سِربُ مَها أَم دُمى مَحاريبِ
سِربُ مَها أَم دُمى مَحاريبِ / أَم فَتَياتُ الحَيِّ الأَعاريبِ
هَيهاتَ أَينَ المَها إِذا اِتَّصَفَ ال / حُسنُ مِنَ الخُرَّدِ الرَعابيبِ
إِن شابَهَتها فَفي البَداوَةِ وَال / أَخلاقِ لا في الجَمالِ وَالطيبِ
هُنَّ اللَواتي وَإِن أَرَقنَ دَمي / يَعذُبُ في حُبِّهِنَّ تَعذيبي
ما لِيَ وَالغانِياتِ أُخدَعُ مِن / هُنَّ بِوَصلٍ في الطَيفِ مَكذوبِ
لا وَهَوىً غالِبٍ بِهِنَّ أُعا / نيهِ وَعَزمٍ فيهِنَّ مَغلوبِ
وَكَالأَساريعِ مِن بَنانِ يَدٍ / بِالدَمِ لا بِالحِنّاءِ مَخضوبِ
لَقَد حَمَلنَ الوِزرَ الثَقيلَ عَلى / لينِ قُدودٍ وَضُعفِ تَركيبِ
وَعاذِلٍ لا يُنيبُ عَن عَذَلٍ / يُهديهِ في الحُبِّ لي وَتَأنيبِ
لَومُكَ لِلصَبِّ في مُعَذَّبِهِ / سَوطُ عَذابٍ عَلَيهِ مَصبوبِ
ياسَعدُ إِلمامَةً عَلى إِضَمٍ / فَالهَضبِ مِن راكِسٍ فَمَلحوبِ
وَاِسأَل كَثيبَي رِمالٍ عَن رَشاءٍ / عَنّا بِسُمرِ الرِماحِ مَحجوبِ
وَاِعجَب لِجِسمٍ في جَنبِ كاظِمَةٍ / ثاوٍ وَقَلبٍ في الرَكبِ مَجنوبِ
ريمُ نَقاً لا يَريمُ ذا شَرَكٍ / مِن لَحظِهِ لِلأُسودِ مَنصوبِ
يَجولُ ماءُ الشَبابِ في ضَرَمٍ / مِن خَدِّهِ في القُلوبِ مَشبوبِ
لا تَطلُبوا عِندَهُ دَمي فَدَمٌ / أَراقَهُ الحِبُّ غَيرُ مَطلوبِ
آهِ لِبَيضاءَ كَالنَهارِ بَدَت / غَريبَةً في أَحَمَّ غَربيبِ
وَفارِطٍ مِن صِبىً حَنَنتُ إِلى / أَيّامِهِ الغيدِ حَنَّةَ النَيبِ
يا شَيبُ إِن تودِ بِالشَبابِ فَقَد / أَودَيتَ مِنهُ بِخَيرِ مَصحوبِ
أَغرَيتَ بِالصِدِّ مِن أُحِبُّ فَلا / غَروا إِذا كُنتَ غَيرَ مَحبوبِ
هَب لي بَقايا شَبيبَتي وَاِرتَجِع / ما أَكسَبَتني أَيدي التَجاريبِ
فَالشَيبُ لَو لَم يُعَدَّ مَنقَصَةً / ما زَهِدَ البيضُ في هَوى الشَيبِ
يادَهرُ خُذني في غَيرِ مَسلَكِكَ ال / وَعرِ وَعِدني سِوى الأَكاذيبِ
في كُلِّ يَومٍ يَجِدُّ لي عَجَباً / صَرفُكَ وَالدَهرُ ذو أَعاجيبِ
ما أَنا راضٍ عَمّا سَلَبتَ بِما / أَفَدتَ مِن حُنكَةٍ وَتَجريبِ
كَم أَتَلَقّى المَكروهَ مِنكَ أَما / تَغلَطُ لي مَرَّةً بِمَحبوبِ
