المجموع : 119
شُنطفُ يا عُوذَة السمواتِ وال
شُنطفُ يا عُوذَة السمواتِ وال / أرض وشمسَ النهار والقمرِ
إن كان إبليسُ خالقاً بشراً / فأنت عندي من ذلك البشر
صوّركِ الماردُ اللعين فأع / طتكِ يداهُ مقابحَ الصُّورِ
ولم تَعافي من البغاء ولا ال / بردِ وخُبْثِ النسيم والدَّفَرِ
بل أنتِ فوق المُنَى إذا ذُكر ال / قبحُ وفُحشُ العيوبِ والقَذر
لم تَقطعي قطُّ ذا مُكايدةٍ / بل تقطعين الوتين بالبخَر
ترمين آنافنا بأسهمه / عن شر قوسٍ وشرِّ ما وتر
والطيز عند الغناء مختلجٌ / تضْحك أشداقه إلى الكمر
شنطُف يا سوءَ ما مُنِيت به / ما كُنتِ إلا فريسةَ القدر
لم تَنشُري قطُّ نائكاً وكذا / وجهُك حقاً يا نُشرةَ النشر
يا أيها السيدُ الذي غمرتْ
يا أيها السيدُ الذي غمرتْ / قِدْماً أياديه شُكر من شَكَرَهْ
قد كنتَ أوليتَني يداً عظمتْ / عندي وكانت لديك محتقرَهْ
أربعةً جُدتَ لي بها سلفاً / إذ عقّني من ثِقاتيَ البررَهْ
وكم يدٍ قبلها جَبرتَ بها / عظمي وكان الزمانُ قد كسرَهْ
فإن تُقاصِصْ فغيْرُ ذي شططٍ / وعبدُ مولىً أحقُّ من عذرَهْ
وإن تُؤخِّر قِصاصَ ذي عَوَزٍ / يشكْركَ والشكرُ خير ما ثمرَهْ
وحقُّك الشكر كيف كُنتَ وما اخ / ترتَ ففيه الصلاحُ والخِيَرهْ
وكُبْر ظنّي أنْ ليس مثلك من / أخدَجَ معروفه ولا بتَره
يفْديك من ذاك كل منتكِثٍ / يُعقِبُ من صَفوِ فعله كدره
رزقي لشهرين قد علمتَ به / أربعةٌ نيّفت على عشره
ونيِّفُ العقد كالسَّنام له / إن جُبّ أبقى بظهره دَبَره
لن يقضى العقدُ بعد نيِّفهِ / حاجة ذي حاجة ولا وطره
وكيف حملُ العقير راكبه / لا كيف أو قطعه به سَفره
فاترك لرزقي سنامه يَقِهِ / فأنت أولى موفِّرٍ وفره
يا مُؤثِرَ الناسِ بالثراء ومن / له عليهم بالسؤددِ الأثره
لا أوحش المجدُ يا بني عُمرٍ / منكم فأنتُم أجلُّ من عَمَرَه
يا من زكا جهرُه وإسرارُهُ
يا من زكا جهرُه وإسرارُهُ / وصحَّ إبداؤه وإضمارُهُ
أراك عاقبتَني لأني لم / أسألك شيئاً يجلُّ مقدارُهُ
وملتُ نحو الذي يميلُ أخو ال / جهل إلى مثله ويختارُهُ
وهْو البخورُ الذي محصَّلُنا / من ملكه قترُهُ وإعصارُهُ
ذاك الذي أشبهتْ روائحه / روائحَ الروضِ فاح نُوارُهُ
ولا ترى عاقلاً يُعاملُهُ / إلا إذا زال عنه إعسارُهُ
لكنَّه الندّ وهْو مقتَرحٌ / يجلَّ عن أن يُذمَّ مختارُهْ
لاسيّما ندّك الذي منعتْ / جوْدته أن يُسبَّ عطاره
سُمِّي ندّاً لأنه أبداً / تَبعد في الخافقين آثاره
تنِدُّ أرواحه فتطرأُ من / أقصى قَصيِّ البلادِ أخباره
