المجموع : 8
عَفا المُصَلّى وَأَقوَتِ الكُثُبُ
عَفا المُصَلّى وَأَقوَتِ الكُثُبُ / مِنِّيَ فَالمِربِدانِ فَاللَبَبُ
فَالمَسجِدُ الجامِعُ المُروأَةِ وَال / دينِ عَفا فَالصِحانُ فَالرَحَبُ
مَنازِلٌ قَد عَمَرتُها يَفعاً / حَتّى بَدا في عِذارِيَ الشَهَبُ
في فِتيَةٍ كَالسُيوفِ هَزَّهُمُ / شَرخُ شَبابٍ وَزانَهُم أَدَبُ
ثُمَّ أَرابَ الزَمانُ فَاِقتَسَموا / أَيدي سَبا في البِلادِ فَاِنشَعَبوا
لَن يُخلِفَ الدَهرُ مِثلَهُم أَبَداً / عَلَيَّ هَيهاتَ شَأنُهُم عَجَبُ
لَمّا تَيَقَّنتُ أَنَّ رَوحَتَهُم / لَيسَ لَها ما حَيِيتُ مُنقَلَبُ
أُبلَيتُ صَبراً لَم يُبلِهِ أَحَدٌ / وَاِقتَسَمَتني مَآرِبٌ شُعَبُ
كَذاكَ إِنّي إِذا رُزِئتُ أَخاً / فَلَيسَ بَيني وَبَينُهُ نَسَبُ
قُطرَبُّلٌ مَربَعي وَلي بَقُرى ال / كَرخِ مَصِيفٌ وَأُمِّيَ العِنَبُ
تُرضِعُني دَرَّها وَتَلحَفُني / بِظِلِّها وَالهَجيرُ يَلتَهِبُ
إِذا ثَنَتهُ الغُصونُ جَلَّلَني / فَينانُ ما في أَديمِهِ جُوَبُ
تَبيتُ في مَأتَمٍ حَمائِمُهُ / كَما تُرَثّي الفَواقِدُ السُلُبُ
يَهُبُّ شَوقي وَشَوقُهُنَّ مَعاً / كَأَنَّما يَستَخِفُّنا طَرَبُ
فَقُمتُ أَحبو إِلى الرَضاعِ كَما / تَحامَلَ الطِفلُ مَسَّهُ سَغَبُ
حَتّى تَخَيَّرتُ بِنتَ دَسكَرَةٍ / قَد عَجَمَتها السِنونُ وَالحِقَبُ
هَتَكتُ عَنها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ / مُهَلهَلَ النَسجِ ما لَهُ هُدُبُ
مِن نَسجِ خَرقاءَ لا تُشَدُّ لَها / آخِيَّةٌ في الثَرى وَلا طُنُبُ
ثُمَّ تَوَجَّأتُ خَصرَها بِشَبا ال / إِشفى فَجاءَت كَأَنَّها لَهَبُ
فَاِستَوسَقَ الشُربُ لِلنَدامى وَأَج / راها عَلَينا اللُجَينُ وَالغَرَبُ
أَقولُ لَمّا تَحاكَيا شَبَهاً / أَيُّهُما لِلتَشابُهِ الذَهَبُ
هُما سَواءٌ وَفَرقُ بَينِهِما / أَنَّهُما جامِدٌ وَمُنسَكِبُ
مُلسٌ وَأَمثالُها مُحَفَّرَةٌ / صُوِّرَ فيها القُسوسُ وَالصُلُبُ
يَتلونَ إِنجيلَهُم وَفَوقَهُمُ / سَماءُ خَمرٍ نُجومُها الحَبَبُ
كَأَنَّها لُؤلُؤٌ تُبَدِّدُهُ / أَيدي عَذارى أَفضى بِها اللَعِبُ
لِضَوءِ بَرقٍ ظَلَلتَ مُكتَإِباً
لِضَوءِ بَرقٍ ظَلَلتَ مُكتَإِباً / شَقَّ سَناهُ في الجَوِّ وَاِلتَهَبا
يومِضُ في ضاحِكِ النَواجِذِ مَح / ذُوٌّ بِريحَينِ شَمأَلٍ وَصَبا
نَوَّطَ في الأُفقِ عِبءَ فُرَّقِهِ / وَجَرَّ مِنهُ عَلى الرُبا ذَنَبا
وَنائِحٍ هَبَّ في الغُصونِ ضُحىً / لِمُنتَشٍ مَوهِناً إِذا اِنقَلَبا
يَدعو بِذِكرٍ عَلى اِسمِهِ لِهَوىً / يُذكِرُهُ في زَمانِهِ الرَطَبا
فَبِتُّ مِثلَ المُقيمِ مُغتَرِباً / يَدعو بِواوَيلَتا وَواحَرَبا
