المجموع : 119
تبارك الله خالق الكرم ال
تبارك الله خالق الكرم ال / بارع من حمأة ومن علقِ
ماذا رعيناه في جناب فتى / كالبدر يجلو غواشي الغسقِ
أزمانه كلها بنائله / مثل زمان الربيع ذي الأنق
أشهر في الناس بالجميل من ال / أبلق بين الجياد بالبلق
فتىً يرى المجد ما أخلَّ به ال / تمجيد كالحق غير ذي الطبق
فيشتري عالي الثناء ولو / أملق من ماله سوى العُلَق
تلقاه كالمربَع المَريع إذا / شئت وطوراً كالمورد الرفق
فراتع فيه غير ذي غصص / وكارع فيه غير ذي شرق
يكنى أبا الفضل وهو منتجع ال / فضل وما قلت ذاك عن ملق
وخير ما يكتنى الرجال به / كنية لا نحلة ولا سَرق
عبد المليك المقلِّد المنن ال / زهر قديماً معاقدَ الريق
يتخذ المال حين يملكه / واقية كالدروع والدرق
من آل عباس الكرام ذوي ال / سؤدد والفائزين بالسبق
بحر بحور إذا نزلت به / أصبحت من موجه بمصطفق
يفهق بالنائلين ساجله / عند السؤالين أيَّما فهق
منطلق الكف واللسان إذا / سوئل وامتيح أيَّ منطلق
بنائل من ندى وآخر من / علم ففيه أتم مرتفق
يجري إلى كل غاية شطط / لم تُلتَمس قبله ولم تطق
كما جرى الطرف غير ذي صكك / يفلُّ من غربه ولا طَرق
شاهد أعراقه التي كرمت / صفاء أخلاقه من الرنق
أصبح من فضله يحلُّ من ال / أهواء طراً بملتقى الفرق
ظلنا لديه بمنزل خصب / في مَرَع تارة وفي غدق
يسمعنا الشدو عنده غرِدٌ / كالسطر في المُسمعين لا اللَّحق
يشدو فيحيي لنا السرور وإن / ألفاه ميتاً في آخر الرمق
متى يُقدَّر لمن ينادمه / مصطبح يتصل بمغتبق
يسقي الندامى فيشربون له / كشرب فرعون ساعة الغرق
قديمه مطرب ومحدثه / فهو جديد الجديد والخَلِق
ما عيبه غير أنه رجل / يدعو ذوي حلمنا إلى النزق
يقلق من حسن ما يجيء به ال / زمِّيت بل يطمئن ذو القلق
كنيته شِقَّةُ السلامة وال / سلمِ سلامٌ لتلك في الشقق
أبو سليمان ذو الإصابة وال / إحسان وابن الملوك لا السوَق
يا حسن ذاك الغناء يشفعه / هدير تلك الحمائم الحزق
من ذي تلاوين وشيُهُ حسن / ومن بهم الدجى ومن لهق
ونحن نُسقَى شراب في فجر / ثناؤه من فواكه الرُّفَق
لا يمنع الري طالبيه ولا / يسقي نديماً له على تأق
وفّاه قوّامه قيامهمُ / وأنفقت كفه بلا فرق
على دنان كأنها جثث / من قوم عاد عظيمة الخلق
فجاء شيء إذا الذباب دنا / منه دنواً دنا من الزهق
يلقاك في رقة الشراب وفي / نشر الخزامى وصفرة الشفق
ظاهره ظاهر يحرِّمُه / وما على شاربيه من رهق
له صريح كأنه ذهب / ورغوة كاللآلئ الفلق
يختال في منظر يزينه / من الرحيق العتيق مسترق
تديره جونة تحرّق بال / دلِّ إذا البيض جُدنَ بالرمق
سوداء لم تنتسب إلى برص ال / شقر ولا كُلفة ولا بهق
ليست من العبس الأكف ولا ال / فلح الشفاه الخبائث العرق
بل من بنات الملوك ناعمة / تنشر بالدلِّ ميِّت الشبق
في لين سمورة تخيَّرها ال / فراء أو لين جيد الدلق
تذكرك المسك والغوالي وال / سُكَّ ذوات النسيم والعبق
هيفاء زينت بخمص محتضَنٍ / أوفى عليه نهود معتنق
غصن من الآبنوس أُلِّفَ من / مؤتَزَرٍ معجب ومنتطق
يهتز من ناهديه في ثمر / ومن دواجي ذراه في ورق
أكسبها الحبَّ أنها صُبغت / صبغة حَبِّ القلوب والحدق
فانصرفت نحوها الضمائر وال / أبصار يُعنِقن أيَّما عنق
يفترُّ ذاك السواد عن يقق / من ثغرها كاللآلئ النسق
كأنها والمزاح يضحكها / ليل تفرّى دجاه عن فلق
سحماء كالمهرة المُطهمَّة ال / دهماء تنضو أوائل الصِّيَق
