المجموع : 94
كُنتُ مِنَ الحُبِّ في ذُرى نيقِ
كُنتُ مِنَ الحُبِّ في ذُرى نيقِ / أَرودُ مِنهُ مَرادَ مَوموقِ
مَجالُ عَيني في يانِعٍ زاهِرِ ال / رَوضِ وَشُربي مِن غَيرِ تَرنيقِ
حَتّى نَفاني عَنهُ تَخَلُّقُ وا / شٍ كِذبَةً لَفَّها بِتَذويقِ
جِئتُ قَفا ما نِمتُهُ مُعتَذِراً / قَد فَتَّرَت مِنهُ بَعدَ تَخريقِ
يا أَيُّها المُبطِلونَ مَعذِرَتي / أَراكُمُ اللَهُ وَجهَ تَصديقِ
نَمَّ بِما كُنتُ لا أَبوحُ بِهِ / عَلى لِسانٍ بِالدَمعِ مِنطيقِ
شَوقاً إِلى حُسنِ صورَةٍ ظَفِرَت / مِن سَلسَبيلِ الجِنانِ بِالريقِ
وَصيفُ كَأسٍ مُحَدِّثٌ وَلَها / تيهُ مُغَنٍّ وَظُرفُ زِنديقِ
تَشوبُ ذُلّاً بِعِزَّةٍ فَلَها / ذُلُّ مُحِبٍّ وَعِزُّ مَعشوقِ
وَرِدفُها كَالكَثيبِ نيطَ إِلى / خَصرٍ رَقيقِ اللِحاءِ مَمشوقِ
أَمشي إِلى جَنبِها أُزاحِمُها / عَمداً وَما بِالطَريقِ مِن ضيقِ
كَقَولِ كِسرى فيما تَمَثَّلَهُ / مِن فُرَصِ اللِصِّ ضَجَّةُ السوقِ
فَالحَمدُ لِلَّهِ يا رَفاقَةُ ما / كُلُّ مُحِبٍّ أَيضاً بِمَرزوقِ
وَسَبسَبٍ قَد عَلَوتُ طامِسَهُ / بِناقَةٍ فوقَةٍ مِنَ النوقِ
كَأَنَّما رِجلُها قَفا يَدِها / رِجلُ وَليدٍ يَلهو بِدَبّوقِ
كَأَنَّما أُسلِمَت قَوائِمُها / إِذا مَرَتهُنَّ مِن مَجانيقِ
إِلى اِمرِئٍ أُمُّ مالِهِ أَبَداً / تَسعى بِجَيبٍ في الناسِ مَشقوقِ
يَداهُ كَالأَرضِ وَالسَماءِ فَما / تُنقِصُ قُطرَيهِ كَفُّ مَخلوقِ
فَإِن يَكُن مَن سِواهُ شَيءٌ فَمِن / هُ وَهوَ في ذاكَ غَيرُ مَسبوقِ
فَكَم تَرى مِن مُجَوِّدٍ أَظهَرَ ال / عَبّاسُ مِنهُ طِباعَ مَستوقِ
وَأَنتَ إِذ لَيسَ لِلقَضاءِ حَصىً / غَيرُ أَكُفِّ الكُماةِ وَالسوقِ
وَكانَ بِالمُرهَفاتِ ضَربُهُمُ / ضَربَ بَني الحَيِّ بِالمَخاريقِ
أَغلَبُ أَوفى عَلى بَراثِنِهِ / يَفتَرُّ عَن كُلَّحِ الشَبا روقِ
كَأَنَّما عَينُهُ إِذا اِلتَهَبَت / بارِزَةَ الجَفنِ عَينُ مَخنوقِ
لَمّا تَراءَوكَ قالَ قائِلُهُم / قَد جاءَكُم قابِضُ البَطاريقِ
فَاِنصَدَعوا وِجهَةً كَأَنَّهُمُ / جُناةُ شَرٍّ يُنفَونَ بِالبوقِ
لَمّا تَداعى بِمَكَّةَ العاجِزُ ال / رَأيِ عَلى ضِلَّةٍ وَتَفريقِ
