لمنْ رسومُ الديار باللّبَبِ
لمنْ رسومُ الديار باللّبَبِ / قد درسَتْ من تعاقُبِ الحِقَبِ
لم تُبْقِ من رسمِها الرياحُ سوى / نُؤيٍ فمُستوقَدٍ بمُحتَطَبِ
الى ديارٍ بين الصِّفاحِ فذا / تِ الخالِ فالرقمتَيْنِ فالكتُبِ
بدتْ لعينيك وهي مزمنة / آثارُها كالسطورِ في الكتُبِ
وأقبلَ الدوحُ في جوانبِها / يضحكُ من فيضِ مدمَعِ السُحُبِ
فالأرضُ تبدو لعينِ ناظرها / مختالةً في ثيابها القُشُبِ
يا حاديَ العيس قفْ بها سحَراً / فحيِّ رسمَ الكثيبِ من كثَبِ
فالجِزْع فالمُنحنَى فبُرقة تَيْ / ماءَ فَوادي الأراكِ فاللّبَبِ
فالمَربدَينِ اللذَيْنِ جادَهُما / مُلُِّ وَدْقٍ بواكفٍ سربِ
ديارُ ميَّ التي تقرُّبُها / سُؤلي وإنجازُ وعدِها أرَبي
لمياءُ تبدو في رقّةِ الحضَرِ ال / لِّطافِ حيناً وفطنةِ العرَبِ
تحسَبُها حولَها صواحبُها / بدرَ تمامٍ قد حُفّ بالشُهُبِ
برّاقةُ الجيدِ واللّثاتِ شفا / ءُ الصبِّ سلسالُ ثغرِها الشّنِبِ
عجزاءُ ممكورةُ الوشاحِ لها / صفحةُ وجهٍ ما عيبَ بالنّدَبِ
حسناءُ زينُ الثيابِ ما سُلِبَتْ / إلا وزينَتْ بذلك السّلَبِ
وصاحبٍ صادقِ الودادِ كَتو / مِ السّرِّ في حالتَيْهِ ذي أدَبِ
عاطَيْتُه والصباحُ منبلجٌ / مُدامةً من سُلافةِ العنبِ
ترى بَنان المُديرِ مختضِباً / من لونِها وهْو غيرُ مختَضِبِ
ومَقعدٍ محرقٍ تنفّسُه / كالعاشقِ المستهامِ ذي الوصَبِ
فيه وفي شأنِ فعله أبداً / إذا تأملْتَ أعجَبُ العجَبِ
إذا همُ قلّدوه من سبج / قلائِداً ردّها من الذّهبِ
ومهمَهٍ تُصبِحُ المطيّ به / ما بين إرقالِها الى الخبَبِ
باكرتُه والنجوم آفلةٌ / والصبحُ قد لاح أبيضَ العذَبِ
بناقةٍ لا تكلُّ من أضم الس / ير ولا تشتكي من الدّأبِ
ما غير عانات جلهى انتصبت / والصُبحُ بالليلِ غيرُ مُحتجبِ
ينظرُ نشّ المياهِ منثغِباً / وكان من قبلُ غيرَ منثغِبِ
عينُ مياهٍ غدَتْ مطحلَبةً / جفّتْ لفيضِ المياهِ بالعُشُبِ
أُتيحَ للعين شخصُ مقتَنِصٍ / لها حفيّ بالعشب متّرِبِ
سعى بمُلسِ المتونِ طائرةً / بالرّيشِ طولَ الزمان والعُقُبِ
وشقّةٍ لا يخافُ مالكُها / منها فُطوراً كسائِرِ الخشبِ
حتى إذا ما أتَتْ لموردِها / رمى أتانا منها فلم يُصِب
فانصَعْنَ عنه الى التلال الى / السّفحِ فأرضِ القيصومِ فالغَرَبِ
لا الأجْدَلُ الوحْوَحُ الكميُّ إذا / ما انفضّ من لهبِه على خَرَبِ
يُشبِهُها إن جرَتْ وإن رفلَتْ / في صُعُد تارةً وفي صبَبِ
أقول يا ناقَ وهي قد طفِقَتْ / في النّسْعِ كالنّسعِ صلبةَ العصَبِ
مثلُكِ لا يشتكي الكَلال ولا / يئنّ أنّ المتيّمِ الوصِبِ