القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 94
كُنتُ مِنَ الحُبِّ في ذُرى نيقِ
كُنتُ مِنَ الحُبِّ في ذُرى نيقِ / أَرودُ مِنهُ مَرادَ مَوموقِ
مَجالُ عَيني في يانِعٍ زاهِرِ ال / رَوضِ وَشُربي مِن غَيرِ تَرنيقِ
حَتّى نَفاني عَنهُ تَخَلُّقُ وا / شٍ كِذبَةً لَفَّها بِتَذويقِ
جِئتُ قَفا ما نِمتُهُ مُعتَذِراً / قَد فَتَّرَت مِنهُ بَعدَ تَخريقِ
يا أَيُّها المُبطِلونَ مَعذِرَتي / أَراكُمُ اللَهُ وَجهَ تَصديقِ
نَمَّ بِما كُنتُ لا أَبوحُ بِهِ / عَلى لِسانٍ بِالدَمعِ مِنطيقِ
شَوقاً إِلى حُسنِ صورَةٍ ظَفِرَت / مِن سَلسَبيلِ الجِنانِ بِالريقِ
وَصيفُ كَأسٍ مُحَدِّثٌ وَلَها / تيهُ مُغَنٍّ وَظُرفُ زِنديقِ
تَشوبُ ذُلّاً بِعِزَّةٍ فَلَها / ذُلُّ مُحِبٍّ وَعِزُّ مَعشوقِ
وَرِدفُها كَالكَثيبِ نيطَ إِلى / خَصرٍ رَقيقِ اللِحاءِ مَمشوقِ
أَمشي إِلى جَنبِها أُزاحِمُها / عَمداً وَما بِالطَريقِ مِن ضيقِ
كَقَولِ كِسرى فيما تَمَثَّلَهُ / مِن فُرَصِ اللِصِّ ضَجَّةُ السوقِ
فَالحَمدُ لِلَّهِ يا رَفاقَةُ ما / كُلُّ مُحِبٍّ أَيضاً بِمَرزوقِ
وَسَبسَبٍ قَد عَلَوتُ طامِسَهُ / بِناقَةٍ فوقَةٍ مِنَ النوقِ
كَأَنَّما رِجلُها قَفا يَدِها / رِجلُ وَليدٍ يَلهو بِدَبّوقِ
كَأَنَّما أُسلِمَت قَوائِمُها / إِذا مَرَتهُنَّ مِن مَجانيقِ
إِلى اِمرِئٍ أُمُّ مالِهِ أَبَداً / تَسعى بِجَيبٍ في الناسِ مَشقوقِ
يَداهُ كَالأَرضِ وَالسَماءِ فَما / تُنقِصُ قُطرَيهِ كَفُّ مَخلوقِ
فَإِن يَكُن مَن سِواهُ شَيءٌ فَمِن / هُ وَهوَ في ذاكَ غَيرُ مَسبوقِ
فَكَم تَرى مِن مُجَوِّدٍ أَظهَرَ ال / عَبّاسُ مِنهُ طِباعَ مَستوقِ
وَأَنتَ إِذ لَيسَ لِلقَضاءِ حَصىً / غَيرُ أَكُفِّ الكُماةِ وَالسوقِ
وَكانَ بِالمُرهَفاتِ ضَربُهُمُ / ضَربَ بَني الحَيِّ بِالمَخاريقِ
أَغلَبُ أَوفى عَلى بَراثِنِهِ / يَفتَرُّ عَن كُلَّحِ الشَبا روقِ
كَأَنَّما عَينُهُ إِذا اِلتَهَبَت / بارِزَةَ الجَفنِ عَينُ مَخنوقِ
لَمّا تَراءَوكَ قالَ قائِلُهُم / قَد جاءَكُم قابِضُ البَطاريقِ
فَاِنصَدَعوا وِجهَةً كَأَنَّهُمُ / جُناةُ شَرٍّ يُنفَونَ بِالبوقِ
لَمّا تَداعى بِمَكَّةَ العاجِزُ ال / رَأيِ عَلى ضِلَّةٍ وَتَفريقِ