سَجِيَّةٌ مِنكَ حُزتَها عَن أَبي ال / فَضلِ فَما شُبتَها بِتَرنيقِ
وَكانَ سَيفُ الرَبيعِ يَأدِبُ ذا ال / سَفهَةِ مِنها وَراكِبَ الموقِ
فَيا لَهُ سُؤدُداً خَلا لِأَبي ال / فَضلِ لِغَمرِ النِجادِ بِطريقِ
مِن سَرَّ آلَ النَبِيِّ في رُتَبٍ / قالَ لَها اللَهُ بِالتُقى فوقي
ثُمَّ جَرى الفَضلُ فَاِنطَوى قُدُماً / دونَ مَداهُ مِن غَيرِ تَرهيقِ
فَقيلَ راشا سَهماً تُرادُ بِهِ ال / غايَةُ وَالنَصلُ سابِقُ الفوقِ
وَإِنَّ عَبّاسَ مِثلُ والِدِهِ / لَيسَ إِلى غايَةٍ بِمَسبوقِ
تَأَنَّقَ اللَهُ حينَ صاغَكُما / فَفُقتُما الناسَ أَيَّ تَأنيقِ
فَصَوَّرَ الفَضلَ مِن نَدىً وَحِجىً / وَأَنتَ مِن حِكمَةٍ وَتَوفيقِ
يا عَرَبِيّاً مِن صَنعَةِ السوقِ
يا عَرَبِيّاً مِن صَنعَةِ السوقِ / وَصَنعَةُ السوقِ ذاتُ تَشقيقِ
ما رَأيُكُم يا نِزارُ في رَجُلٍ / يَدخُلُ فيكُم مِن خَلقِ مَخلوقِ
وَيَحمِلُ الوَطبَ وَالعِلابَ وَلا / يَصلُحُ إِلّا لِحَملِ إِبريقِ
لَقَد ضَرَبنا بِالطَبلِ أَنَّكَ في ال / قَومِ صَحيحٌ وَصيحَ في البوقِ
قَد أَخَذَ اللَهُ مِن رَقاشِ عَلى / تَركِهِمُ المَجدَ بِالمَواثيقِ
فَالناسُ يَسعَونَ لِلعُلى قُدُماً / وَهُم وَراءَ مُكَسَّرو السوقِ
هَذا كَذاكُم وَفي الهِياجِ إِذا / هيجَ فَما شِئتَ مِن بَواشيقِ
يا اِبنَ حُدَيجٍ أَطرِق عَلى مَضَضٍ
يا اِبنَ حُدَيجٍ أَطرِق عَلى مَضَضٍ / لا تَبرَ مِن سِلعَةٍ وَلا حَسَكِ
فَلَستَ مِن آكِلِ المُرارِ وَلا ال / فارِسِ رَبِّ الرِبابِ وَالمُلُكِ
فَاِرضَ بِحَظِّ السُكونِ مِن تافِهِ ال / مَجدِ فَلَيسَ السُكونُ كَالحَرَكِ
أَما تَرى الشَمسَ حَلَّتِ الحَمَلا
أَما تَرى الشَمسَ حَلَّتِ الحَمَلا / وَقامَ وَزنُ الزَمانِ فَاِعتَدَلا
وَغَنَّتِ الطَيرُ بَعدَ عُجمَتِها / وَاِستَوفَتِ الخَمرُ حَولَها كَمَلا
وَاِكتَسَتِ الأَرضُ مِن زَخارِفِها / وَشيَ نَباتٍ تَخالُهُ حُلَلا
فَاِشرَب عَلى جِدَّةِ الزَمانِ فَقَد / أَصبَحَ وَجهُ الزَمانِ مُقتَبِلا
كَرخِيَّةٌ تَترُكُ الطَويلَ مِنَ ال / عَيشِ قَصيراً وَتَبسُطُ الأَمَلا
تَلعَبُ لِعبَ السَرابِ في قَدَحِ ال / قَومِ إِذا ما حَبابُها اِتَّصَلا