قَد هَذَّبَتني أَيدي الخُطوبِ عَلى / شَماسِ عِطفَيَّ أَيَّ تَهذيبِ
فَلَيتَها هَذَّبَت خَلائِقَها / وَآخَذَت نَفسَها بِتَأديبِ
أَو لُقِّنَت مُستَفيدَةً كَرَمَ ال / أَخلاقِ مِن يوسُفَ اِبنِ أَيّوبِ
المَلِكُ العادِلُ الَّذي كَشَفَ ال / لَهُ بِهِ هَمَّ كُلِّ مَكروبِ
حامي ثُغورِ الإِسلامِ بِالهِندُوا / نِيّاتِ وَالضُمَّرِ السَراحيبِ
بِكُلِّ ماضي الغَرارِ مُنصَلِتٍ / وَكُلِّ سامي التَليلِ يَعبوبِ
رَبِّ المَذاكي الجِيادِ مُقرَبَةً / وَالنَصلُ عُريانُ غَيرُ مَقروبِ
خَوّاضِ مَوجِ الوَغى وَقَد أُخِذَت / أَبطالُها الحُمسُ بِالتَلابيبِ
تُنكِرُ أَغمادَها مَناصِلُهُ / في يَومِ حَلٍّ وَيَومِ تَأويبِ
تُسَلُّ في الحَربِ لِلمَفارِقِ وَال / هامِ وَفي السِلمِ لِلعَراقيبِ
سُلطانِ أَرضِ اللَهِ الَّذي ضَمِنَت / رِماحُهُ نَصرَ كُلِّ مَحروبِ
مَدَّ عَلى الأَرضِ ظِلَّ مَعدِلَةٍ / تَجمَعُ بَينَ المَهاةِ وَالذيبِ
صَوبَ نَدىً يُرتَجى مَواطِرُهُ / وَحَدَّ بَأسٍ كَالمَوتِ مَرهوبِ
فَالناسُ ما بَينَ آمِلٍ جَذِلٍ / وَخائِفٍ مِن سُطاهُ مَرعوبِ
الطاهِرُ الخَيمِ وَالشَمائِلِ وَال / أَعراقِ وَالجَيبِ وَالجَلابيبِ
نَجلُ أُسودِ الشَرى الضَراغِمِ وَال / نَجيبُ يُنمى إِلى المَناجيبِ
مِن كُلِّ طَلقِ الجَبينِ مُبتَسِمٍ / بِالتاجِ يَومَ السَلامِ مَعصوبِ
لَهُم حُلومٌ إِذا اِنتَدوا رَجَحوا / بِها عَلى الشُمَّخِ الشَناخيبِ
وَأَوجُهٌ يَسجُدُ الجَمالُ لَها / هِيَ القَناديلُ في الهَحاريبِ
يُخصِبُ وَجهُ الثَرى وَيَستَعِرُ ال / حَربُ لِبَشرٍ مِنهُم وَتَقطيبِ
إِذا دَجا لَيلُ مَأزِقٍ رَفَعوا / لَهُ ذُبالاً عَلى الأَنابيبِ
كَم سَلَبوا أَنفُسَ الفَوارِسِ في ال / رَوعِ وَعَفّوا عَنِ الأَساليبِ
وَاِرتَجَعوا بِالقَنا الذَوابِلِ مِن / حَقٍّ لِآلِ العَبّاسِ مَغضوبِ
فَكَم جَميلٍ لَهُم وَصُنعِ يَدٍ / عَلى جِباهِ الأَنامِ مَكتوبِ
عَلِقتُ مُنهُم بِذِمَّةٍ حَبلُها / غَيرُ سَحيلٍ بِالغَدرِ مَقضوبِ
يا مَلِكاً ذَلَّلَ المُلوكَ بِتَر / غَيبِ يَدٍ تارَةً وَتَرهيبِ
