتابٍ إذا مررتَ بها / ليتك لم تولدي ولم تلدي
حامِدَ ربٍّ أراك مثلهما
حامِدَ ربٍّ أراك مثلهما / حمداً يُثاب المزيدَ حامدُهُ
بحسبنا كاشفاً عواقبَه / أنَّ شهاب الظلامِ والدُهُ
وأن جدَّ الفتى الوزير أبو ال / قاسم فرْدُ الجلالِ واحِدُهُ
لما ادعى والداً فجاز له
لما ادعى والداً فجاز له / تطلَّعتْ نفسُه إلى ولدِ
ولم يكن خالدٌ وهمتُه / تلك ليرضَى بدعوةٍ فَقَدِ
حتى تراه العيونُ تَكْنفُهُ / ثنْتان كالعقدتين في مَسَدِ
فلا تلوموه إن نفى شبهاً / قد كان فيه بالواحد الصمدِ
كان بلا والدٍ ولا ولد / فرداً وحيداً فصار ذا عددِ
أرسلها صاحب البريد كما
أرسلها صاحب البريد كما / قُوِّضَ بعضُ الهضاب من أُحُدِ
سارت بلا كُلْفَةٍ ولا تعبٍ / سَيْر القوافي الأوابد الشُّرُدِ
كأّنما طارت الرياح بها / فألحقتْها بكل ذي بُعُدِ
لو أنَّ أخبارَهُ كضرطته / إذن كَفَتْهُ مؤونة البُرُدِ
فادَّرعِ الجهل فوقهنّ ولا
فادَّرعِ الجهل فوقهنّ ولا / يُغفل حليمٌ من جهله عُدَدَهْ
وعامِل الجاهلَ السفيه بما / يقيم من متن عوده أودَهْ
من صَوْنك الحلمَ أن تدَّرِعَه ال / جهلَ فظاهرْ من دونه زَرَدَهْ
ولا يريبنّ ثعلبٌ أسداً / إلا قَراه رَداه أو طردَهْ
تالله ما يأمر السداد بأن / أُسْلِمَ عودي لكلِّ من خضدَهْ
أعتقتُ عَبدَيَّ في القريض معاً / عبدةَ والفحلَ من بني عبَدَهْ
إنْ أنا لم أجزِ بالإِساءة من / زاغ عن القصد أو أبَى رشدَهْ
فقل لمن أُبرِق العذابَ له / إن أنت لم تخش يومه فغدَهْ
أستغفر الله من مخالصتي / إخوانَ سوء أَدِقَّةً زَهَدَهْ
عَمرْتُ دهراً أراهُمُ عُقَداً / لنائبات الزمان مُعتَقَدَهْ
ثم تبينتُ أنهم قُذُرٌ / ليست لدى فَقْدها بمفتقَدَهْ
أقسمتُ لا زلتُ هاجياً لهمُ / ما التطم البحر قاذفاً زَبَدَهْ
ويل لمن نام عن مَراشده / سينقضي ليْلُهُ وما رقدَهْ
لا يَلْحني جارمٌ سطوتُ به / من زرع الشرَّ عامداً حصدَهْ
لستُ بباغٍ على المشاغب ذي ال / بَغْي ولا عزّتي بمضطهدَهْ
جعلتُ عدلَ القصاص مُلتَحدي / فليَكن البَغْيُ ثَمَّ مُلْتحَدَهْ
كذاك إني خُلْقت ذا لَدَدٍ / حتى أرى الخصْمَ تاركاً لددَهْ
لا سيَّما من عَفْوتُ عنه فأطْ / غَتْه أَناتي وهيَّجَتْ صَيدضهْ
قلتُ لمن قال لي عرضْتُ على ال / أخْفش ما قلتَه فما حَمدَهْ
قَصَّرتَ بالشعر حين تعرضه / على مُبين العمى إذا انتقدَهْ
ما قال شعراً ولا رواه فلا / ثَعْلَبَه كان لا ولا أسدَهْ
فإن يقل إنني رَوَيْتُ فكال / دفْتَر جهلاً بكل ما اعتقدَهْ