سَجِيَّةٌ مِنكَ حُزتَها عَن أَبي ال / فَضلِ فَما شُبتَها بِتَرنيقِ
وَكانَ سَيفُ الرَبيعِ يَأدِبُ ذا ال / سَفهَةِ مِنها وَراكِبَ الموقِ
فَيا لَهُ سُؤدُداً خَلا لِأَبي ال / فَضلِ لِغَمرِ النِجادِ بِطريقِ
مِن سَرَّ آلَ النَبِيِّ في رُتَبٍ / قالَ لَها اللَهُ بِالتُقى فوقي
ثُمَّ جَرى الفَضلُ فَاِنطَوى قُدُماً / دونَ مَداهُ مِن غَيرِ تَرهيقِ
فَقيلَ راشا سَهماً تُرادُ بِهِ ال / غايَةُ وَالنَصلُ سابِقُ الفوقِ
وَإِنَّ عَبّاسَ مِثلُ والِدِهِ / لَيسَ إِلى غايَةٍ بِمَسبوقِ
تَأَنَّقَ اللَهُ حينَ صاغَكُما / فَفُقتُما الناسَ أَيَّ تَأنيقِ
فَصَوَّرَ الفَضلَ مِن نَدىً وَحِجىً / وَأَنتَ مِن حِكمَةٍ وَتَوفيقِ
يا عَرَبِيّاً مِن صَنعَةِ السوقِ
يا عَرَبِيّاً مِن صَنعَةِ السوقِ / وَصَنعَةُ السوقِ ذاتُ تَشقيقِ
ما رَأيُكُم يا نِزارُ في رَجُلٍ / يَدخُلُ فيكُم مِن خَلقِ مَخلوقِ
وَيَحمِلُ الوَطبَ وَالعِلابَ وَلا / يَصلُحُ إِلّا لِحَملِ إِبريقِ
لَقَد ضَرَبنا بِالطَبلِ أَنَّكَ في ال / قَومِ صَحيحٌ وَصيحَ في البوقِ
قَد أَخَذَ اللَهُ مِن رَقاشِ عَلى / تَركِهِمُ المَجدَ بِالمَواثيقِ
فَالناسُ يَسعَونَ لِلعُلى قُدُماً / وَهُم وَراءَ مُكَسَّرو السوقِ
هَذا كَذاكُم وَفي الهِياجِ إِذا / هيجَ فَما شِئتَ مِن بَواشيقِ
يا اِبنَ حُدَيجٍ أَطرِق عَلى مَضَضٍ
يا اِبنَ حُدَيجٍ أَطرِق عَلى مَضَضٍ / لا تَبرَ مِن سِلعَةٍ وَلا حَسَكِ
فَلَستَ مِن آكِلِ المُرارِ وَلا ال / فارِسِ رَبِّ الرِبابِ وَالمُلُكِ
فَاِرضَ بِحَظِّ السُكونِ مِن تافِهِ ال / مَجدِ فَلَيسَ السُكونُ كَالحَرَكِ
أَما تَرى الشَمسَ حَلَّتِ الحَمَلا
أَما تَرى الشَمسَ حَلَّتِ الحَمَلا / وَقامَ وَزنُ الزَمانِ فَاِعتَدَلا
وَغَنَّتِ الطَيرُ بَعدَ عُجمَتِها / وَاِستَوفَتِ الخَمرُ حَولَها كَمَلا
وَاِكتَسَتِ الأَرضُ مِن زَخارِفِها / وَشيَ نَباتٍ تَخالُهُ حُلَلا
فَاِشرَب عَلى جِدَّةِ الزَمانِ فَقَد / أَصبَحَ وَجهُ الزَمانِ مُقتَبِلا
كَرخِيَّةٌ تَترُكُ الطَويلَ مِنَ ال / عَيشِ قَصيراً وَتَبسُطُ الأَمَلا
تَلعَبُ لِعبَ السَرابِ في قَدَحِ ال / قَومِ إِذا ما حَبابُها اِتَّصَلا