كأنما ذِكرُك الذي حلف ال / معروفُ أن لا تنام سُمّاره
ينفذ أقطارَ كلِّ منخرقٍ / تحمي الرياحَ النَّفوذ أقطاره
يبعثُ نشراً له تطيبُ به / أنجادُ إقليمه وأغواره
إذا امتطى الريحَ سار منشمِراً / سيان مَدحيكمُ وسَياره
حقرتَ لي منه غير محتقرٍ / فراث عني لذاك إحضاره
وكُنتَ لا تَعذر المخفِّف في ال / تخفيف حتى يبينَ إعذاره
وحاجةُ السائل المثقِّل في / نفسك كالشُّهد حين تشتاره
وإنني تائبٌ إليك من ال / تخفيف توباً تصحُّ أسراره
ما بيننا بعدها مُطالبةٌ / إلا بما لا يُعاب مُمتاره
كالحاجةِ الفخمةِ الجليلة من / جاهٍ ومال يميل مِعْياره
وأنت أهلٌ لذاك يا سندي / ومن مَطافي وقِبْلتي داره
يا من له السؤددُ التمام إذا / كان لكل الأنام مِعْشاره
لن يحسُنَ الاحتشامُ من ملك / درهمه للندى وديناره
فحواه بشراه حين تسألهُ / وحلمهُ إن عثرتَ إنذاره
أنذر في البخل معشرٌ مُنُعٌ / وفي السماح الغريبِ إنذاره
يُقرُّ بالوعد حين يعقدهُ / وإن أتى العرفَ طال إنكاره
يا لك من منكرٍ ومعترفٍ / يُكرمُ إنكاره وإقراره
حرَّرنا طَولُهُ وعبَّدنا / فنحن عُبدانه وأحراره
يا من إذا المال حلَّ عِقوته / حُسِّن إقابله وإدباره
يُورِدُ من حِلِّه على كرمٍ / ثُم إلى العارفات إصداره
يا من يجيرُ المُلاوذين به / فالله من كل آفةٍ جاره
قصَّر من يسأل الحقائر أم / ثالك جِدّاً وآنَ إقصاره
فاعذر وإن كنتُ قد سألتك ما / يصغر فيما تُنيلُ قنطاره
وعجِّل الندّ وليكن عبقَ ال / نفحة يذكو وإن خبتْ ناره
فما قليلٌ قليل ذي كرمٍ / يطيبُ إقلاله وإكثاره
ومِن زَراءِ الكثير قطعُكَه / ومن بهاء القليل إدراره
صادت فؤادي عشيةَ النفرِ
صادت فؤادي عشيةَ النفرِ / ظبيةُ قصرٍ نأتْ عن القَفْرِ
كالشمس في حسنها وبهجتها / فإن تورّعْتَ قلتَ كالبدرِ
لو قُلِّدت نحرها السعود من ال / سَبعة قلَّت لذلك النحر
أو نُطِّقت خصرها بمنطقة ال / جوزاء قلَّت لذلك الخصر
قولا لمن عاب شعر مادِحه
قولا لمن عاب شعر مادِحه / أما ترى كيف رُكِّب الشجرُ
رُكِّب فيه اللحاء والخشب ال / يابس والشوك بينه الثمر
وكان أولى بأن يهذّب ما / يخلق ربُّ الأرباب لا البشر
فلم يكن ذاك بل سواه من ال / أمر لشيءٍ جرى به القدر
والله أدرى بما يدبره / منا وفي كل ما قضى الخِيَر
فليعذُر الناس من أساء ومن / قصر في الشعر إنه بشر
مطلبه كالمغاص في دَرك ال / لجَّة من دون دُرها خطر
وليذكروا أنه يُكَدّ له ال / عقل وتُنضى في قرضه الفِكر