أرُمتَ زيني بأن تُعرِّضني / لمدحه فالذليل من عَضَدَهْ
أم رمت شَيْني بأن تعرضني / لثلبه فالسَّليم من قصدَهْ
أنشدته منطقي ليشهده / فغاب عنه عَمىً وما شهدَهْ
وقال قولاً بغير معرفةٍ / إفكاً فما حلَّ إفكُهُ عُقَدَهْ
شعريَ شعرٌ إذا تأمَّله ال / إنسان ذو الفهم والحجا عَبَدَهْ
لكنه ليس منطقاً بعثَ ال / لَهُ به آيةً لمن جحدَهْ
ولا أنا المفهِم البهائَم وال / طَيْرَ سليمانُ قاهرُ المردَهْ
ما بلغتْ بي الخطوب رتبةَ من / تفهم عنه الكلاب والقردَهْ
وحسب قردٍ أراه يحسدني / أن يسْكنَ اللَّهُ قلبَه حسدَهْ
لا خفَّفَ اللَّهُ عنه من حسدي / وزاده اللَّه فوقه كمدَهْ
ولا تزل صورتي إذا طلعت / لناظريه قذاه بل رمدَهْ
ما ضرَّ شعري أعابه سفهاً / أم دسَّ في حُجر أمِّه وتَدَهْ
أُرْعدْتُ إرعادها مجبِّيةً / إن لم أكثِّر من ابنها رِعَدَهْ
يا عجباً منه والعجائبُ لا / تنفد ما مد دهرنا مَدَدَهْ
أيغتدي ذا عمى وذا صمم / من فَتَحَتْ كلُّ فَيْشَة سُدَدَهْ
لا رحم اللَّهُ أُمَّ أخْفَشكمْ / ولا سقى قبر والد وَلَدَهْ
ماذا عليه وقد رأى ولداً / أعور جَمَّ العُوار لو وأدَهْ
ما البنت أولى بذاك منه إذا / هَزاهزُ النَّيْك هزهزتْ عَمَدَهْ
قبحاً لمختاره وصاحبه / ومجتبيه فما رأى رَشَدَهْ
يا عجباً من مُشَوَّهٍ نَطفٍ / واجدُه في الورى كمن فَقَدهْ
أسقطه الجهل والسَّفال فما / يصلح إلا لكفِّ من قَفَدَهْ
يخطِب حربي على تمردها / لموعدٍ كان ظنُّه وعدَهْ
مستمطراً عارضي صواعقه / جهلاً وحيْناً ولم يُطِق بردَهْ
بُعداً لمن أَنذَر الدُخَانُ وقد / أَوقد شَرِّي فما اتقى وَقَدَهْ
يقدح في أثْلَتي وينحتُها / من غير وتْرٍ علمته حَقَدَهْ
يَقفده معشرٌ ويشتمني / وثأرُه في أصابع القَفَدَهْ
من حقه أن يكون مَصْفَعَةً / أذلّ للصافعين من نَقدَهْ
مُوَضَّعٌ يستكدُّ فقْحَتَهُ / مُلتَمساً للبنين والحفدَهْ
أقسمتُ لو أُولدَ الرجال لقد / أُولد أَلفاً وحقَّ أن يلدَهْ
وليس يأَتي البنون من رحمِ ال / فقحة إن ذاد عقلهُ فَنَدهْ
وشرُّ عُضْوٍ يكون في رَجُلٍ / مقْعَدة لا تزال مُقْتَعَدَهْ
أقول لما رأيتُ أخفشَكم / يجيل في مُقْدِم الغلامِ يدَهْ
ماذا يُريغُ الضرير مجتهداً / قالوا عَصَاهُ لنازلٍ جَهَدَهْ
عصا من اللحم والعروق له / يجسُّ تلميذُه بها كبدَهْ
مَسْكَنُها في حشا أبي حَسَنٍ / لا أسكن الله روحه جسدَهْ
أسجدُ من هدهدٍ إذا برزت / فيشةُ فحلٍ عظيمة العَكَدَهْ
ممن أبى الله أن ينفِّلَه / أجراً وما إن يزال في السَّجَدَهْ