يَقولُ صَرِّف إِذا مَزَجتَ لَهُ / مَن لَم يَكُن لِلكَثيرِ مُحتَمِلا
عُجنا بِثِنتَينِ مِن طَبائِعِها / حُسناً وَطيباً تَرى بِهِ المَثَلا
إِنّي وَإِن كُنتُ ماجِناً خَرِقاً
إِنّي وَإِن كُنتُ ماجِناً خَرِقاً / لا يَخطِرُ النُسكُ لي عَلى بالِ
لَذو حَياءٍ وَذو مُحافَظَةٍ / مُبتاعُ حَمدِ الرِجالِ بِالغالي
فَإِن دَنَّسَ المالُ عِرضَ ذي شَرَفٍ / فَإِنَّ عِرضي يُصانُ بِالمالِ
وَأَعشَقُ الجُؤذُرَ الرَخيمَ وَلا / أَكتُمُ حُبّي لَهُ فَيَخفى لي
وَخَندَريسٍ باكَرتُ حانَتَها / فَوَدَّجوا خَصرَها بِمِبزالِ
فَسالَ عِرقٌ عَلى تَرائِبِها / كَأَنَّ مَجراهُ فَتلُ خَلخالِ
حَتّى إِذا صَبَّها مُفَدَّمَةً / تَضحَكُ عَن جَوهَراتِ لِآلِ
دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ / لا تَسقِ هَذا الشَرابَ عُذّالي
فَبِتُّ أُسقى وَمَن كَلِفتُ بِهِ / مُدامَةً صُفِّقَت بِسَلسالِ
أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ
أَحسَنُ مِن وَقفَةٍ عَلى طَلَلِ / كَأسُ عُقارٍ تَجري عَلى ثَمَلِ
يُديرُها أَحوَرٌ بِهِ هَيَفٌ / مُعتَدِلُ الخَلقِ راجِحُ الكَفَلِ
عَلى شَبابٍ ما فيهِمُ خَرِقٌ / وَلا سَفيهٌ وَلا أَخو زَلَلِ
إِذا اِستَدارَت بِكَفِّهِ وَبَدَت / رَأَيتَ فيها كَهَيأَةِ الشُعَلِ
تَحكي لَنا الجُلَّنارَ وَجنَتُهُ / إِذا عَلاها تَوَرُّدُ الخَجَلِ
فَإِن تَرُم عِندَهُ مُداعَبَةً / قالَ لَكَ اِحذَر مِن ذَلِكَ العَمَلِ
فَحينَ مِنهُ خَشيتُ جَلوَتَهُ / أَكثَرَ في جودِهِ مِنَ القُبَلِ
وَما لِمَن رامَ مِنهُ جَلوَتَهُ / وَصِرتُ مِن حُبِّهِ عَلى وَجَلِ
دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ / قَد أَعجَزَتني مَذاهِبُ الحِيَلِ
حَبلي وَحَبلُ الَّذي كَلِفتُ بِهِ / عَلى تَدانيهِ غَيرُ مُتَّصِلِ
فَرَدَّهُ الشَيخُ عَن صُعوبَتِهِ / وَصارَ قَوّادَنا وَلَم يَزَلِ
لا تَهجُرَنَّ الحَبيبَ إِن هَجَرا
لا تَهجُرَنَّ الحَبيبَ إِن هَجَرا / وَلا تُعاقِبهُ بِالَّذي فَعَلا
إِذا بَلَوناهُ في الوِصالِ فَما / أَحسَنَ إِلّا المِطالَ وَالعِلَلا
مَرَّ بِنا وَالعُيونُ تَأخُذُهُ