مُنقَدَّ جَيبِ القَميصِ يَحثو عَلى ال / رَأسِ مَلِيّاً بِكَفِّهِ التُرُبا
حَتّى إِذا ما اِنتَهى لِغايَتِهِ / ثَمَّ وَأَمضى في نَفسِهِ أَرَبا
أَلجا قِوى ظَهرِهِ إِلى سَنَدٍ / مُعتَصِماً بِالعَزاءِ مُحتَسِبا
وَفِتيَةٍ لا الميراءُ يَشمُلُهُم / زَكَوا فَعالاً مَعاً وَمُنتَسَبا
شَبّوا عَلى أُدبَةٍ كَأَصوِرَةِ ال / مِسكِ مُباحاً تَترى وَمُنتَهَبا
يَسعى عَلَيهِم بِالكَأسِ ذو نُطَفٍ / أَحذاهُ ظَبيُ الصَريمَةِ اللَبَبا
مِن ماثِلٍ فُدِّمَت مَضاحِكُهُ / يَقلِصُ في الكَأسِ بَينَنا الذَهَبا
مِن قَهوَةٍ مُزَّةٍ مُشَعشَعَةٍ / تَرى لَها عِندَ مَزجِها حَبَبا
مَعاً وَتَترى إِذا حَبا أَوَّلٌ / مِنهُنَّ وَطّا لِئاخَرٍ فَحَبا
قالوا وَقَد أَنكَروا مُراوَغَتي ال / كَأسِ وَقَتلي بِبَثِّيَ الطَرَبا
ما لَكَ أَم ما دَهاكَ وَيلُكَ ما / غالَكَ حَتّى اِنفَرَدتَ مُكتَإِبا
قَدِ اِغتَرَفتَ الهُمومَ وَالبَثَّ وَال / وَجدَ وَهُزتَ الأَحزانَ وَالكُرَبا
رُميتَ عَن قَوسِ كُلِّ فادِحَةٍ / رَمَتكَ يَوماً بِنَبلِها كَثَبا
أَإِن جَفاكَ الرَشا الَّذي نَسِيَ ال / ناسُ اِسمَهُ مُنذُ لُقِّبَ اللَقَبا
أَرذاكَ مَجلودُكَ الكَآبَةَ وَال / شَوقَ وَجُهدَ البَلاءِ وَالنَصَبا
وَآنِسٍ لا أَمَلُّ مَجلِسَهُ / قامَ لِوَقتٍ دَنا لِيَنقَلِبا
آثَرتُ أَن لا يُلامَ حِلمي عَلى / لَذَّةِ قَلبي فَاِستَشعَرَ الوَصَبا
فَراحَ لا عَطَّلَتهُ عافِيَةٌ / وَباتَ طَرفي مِن طَرفِهِ جُنُبا
إِصدَع نَجِيَّ الهُمومِ بِالطَرَبِ
إِصدَع نَجِيَّ الهُمومِ بِالطَرَبِ / وَاِنعَم عَلى الدَهرِ بِاِبنَةِ العِنَبِ
وَاِستَقبِلِ العَيشَ في غَضارَتِهِ / لا تَقفُ مِنهُ آثارَ مُعتَقَبِ
مِن قَهوَةٍ زانَها تَقادُمُها / فَهيَ عَجوزٌ تَعلو عَلى الحُقُبِ
دَهرِيَةٌ قَد مَضَت شَبيبَتُها / وَاِستَنشَقَتها سَوالِفُ الحِقَبِ
كَأَنَّها في زُجاجِها قَبَسٌ / يَذكو بِلا سَورَةٍ وَلا لَهَبِ
فَهيَ بِغَيرِ المِزاجِ مِن شَرَرٍ / وَهيَ إِذا صُفِّقَت مِنَ الذَهَبِ
إِذا جَرى الماءُ في جَوانِبِها / هَيَّجَ مِنها كَوامِنَ الشَغَبِ
فَاِضطَرَبَت تَحتَهُ تُزاحِمُهُ / ثُمَّ تَناهَت تَفتَرُّ عَن حَبَبِ
يا حُسنَها مِن بَنانِ ذي خَنَثٍ / تَدعوكَ أَجفانُهُ إِلى الرِيَبِ
فَاِذكُر صَباحَ العُقارِ وَاِسمُ بِهِ / لا بِصَباحِ الحُروبِ وَالعَطَبِ
أَحسَنُ مِن مَوقِفٍ بِمُعتَرَكٍ / وَرَكضِ خَيلٍ عَلى هَلا وَهَبِ
صَيحَةُ ساقٍ بِحابِسٍ قَدَحا / وَصَبرُ مُستَكرِهٍ لِمُنتَحِبِ
وَرِدفُ ظَبيٍ إِذا اِمتَطَيتَ بِهِ / أَعطاكَ بَينَ التَقريبِ وَالخَبَبِ