تجري ويجري رسيلُها معها / شأوين مستعجلين في طلق
لها هَنٌ تستعير وقدتَه / من قلب صب وصدر ذي حنق
كأنما حره لخابره / ما ألهبت في حشاه من حرق
يزداد ضيقاً على المراس كما / تزداد ضيقاً أنشوطة الوَهق
له إذا ما القُمُدُّ خالطه / أزم كأزم الخناق بالعنق
يقول من حدَّث الضمير به / طوبى لمفتاح ذلك الغَلَق
أخلق بها أن تقوم عن ذكَرٍ / كالسيف يفري مُضاعَف الحَلَق
إن جفون السيوف أكثرها / أسود والحق غير مختلق
خذها أبا الفضل كسوة لك من / خَزِّ الأماديح لا من الخرق
وصفتُ فيها الذي هويتُ على ال / وهم ولم تُختَبر ولم تُذَق
إلا بأخبارك التي وقعَت / منك إلينا عن ظبية البُرَق
حاشا لسوداء منظر سكنت / دارك إلا من مخبر يقق
وبعض ما فضل السواد به / والحقُّ ذو سُلَّمٍ وذو نَفَقِ
أن لا تعيب السواد حلكتُهُ / وقد يعاب البياض بالبهق
واهاً لها خلعةً تشفُّ أخا ال / ضغن ولا تُستَشفُّ عن حَرق
أتاك طوعاً وداد قائلها / ولم يعد كارهاً ولم يُسَق
وإن منعت الصحاب أكسيةً / تقي أذى القرِّ أو أذى اللثق
مستأثراً دونهم بلبسكها / لا معقباً فيقة من الفِيَق
أعقِبهمُ لا تقم بمخترق ال / ذم فتُلفى بأيِّ مخترق
لحاجتي إن بعثتها ليَ في / إسكاف والدير وجه متَّفق
أولا فما سُدَّ باب معذرة / كلا ولا سُدَّ بابُ مرتزق
كان أناسٌ يرون أنيَ في ال
كان أناسٌ يرون أنيَ في ال / آداب صفو ما شابه رنقُ
وكان لي بينهم وعندهمُ / مضطرب واسع ومرتفقُ
حتى إذا ما صحبتكم نظروا / وأنتم من تلاحظ الحدق
فقلدوا رأيكم فزهدهم / فيَّ فعِلقي لديهم خلق
رجوت منكم حَيَاً فأخلفني / كلّاً ولكن أصابني صعق
يا سليمان ظماءً / قُطِعَت عنك السواقي
شِخت فأْذنْ بفراقٍ / وتجهز لانطلاق
بنت عني بطلاق / وطلاق وطلاق
فرطت فيك ثلاثٌ / آخذات بالخناق
فالبس اليأس من الرج / عى وطالب بالصَداق
نحن قوم ما لدينا / للمُوَلِّي من خلاق
نأكل اللحم ونرمي / بكراديس العُراق
ما علينا بعد شرب ال / خمر من طرح الزقاق
قد تبدَّلنا بك المر / د فدع باب النفاق
وفُتِنَّا ببدورٍ / منهمُ ذاتِ اتساق
وشغفنا بغصون / منهم هيف رشاق
فاترك الركض وسلِّم / ذاك للخيل العتاق
أنت راض حين تجري / بعد سبق بلَحاق
فاصطبر يا حب نفسي / كل بدر لِمُحاق
ومتى خانك صبرٌ / فاجتلب ماء المآقي
وابك أيامَ حياةٍ / أنت منها في سباق
قد مشقنا في قراطي / سك هاتيك الرقاق
وسبقنا في ميادي / نك أصحاب السباق
كم سقاني فوك من رِي / قك بالكأس الدهاق
ربما الْتَفَّت إلى الصب / ح لنا ساق بساق
في نقابٍ من لثامٍ / وإزار من عناق
ذهبت نضرة خدَّي / ك وما شيء بباقي
فالزم المنقاش واعلم / أنه دهر ارتفاق
ليس من دائك هذا / غير طول النتف راقي
أين سلطانٌ عزيزٌ / لك في أرض العراق
كنت في ملك من المر / دة مرهوب الشقاق
قد محا جورُك فيه / كلَّ حقٍّ وحقاق
لم يكن ملكُك يُرضي / مَلِكَ السبع الطباق
فرماه بزوال / أودهاه بانفتاق
هربت منك المودّا / ت على ظهر البراق
فاسلُ عنّا قد سقانا / عنك بالسلوة ساقي
كنت شيئاً فتلاشي / ت وما شيء بباقي
فوردنا منك عذباً / وصدرنا عن زُعاق
كنت عقّاً بالمحبي / ن فعقتك عَقاق
فالْهُ عما فات منه / ما إلى النجم مراقي
لن ترى موقف مستع / د على حرِّ اشتياق
لا ولا نفسَ محبٍّ / ترتقي بين التراقي
فُكَّ مأسورُك ذو القد / رة من ذاك الوثاق
لم يدع منه عذارا / ك هوى غير اختلاق
ذق عقاب العذر واعلم / أنه غير مطاق