وفيه ما يأخذ التخيُّرُ من / غالٍ ثمينٍ وفيه ما يَذر
وليس بدٌّ لمن يغوص من ال / جرف لما يُصطفى ويُحتقَر
دابر أوطاره إلى الذِّكَرِ
دابر أوطاره إلى الذِّكَرِ / وفاقدُ العين تابع الأثرِ
مآرب فاته المتاع بها / إلّا افتقاد العهود بالذِّكَرِ
إذا تعاطتْ منالهنّ يدي / أعجزْنَ إلا تناوشَ الفِكَرِ
سقياً لأيامٍ لم أقل أسفاً / سقياً ولم أبكِ عهد مُدّكرِ
سقياً ورعياً لعيشةٍ أُنُفٍ / أصبحتُ من عهدها بمفتقر
أمتعني دهرُها بغبطته / على الذي كان فيه من قِصر
إن يطوِ لذّاتها المشيبُ فقد / جنيتُ منها مَطايب الثمر
أجزعني حادثُ المشيب وإن / كنت جليداً مستحصِد المِرر
حُقّ لذي الشيب أن يعفّرهُ / لا بل كفاه بالشيب من عَفر
ما الشيب شيباً فإن سألت به / فالشيب شَوْبُ الحياةِ بالكدر
هلّا يسليك عن شبيبتك ال / شيب ومَنْعاه باقي العُمُر
أولُ بدءِ المشيب واحدةٌ / تُشعِل ما جاورتْ من الشعر
بينا تُرى وحدها إذ اشتعلت / أرتْك نار المشيب في أُخر
مثل الحريق العظيم تبدؤهُ / أولَ صولٍ صغيرةُ الشرر
تُعدي إذا ما بدت صواحبَها / كأنها عُرة من العُرر
كذا صغار الأمور ما برحت / تكون منها مبادئُ الكُبر
ليت شباب الفتى يدوم له / ما عاش أو ينقضي مع الوطر
لكنه ينقضي وإرْبتُهُ / في القلب مثل الكتاب في الحجر
يا لمّةً قد عهدتُها زمناً / سوداءَ سحماءَ جَثلة الغُدر
هل صِبغة الله فيك عائدةٌ / يوماً ولو بعد طول منتظر
أراحنا اللَّه منك يا قَذِرَهْ
أراحنا اللَّه منك يا قَذِرَهْ / فأنت عين الثقيلة الوَضِرَهْ
يا إخوتي إن عيشةً شغلت / بشاغلٍ حقُّ عيشة كدره
بخراءُ وقصاءُ في مغابنها / نَتنٌ مجيفٌ فكلها عَذِره
لا تغسل الدهرَ كفّها قَذَراً / فكفّها طولَ دهرها غمره
تحرِّم الماء من نجاستها / فهْي يد الدهر كله ذَفره
لم ينتشر قط من يشاهدها / وهْي على العالمين منتشره
رُشَّت بخِيلانها فجلدتُها / منقوشة مثل جلدة النمره
لهْفي لما قد رآه منك أبا / شيبة يا ذا الصديقة القعره
رضيتَ منها بأن تناك وتأ / تيك إذا ما أتتك منحدره
ساخرةً منك ثم تحسبها / جاءت بحق إليك معتذره
لا عجب أن يحب فاجرةً / من استه بالمَنيِّ منفجره
مُشبِهها في الحُلاق والقبح وال / نَتْن وبرد الطريقة الخصِرَه
فلا سقى اللَّه ربع عاشقها / ما عاش صوبَ السحابة الهَمِره
لخالدٍ زوجةٌ مكرَّعةٌ
لخالدٍ زوجةٌ مكرَّعةٌ / تكريعُها في البلاد مشهورُ
يعيش من طبلها ومن حِرها / فبيته القَلْطبان معمور
يلومه الناس أنْ تزوجَها / والشيخُ لو يعلمون معذور