يَصلُحُ لِلسَيفِ وَالقَباءِ كَما / يَصلُحُ لِلبارِقَينِ وَالسُحُبِ
حَلَّ عَلى وَجهِهِ الجَمالُ كَما / حَلَّ يَزيدٌ مَعالِيَ الرُتَبِ
يا بِشرُ ما لي وَالسَيفِ وَالحَربِ
يا بِشرُ ما لي وَالسَيفِ وَالحَربِ / وَإِنَّ نَجمي لِلَّهوِ وَالطَرَبِ
فَلا تَثِق بي فَإِنَّني رَجُلٌ / أَكُعُّ عِندَ اللِقاءِ وَالطَلَبِ
وَإِن رَئيتُ الشُراةَ قَد طَلَعوا / أَلجَمتُ مُهري مِن جانِبِ الذَنَبِ
وَلَستُ أَدري ما الساعِدانِ وَلا ال / تُرسُ وَما بَيضَةٌ مِنَ اللَبَبِ
هَمّي إِذا ما حُروبُهُم غَلَبَت / أَيُّ الطَريقَينِ لي إِلى الهَرَبِ
لَو كانَ قَصفٌ وَشُربُ صافِيَةٍ / مَع كُلِّ خَودٍ تَختالُ في السُلُبِ
وَالنَومُ عِندَ الفَتاةِ أَرشُفُها / وَجَدتُني ثَمَّ فارِسَ العَرَبِ
سَأَلتُها قُبلَةً فَفِزتُ بِها
سَأَلتُها قُبلَةً فَفِزتُ بِها / بَعدَ اِمتِناعٍ وَشِدَّةِ التَعَبِ
فَقُلتُ بِاللَهِ يا مُعَذِّبَتي / جودي بِأُخرى أَقضي بِها أَرَبي
فَاِبتَسَمَت ثُمَّ أَرسَلَت مَثَلاً / يَعرِفُهُ العُجمُ لَيسَ بِالكَذِبِ
لا تُعطِيَنَّ الصَبِيَّ واحِدَةً / يَطلُبُ أُخرى بِأَعنَفِ الطَلَبِ
قُل لِلمُسَمّى بِاِسمِ الَّذي قامَ يَد
قُل لِلمُسَمّى بِاِسمِ الَّذي قامَ يَد / عو اللَهَ لَمّا تَجَمَّعوا عُصُبا
وَالمُكتَني بِاِسمِ خاتَمِ الأَنبِيا / ءِ المُرسَلينَ الَّذي أَتى العَرَبا
وَاِبنَ المُسَمّى بِاِسمِ الَّذي يَظفَرُ ال / طالِبُ إِن نالَهُ بِما طَلَبا
كُنتَ لِحُرِّ الأَخلاقِ أُمّاً إِذا / نُصَّ يَوماً لِنِسبَةٍ وَأَبا
فَما الَّذي يا فُديتَ غَيَّرَ أَو / بَدَّلَ أَو غالَ ذَلِكَ النَسَبا
مَهلاً فَقَد خِفتُ أَن يَشينَكَ نِس / يانُكَ عِندَ التَعَصُّبِ الأَدَبا
لَستُ بِدارٍ عَفَت وَغَيَّرَها
لَستُ بِدارٍ عَفَت وَغَيَّرَها / ضِربانِ مِن قَطرِها وَحاصِبِها
وَلا لِأَيِّ الطُلولِ أَندُبُها / لِلريحِ وَالرُقشِ مِن قَرانِبِها
وَلا نُطيلُ البُكا إِذا شَطَّتِ ال / نِيَّةُ وَاِستَعبَرَت لِذاهِبِها
بَل نَحنُ أَربابُ ناعِطٍ وَلَنا / صَنعاءُ وَالمِسكُ مِن مَحارِبِها
وَكانَ مِنّا الضَحّاكُ يَعبُدُهُ ال / خائِلُ وَالوَحشُ مِن مَسارِبِها
وَدانَ أَذواؤُنا البَرِيَّةَ مِن / مُعتَرِّها رَغبَةً وَراهِبِها
وَنَحنُ إِذ فارِسٌ تُدافِعُ بَه / رامَ قَسَطنا عَلى مَزارِبِها
بِالخَيلِ شُعثاً عَلى لَواحِقَ كَال / سيدانِ تُعطي مَدى مَذاهِبِها
بِالسودِ مِن حِميَرٍ وَمِن سُلَفٍ / أَرغَنَ وَالشُمِّ مِن مَناسِبِها
وَيَومَ ساتيدَما ضَرَبنا بَني ال / أَصفَرِ وَالمَوتُ في كَتائِبِها
إِذ لاذَ بِروازُ يَومَ ذاكَ بِنا / وَالحَربُ تَمري بِكَفِّ حالِبِها