قد أكلناك لذيذاً / طيباً حلو المذاق
ولفظناك كريهاً / غير مكروه الفراق
خير أحوالك أن تس / لم من داء الحُلاق
بكعبة الله بل بخالقها
بكعبة الله بل بخالقها / أقسم لو أن خالداً غرقا
وجاءه منقذ لينقذه / وهو كظيم يعالج الشرَقا
ما وقعت كفه وقد جعلت / من شدة الكرب تطلب العُلقا
إلا على فيشة المغيث له / تعمداً منه أو كما اتفقا
ومائق فوق صدره هنة
ومائق فوق صدره هنة / جازت بشبر مشَكَّ منطقتِهْ
إذا أراد الكرى توسدها / فقد كفته مكان مرفقته
علامة الفسق طول لحيته / وآية الفحل طول شقشقته
أرّقني بعد أن عجبت له
أرّقني بعد أن عجبت له / أبيضُ كالأقحوان متَّسقا
أضحك منه كأنه برَدٌ / أرسله الموت بعدما برقا
عاد عليه الزمان يثرمه / شيئاً فشيئاً كأنما استرقا
خِيريُّ ورد أتاك في طبقٍ
خِيريُّ ورد أتاك في طبقٍ / قد ملأ الخافقين من عبَقِهْ
قد خلع العاشقون ما صنع ال / هجر بألوانهم على ورقه
حَيَّتْكَ عنّي السُّعودُ والفَلكُ
حَيَّتْكَ عنّي السُّعودُ والفَلكُ / واللَّهُ والصالحون والمَلَكُ
وأرْضعتْك الحظُوظُ دِرَّتَها / رضاعةً مِن ورائِها حَشكُ
تحيَّةً سلَّفتْكها مِقَتي / قبلَ التَّلاقي لركبِها رَتَكُ
يلْتَذُّها السَّمْعُ منك حين توا / فِيك وممّن يُحيرها الحنكُ
يا أيها القادمُ الذي انبلجَتْ / غُرَّتُهُ فانجلى بها الحلكُ
قدِمتُمُ سالمين والمجدُ مق / صورٌ عليكُم والفضلُ مشتركُ
وحرمةُ الجارِ والمطيفِ بكم / ممنوعةٌ والثراءُ منتهَكُ
يا طالبي ما يُحاكُ من حُلل ال / حمدِ بأغلى ما تُطبعُ السِّككُ
طلبتُمُ حقَّكم وفي الحقّ أنْ / يُقرَن ما تطلبون والدَّركُ
لا زلتُمُ سادةً مضاحكَ لل / ملك وأعداءُ حظِّكم ضُحَكُ
مسترفَدي الجاهِ والأكفِّ على / أبوابكم للعُفاةِ معتركُ
دعاءُ مستعصمٍ بكم أبداً / ما دام فيه السكون والحركُ
أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدَكْ
أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدَكْ / جهلاً وأسلمتَ للهوى قَوَدَكْ
حتى متى لا تُفيقُ من سِنَةٍ / ولا يداوي مفنِّدٌ فندَكْ
تُعملُ في صيدِ كل صائدةٍ / ختلكَ طوراً وتارة طَرَدكْ
ترمي التي إنْ أصابَ ظاهرَها / سهْمُك شكَّتْ بحدِّه كبدَكْ
يا صاحبَ اللومِ هبْ لذي شعفٍ / عوْنَك فيما عراهُ أو جَلَدَكْ
أوسِعْه عذراً ولُمْ مُعذِّبه / وقلْ له عن أخٍ قد اعتقدَكْ
يا حسنَ الجيدِ كم تُدِلُّ على ال / صبِّ كأنْ قد نحلته جيَدَكْ
يا واضحَ الثغرِ كم تُدِلُّ على ال / صبِّ كأنْ قد أذقتهُ بردَكْ
أدْلِلْ عليه إذا فعلتَ به / أفعَالك اللائي أشبهتْ غيَدَكْ
حظِّيَ من لؤلؤيْك منعُك مَنْ / ظومَك منّي وتارة بدَدَكْ
لا لثمَ ثغرٍ ولا محاورةً / يحلَى بها من هواه قد عبدكْ
يا مورداً صادقَ العذوبةِ أش / كوكَ وأشكو الحماةَ أنْ أردَكْ
إذا افترقنا وَشَى الوشاةُ وإنْ / كان التلاقي وجدتُهم رصَدَكْ
وأنت في منعِ ما أُحبُّ مع ال / قومِ فمن ذا يجير مُضطَهَدَكْ
يا ليتَ روحي وروحَك التقتا / في جسدي أو أُحِلَّتا جسدَكْ
عجبتُ من ظلمِكَ القويَّ ولو / شاءَ ضعيفٌ ثناكَ أو عقدكْ
دعْ ذا وقلْ في مديحِ ذي كرمٍ / قَوَّمَ إفْضالُ كفِّهِ أودَكْ
ممَّن إذا ما رجوتَ نائلهُ / أنجزَكَ الظنُّ فيهِ ما وعدَكْ
ما حُوذرتْ نكبةٌ مُزلزِلةٌ / بالناسِ إلا جعلتَه سندكْ
أوْلاك ما يوجبُ اعتبادكَ أد / ناه وما منَّهُ ولا اعْتَبَدَكْ
إسحاقُ أُمْتِعْتَ بالسلامةِ وال / أمْنِ ولا فارقَ التُّقى خلدَك