مَرَّ بِنا وَالعُيونُ تَأخُذُهُ / تَجرَحُ مِنهُ مَواضِعَ القُبَلِ
أُفرِغَ في قالَبِ الجَمالِ فَما / يَصلُحُ إِلّا لِذَلِكَ العَمَلِ
ما لِيَ في الناسِ كُلُّهُم مَثَلُ
ما لِيَ في الناسِ كُلُّهُم مَثَلُ / مائي عُقارٌ وَنُقلِيَ القُبَلُ
كَذاكَ حَتّى إِذا العُيونُ غَفَت / وَحانَ نَومي فَمَفرَشي كَفَلُ
يا أَيُّها الناسُ بادِروا أَجَلاً / فَكُلُّ نَفسٍ وَرائَها أَجَلُ
لِيَحمَدِ اللَهَ مُنكُمُ رَجُلٌ / ساعَدَهُ في حَبيبِهِ الأَمَلُ
لَم يُنسِني السَعيُ وَالطَوافُ وَلا ال
لَم يُنسِني السَعيُ وَالطَوافُ وَلا ال / داعونَ لِما اِبتَهَلنَ وَاِبتَهَلوا
قَضيبُ بانٍ إِن قامَ يَنخَزِلُ / وَإِن تَوَلّى فَكُلُّهُ كَفَلُ
مَيسانُ مِن حَيثُ ما عَطَفتَ لَهُ / حَيّاكَ وَجهٌ بِحُسنِهِ المَثَلُ
تَخالُ خَدَّيهِ لِاِحمِرارِهِما / يُفَتِّحُ الوَردَ فيهِما الخَجَلُ
تَراهُ كَسلانَ مِن تَساقُطِهِ / وَما بِهِ غَيرُ نِعمَةٍ كَسَلُ
يَجِلُّ أَن نُلحِقَ الصِفاتِ بِهِ / فَكُلُّ حُسنٍ لِحُسنِهِ خَوَلُ
مَن أَنا في مَوقِفِ الحِسابِ إِذا
مَن أَنا في مَوقِفِ الحِسابِ إِذا / نودِيَ بِالأَنبِياءِ وَالرُسُلِ
ذَلِكَ يَومٌ يَجِلُّ عَن خَطَري / فَما لِمِثلي هُناكَ مِن أَمَلِ
هُنتَ عَلى الخالِقِ الجَليلِ فَما / يَنظُرُ في قِصَّتي وَلا عَمَلي
عوجا صُدورَ النَجائِبِ البُزَّل
عوجا صُدورَ النَجائِبِ البُزَّل / فَسائِلا عَن قَطينَةِ المَنزِل
ما بالُهُ بِالصَعيدِ مُتَّرَكاً / مَمحُوَّ الأَعلى مُغَربَلَ الأَسفَل
لِمَرِّ حَنّانَةٍ تُلِمُّ بِهِ / تَجنُبُ طَوراً وَتارَةً تُشمِل
وَكُلُّ رَبعٍ يَخِفُّ ساكِنُهُ / عَمّا قَليلٍ لا بُدَّ أَن يَمحَل
سارَ لَعَمري عَنهُ الأَحِبَّةُ إِذ / ساروا وَما عِندَنا لَهُم مَعدَل
أَزمانَ إِذ نَغبِطُ النَعيمَ بِهِ / مِن كُلِّ فَنٍّ كَأَنَّنا نَختِل
في سَكرَةٍ لِلصِبا وَعَمياءَ لا / نَسمَعُ غَيرَ الصَبا وَلا نَعقِل
حَتّى إِذا ما اِنجَلَت عَمايَتُهُ / رَوَّحتُ نَفسي وَالعاذِلُ المُعمِل
وَالنَفسُ ما لَم تَكُن لِسَكرَتِها / عاذِلَةً لَم تَرُح إِلى عُذَّل
وَمَهمَهٍ جِزتُهُ مُخاطَرَةً / بِصَحصَحانِ السَرابِ قَد سُربِل
