المجموع : 3
بِرذَونُنا اليَومَ ما بِهِ عُجُبُ
بِرذَونُنا اليَومَ ما بِهِ عُجُبُ / وَكُلُّ ما في حَديثِهِ عَجَبُ
ما ذَقتُهُ ذَنَبٌ عَلى فَمِهِ / بَل هُوَ جُحرٌ غِطاؤُهُ ذَنَبُ
جُحرٌ بِهِ عِندَ جَحرِهِ بَعَرٌ / عَرَفتُهُ تَحتَ ذَقنِهِ كَبَبُ
يا حاسِديهِ عَلى بَلاغَتِهِ / ما كُلُّ مَرمىً يَنالُهُ الطَلَبُ
لِلسَبقِ في كَفِّهِ بِها قَصَبٌ / غُرِّزَ مِن تَحتِ ظُفرِها القَصَبُ
قالوا وَأَقلامُ كَفِّهِ عَصَبٌ / قُلتُ كَذَبتُم أَقلامُها عُصُبُ
وَقَد أَرى الناسَ قَبلَهُ كَتَبوا / كَلّا وَما أَنشَدوا وَلا كَتَبوا
إِن غَلِطَ الكَشطُ في صَحائِفِهِ / سِنُّكَ هَذي المُدى وَذي القُرُبُ
دَعوا لَهُ دُرَّهُ وَحَسبُكُمُ / إِذ قَد قَدَرتُم عَلَيهِ مَخشَلَبُ
الوَيلُ لِاِسمٍ كَتَبتَهُ فَعَلى / حُروفِهِ مِن تُرابِها تُرَبُ
خَليفَةٌ مِن بَني أُسامَةَ لَم / يَعلوا عَلَينا بِهِ وَلَم يَثِبوا
النَمَطُ الأَوَّلُ القَديمُ كَما / يُؤَثِّرُ عَنهُم وَالسِرُّ وَالأَدَبُ
وَشَرحُ ما قالَهُ المُكاتِبُ في الرُق / عَةِ حَتّى تُفَخَّمَ الكُتُبُ
وَهَذِهِ الرِحلَةُ الَّتي عَهِدتُ غَدَت / لا دَرَكُ تَحتَها وَلا سَبَبُ
وَمَقطَعُ الفَصلِ بِالجَوابِ لَهُ / بَلاغَةُ واجِبٌ لَها الغَلَبُ
مِنها اِختَطَبنا بِما كَتَبتَ بِهِ / وَقَد عَرَفنا وَهَتكُهُ الحُجُبُ
وَإِن بَدَأتَ الكِتابَ في رَجَبٍ / وَيُسِّرَ الأَمرُ لَم يَحُل رَجَبُ
هَذا إِلى مَجلِسٍ فُكاهَتُهُ / فاكِهَةٌ بِالقُلوبِ تُنتَهَبُ
في دَولَةِ العُجمِ مِن كِتابَتِهِ / مُعجِزَةٌ أُيِّدَت بِها العَرَبُ
فارِسُ ميدانِهِ الوَسيعِ وَما / يَجحَدُ ما أَدَّعي لَهُ الكُتُبُ
إِن سَمَحَت مِصرُ أَن تُفارِقُهُ / فَإِنَّ بَغدادَ دونَها حَلَبُ
أُعيذُ بِرذَونَهُ بِراكِبِهِ / غَيرُ البَراذينِ داوِها الكَلَبُ
هَرَّ عَلَينا فَقالَ قائِلُنا / هَل يَقَعُ الشَيخُ قُلتُ بَل يَثِبُ
غَيظاً وَنارُ المُغتاظِ موقَدَةٌ / وَغَيرُ أَقلامِهِ لَها الحَطَبُ
أَجرَيتُ ما بَينَنا مَعاتِبَةً / فَليَعتِبِ العاشِقونَ إِن عَتَبوا
وَما جَرى في الحَديثِ مُغضَبَةٌ / بِكُلِّ شَيءٍ مِنكُم وَلا الغَضَبُ
أَيا نَجيباً لَم تَنبِهِ نُجُبٌ / وَلا تَخَطّى سَنامَهُ قَتَبُ
وَلا رَأَيتُ السودانَ راكِبَةً / بِظَهرِهِ مِثلَ ما تُرى القِرَبُ
لا يَطوِ مِن بَطنِكَ الطِرادُ وَلا / يَنشُرَن مِن كُراعِكَ الغَضَبُ
وَلا دَهاكَ التَقبيعُ زاحِرُهُ / وَلا عَناكَ التَقريبُ وَالخَبَبُ
أَدعو لَهُ وَالدُعاءُ أَرفَعُهُ / ما رُفِعَت بِالصِقالَةِ الحُجُبُ
وَلا عَدِمتَ المَراحَ مُتَّصِلاً / يَنقَطِعُ الثُكلُ فيهِ وَالسَلَبُ
يا زارِعِ الشَوكِ إِنَّ غايَتَهُ / أَن يُحصَدَ الشَوكُ مِنهُ لا العِنَبُ
ديوانُنا إِن عَرَتهُ مُغرِبَةٌ / فَإِنَّها عَنهُ لَيسَ تَغتَرِبُ
وَأَيُّ نَدبٍ سِواهُ إِن نُدِبَ ال / كُتّابُ عَجزُ اليَراعِ يَنتَدِبُ
أَنجَبَ مَن بِالنَجيبِ لَقَّبَهُ / كَذا لَعَمري يُعَمِّرُ اللَقَبُ
مِن دونِ مَلكٍ حانِ وِلايَتُهُ / فَأَينَ اَينَ المِرابُ وَالعَرَبُ
أَلَيسَ ذا البَركُ بَينَ صاحِبِنا / وَبَينَ ما يَركَبونَهُ نَسَبُ
وَسيلَةٌ إِن أُضيعَ ناشِدُها / فَالوَيلُ لِلضائِعينَ وَالحَرَبُ
يَأَمُلُها وَالذِمامُ أَيسَرُهُ / تُرعى القَراباتُ مِنهُ وَالقُرَبُ
لا يُعجِزُ اللَهَ هارِبٌ هَرَبا
لا يُعجِزُ اللَهَ هارِبٌ هَرَبا / سُبحانَهُ مُدرِكٌ إِذا طَلَبا
أَينَ يَفِرُّ المَغرورُ مِن أَجَلٍ / وَمِن بَلاءِ كِلاهُما كُتِبا
إِذا رَأى الشَمسَ حَولَهُ اِشتَبَكَت / قالَ أَداةٌ تُفيدُني الغَلَبا
وَهيَ بِمَنصوبِها لَهُ شَرَكٌ / وَهوَ عَلى نَفسِهِ بِها نَصَبا
لا وَأَلَت هَذِهِ المَطامِعُ لا / تَقولُ إِلّا لِأَهلِها الكَذِبا
يا موقِدَ البَغيِ إِن موقِدَهُ / لِنارِهِ يَصطَلي بِها حَطَبا
عَمائِمٌ لِلسِنانِ تُلبِسُها الرُم / حَ وَتُرخي لَها الدِما عَذَبا
وَتَستَبيحُ العِدا بِها قُضُباً / تَجُرُّ يَومَ الوَغى لَها القُضُبا
كَمِثلِ يَعقوبَ ضَلَّ يوسُفَهُ
كَمِثلِ يَعقوبَ ضَلَّ يوسُفَهُ / فَاِعتاضَ عَنهُ بِشَمِّ أَثوابِه