وكثَّر اللَّهُ من فتاك أبي / إسحاقَ في ظلِّ نعمةٍ عَدَدكْ
واعتمدَ اللَّهُ بالمكارهِ مَن / قدّرها فيك أو بِها اعتمدكْ
كم غائبٍ غابَ ثم عاد فأل / فاكَ أخا سؤدَدٍ كما عَهِدكْ
ترغبُ في حمدِ حامديك ولا / تحرمُ جدوى يديْكَ من جحدكْ
لا يرهبُ القاصدوك مِنْحَسةً / قد قصدَ الحظُّ بابَ من قصدَكْ
يا جبلَ اللَّهِ في بسيطته / لا هدَّكَ اللَّهُ بعدما وطَدَكْ
حقّاً لقد سَلَّكَ الهُدى ذكَراً / عضْباً وكان الضلالُ قد غمدكْ
كأنّما يَشهَدُ النبيَّ أو ال / صدّيقَ أو صاحبيْه مَن شهدَكْ
ورثتَ عباسَك الوسامة وال / رأي فما ينكر امرؤ سَدَدَكْ
وعِلْمُ عبدِ الإلهِ إرثُك لا / شكَّ فمِنْ ثمَّ تستقي مدَدَكْ
ولم تزلْ مذ نشأتَ ممتثلاً / نُسْكَ عليٍّ ميمِّماً صمدَكْ
وما تعديتَ من محمدٍ ال / حلمَ إذا ما المميِّزُ انتقدكْ
وحزمُ منصورك المشادُ به / فيك ومن ثمَّ تحتذي لددَكْ
وساقَ عيسى إليك آصرة ال / شَيْخَيْنِ رِفْداً فنِعْمَ ما رفدكْ
وإن بغاك امرؤ بحيث بنى / أحمدُ أعلى بنيانه وجدكْ
وما تخلفتَ عن خصال أبي / إسحاق من سعيه ولا جَهدكَ
آباءُ صِدْقٍ إذا بنيتَ من ال / مجد بناءً وجدتَهم عَمَدكْ
مِنْ كلِّهم فيك شيمة فتلتْ / حبلَكَ شزْراً وأحكمت عقدَكْ
وتُرْفَدُ الخيرَ من جدودك أو / يُلْقَى بك النَّسْبُ صاعداً أُدَدَكْ
أقولُ للمنبرِ الشريفِ وقدْ / طال مدى ما اقتضاكَ وارتصدَكْ
صبراً فلو قد علاك فارسُك ال / أصْيَدُ أحيا بريحهِ صَيَدَكْ
أبشرْ به منبرَ العَروبةِ وان / ظُرهُ كأني أراهُ قد صعِدكْ
إذ لا تجوزُ الصوابَ خطبتُهُ / ولا يضلُّ الهدى إذا اقتعدكْ
وكيف لا تكثرُ الحنينَ من ال / شوقِ إليه وجدُّه مهدَكْ
ياغرسَ ذي العرشِ لا شريكَ لهُ / أنبتَك اللَّهُ ثم لا حَصَدَكْ
بقيتَ للمكرماتِ ما بقيتْ / ولا فقدتَ الندى ولا فقدكْ
وحائرِ الرأْي فيك قلتُ له / أراكَ شبَّهت بحره ثَمَدَكْ
يا رَمِدَ العينِ قُمْ قبالَتَهُ / فداوِ باللحظ نحوه رَمَدَكْ
أقصِرْ عن الجهلِ يا مُماجِدَه / فقد قضى اللَّهُ أنه مَجدَك
نافستَ في المُنفِساتِ مَنْ وسعتْ / إحدى مناديح صدرهِ بلدكْ
ألومُ منْ يرتجي لحاقكَ في ال / مجدِ كما لا ألومُ من حَسَدَكْ
جاراك أهلُ العلاء فانقطعتْ / أنفاسُهم قبل قطعِهم أمدَكْ
جَرَوا فملُّوا الجِراء في طَلَقٍ / وذاك ما لا تملُّه أبدكْ
أقسمتُ باللَّهِ والنبيِّ لقد / قضتْ مساعيك حقَّ من وَلدكْ
يا منْ يَؤمُّ الوزيرَ معتمِداً / أبلغتَ خير البلاغِ معتمدَكْ
قلْ لأبي الصقرِ إن مَثَلْتَ له / واجمع لما أنت قائلٌ حشدكْ
لا يَعْجَبِ الناسُ أن تسودَهُمُ / حقُّ أياديك أن تطيلَ يدكْ
تاللَّهِ تدرِي الأكفُّ تشكر إط / لاقَك أصفادهن أمّ صفدَكْ
ما نسألُ اللَّه أن تنالَ من ال / خيراتِ إلا عديدَ مَنْ حمدكْ
ينصرفُ الوفدُ يحمدُون معاً / يومك فيهم ويأملون غدكْ
إنَّ الذئابَ التي تُغيرُ على ال / ناسِ تناهتْ من خوفها أسدَكْ
نصبْتَ للمسلمين محتِسباً / كثَّرَ مُعْطِيكَهُ به عُدَدَكْ
فقد أتى كلَّ ما تراه من ال / أمر رشاداً وما عدا رشدَكْ
لا زلتَ يا خيرَ سيدٍ عضُداً / له ولا زال كائناً عضُدكْ
وساخطٍ ما رضيتَ قلتُ له / ارضَ رِضاه أو افترشْ ضمدكْ
عشْ في ذراهُ ودعْ عداوتَه / وأنت في الخلد ترتعي رغدكْ
وإنْ تتابعتَ في شِقاقِكَهُ / فاعددك في النار تصطلي وقدكْ
يا من يعادي السماءَ أنْ رُفِعَتْ / كلْ خيرَها تحتها ودع نكدَكْ
نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكِهْ
نادمْتُ بدرَ السماءِ في فَلكِهْ / أجْزِلْ بِحظّ الوليّ من مَلِكِهْ
نادَمْتُهُ والحُظُوظُ نافِرةٌ / فاصْدَدْتُ وحْشِيَّهُنَّ في شركه
مِنْ بعدِ ما خاسَ بي وأسْلَمَنِي / طوْعاً إلى الدهرِ ضامِنُو دَرَكِهْ
هَتَفْتُ للدهرِ باسمِ قاسِمهِ / فانْهَزَمَ الدهرُ وهْو في شِكَكهْ
القاسمِ القاسم الرفّاد إذا / أيأسَ ضَرْعُ المُدِرّ من حَشَكِهْ
أبي الحسين الذي به حَسُن ال / سُلْطانُ وابيضَّ بعدما حلكهْ
فتىً له منظرٌ ومختَبَرٌ / صاغَهُما اللَّهُ من حُلى فَلَكِهْ
حديثُ سنٍّ كبيرُ معرفةٍ / مُحْتَنكٌ قبل حين محتنكِهْ
يعارَك الحُوَّل الأريب بهِ / ليثٌ تُفادي الليوث من عَركهْ
صِيغَ الحجا من سُكُونِه صِيغاً / راقتْ وصيغَ الذكاءُ من حَرَكهْ
يجمعُ ضدَّيْنِ من جلالته / في كل قلب ولُطْف منسلكهْ
مستحْكمُ الرأي غيرُ مُخْدَجِهِ / مُصَمّمُ العزمِ غيرُ مُرتَبكهْ
قد حاز ما في الشبابِ من أنقِ ال / حُسْنِ وما في المشيبِ من حُنَكهْ
فهو رضَى العينِ حين تُبْصِرُه / والرأي عَفْواً وبعْدَ مُعْتركهْ
جاهرْ به المُلْكَ والملوكَ معاً / ولا تُسَتّرْهُ خوف مُنْتَهكهْ
أخُو فعالٍ كأنَّ زُهْرَ نُجو / مِ الليلِ مطبوعةٌ على سككهْ
مُشْتركُ الحظ لا محصَّله / مُحَصَّلُ المجد غيرُ مشتركهْ
منتهك المالِ لا ممنَّعه / مُمَنَّعُ العِرضِ غيرُ منتَهكهْ
يحلُو على سَمعه السؤالُ وما / زالتْ نَعَمْ حُلْوةً على حَنَكهْ
كأنما القطْرُ من ندى يده / والبرَقُ من بِشْرِهِ ومن ضَحكهْ
لم يجْعَلِ الغدْر للوفاءِ أخاً / مُذْ كان في فَتْكه ولا نُسُكهْ
طبيعةً لا تزالُ تُخْلِصُها ال / أيَّامُ والتّبر عِنْد مُنْسبكهْ
كم حسناتٍ له مُشهَّرة / أسَرَّها ما استطاع من مَلَكِهْ
صيَّرني جودُهُ إلى فُسح ال / عيشِ فأغنيتُ طالبي مُسكهْ
في منزلٍ برُّ كلّ بادية / من صَحْنِهِ والبحار من بركهْ
تَصْبحُني فيه كُلُّ شارقة / جَدْوى حثيث النوالِ مُدَّركهْ
أُقاتِلُ الحرَّ في غلائلهِ / والقُرَّ في خَزّهِ وفي فَنكِهْ
لو دونيَ البحرُ جاء نائلُهُ / أسْبحَ من فُلكه ومن سَمَكِهْ
يا ابنَ عُبَيْد الإلهِ يا ابنَ أبي ال / قاسمِ شافي السلطانِ من نُهَكِهْ
يا ابنَ الوزير السَّديد منزَعُهُ / برغْمِ أنفِ العِدا ومؤتفكهْ
يا ابنَ الذي أصبحَتْ مآثرُهُ / من ضحكاتِ الزمان لا ضُحَكهْ
الجامع الشملَ بعدَ فرقته / والواصلِ الحبلَ بعد منْبتكهْ
شُكريكَ فرضٌ ولست بالغه / ولستُ في حالةٍ بمُتَّرِكهْ
خُذْها تهادي إليك طائعةً / مثلَ تهادي الغدير في حُبَكهْ
نُعْماك في منزلي مخيِّمةٌ / والشّعرُ في نَصِّه وفي رَتَكهْ
أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ
أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ / مُستفسداً ما امتننتَ من مِنَنِكْ
أيَّ جناياته اضطغنتَ له / فليس هذا أوانَ مضطغنكْ
يا قادماً سرَّني بمَقْدمه / قد ساءني ما أراه من ظَعنِكْ
أشكيتني بعد نعمةٍ حَسَمَتْ / شكواي صرفَ الزمانِ في زمنِكْ
تركتني ضاحياً بمُرْتَمَضٍ / وكنتُ تحت الظليل من فَنَنِكْ
يا أعذبَ الماءِ لِمْ أسنتَ على / مَنْ حقُّه أن يُعاذَ من أسنِك
من ذا تنصَّحتَ من ثقاتِك في / صرمي وماذا أطعتَ من ظننِك
لأيّ جُرمٍ غدوتَ تَلْفظُني / وكنتُ أحلى لديك من وسنِك
متى تقاعستُ عن لجامِك أو / خلعتُ رأسَ المُطيع من رسنِك
