أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ
أصبحتُ جذلانَ طيّبَ العَرَبَهْ / والكأسُ تهدي إلى الفتى طربَهْ
وذي دلالٍ كأنّ وَجْنَتَهُ / من خَجَلٍ بالشّقيقِِ مُنْتَقِبَهْ
في حِجْرِهِ أجوفٌ له عُنُقٌ / نِيطَتْ بظهرٍ تخالُهُ حَدَبَه
يمُدّ كفّاً إليه ضاربةً / أعناقَ أحزانِنا إذا ضرَبَه
تحسبُ لفظاً بأختها نغَماً / ويودعُ المسمعينَ ما حسبَه
قلتُ ألا فانظروا إلى عجبٍ / جاءَ بِسِحرٍ فأَنْطقَ الخَشَبَه
وقهوَةٍ في الزّجاجِ تحسبُها / شُعْلَةَ برقٍ في الغيم ملتهبَه
كأنّما الدهرُ من تَقادمِها / أوْدَعَ في طول عمرها حِقبَه
ماءُ عقيقٍ إذا ارتدى زبداً / حَسِبتَ دُرّاً مجُوّفاً حَبَبَه
يُسْكِرُ من شَمّهُ بسَوْرَتِهِ / فكيف بالمنتشي إذا شربَه
وذي حنينٍ تحنّ أنفُسُنا / إليه مُنقادةً ومنجذبَه
يُفْشِيهِ ذو حكمةٍ أناملُهُ / منَغّماتٌ بِزَمْرِهِ ثُقَبَه
يرسلُ عن منخريه من فمِهِ / ريحاً لها نغمةٌ من القصَبَه
كأنّ ألحانَهُ الفصيحةَ منْ / صريرِ بابِ الجنانِ مُكْتَسَبَه