يَذودُ عَنهُ بَنو قَبيصَةَ بِال / خَطِّيِّ وَالبيضِ مِن قَواضِبِها
حَتّى دَفَعنا إِلَيهِ مَملَكَةً / يَنحَسِرُ الطَرفُ عَن مَواكِبِها
وَفاظَ قابوسُ في سَلاسِلِنا / سِنينَ سَبعاً وَفَت لِحاسِبِها
وَنَحنُ حُزنا مِن غَيرِ ما كَنَبٍ / بَناتِ أَشرافِهِم لِغاصِبِها
مِن كُلِّ مَسبِيَّةٍ إِذا عَثَرَت / قالَت لَعاً مُتعَةً لِكاسِبِها
تَعساً لِمَن ضَيَّعَ المَحارِمَ يَو / مَ الرَوعِ يَجتاحُ مِن صَواحِبِها
وَفَرَّ مِن خَشيَةِ الطِعانِ وَأَن / يَلقى المَنايا بِكَفِّ جالِبِها
فَاِفخَر بِقَحطانَ غَيرَ مُكتَإِبٍ / فَحاتِمُ الجودِ مِن مَناقِبِها
وَلا تَرى فارِساً كَفارِسِها / إِذ زالَتِ الهامُ عَن مَناكِبِها
عَمروٌ وَقَيسٌ وَالأَشتَرانِ وَزَي / دُ الخَيلِ أُسدٌ لَدى مَلاعِبِها
بَل مِل إِلى الصيدِ مِن أَشاعِثِها / وَالسادَةِ الغُرِّ مِن مَهالِبِها
وَالحَيُّ غَسّانُ وَالأُلى أودِعوا ال / مُلكَ وَحازوا عِرنينَ ناصِبِها
وَحِميَرٌ تَنطِقُ الرِجالُ بِما اِخ / تارَت مِنَ الفَضلِ في مَراتِبِها
أَحبِب قُرَيشاً لِحُبِّ أَحمَدِها / وَاِعرِف لَها الجَزلَ مِن مَواهِبِها
إِنَّ قُرَيشاً إِذا هِيَ اِنتَسَبَت / كانَ لَها الشَطرُ مِن مَناسِبِها
فَأُمُّ مَهدِيِّ هاشِمٍ أُمِّ مو / سى الخَيرِ مِنّا فَاِفخَر وَسامِ بِها
إِن فاخَرَتنا فَلا اِفتِخارَ لَها / إِلّا التِجاراتُ مِن مَكاسِبِها
وَاِهجُ نِزاراً وَاِفرِ جِلدَتَها / وَهَتِّكِ السَترَ عَن مَثالِبِها
أَمّا تَميمٌ فَغَيرُ داحِضَةٍ / ما شَلشَلَ العَبدُ في شَوارِبِها
أَوَّلُ مَجدٍ لَها وَآخِرُهُ / إِن ذُكِرَ المَجدُ قَوسُ صاحِبِها
وَبِئسَ فَخرُ الكَريمِ مِن قَصَبِ ال / شَوحَطِ صَفراءُ في مَعالِبِها
وَقَيسُ عَيلانَ لا أُريدُ لَها / مِنَ المَخازي سِوى مَحارِبِها
وَإِنَّ أَكلَ الأَمرَ موبِقُها / وَمُطلِقٌ مِن لِسانِ عائِبِها
وَلَم تَعَف كَلبَها بَنو أَسَدٍ / عَبيدَ عيرانَةٍ وَراكِبِها
وَما لِبَكرِ بنِ وائِلٍ عِصَمٌ / إِلّا بِحَمقائِها وَكاذِبِها
وَتَغلِبٌ تَندُبُ الطُلولَ وَلَم / تَثأَر قَتيلاً عَلى ذَنائِبِها
نيلَت بِأَدنى المُهورِ أُختَهُمُ / قَسراً وَلَم يَدمُ أَنفُ خاطِبِها
يا عمرو أضحت مبضةً كبَدي
يا عمرو أضحت مبضةً كبَدي / فاصبغ بياضاً بعُصفرِ العنَب
أحمدُ ذاك الخنيس ذو الكَفَلِ / الرابي وذو الوجنتين كاللهب
لي بلاءٌ وأنتَ تعرفهُ / رحمةُ الخطّاط في الكُتُب
هذا وأمّا الذي يتمّ بهِ الإستارُ / في الوزن مُنتهى الأربِ
قدّامهُ الرابعُ المحاكيَ في المش / يةِ قابوسَ مالك العرب
فطمّسَ اللَهُ كلَّ ناظرةٍ / ومدَّنا للسماءِ في سَبَبِ