ألم أكن في حروبِك البطل ال / مَبلِيَّ والمستشارَ في هُدنِك
ألم أكنْ من سيوفِك القَلعي / ياتِ وإن شئتَ كنتُ من جُننك
مبتذلاً أنفَسي وممتهناً / نفسي فيما هويت من مَهنِك
يا واسعَ العفْوِ والمذاهبِ في ال / إفضالِ أين الرحيبُ من عطنك
إلا يكنْ ما امتننت من مننٍ / في مُنَّتي حملُها ففي مُنَنك
يا حَسن الخلْقِ والخلائقِ وال / أفعالِ أنَّى عدلتَ عن سَننك
إن كنت أخطأتُ أو أسأتُ فلا / يظهر قبيحي كذا على حَسنك
غلِّبْ عليه جميلَ فعلِك بي / إنَّ هناتي تغيب في شحنك
أعْيَنُنا سيّدٌ لأحْوَصنا / منك ومنِّي فعدّ عن إحنك
إن كان غابَ الصوابُ عن حَوصي / فلن يغيبَ الجميلُ عن عَيَنِك
يا عجباً من لئيم مُمتحَني / إن عزّ يوماً كريمَ ممتحنك
قد زاد في شكوى إِطِّراحُك إي / يايَ وما كان ذاك من سُننِك
الحمدُ للَّهِ كنتَ من فِتني / ولم أكنْ عندَ ذاك من فِتنك
أصبحتَ فيما يُعدُّ من شجني / ولستُ فيما يُعدُّ من شجنك
طالت شكاتي فما اكترثتَ ولا / ألجاتَ كفَّ الأسى إلى ذقَنك
بل ظلتَ تستعرضُ البقاعَ ولا / تسخى بتعريجةٍ إلى سكنِكْ
موضعِ أسرارِكَ التي سُترتْ / وزيركَ المرتضي ومؤتمنِكْ
يا حسرتا ما أحطتُ معرفةً / بأنَّ شجوي يزيدُ في أرنك
وكنتُ أستوهبُ الإله ضنىً / لا بل نُحُولاً يزيد في سمنك
يا شاعراً يرْعوي لدِمنته / هلّا جعلتَ الصديق من دِمَنك
أما تلقَّنتْ عن أئمَّتك ال / زهرِ بذاك الصحيح من لَعَنِك
إنَّ أحقَّ امرئٍ حَزنْتَ له / من يستعيذُ الإلَهَ من حَزنِك
إن تكُ قد بِعْتَني فمن غَبني / أُبكَى وأبكي وليس من غبنك
تعتاضُ منّي وليس لي عِوضٌ / منك متى ما خرجتُ من قرنك
وأيُّ شيءٍ أدقُّ من ثمني / وأيُّ شيءٍ أجلُّ من ثمنِك
قد ارتهنتُ الفؤادَ عندك فاح / فظْهُ وأحسِنْ جوار مُرتَهنك
لا تمتحنّي بمنع وجهك عي / نيَّ فلا صبرَ لي على مِحنك
ليس من العدلِ أن تعذّبني / بالهجرِ بعد الظهورِ في زِينك
ونائلٍ منك قلتُ حسبيَ بال / لَهِ إلهاً فاعكُف على وَثَنك
لستَ ترى الشمسَ غيرَ مُظلمةٍ / فلا انجلى ناظراكَ من كمنك
ولفَّكَ اللَّهُ في لفائفِ غم / مائكَ حتى تُلفَّ في كفنك
ذاك جوادٌ أراكَ مجتهداً / تطلبه واطئاً على ثُنَنك
يا عجباً من مُفاخرٍ حَمقٍ / يقيسُ أحفاشَهُ إلى حَضنك
أنَّى يُساميك في صليبة أح / رارِك أو مُعتفيكِ من يمنِكْ
ومن يسامي امرأً ومُعتقُهُ / كسيفٍ المِقْوَلِ ابنِ ذي يزنِك
دُونَكَهَا ناظراً بغَفْلَتكَ ال / حرَّةِ لا الألمعيِّ من طبنِك
واعذرْ حميداً إذا أذِنتَ لها / واغفرْ خطيئاتها لدى أذنِكْ
يقولُ فيك المديحَ قائلُنا / وأينَ ذاك الضِّياح من لَبنِك
فيغتدي سُبحةً لفيك ولو / شِئتَ بحقٍّ لكان من لُعَنك
عجْبتُ من ناسجٍ نسائجَهُ / جهَّزَ أبرادَهُ إلى عَدَنك
لا بل من العادلين عنك وإن / حاكوا خِلاف الرضيّ من يُمُنِك
يُهدِي لك الآبداتِ ممتدحٌ / وإنما الآبداتُ من فِطنك
فتكتسيهنّ ماجداً عِطر ال / طِينةِ لا يشتكينَ من درنِك
طوبى لمُهدٍ إليك خِلْعتَهُ / طوبى لمنشورةٍ على بدنك
لا زلتَ للناس موْرداً غَدِقاً / دلْوُكَ للمستقين في شَطنك
تُقرضنا العرفَ بالثناءِ وتع / تدُّ زكيَّ القروضِ من عَيَنك
كم غُرْبةٍ آنستْك في وطنٍ / للمجدِ آثرتَها على وطنك
علِمتَ أن الخيار في بِطَن ال / أضيافِ فاخترتها على بِطَنك
أقول للدهر إذ بصرتُ بمك / نونِك مثل الجميلِ من عَلَنك
يا دهرُ زوِّجه من كرائمك ال / نَعماءَ وادفعْ أذاكَ عن خَتَنك