يَقولُ صَرِّف إِذا مَزَجتَ لَهُ / مَن لَم يَكُن لِلكَثيرِ مُحتَمِلا
عُجنا بِثِنتَينِ مِن طَبائِعِها / حُسناً وَطيباً تَرى بِهِ المَثَلا
إِنّي وَإِن كُنتُ ماجِناً خَرِقاً
إِنّي وَإِن كُنتُ ماجِناً خَرِقاً / لا يَخطِرُ النُسكُ لي عَلى بالِ
لَذو حَياءٍ وَذو مُحافَظَةٍ / مُبتاعُ حَمدِ الرِجالِ بِالغالي
فَإِن دَنَّسَ المالُ عِرضَ ذي شَرَفٍ / فَإِنَّ عِرضي يُصانُ بِالمالِ
وَأَعشَقُ الجُؤذُرَ الرَخيمَ وَلا / أَكتُمُ حُبّي لَهُ فَيَخفى لي
وَخَندَريسٍ باكَرتُ حانَتَها / فَوَدَّجوا خَصرَها بِمِبزالِ
فَسالَ عِرقٌ عَلى تَرائِبِها / كَأَنَّ مَجراهُ فَتلُ خَلخالِ
حَتّى إِذا صَبَّها مُفَدَّمَةً / تَضحَكُ عَن جَوهَراتِ لِآلِ
دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ / لا تَسقِ هَذا الشَرابَ عُذّالي
فَبِتُّ أُسقى وَمَن كَلِفتُ بِهِ / مُدامَةً صُفِّقَت بِسَلسالِ
أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ
أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ / كَأسُ عُقارٍ تَجري عَلى ثَمَلِ
يُديرُها أَحوَرٌ بِهِ هَيَفٌ / مُعتَدِلُ الخَلقِ راجِحُ الكَفَلِ
عَلى شَبابٍ ما فيهِمُ خَرِقٌ / وَلا سَفيهٌ وَلا أَخو زَلَلِ
إِذا اِستَدارَت بِكَفِّهِ وَبَدَت / رَأَيتَ فيها كَهَيأَةِ الشُعَلِ
تَحكي لَنا الجُلَّنارَ وَجنَتُهُ / إِذا عَلاها تَوَرُّدُ الخَجَلِ
فَإِن تَرُم عِندَهُ مُداعَبَةً / قالَ لَكَ اِحذَر مِن ذَلِكَ العَمَلِ
فَحينَ مِنهُ خَشيتُ جَلوَتَهُ / أَكثَرَ في جودِهِ مِنَ القُبَلِ
وَما لِمَن رامَ مِنهُ جَلوَتَهُ / وَصِرتُ مِن حُبِّهِ عَلى وَجَلِ
دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ / قَد أَعجَزَتني مَذاهِبُ الحِيَلِ
حَبلي وَحَبلُ الَّذي كَلِفتُ بِهِ / عَلى تَدانيهِ غَيرُ مُتَّصِلِ
فَرَدَّهُ الشَيخُ عَن صُعوبَتِهِ / وَصارَ قَوّادَنا وَلَم يَزَلِ
لا تَهجُرَنَّ الحَبيبَ إِن هَجَرا
لا تَهجُرَنَّ الحَبيبَ إِن هَجَرا / وَلا تُعاقِبهُ بِالَّذي فَعَلا
إِذا بَلَوناهُ في الوِصالِ فَما / أَحسَنَ إِلّا المِطالَ وَالعِلَلا
مَرَّ بِنا وَالعُيونُ تَأخُذُهُ
