قبحاً لهذا الزمان ما أربُه
قبحاً لهذا الزمان ما أربُه / في عمل لا يلوح لي سببه
ماذا عليهِ من الكرامِ فما / تظهر إلاَّ عليهمُ نوبه
ألم يجد في سواكم سَعة / ممن يسوَّى برأسهِ ذنبه
لا يعرف الضيفُ أين منزله / ولا يرى المجد أين منقلَبه
ما لي أرى الحر ذاهباً دمه / ولا أرى النذل ذاهباً ذهبه
أفلح من لؤمه وسيلته / وليس ينجو من جُرمه حسبه
من شاء أن لا يناله زمن / فليكن العرض جُلّ ما يهبه
أراحنا اللّه منك يا زمناً / أرْعنَ يصطاد صقره حَزَبُه
يا ساغباً جائع الجوارح لا / يسكن إلا بفاضلٍ سغبه
يا ضرماً في الأنامِ متقداً / والجود والمجد والندى حطبه
يا صائداً والعلى فريستُه / وناهباً والجمال مُنْتَهَبه
يا سادتي لا تكن عظامكمُ / لعضة الدهر إن يَهِج كلبه
فالدهر لونان لا يدوم على / حال سريع بالناسِ مضطَرَبه
أتى بخيرٍ لم تَرتقبه كذا / أتى بشرٍ وليس تحتسبُه
رعاكم اللّه وهو حسبُكُم / من زمنٍ لم يِغبّنا عَجَبه
ما أقرب النصر من رجائكمُ / إن يشأ اللّه ترتفع حُجُبه