قدْحي فقيرٌ إلى رياشك مس / تغنٍ بما قد براه من سَفَنكِ
فامنحنيَ العطفَ في جوابك لي / وأعفني إن رأيت من لَسَنك
أستغفر اللَّه من هجائيكا
أستغفر اللَّه من هجائيكا / وليس هاجيك آثماً فيكا
لكنني أتقِي وأشفقُ من / تقصير ما قلتُ عن مخازيكا
يا خالدَ اللؤمِ غيرَ مُؤتشبٍ / سبقْتَ باللؤم من يُجاريكا
أنت صريحُ اللئام لا كذباً / وهم إذا حُصّلوا مواليكا
يا مَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
يا مَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ / وعَنْ تباشِير وجْهِهِ ضَحكا
ومَنْ به رُدَّ سِتر عَوْرته / من بعد ما كان ستْرها هُتِكا
ومَنْ إذا حُجَّةٌ مُجَلِّيَةٌ / لاحت لعينيه لم يكن محِكا
ومن أبَى اللَّهُ أن نُرى أبداً / بعرْضِهِ في مَذمَّةٍ معكا
أستودعُ اللَّه حُسنَ رأيِكَ في / عَبْدٍ تلافيته وقَدْ هلكا
يغيبُ إنْ غاب والنصيحةُ وال / ودُّ رفيقاه حيثُما سَلكا
طافتْ به علةٌ فعالجها / فاعْتركَتْ والعلاجُ مُعْتركا
وقد أناخَتْ به مُماطلةً / فقد صغا من مطالها وبكى
وخوفُه العَتْبَ منكَ يُفْرِشُهُ / جمر الغضا ليلَهُ أو الحَسَكا
وحقهُ أن تكونَ تُؤْمِنُه / منْ كلّ شيءٍ يخافُه الدَّركا
وإنَّ إخلالَه ليَكرُثُهُ / لكنَّ عَوْداً بعينه بركا
وهو يرجِّي بيُمن وجهِك ذي ال / يمنِ قديماً أن يقطع الشَّركا
يُمنٍ إذا مسَّ ذا الوقود خَبا / عَفْواً وإن مَسَّ ذا الخمود ذكا
كم ساقَ مِنْ صحةٍ وعافيةٍ / إلى شديدٍ ضناهُ قد نُهكا
حتى استقلَّتْ به قُواهُ كما / كان وأضحَى سكُونُهُ حَركا
وكلُّ جارٍ غدوتَ تَعْصِمُه / فليس ذاكَ الحريمُ منتهكا
وعبدُك العبدُ لا يُخلّفه / عن حظّه غيرَ ما نثاهُ لكا
فأْذنْ له في علاج علَّته / واقبلْ من العُذْر ما نثا وحكى
أو لا فَهَبني اعتذرتُ معذرةً / أفِكتُ فيها كبعضِ من أَفِكا
أليسَ للنقصِ كنتُ عبدَك لا / شكَّ وللفضلِ كنتَ لي مَلكا
لا بل لَعَمْرِي كذا الحقيقةُ يا / من طاب فَرعاً ومحتداً وزكا
فاغفُلْ فما زِلتَ في الإقالةِ وال / صفحِ غريراً في الرأي مُحتَنِكا
وابذلْ ليَ العفو والتجاوزَ وال / إغضاءَ حتى يُقالَ ما اتَّركا
أحسِنْ ودَعني أُسيءُ يَخْلصْ لك ال / حمدُ وإلا أتاكَ مُشتركا
وقلْ مُدلٌّ بحرمةٍ قدمتْ / على رءوفٍ بكلِّ من ملكا
صادفَ فضلاً من سيِّدٍ فصفا / إلى الهُوينَى ومشتكى فشكا
لا زلت تعلو يداك مصطنعاً / للخير حتى تصافحَ الفلكا
ولا تزل لي بالشكرِ قافيةٌ / فيك تسيرُ الوجيفَ والرَّتكا
تَلذُّ من كلّ سامع أُذناً / حُسناً ومن كل مُنشدٍ حنكا
وليس في السيِّئاتِ أكسبها / بعهدِ أمرٍ إذا امرؤٌ فتكا
فأْمَنْ وآمِنْ فتىً قد انسبكت / أخلاقُه مذ رآك وانسبكا
أمَّنك اللَّه ما تخافُ ولا / أجرَى بغيرِ اعتلائك الفلكا
وَمَنْ رعى حيث لا أمانَ له / فلا زلتَ بمرعىً مجانبٍ شركا
يا مَنْ يُعمِّي على حليلتِه
يا مَنْ يُعمِّي على حليلتِه / شيباً يريها خضابُه حَلكا
أعجِبْ بتزويرك الخضابَ على / من تتولاه في الخلاء لكا
لن تنقلَ الشيبَ عن خليقته / ما عشتَ حتى تُصرّف الفلكا
ونرجسٍ كالثغور مبتسمٍ
ونرجسٍ كالثغور مبتسمٍ / له دموعُ المحدِّقِ الشاكي
أبكاهُ قطرُ الندى وأضْحكَهُ / فهْوَ مع القطر ضاحكٌ باكي
أرسلني عاشِقٌ بحاجتِهِ
أرسلني عاشِقٌ بحاجتِهِ / فجئت بين الرجاء والوَجَلِ
لا تُخْجِلنِّي بالردّ حسْبُك ما / ترى بخدي من حُمرةِ الخجلِ