لولا استُها جاعت استه أبداً / وعاش ما عاش وهو مضرور
دعُوه يمتار من فياشِلها / بعلة الطفل تشبع الظير
شاعتْ له دعوةٌ فأتبعها
شاعتْ له دعوةٌ فأتبعها / بدعوةٍ واللئيمُ ذو نظرِ
لما ادعى والداً فجاز لهُ / تَداخلَته حلاوةُ الظفر
فاختار بنتاً لكي يكونَ لهُ / كَعْثبها وُصْلةً إلى الكَمر
يزعمها بنتَهُ وأُقسم لل / شوكيُّ أولى بها من البشر
لخالدٍ زوجة يُلقِّمها
لخالدٍ زوجة يُلقِّمها / بكفه من أطايب الكَمرِ
يُبركها الشيخ ثم يقبض بال / خمس على كل مُحصَد المِرَرِ
حتى إذا ما اسمَغدّ في يده / واعتمّ من جانبيه بالعُجَرِ
صكّ عِجان استها بفَيْشته / كصكَّة المنجنيق بالحجرِ
قد عُجِّلت لي عقوبة الخورِ
قد عُجِّلت لي عقوبة الخورِ / وأنت فاحذرْ عقوبة البطرِ
خِرْتُ فأملتُ ما لديك فعو / قِبْتُ بفوتِ النجاح والظفرِ
وأنت أيضاً بطرت إذ وردت / عليك دنيا وشيكة الصَّدرِ
فاصبر ستُجزَى بما بطرتَ من ال / سُوء كما قد جُزيتُ بالخور
ما آمنتْ نفسُ من رجاك بما / أنزل ربُّ السماءِ في السور
هل كان راجٍ يراكَ عِصمتَهُ / لولا اتهام القضاءِ والقدر
أسلمتني من يديك في يديَ ال / لَهِ وحَسْبي به من البشر
قِدماً كفاني وما عرفتك في / بدوٍ من الأرض لا ولا حضر
رزقي لستَ الذي تُسبِّبهُ / مسبِّبُ الرزقِ مُنشئُ الصُّور
فاركبْ طريقاً أراك راكبَهُ / يُفضى بركبانه إلى الغِيرِ
نُعماك عندي التي أقرُّ بها / أنك أصبحت لي من العبر
أصبحت لي عِبرة رأيت بها / رشدي وقد كنت زائغ البصرِ
وشكر تلك اليد الدنيئة إع / فائيكَ مني يا تافه الخطر
بل ذاك حظي فلست أحسبُهُ / عليك شكراً يا شرّ مختبرِ
والذم شُكرِيك إذ رأيتك ته / وى الذمّ فاصبر لشرّ منتظَر
وحبُّك الذمَّ لائق بك ما / أشبه خَطْم الخنزير بالقذر
أنت الوزير الذي وزارتُهُ / معدودةٌ في الكبائر الكُبَر
فاذهبْ عليك العفاءُ من رجل / لا بل عليك الدَّبار في سَقر
آخر جهلي بك الغداةَ عِتا / بيك وما للعقابِ والحجرِ
لا جهلَ لي بعده وكيف وقد / كَيَّسني ما وُهبتُ من حذر
لهفي لآصالي التي اتصلت / في غير شيء لديك بالبُكر
كدرتَ قبل استقاء آملك ال / خائب قبحاً للوجه والخبر
ولو أثارتك دلوهُ رجعتْ / إليه مملوءةً من المدر
وكيف يصفو الذي أثار به / من كُدِّرت عينه ولم يُثَر
أبديتُ في أُوليات لؤمك ما / قدرتُ في أخرياته الأخرِ
هلّا بدا الصفو منك ثم بدا / رنْقُك مِثل الطِلاءِ والسَّكر
أو كُدِّرَ البدءُ ثم أعْقبه / صفوٌ ففي ذاك وجه معتذَر
