يا ناجياً نَحوَ كلِّ مَكْرُمَةٍ
يا ناجياً نَحوَ كلِّ مَكْرُمَةٍ / يَبْلُغُ فيها أعاليَ الرُّتَبِ
وطالباً بالكمال ما عَجزَتْ / فحولُ قومٍ عن ذلك الطلبِ
ومِن سهام الآراء فكرتُه / إنْ يرْمِ فيها أغراضَه يُصِبِ
إنَّ الكتاب الَّذي نظرتَ به / أبلَغُ ما ألَّفوه في الكتب
فلو تأمَّلتَ في دقائقه / لقلْتَ هذا من أعجب العجب
إنْ أطلقوا لفظة الكتاب فما / يشارُ إلاَّ إليه في الكتب
وغيره لا يُفيدُني أرباً / وأينَ كتبُ النحاة من أربي
لأنَّ هذا الإِمام أعلمُ خل / ق الله في نحو منطقِ العرب
ولم يزل وهو مرجعُهم / لدائرات العلوم كالقطب
قد ناظرتْه الحسَّاد من حَسَدٍ / فغالَبَتْه بالزُّور والكذب
وراحَ يطوي الأَحشاءَ من أسفٍ / لكتمِهِم فضلَه على لهب
وأدركتْه فمات مغترباً / بأرض شيرازَ حرفةُ الأَدب
فإنْ تكنْ أنت عاشقه / لما حوى طيُّه من النخب
نقلتُه إن أردتَ نُسخَتَه / ولا أُبالي بشدَّة التعب
وليس نقلي له على طمعٍ / ولا لمالٍ يرجى ولا نشب
إنَّ أياديك منك سابقة / عَليَّ قدماً في سالف الحقب
هو لساني يعوقُهُ ثِقَلٌ / وذاكَ عندي من أعظم النوب
فلو تسَبَّبْتَ في معالجتي / لنلتَ أجراً بذلك السَّبب
وليسَ لي حرفةٌ سوى أدبٍ / جَمٍّ ونظم القريض والخطب
من بعد داوود لا حُرِمتُ مُنًى / فَقَدْ مَضَتْ دولةُ الأَدب