رَأَبتَ شَعبَ الدُنيا وَكانَ ثَأَى ال / إِسلامِ لَولاكَ غَيرَ مَشعوبِ
رَوَّيتَ آمالَنا العِطاشَ بِشُؤ / بوبِ عَطاءٍ في إِثرِ شُؤبوبِ
وَكانَ يا يوسُفَ السَماحِ بِنا / إِلى عَطاياكَ شَوقُ يَعقوبِ
حاشاكَ أَن تُرسِلَ الصِلاتِ عَلى / غَيرِ نِظامٍ وَغَيرِ تَرتيبِ
سَوَّيتَ بي في العَطاءِ مَن لا يُجا / رينِيَ في مَذهَبي وَأُسلوبي
وَغَيرُ بِدعٍ فَالسُحبُ ما بَرِحَت / يَقِلُّ مِنها حَظُّ الأَهاضيبِ
وَالحِذقُ في ما عَلِمتُ مُكتَسَبٌ / وَإِنَّما الحَظُّ غَيرُ مَكسوبِ
وَلي عَلَيهِم فَضيلَةُ السَبقِ في / مَدحِكَ فَاِعرِف سَبقي وَتَعقيبي
شَأَوتُهُم سابِقاً وَصَلّوا فَمَن / أَولى بِبِرٍّ مِنّي وَتَقريبِ
وَلَستُ مِمَّن يَأسى لِما فاتَ مِن / رِفدٍ سَريعِ النَفادِ مَوهوبِ
لَكِنَّها خِطَّةٌ يُضامُ بِها / فَضلِيَ وَالضَيمُ شَرُّ مَركوبِ
شِعرِيَ رَبُّ الأَشعارِ قاطِبَةً / وَهَل يُسَوّى رَبٌّ بِمَربوبِ
بِخاطِرٍ كَالشِهابِ مُتَّقِدٍ / وَمِقوَلٍ كَالحُسامِ مَدروبِ
أَمسَت مُلوكُ الأَفاقِ تَخطُبُهُ / وَأَنتَ دونَ الأَنامِ مَخطوبي
إِلى صَلاحِ الدينِ اِرتَمَت بِبِني ال / آمالِ كومُ البُزلِ المَصاعيبِ
تَضرِبُ أَكبادُها إِلى مَشرَفٍ / رَحبٍ بِأَعلى الفُسطاطِ مَضروبِ
تَؤُمُّ بَحراً يَلقى مَوارِدُهُ ال / وَفدَ بِأَهلٍ مِنها وَتَرحيبِ
تَرتَعُ مِن ظِلِّهِ وَنائِلِهِ ال / عُفاةُ في وارِفٍ وَمَسكوبِ
تَسيرُ مِن مَدحِهِ خَواطِرُنا / في واضِحٍ بِالثَناءِ مَلحوبِ
تَكسوهُ حَمداً تَبقى مَلابِسُهُ / وَالحَمدُ كاسيهِ غَيرُ مَسلوبِ
سَحابُ جودٍ شِمنا بَوارِقَهُ / فَاِنهَلَّ مُثعَنجِرَ الشَآبيبِ
ذو هَيدَبٍ لِلوَلِيِّ مُنهَمِرٍ / وَبارِقٍ في العَدُوِّ أُلهوبِ
لَبّى دُعائي مِنَ العِراقِ وَقَد / أُسمِعُهُ بِالصَعيدِ تَثويبي
فَقَرَّبَ النازِحَ البَعيدَ وَلَم / أُعمِل إِليهِ شَدّي وَتَقريبي
يَقرَعُ بابي عَفواً نَداهُ وَلَم / أَقرَع إِلى بابِهِ ظَنابيبي
فَلا عَدِمنا جَدواكَ مِن هَتِنٍ / مُجَلجِلٍ بِالنَوالِ أُسكوبِ
وَلا خَلا جودُكَ المُؤَمَّلُ مِن / وَفدِ ثَناءٍ إِلَيهِ مَجلوبِ