جُدْ لي بِبَرْكارِك الذي صَنَعَتْ
جُدْ لي بِبَرْكارِك الذي صَنَعَتْ / فيه يَدَاً قينِهِ الأَعاجيبا
ملْتئُم الشفرتيْن معتدلٌ / ما شينَ من جانبٍ ولا عيبا
شخصان في شكلٍ واحدٍ قُدرا / ورُكّبا بالعقولِ تركيبا
أشبه شيئين في اشتباكِهما / بصاحبٍ ما يُمل مصحوبا
أوثق مِسمارُهُ وغيِّب عن / نواظر النّاقدينَ تغييبا
فغين من تجتليه تحسبُه / في قالبِ الإعتيلِ مصبوبا
وضمُّ شطريه محكِمٌ لهما / ضمٌّ محبٍّ إليه محبوبا
يزدادُ حرصاً عليه مُبصرُهُ / ما زاده بالبنانِ تقليبا
فقوله كلما تأمَّلَهُ / طُوبى لمن كان ذالهُ طوبى
ذو مُقْلَةٍ بصَّرتَهُ مُذهبَةٍ / لم تألُهُ زينةَ وتَذْهيبا
يُنْظَر منها إلى الصّوابِ فما / يزال منها الصوابُ مطلوبا
لولاه ما صحّ شكل دائرةٍ / ولا وجدنا الحسابَ محسوبا
الحقُّ فيه فإن عدلتْ إلى / سواه كان الحسابُ تقريبا
لو عين إِقْليدسِ به بَصُرت / خرَّ له بالسُّجود مكبوبا
فابْعثه واجنُبْهُ لي بِمِسْطَرة / تُلْفِ الهوى بالثّناء مجنوبا
لا زلت تُجدي وتَجْتَدي حِكَماً / مستوهباً للصَّديق موهوبا