لا يشتهي من مُهَفْهَفٍ جَيَداً / بل يشتهي من عُجارمٍ جَيَدَهْ
ما زال لا يشتهي النواهد مذْ / كان غلاماً ويشتهي النَّهدَهْ
سأسْمعُ الناس ذمّه أبداً / ما سمع الله حمد من حمدَهْ
ناشدتك اللّه والحفاظَ وإحْ
ناشدتك اللّه والحفاظَ وإحْ / سانك بي أن تَفُتَّ في عَضُدي
أنت الشراب الذي أسَغْتُ به الْ / غُصَّةَ يا سيدي ويا سندي
ولم أخف أن تكون لي شَرَقاً / كلّا ولا غُلَّة على كبدي
فلا تصدَّنَّكَ الوِشاية عن / شدِّكَ أزْري ومُنَّتي ويَدي
ودُمْ على كل ما ابتدأتَ به / مُؤكِّدا ما شدَدْتَ من عُقَدي
فإنَّني بين خُطَّتيْن هما / عزِّيَ دهري أوْ ذِلّتي أبدي
إن أنت أعززتني عَزَزْتُ وإنْ / أَسلمتني للعِدى وهَتْ عَمَدي
أنَّى ومِنْ أين منك لي عِوَضٌ / وأنت ظهري وأنت معتمدي
هَبْنيَ لا حقَّ لي سوى مِقَتي / إياك حسبي بذاك من رَشدي
أنت الذي أصْبَحَتْ محبتُه / حلَّتْ محل الحياة من جسدي
ولا تلُومَنَّني على جَزَعي / فَدُون ما بي أتى على جلدي
لَوْ أَسَدٌ نالني بمخلَبه / ما نالني ما تراه من كمدي
لكنَّه ثعلبٌ أُسِرْتُ لَهُ / فنال منِّي وحسبهُ أَسَدي
قد كَبَتَ الحاسدَ انتصارُك لي / بدْءاً فلا تُشْمتنَّ ذا حسدي
لو كنت يوم الفراق حاضرنا
لو كنت يوم الفراق حاضرنا / وهن يطفئن غُلَّة الوجْدِ
لم تر إلا دموع باكيةٍ / تَقْطُرُ من مقْلةٍ على خدِّ
كأَنَّ تلك الدموع قطرُ ندى / يقْطُر من نرجسٍ على وردِ
في كبدي جمرةٌ نَكَتْ كبدي
في كبدي جمرةٌ نَكَتْ كبدي / وفي غدٍ مُنىً لبعْدِ غدِ
وبي سَقام جوى الفؤاد كما / عندي صنوف له من الكمدِ
تعْيَى يدي والظلام معتكرٌ / من طول مدِّي إلى السماء يدي
واكبدا قد ضَنيتُ فما / أقدِرُ ضعْفاً أقول واكبدي
ألَّفَ بين الفؤاد والكمدِ
ألَّفَ بين الفؤاد والكمدِ / وحال دون العناء والجلَدِ
ظبيٌ غريرٌ كأنَّ ريقَتَهُ / نكْهَةُ خمْر نُزِّلَ في بَرَد
يا منيَةَ النفسِ لو أبوح بها / ويا شفاءَ السقَّام والكمدِ
أصبرُ حتى أموت فيك ولا / أشكو الذي شفَّني إلى أحدِ
خشيتُ أنِّي ومن كَلفْتُ به / لا نتلاقى ونحن في بلدِ
لعل دهراً فُجعت فيه بكم / يُعقبُ حتى أراك طوع يدي
فتى على خُبْزه ونائلِهِ
فتى على خُبْزه ونائلِهِ / أشفَقُ من والدٍ على ولدِهْ
رغيفُه منه حين يُسأَلُهُ / مكان روح الجبان من جسدِهْ
إذا مطلت امرأ بحاجته
إذا مطلت امرأ بحاجته / فامضِ على منعه ولا تحِدِ
فلستَ تلقاه شاكراً ليدٍ / قد كدَّها المطلُ آخر الأبدِ