بِعِرمِسٍ أُمُّها الشَمالُ وَتَع / تَدُّ بِصِهرٍ في البَرقِ لا يَنكِل
وَجناءُ تَكفي بِالسَيرِ راكِبَها / تَحريكَ سَوطٍ وَقَولَهُ حَيهِل
تَأُمُّ قَرماً أَحَبَّ ما مَلَكَت / كَفّاهُ مِن مالِهِ الَّذي يَبذُل
يا أَيُّها المُبتَدي وَلَم تُسأَل / أَنتَ وَلَمّا تَسَل كَذا تَفعَل
أَحلِفُ بِاللَهِ لَو سَأَلتُكَ ما / تَملِكُ أَعطَيتَني إِلى الجَندَل
تَبارَكَ اللَهُ إِنَّ ذا كَرَمٌ / لَم يُعطَهُ آخِرٌ وَلا أَوَّل
قَد جَعَلَ اللَهُ في أَنامِلِ إِب / راهيمَ رِزقَ الضَعيفِ وَالمُرمِل
فَما تَرى مَن يَخونُهُ زَمَنٌ / إِلّا عَلى جودِ كَفِّهِ يُحمَل
وَلا جَميلاً في الناسِ نَعلَمُهُ / إِلّا وَأَدنى فِعالَهُ أَجمَل
يا فاضِحَ البُخلِ ما تَرَكتَ فَتىً / يُدعى جَواداً إِلّا وَقَد بُجِّل
خافَ مِنَ الأَرضِ أَن تَميدَ بِهِ
خافَ مِنَ الأَرضِ أَن تَميدَ بِهِ / فَأَوسَعَ الناسَ كُلَّهُم ثِقلا
أَشرَقُ بِالكَأسِ حينَ أَنظُرُهُ / وَلَو شَرِبتُ الزُلالَ وَالعَسَلا
الناسُ مِن مُحسِنٍ لَهُ صِفَةٌ
الناسُ مِن مُحسِنٍ لَهُ صِفَةٌ / وَمِن مُسيءٍ يَكفيكَهُ عَمَلُه
وَالمَرءُ ما عاشَ عامِلٌ نَصِبٌ / لا يَنقَضي حِرصُهُ وَلا أَمَلُه
يَرجو أُموراً عَنهُ مُغَيَّبَةً / جَهلاً وَمِن دونِ ما رَجا أَجَلُه
اِردُد عَلَيَّ المُدامَ بِالجامِ
اِردُد عَلَيَّ المُدامَ بِالجامِ / وَسَقِّنيها بِرَغمِ لُوّامي
وَجُرَّ زِقّاً كَأَنَّهُ رَجُلٌ / مُفَصَّلُ الساعِدَينِ مِن حامِ
أَدِر عَلَينا أَدِر مُعَتَّقَةً / يَرِقُّ مِنها صَفيقُ إِسلامي
كَأَنَّها وَالمِزاجُ يَقرَعُها / شِهابُ دِجنٍ يَلوحُ قُدّامي
لا تَبكِ رَبعاً عَفا بِذي سَلَمِ
لا تَبكِ رَبعاً عَفا بِذي سَلَمِ / وَبَزَّ آثارَهُ يَدُ القِدَمِ
وَعُج بِنا نَجتَلي مُخَدَّرَةً / نَسيمُها ريحُ عَنبَرٍ ضَرِمِ
إِذا عَلاها المِزاجُ أَضحَكَها / عَنِ اللَآلي بِحُسنِ مُبتَسِمِ
مِن كَفِّ ظَبيٍ أَغَنَّ ذي غَنَجٍ / أُكمِلَ مِن قَرنِهِ إِلى القَدَمِ
أَغيَدُ مُرتَجَّةٌ رَوادِفُهُ / مُحتَلِمٌ أَو دُوَينَ مُحتَلِمِ
كَأَنَّ خَدَّيهِ في بَياضِهِما / قَد أُشرِبَت وَجنَتاهُما بِدَمِ
كَأَنَّ صُدغَيهِ في سَوادِهِما / خُطّا عَلى عارِضَينِ بِالقَلَمِ