بل كنتَ كالأسودِ الغليظ أخي ال / نَتْن لمن شمَّه وذي الوضَر
كالقَطِران الذي يُرى أبداً / في رأسهِ ما اقتنى من العكر
وذاك يصفو لدى إماطةِ أع / لاهُ وما إن تزال ذا كدر
أصبحتَ حزت النقيصتين معاً / تقصيرَ سعيٍ ضَوى إلى قِصَر
دِنتَ بدينٍ من النذالة أد / دتْكَ إليه لطافةُ النظر
يا لك من حكمةٍ ملعَّنةٍ / أمرِّ ما أثمرتْ من الثمرِ
وكيف يحلو جنىً مَطاعِمُهُ / منك بعودٍ من أخبث الشجر
فكَّرْ أبا البنت هل تُؤثِّل ما / تجمع إلا لناكحٍ ذَكر
تغْصبه أهلَهُ وتمنعُهُ / حقوقَهُ للقُمدِّ ذي العُجَر
واسوأتا للحكيمِ همتُهُ / إشباعُهُ بنتَهُ من الكمر
يجمع ما يخطِب الأيور به / غدا إذا غيَّبَتهُ في العَفَر
مُطَّرَحاً حقّ من يلوذ به / إلا المُنى أو كواذبَ العِذر
يا أيها الفيلسوف ذا الحكم ال / جمّةِ مما روى ذوو الفِكرِ
هل حكمةٌ أنَّ قفلَ كفك لا / يفتَح إلا بمِفتَح العُذَرِ
تبخل إلا على القُمُدّ إذا / شقَّقَ ذاتَ الدلالِ والخفر
تُضحي وتمسي وأنت ملتمسٌ / أعيَطَ كالرمح من ذوي الطُّرر
ينزو عليها فتستمِيت لهُ / فيغتدي في النُّزاء والأشر
يعجبُك الفحلُ في تراجعه / على عِجان الفتاةِ بالسَّحر
للَّه ماذا يكون بينهما / إذا تلاقتْ مداهن السّرَر
لهفُك أنْ لا تكون عندهما / إذا أجابا الحقيقَ بالنُّخَر
ذلك أشهى إليك من نغم ال / شدو تناغيه غُنّةُ الوتَر
وهي تفدِّيه بالأب الأحمق ال / مائق والرُّهزُ طائرُ الشَّرر
لتِلك أثَّلتَ أو لذي هَوجٍ / أصبحت تُكنَى به أبا العبر
يُكَنى أبا صالحٍ وصالحُهُ / تكثيرُهُ من يحُلّ في الحفر
لا تدعُوَنْ بالبقاء ويك له / فموتُهُ من أخاير الخير
قفاه هول لمن تأمَّلهُ / ووجههُ طِيرةٌ من الطّيَر
إذا تلَّوى على مُجالسِهِ / في الحفل عاينْتَ شُهرة الشُّهر
فإن تعاطى الحديث مات من ال / عيِّ وأبصرتَ عُرّةَ العُرر
يصفِر في السير ماله صَفِرَت / به دواعي المنون في صفر
مُبثبِثاً مثلَ عمّه الأعور ال / معورِ أهلِ الإعوارِ والعَور
يُتعِب جلاسَهُ ويُنصِبُهم / نَوْكاً فيودي بكل مصطَبر
أوْدِع سِواه الذي جمعتَ لهُ / إن كنت ترعاه يا أبا البقر
فلو جمعت الجبال أتلفها / في غير حقٍ يُقضى ولا وطر
وإن وقفت الوقوفَ فاز بها / قاضٍ يرى ظلمَ كل ذي صِغر
يأكلها تارة ويُؤكِلها / طوراً وكيلاً بأغلظ الأجر
وابنك ممن يشيخ وهو من ال / أيتام يا لليتيم ذي الكِبر
ليس يراه امرؤ فينصِفَهُ / والظلم مُغرىً بكل محتقَر
لا يرتجي المرتجون عدل أبي / بكرٍ على مثله ولا عمر
فاطلب لإرث الشقيّ عنك غداً / مستودِعاً إن أثرت أو فَذَر