مَرَّ بِنا وَالعُيونُ تَأخُذُهُ / تَجرَحُ مِنهُ مَواضِعَ القُبَلِ
أُفرِغَ في قالَبِ الجَمالِ فَما / يَصلُحُ إِلّا لِذَلِكَ العَمَلِ
ما لِيَ في الناسِ كُلُّهُم مَثَلُ
ما لِيَ في الناسِ كُلُّهُم مَثَلُ / مائي عُقارٌ وَنُقلِيَ القُبَلُ
كَذاكَ حَتّى إِذا العُيونُ غَفَت / وَحانَ نَومي فَمَفرَشي كَفَلُ
يا أَيُّها الناسُ بادِروا أَجَلاً / فَكُلُّ نَفسٍ وَرائَها أَجَلُ
لِيَحمَدِ اللَهَ مُنكُمُ رَجُلٌ / ساعَدَهُ في حَبيبِهِ الأَمَلُ
لَم يُنسِني السَعيُ وَالطَوافُ وَلا ال
لَم يُنسِني السَعيُ وَالطَوافُ وَلا ال / داعونَ لِما اِبتَهَلنَ وَاِبتَهَلوا
قَضيبُ بانٍ إِن قامَ يَنخَزِلُ / وَإِن تَوَلّى فَكُلُّهُ كَفَلُ
مَيسانُ مِن حَيثُ ما عَطَفتَ لَهُ / حَيّاكَ وَجهٌ بِحُسنِهِ المَثَلُ
تَخالُ خَدَّيهِ لِاِحمِرارِهِما / يُفَتِّحُ الوَردَ فيهِما الخَجَلُ
تَراهُ كَسلانَ مِن تَساقُطِهِ / وَما بِهِ غَيرُ نِعمَةٍ كَسَلُ
يَجِلُّ أَن نُلحِقَ الصِفاتِ بِهِ / فَكُلُّ حُسنٍ لِحُسنِهِ خَوَلُ
مَن أَنا في مَوقِفِ الحِسابِ إِذا
مَن أَنا في مَوقِفِ الحِسابِ إِذا / نودِيَ بِالأَنبِياءِ وَالرُسُلِ
ذَلِكَ يَومٌ يَجِلُّ عَن خَطَري / فَما لِمِثلي هُناكَ مِن أَمَلِ
هُنتَ عَلى الخالِقِ الجَليلِ فَما / يَنظُرُ في قِصَّتي وَلا عَمَلي
عوجا صُدورَ النَجائِبِ البُزَّل
عوجا صُدورَ النَجائِبِ البُزَّل / فَسائِلا عَن قَطينَةِ المَنزِل
ما بالُهُ بِالصَعيدِ مُتَّرَكاً / مَمحُوَّ الأَعلى مُغَربَلَ الأَسفَل
لِمَرِّ حَنّانَةٍ تُلِمُّ بِهِ / تَجنُبُ طَوراً وَتارَةً تُشمِل
وَكُلُّ رَبعٍ يَخِفُّ ساكِنُهُ / عَمّا قَليلٍ لا بُدَّ أَن يَمحَل
سارَ لَعَمري عَنهُ الأَحِبَّةُ إِذ / ساروا وَما عِندَنا لَهُم مَعدَل
أَزمانَ إِذ نَغبِطُ النَعيمَ بِهِ / مِن كُلِّ فَنٍّ كَأَنَّنا نَختِل
في سَكرَةٍ لِلصِبا وَعَمياءَ لا / نَسمَعُ غَيرَ الصَبا وَلا نَعقِل
حَتّى إِذا ما اِنجَلَت عَمايَتُهُ / رَوَّحتُ نَفسي وَالعاذِلُ المُعمِل
وَالنَفسُ ما لَم تَكُن لِسَكرَتِها / عاذِلَةً لَم تَرُح إِلى عُذَّل
وَمَهمَهٍ جِزتُهُ مُخاطَرَةً / بِصَحصَحانِ السَرابِ قَد سُربِل