كَأَنَّهُ دُرَّةٌ مُحَبَّرَةٌ / عَلَّقَها راهِبٌ عَلى صَنَمِ
فَذاكَ شَرطي إِذا خَلَوتُ بِهِ / مُحتَشِماً رِقبَةً مِنَ الحَشَمِ
جِنانُ إِن جُدتِ يا مُنايَ بِما
جِنانُ إِن جُدتِ يا مُنايَ بِما / آمُلُ لَم تَقطُرِ السَماءُ دَما
وَإِن تَمادَي وَلا تَمادَيتِ في / مَنعِكِ أُصبِح بِقَفرَةٍ رِمَما
عَلِقتُ مَن لَو أَتى عَلى أَنفُسِ ال / ماضينَ وَالغابِرينَ ما نَدِما
لَو نَظَرَت عَينُهُ إِلى حَجَرٍ / وَلَّدَ فيهِ فُتورُها سَقَما
ما أَقبَحَ الهَجرَ بِالمُحِبِّ وَما
ما أَقبَحَ الهَجرَ بِالمُحِبِّ وَما / أَحسَنَ وَصلَ الحَبيبِ لَو عَلِما
يا حُبُّ لا مِنكَ كَم تُبَرِّحُ بي / فَبَدَّلَ اللَهُ قَولَ لا نَعَما
يا ناقِضَ العَهدِ وَالوِصالِ لَقَد / أَبدَلتَ عَينَيَّ بِالدُموعِ دَما
حَتّى لَقَد شاعَ ما أُكاتِمُهُ / وَصِرتُ لِلناسِ في الهَوى عَلَما
يا مَعشَرَ الناسِ مَن رَأى أَحَداً / قَد مَسَّهُ الشَوقُ وَالهَوى سَلِما
مُخالِفٌ لي قَدِ اِبتُليتُ بِهِ / أَحسَنُ خَلقِ الإِلَهِ مُبتَسِما
يا اِبنَ عَلِيٍّ عَلَوتَ إِن كانَ ما
يا اِبنَ عَلِيٍّ عَلَوتَ إِن كانَ ما / حَدَّثتَ حَقّاً وَحَسبُكَ التُهَمُ
وَصلُ الَّذي راحَ كَالغَزالِ مِنَ ال / ديوانِ مِن فَوقِ أُذنِهِ قَلَمُ
قَد حَلَّ سَهواً أَو عامِداً أَحَدَ ال / زَرَّينِ لَمّا اِستَفَزَّهُ السَأَمُ
ثُمَّ بَدا خالُهُ الفَريدُ الَّذي / لَيسَ لَهُ مُؤنِسٌ وَلا رَهِمُ
حاشايَ إِنّي غَضَضتُ مِن بَصَري / تَكَرُّماً إِنَّ شيمَتي الكَرَمُ
فَلا أَصابَتكَ عَينُ ذي حَسَدٍ / فيهِ وَلا كُدِّرَت بِهِ النِعَمُ
يا ريمُ هاتِ الدَواةَ وَالقَلَما
يا ريمُ هاتِ الدَواةَ وَالقَلَما / أَكتُبُ شَوقي إِلى الَّذي ظَلَما
غَضبانَ قَد عَزَّني رِضاهُ وَلَو / يَسأَلُ مِمّا غَضِبتَ ما عَلِما
فَلَيسَ يَنفَكُّ مِنهُ عاشِقُهُ / في جَمعِ عُذرٍ لِغَيرِ ما اِجتَرَما
أَظَلُّ يَقظانَ مِن تَذَكُّرِهِ / حَتّى إِذا نِمتُ كانَ لي حُلُما
عَلِقتُ مَن أَتى عَلى أَنفَسِ ال / ماضينَ وَالغابِرينَ ما نَدِما
لَو نَظَرَت عَينُهُ إِلى حَجَرٍ / وَلَّدَ فيهِ فُتورُها سَقَما