إليك مَدّتْ رقابَها العَرَبُ
إليك مَدّتْ رقابَها العَرَبُ / والمُلْكُ ماءٌ عليك مُنْسَكِبُ
وأنتَ من دَوْحة النبوّة لا / تَألَفُ إلاّ عُدَاتك الرِّيَب
ألستَ مَنْ يَرْهَب الإلهَ ولا / يَصُدّه عن حدوده سبب
وكلّما مال بَدْءُ عَزْمته / لمذهب لم تُخَالِف العُقَب
فهكذا تَصْدَع الملوكُ إذا / صالَت وتَنْفي الضَّلالةَ الشُّهُب
ويَزْدَهِي الدِّين بالمُعِزّ لدي / ن الله والمُرْهَفَاتُ واليَلَبُ
وكلُّ رَجْراجةٍ عزائمُه / دِلاَصُها والرِّماح والقُضُب
وهذه الدولةُ التي زَخَرتْ / فلم يَسَعْها الزمانُ والحِقَب
يا حبّذا دَهْرُك الزُّلالُ إذا / أَمَرّ دهرٌ وعصرُك الشَّنِب
وحبَّذا الشَّمْسةُ التي نَصبتْ / يَقْصُر عنها المديحُ والخُطَبُ
قايَستِ العِيدَ وهي حُلْتُه / وأخفت اليومَ وهو مُنْتَصب
يَنْهَب ياقوتُها العيونَ فما / يَكْملُ إلاَّ من حيث يَنْتَهب
دائِرةٌ أحدقتْ بعُزتها / أهِلةٌ لا تُجِنّها السُّحُب
كأنما دُرّها وجوهرُها / نجومُ ليل سماؤها ذَهَبُ
كأنما رُصِّعتْ مَناقبُك ال / غُرّ عليها وأٌفْرغ الحَسَبُ
حقّ على الشمس طولُ نِقْبتها / منها وذاتُ الحياء تُنْتَقب
وقد أراها ولا مُدامَ بها / فكيف قالوا لدُرّها الحَبَبُ
نَظمتَها للهُدَى ولَبَّتِه / وإن سَخِطن الكواعبُ العُرُبُ
في كِبِد المسجِد الحرام لها / شوقٌ وللبيت نحوها طربُ
فلا تَمَشَّى بأهله زمنٌ / إلاّ بما تَشْتهي وتَرْتَقب
صلّى عليك الإلهُ ما طَلعَتْ / شمسٌ وما أنهلّ عارِضٌ لَجِبُ