بِعِرمِسٍ أُمُّها الشَمالُ وَتَع / تَدُّ بِصِهرٍ في البَرقِ لا يَنكِل
وَجناءُ تَكفي بِالسَيرِ راكِبَها / تَحريكَ سَوطٍ وَقَولَهُ حَيهِل
تَأُمُّ قَرماً أَحَبَّ ما مَلَكَت / كَفّاهُ مِن مالِهِ الَّذي يَبذُل
يا أَيُّها المُبتَدي وَلَم تُسأَل / أَنتَ وَلَمّا تَسَل كَذا تَفعَل
أَحلِفُ بِاللَهِ لَو سَأَلتُكَ ما / تَملِكُ أَعطَيتَني إِلى الجَندَل
تَبارَكَ اللَهُ إِنَّ ذا كَرَمٌ / لَم يُعطَهُ آخِرٌ وَلا أَوَّل
قَد جَعَلَ اللَهُ في أَنامِلِ إِب / راهيمَ رِزقَ الضَعيفِ وَالمُرمِل
فَما تَرى مَن يَخونُهُ زَمَنٌ / إِلّا عَلى جودِ كَفِّهِ يُحمَل
وَلا جَميلاً في الناسِ نَعلَمُهُ / إِلّا وَأَدنى فِعالَهُ أَجمَل
يا فاضِحَ البُخلِ ما تَرَكتَ فَتىً / يُدعى جَواداً إِلّا وَقَد بُجِّل
خافَ مِنَ الأَرضِ أَن تَميدَ بِهِ
خافَ مِنَ الأَرضِ أَن تَميدَ بِهِ / فَأَوسَعَ الناسَ كُلَّهُم ثِقلا
أَشرَقُ بِالكَأسِ حينَ أَنظُرُهُ / وَلَو شَرِبتُ الزُلالَ وَالعَسَلا
الناسُ مِن مُحسِنٍ لَهُ صِفَةٌ
الناسُ مِن مُحسِنٍ لَهُ صِفَةٌ / وَمِن مُسيءٍ يَكفيكَهُ عَمَلُه
وَالمَرءُ ما عاشَ عامِلٌ نَصِبٌ / لا يَنقَضي حِرصُهُ وَلا أَمَلُه
يَرجو أُموراً عَنهُ مُغَيَّبَةً / جَهلاً وَمِن دونِ ما رَجا أَجَلُه
اِردُد عَلَيَّ المُدامَ بِالجامِ
اِردُد عَلَيَّ المُدامَ بِالجامِ / وَسَقِّنيها بِرَغمِ لُوّامي
وَجُرَّ زِقّاً كَأَنَّهُ رَجُلٌ / مُفَصَّلُ الساعِدَينِ مِن حامِ
أَدِر عَلَينا أَدِر مُعَتَّقَةً / يَرِقُّ مِنها صَفيقُ إِسلامي
كَأَنَّها وَالمِزاجُ يَقرَعُها / شِهابُ دِجنٍ يَلوحُ قُدّامي
لا تَبكِ رَبعاً عَفا بِذي سَلَمِ
لا تَبكِ رَبعاً عَفا بِذي سَلَمِ / وَبَزَّ آثارَهُ يَدُ القِدَمِ
وَعُج بِنا نَجتَلي مُخَدَّرَةً / نَسيمُها ريحُ عَنبَرٍ ضَرِمِ
إِذا عَلاها المِزاجُ أَضحَكَها / عَنِ اللَآلي بِحُسنِ مُبتَسِمِ
مِن كَفِّ ظَبيٍ أَغَنَّ ذي غَنَجٍ / أُكمِلَ مِن قَرنِهِ إِلى القَدَمِ
أَغيَدُ مُرتَجَّةٌ رَوادِفُهُ / مُحتَلِمٌ أَو دُوَينَ مُحتَلِمِ
كَأَنَّ خَدَّيهِ في بَياضِهِما / قَد أُشرِبَت وَجنَتاهُما بِدَمِ
كَأَنَّ صُدغَيهِ في سَوادِهِما / خُطّا عَلى عارِضَينِ بِالقَلَمِ