وطائفٍ باستِهِ على طبقٍ
وطائفٍ باستِهِ على طبقٍ / يبغي لها حَرْبةً تُطاولُها
مُعاملٍ كلَّ عُصبةٍ سفلتْ / ولا ترى عِلْيةً يُعاملُها
قلْنا له لمْ هواكَ في سفلِ ال / ناس وشرُّ الأمورِ سافلُها
أفِرْقَةٌ وافقتْك طاعتُها / أمْ عُصبةٌ فُضّلتْ غراملُها
قال وجدْتُ الكعوبَ من قصبٍ / مختارُها شدةً أسافلُها
واسْتُ الفتى سِفْلة فغايتُها / ووكدُها سِفلة يُشاكلُها
لا تعذلِ النفسَ في تعجُّلها
لا تعذلِ النفسَ في تعجُّلها / فإننا خلْقَتان من عَجلِ
وإنَّ فوْتَ الذي أُبادرُهُ / أرمضُ لي مِنْ مُردَّدِ العذَلِ
أخشى كسادي على النساء إذا / أسنَنْتُ والسن جَمَّةُ الخبلِ
وإنني منْ كسادهنَّ على / سِنّي لأولىَ بالخوفِ والوَجلِ
كم من نشاطٍ لهُنَّ عندي في ال / يومِ وكم بعد ذاك من كَسَلِ
والعَيْشُ طعمانِ عند ذائقهِ / مُرُّ التوالي مستعذَبُ الأولِ
من عسلٍ تارةً ومن صبِرٍ / لهفي لتأخير عُقبةِ العسلِ
لو أنها أُخّرَتْ لطابَ بها ال / عيش وإن جاوزتْ شفا الأجلِ
أعجزنا كرّنا الشبابَ وأن / تُثمرَ صِدقاً مواعدُ الأملِ
كم تحسبُ العيشَ دار عُرْجتنا / وإنما العيشُ دارُ مُنْتقلِ
فبادِرِ الدهرَ بالمناعمِ والْ / لذّاتِ واحذرْ مِنْ وَشْك مُرْتَحلِ
فإنُ تعذَّرنَ أن يُجبنك بال / قوَّةِ فاحتَلْ لطائفَ الحيلِ
جاركمُ لا يُعادُ من عِللِهْ
جاركمُ لا يُعادُ من عِللِهْ / وضيفكُم لا يسدُّ من خَللِهْ
فاستعملوا الظلمَ والجفاءَ به / فليس تلك السبيلُ من سُبُلِهْ
ما ضرَّ مجفُوّكم جفاؤكُمُ / بالأمس في عيْشه ولا أمَلِهْ
لا إنْ جفوْتُم قضى العليلُ ولا / إن عُدْتُمُ تُنْسِئون في أجلِهْ
قصيدةٌ كرَّها مُثقّفُها
قصيدةٌ كرَّها مُثقّفُها / عليكَ إذ ثُقِّفتْ على مَهَلِ
أعجله الوقتُ عن رياضتها / فأقبلتْ ريّضاً على عجلِ
ثم استراضتْ فجاء مركَبُها / مُمْتَهَدَ الظهرِ مُردفَ الكَفَلِ
لم أحتشمْ كرَّها عليك ولا / سدَّد منها مواضعَ الخللِ
لأنني عالمٌ بأنك لا / تعتِبُ فيما أصلحتُ من عملي
وليس مثلي ينامُ عن خَلَلٍ / في مدح ممدوحِه ولا زلَلِ
لا سيما في مديح ممتدَحٍ / مشتهر الذكر سائر المثلِ
والشعر ما كان غير مُنْتَحَلٍ / يَحْرُمُ في مدح كل مُنْتَحِلِ
فَلْيَسْتَعِدْهَا الأميرُ ثانيةً / على الذي في المعادِ من ثِقلِ
وليحتمل عبدَه الأميرُ وإن / ثقَّلَ تثقيلَ غيرِ محتملِ
قُلْ لأبي سهلٍ الذي ترك ال
قُلْ لأبي سهلٍ الذي ترك ال / وعْر بمعروفهِ وقد سهُلا
رأيتُني يا أخا السّماح وإيْ / ياكَ عجيباً حديثُنا مَثلا
تولي فأُثني فتُتْبِعُ النَهَلَ ال / أوَّلَ من عارفاتك العَللا
فهكذا دأبُنا تجودُ فإنْ / أثْنيْتُ أتبعْتَ ناقةً جملا
ما نفلٌ جاءني فقُمْت به / في الناس إلا أردفْتَه نفلا
اللَّه عوْني على صنيعِك بي / فما أرى لي بحملهِ قِبَلا
كلَّفْتُ تخفيف ما امتَننْتَ به / شُكريك فازداد كاهلي ثِقلا
يا آلَ نوبختَ لا عدمتُكمُ / ولا تبدَّلتُ منكُمُ بدلا
إن صحَّ علمُ النجومِ كان لكم / حقاً إذا ما سواكمُ انتحلا
كم عالمٍ فيكمُ وليس بأن / قاسَ ولكن بأن رقى فَعَلا
أعلاكُم في السماء مجدُكُمُ / فلستُمُ تجهلون ما جُهلا
شافهتُمُ البدرَ في السؤالِ عن ال / أمرِ إلى أن بلغتُمُ زُحَلا
وكلُّ ما بين ذا وذاك فما / تخشون أنَّى سلكتُمُ الزللا
لم تدركوا قطُّ بالحسابِ بل ال / أحساب علماً لكم ولا عملا
ما جعل اللَّه بين علمكُمُ / وبينكم غيرَ مَجدِكم وُصَلا