مل بي عن الوردِ واسقني القدحا
مل بي عن الوردِ واسقني القدحا / فوردُها من خدودكَ افتضحا
وقد شكى للنسيمِ خجلتهُ / فحينَ مرَّ النسيمُ بي نفحا
وقم بنا نصطبحُ معتقةً / واسمح بها فالزمانُ قد سمحا
كأنها فرحةً على كبدٍ / تنقضُ عنها الهمومَ والترحا
فاجلُ بها لنفسَ إنها صدأتْ / وآس بها القلب إنهُ قرِحا
وقل لمن لامني على سفهٍ / ما ضرَّنا أنْ نابحاً نبحا
أما ترى الدَّنَّ قد جرى دَمُهُ / كأنه من لحاظكَ انجرحا
يمجُّ راحاً كأنَّ شعلتها / تحت الدياجي شعاعُ شمسِ ضحى
أخفُّ عندي ممن ضنيتُ به / روحاً وأخفى من الضَّنا شبحا
وإن ترَ الهمَّ قاتلاً فرحي / فانظر كيف تبعثُ الفرحا
الفجرُ ما كان ينزوي حزناً / في الأفقِ حتى رآكَ فانشرحا
والطيرُ قد كانَ فوقَ منبرِهِ / عياً فلما سكبتها صَدَحا
والفلُّ والياسمين من حسدٍ / كلاهما فوقَ غصنِهِ انطرحا
تنافسا في الجمالِ آونةً / فحينَما لاحَ وجهكَ اصطلحا