أودعْه أهلَ الوفاءِ في مِننٍ / تُعقَد لا في الصِّرار والبِدَر
أودِعْ له المال لا على جهة ال / إيداع بل كالجِباء والشَّبر
يحفظْك فيه المحافظون إذا / أضحى من الضارطين بالكِسر
واهاً لها من نصيحةٍ صدرت / من صدرِ حُرٍّ عليك ذي وَحر
الحمد للَّه لا شريك لهُ
الحمد للَّه لا شريك لهُ / مدبِّر الأمر مُنزل القَطرِ
عُضدتَ بابنين أصبحا لك في ال / تدبيرِ مثل اليدين للظهرِ
وشكرُها ذاك أن تُقيل وأن / تصفحَ يا ذا السناء والفخرِ
يا أكمل الناس في فضائله / من أهل بدوٍ وساكني حضرِ
بحقّ مَن تُوجَب الحقوقُ لهُ / من هاشميِّيك أنجم الدهرِ
صِلنا بأن تُكمل الرضا لأبي / إسحاق تَسعد بالحمد والأجرِ
وهبت شطر الرضا له فهب ال / كلَّ فليس الكمال في الشطرِ
قد فاز بالمجلس الشريف فبد / دِلْهُ بلحظ الرضا من الشزر
أنت الثِّقاف الذي يقام به ال / زَيغ وأنت المُقيل للعَثر
أنت الذي أنزلتهُ همتُهُ / منزلة الفَرقدين والنسرِ
وأنت في عِفَّة السريرة وال / علم شبيه بجدك الحَبرِ
ما نعمةُ اللِّه فيه راضيةً / صدَّك عنهُ بوجهك النضرِ
كم قائل حين قيل إن أبا / إسحاق غادٍ غداً مع السفر
ما مثلُ ذاك الفتى يُعَرَّض لل / بَرِّ وآفاته ولا البحر
أما ونُعماك إنها قسمٌ / قام مقام اليمين والنذرِ
لا أدَعُ النصح ما استطعتُ وإن / لاقيتني بالعُبوس والزجر
إني شهيدٌ بأنك اليوم إن / غاب فُواقاً فُجِّعت بالصبر
وكيف بالصبر وامتزاجُكما / مثل امتزاج الزُّلال والخمر
صُنهُ عن العنف إن مَغمزَهُ / من عودِك اللدن لا من الصخرِ
وفي تعدِّي الحدود مَفسدةٌ / وليس كل الأمور بالقسر
أما ترى العودَ إن عَنَفتَ به / جاوزتَ تقويمَهُ إلى الكسر
ولست من يكسر الصحيح ألا / بل جابرَ الكسر جابرَ الفقر
ما زلت ضد الزمان تصلِح ما / يفسد مذ كنتَ من بني العشر
تَجبرُ ما تكسِر الحوادثُ فال / كسرُ عليها وأنت لِلجبر
خذها عروساً لا أقتضيك لها / غير الرضا عن فتاك من مَهر
وإن تماديتَ في مَساءتنا / فيه شكونا إلى أبي الصقر
أشدْ بأيامنا لتشهرَها
أشدْ بأيامنا لتشهرَها / وقلْ بها معلناً لتظهرَها
وابغ ازدياداً بنشْر أنعُمها / لا تخف إحسانها فتكفُرَها
مِنْ حَلَبِ الصُّنع أن تُبادر بال / نِعمة مُوليكها فتشكرَها
إنّا غدونا على خلال فتىً / كرَّمها رَبُّنا وطهَّرَها
باكَرنا بالصَّبوح مُدَّلجاً / لنشوةٍ شاءها فبكَّرها
عاج بنا مائلاً إلى حِلَلٍ / قصورِ مُلكٍ له تخيرها
من إرثه عن أبي محمَّده / يا لك مأوى العلا ومفخرَها