كَأَنَّهُ دُرَّةٌ مُحَبَّرَةٌ / عَلَّقَها راهِبٌ عَلى صَنَمِ
فَذاكَ شَرطي إِذا خَلَوتُ بِهِ / مُحتَشِماً رِقبَةً مِنَ الحَشَمِ
جِنانُ إِن جُدتِ يا مُنايَ بِما
جِنانُ إِن جُدتِ يا مُنايَ بِما / آمُلُ لَم تَقطُرِ السَماءُ دَما
وَإِن تَمادَي وَلا تَمادَيتِ في / مَنعِكِ أُصبِح بِقَفرَةٍ رِمَما
عَلِقتُ مَن لَو أَتى عَلى أَنفُسِ ال / ماضينَ وَالغابِرينَ ما نَدِما
لَو نَظَرَت عَينُهُ إِلى حَجَرٍ / وَلَّدَ فيهِ فُتورُها سَقَما
ما أَقبَحَ الهَجرَ بِالمُحِبِّ وَما
ما أَقبَحَ الهَجرَ بِالمُحِبِّ وَما / أَحسَنَ وَصلَ الحَبيبِ لَو عَلِما
يا حُبُّ لا مِنكَ كَم تُبَرِّحُ بي / فَبَدَّلَ اللَهُ قَولَ لا نَعَما
يا ناقِضَ العَهدِ وَالوِصالِ لَقَد / أَبدَلتَ عَينَيَّ بِالدُموعِ دَما
حَتّى لَقَد شاعَ ما أُكاتِمُهُ / وَصِرتُ لِلناسِ في الهَوى عَلَما
يا مَعشَرَ الناسِ مَن رَأى أَحَداً / قَد مَسَّهُ الشَوقُ وَالهَوى سَلِما
مُخالِفٌ لي قَدِ اِبتُليتُ بِهِ / أَحسَنُ خَلقِ الإِلَهِ مُبتَسِما
يا اِبنَ عَلِيٍّ عَلَوتَ إِن كانَ ما
يا اِبنَ عَلِيٍّ عَلَوتَ إِن كانَ ما / حَدَّثتَ حَقّاً وَحَسبُكَ التُهَمُ
وَصلُ الَّذي راحَ كَالغَزالِ مِنَ ال / ديوانِ مِن فَوقِ أُذنِهِ قَلَمُ
قَد حَلَّ سَهواً أَو عامِداً أَحَدَ ال / زَرَّينِ لَمّا اِستَفَزَّهُ السَأَمُ
ثُمَّ بَدا خالُهُ الفَريدُ الَّذي / لَيسَ لَهُ مُؤنِسٌ وَلا رَهِمُ
حاشايَ إِنّي غَضَضتُ مِن بَصَري / تَكَرُّماً إِنَّ شيمَتي الكَرَمُ
فَلا أَصابَتكَ عَينُ ذي حَسَدٍ / فيهِ وَلا كُدِّرَت بِهِ النِعَمُ
يا ريمُ هاتِ الدَواةَ وَالقَلَما
يا ريمُ هاتِ الدَواةَ وَالقَلَما / أَكتُبُ شَوقي إِلى الَّذي ظَلَما
غَضبانَ قَد عَزَّني رِضاهُ وَلَو / يَسأَلُ مِمّا غَضِبتَ ما عَلِما
فَلَيسَ يَنفَكُّ مِنهُ عاشِقُهُ / في جَمعِ عُذرٍ لِغَيرِ ما اِجتَرَما
أَظَلُّ يَقظانَ مِن تَذَكُّرِهِ / حَتّى إِذا نِمتُ كانَ لي حُلُما
عَلِقتُ مَن أَتى عَلى أَنفَسِ ال / ماضينَ وَالغابِرينَ ما نَدِما
لَو نَظَرَت عَينُهُ إِلى حَجَرٍ / وَلَّدَ فيهِ فُتورُها سَقَما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025