القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الباقي العُمَري الكل
المجموع : 2
زيارة الكاظمين في رجب
زيارة الكاظمين في رجب / تنقذ يوم اللقا من اللهب
تعدل حجا ووقفة بمنى / وعمرة كلها بلا نصب
أي وأبي لا يخاف هول غد / من حازها في الزمان أي وأبي
أنخ مطايا الرجا ببابهما / وحط كور العنا عن النجب
من شاهد الفرقدين قبلهما / في سفطي قبتين من ذهب
حاز معاليهما وقد عجزت / عن حصر بعض سرادق الحجب
ليس عجيبا أننال رفدهما / عبد وحرمانه من العجب
بحرا ندي من تصعيد جودهما / فاض على الناس واكف السحب
بدرا كمال الوجود في مضر / شمسا فخار السعود في العرب
حاز المرجى المنى بظلهما / ومنهما نال غاية الطلب
مجدهما بيض الزمان سنى / وسوَّد الفضل جملة الكتب
وكم حشى بالأسى قد استعرت / فأطفأها بالكوثر العذب
كاظم غيظ له الرضا ولد / يقتل بالحلم حية الغضب
أئمة للرشاد ما قطعت / مدى ثناهم أئمة الادب
فهم رؤس وغيرهم ذنب / وأين مقدار الرأس للذنب
عصبهم بالفخار جدَّهمو / فأصبحوا فيه أكرم العصب
هم سبب للوجود أجمعه / وهل وجود يرى بلا سبب
حزب لهم في الفخار مرتبة / دون علاها مراكز الشهب
هل يقبل الله من فتى عملا / بغير حب الأئمة النجب
بعدا لمن لا يرى محبتهم / وقربهم قربة من القرب
بنورهم أشرق الزمان كما / قد أشرقت فيه أوجه الحقب
حسبي بيوم الجزاء حبهمو / به أدل على ذوي حسبي
إن بطش الدهر صدق عزمهمو / صال على بطشه بذي شطب
أو جدَّ دهر بالسوء عزمهمو / يهزم بالجدِّ فيلق اللعب
ما القطب إلا لبيتهم وتد / والشمس بعض معاقد الطنب
لو حكَّ هام العيوق تربتهم / سماؤه ما شكت من الجرب
إن ولائي منذ ألست كما / أرخى زمامي ألقي لهم لببي
يغنى إذا ما الزمان حاربني / لهم ولائي عن عسكر لجب
ذكرهمو في ثغورنا شنب / وأي ثغر يحلو بلا شنب
لو قطعتني ظبي العنا أربا / ما كان غير وصالهم أربي
عين الوجود أبوهمو وهمو / من حول هاتيك العين كالهدب
ما لبس الفخر غير ما سلب إلا / يجاب في حبهم من السلب
قوائم العرش مع تطاولها / لجدَّهم قد جثت على الركب
ونال هام السماك مرتبة / من نعله فوق أجمع الرتب
وساقها قد سعى بلا قدم / له يحث المسير في خبب
نبيَّ حق سما لمنزلة / فات بها كل مرسل ونبي
قد أحرز السبق دونهم قصبا / أما سمعتم للسبق من قصب
وأحر بي للقتيل مضطهدا / مضطهدا للقتيل واحر بي
فأيَّ قلب كالصخر إن ذكرت / مصيبة للحسين لم يذب
قطب لدى الحرب كما أدار رحا / وكم أديرت رحا على القطب
من دم أعداه كم سقى وروى / في الحرب غرثى الرمال والقضب
حزني عليه لا زال في صعد / ومدمعي لا يزال في صبب
أأنت في صيدكَ الأسودَ نبي
أأنت في صيدكَ الأسودَ نبي / يا من بأفناء عاشقيه ربي
أيا جارحي اللحاظَ هل شاء / قد قيل من قبلُ في الأنام نبي
وكيف جازت لك النبوةُ في الح / سن وقد قيل لم ينلها صبي
وكيف تهدي وقد ضللت وكم / ضل بليل الشعور كل أبي
لو لم تكن ساحر العيون لما / سحرت ذا العاشقين للنوبِ
دع يا أبا الحسَنِ ما ادعيتَ بهِ / وامزج لنا الريقَ بأبنةِ العنبِ
طاب لنا الوقتُ في الربيعِ على / مطارفٍ حاكها ندى السحبِ
راحٌ تسلي الهمومَ قد عصرت / من عهد اخنوخَ سالفِ الحقبِ
بكرٍ كأن المزاج واقعها / فنقّطت فالحبابُ من ذهبِ
لو نطقت اخبرت بما فعلت / من قدمِ العصرِ في بني الأدبِ
كأنها في الكؤوسِ فكرُ فتى / متقدُ الذهنِ زائدُ اللهبِ
فأسقنيها طوراً وتارةَ من / رضابكَ السُكريّ يا أربي
وغنِّ لي يا هموم فافترقي / ويا خطوبُ الزمانِ فاضطربي
ويا ثغورَ الأقاحِ فابتسمي / ويا عيونَ الرياضِ فارتقبي
ويا شموع الشقيقَ فاشتعلي / ويا بنانَ المنثورِ فاختضبي
ويا لسانَ البنفسجِ أرق ربى الر / روضِ وحبي من عينِ كل غبي
ويا خدودَ الوردِ فافتتحي / ويا اصفرار البهار فارتهبي
ويا ندى الطل ذي عروسِ ربي / فانثر نثارا من لؤلؤٍ رطبِ
ويا حمامَ الأراكِ اقرأ على / أمةِ ذا الزهرِ أحسنَ الخطبِ
وادع لقاضي القضاة تاج ذي / العلم وعز الزمان والشهب
أبي المعالي ومن له الشرفُ الباذ / خُ قدرا أو مانع الرتبِ
بدرٌ سماءِ الوجود درة تاج / الفضل كنزٌ لكل معترب
من شهدت أنه الفريد بذ الع / صر حليم صحائف الكتبِ
من فخر الدين فيه وابتسمت / ثغورهُ واعتلى على الحجبِ
وقد جلى الشك فيه واتضح الح / قُّ وزالت ستائر الريبِ
مولىً غدا بابهُ لوفدهِ / كعبةَ جودٍ وقبلةَ الطلبِ
ما فيه عيب سوى مخايلهُ / تجلي ظلام الهمومِ والكربِ
كالبحرِ لو ساغ في مشاربهِ / كالبدر لو لفظه من الضربِ
بنى المعالي بجدِّهِ وغدَت / أموالهُ للعفاةِ في نهَبِ
هذا الذي عز في الوجود وقد / أصبح في العالمينَ منتخبي
لا زال يسقي العفاةَ من سحب الج / ود ويروي أوامَ ذي نصبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025