أحكمَ إتقانها بحكمته / وشاد بنيانها وقدرها
وسط رياض دنا الربيع لها / فحاك أبرادها ونشَّرها
وجادها من سحابه دِيَمٌ / ورَّد أنوارها وعَصْفَرها
وساق ما حولها جداولها / فشقَّ أنهارها وفجَّرها
فارتوتِ الماء من جوانبها / فزانها ربّنا ونضّرها
فهْي لفرط اهتزاز رونقها / تُخيلُ نطقاً لمن تبصّرها
كأنها في ابتهاج زهرتها / وجهُ فتى للسرور يَسّرها
إذا بدا وجهُهُ لزهرتها / حار لها تارةً وحيّرها
واختار من أحسن السقوف لها / أفضلها قيمةً وعَرْعرها
مشْعَرةً بالشموس من ذهب / بين عيون تنير مُشعرَها
كأنها في احمرارها شُمُسٌ / يعشَى لها من دنا فأبصرها
أمامها بركة مرخَّمةٌ / ترضى إذا ما رأيت مرمرها
أعارها البحر من جداوله / لُجّاً غزير المياه أخضرَها
كأنما الناظر المطيفُ بها / فوق سماءٍ حنَى لينظرها
رِباعُ مُلك يريك منظرُها / أنبلَ ذي بهجة وأكبرها
لو قابلتْها بنا خلائقنا / لم نكُ في حسنها لنَعشِرها
ثم أتى مُبدعاً بمائدةٍ / عظّمها جاهداً وكبرها
محفوفةً شهوةَ النفوس على / أحسنِ نَضْدٍ تروق مُبْصرها
تخالها في الرُّواء من سعةٍ / كدارةِ البدر حين دورها
ثم انثنينا إلى الشراب وقد / جاء بآلاته فأحضرها
من تُحَفٍ ما تُغِبُّ فائدةً / لم تكُ في وهمنا ولم نرها
وَقينةٍ إن مُنِحْتَ رؤيتَها / رَضِيتَ مسموعَها ومنظرها
إذا بدَتْ لِلعيون طلعَتُها / أبدتْ لها سرّها ومُضْمَرها
شمسٌ من الحسن في مُعَصفرةٍ / ضاهتْ بلونٍ لها مُعصفرها
في وجناتٍ تحْمَرُّ من خجلٍ / كأن ورد الربيع حمَّرها
يسعَى إليها بكأسه رشأٌ / أنَّثَهُ اللَهُ حينَ ذكَّرها
تُشْبه أعلاهُ لا تُغادِرهُ / وينْثني مشْيها مؤزَّرَها
يقول من رآهُ وعاينَها / سبحان من صاغه وصورها
في كفّه كالشَهاب لاح على / ظلماء ليلٍ دجتْ فنوَّرها
كأن زُرْقَ الدَّبا جوانبها / تاحَ لها تائحٌ فنفَّرها
إن برزت للهواء غيرها / أو قُرِعَتْ بالمزاج كدَّرها
فليسَ لِلشَارب الحصيف سوى / أن تتراءى له فَيَبْدُرها
ثم أتت سُرَّعاً مجامرُهُ / تمنحها نَدَّها وعنبرها
يا لذةً للعيون قد عَلِمتْ / بأنها جُمِّعَت لتبهرها
أو شهوةً للنفوس ما برحت / تُبدي لنا حسنها لنشهرها
يا حسرتي كيف غاب وهب ولم / يكن لنا حاضراً فيحضُرَها
إذا أتى سالماً كمُنيتنا / أعادها محسناً وكرَّرها
أحسنُ من كل ما بَدأتْ به / أخلاقُهُ إذْ بدا وأظهرَها
من كرم يستبي مُعاشِرَهُ / وعشرةٍ لا نذُمُّ مَخبرَها
وخدمةٍ للصديق دائمةٍ / تَجشَمُها النفسُ كي يوقِّرها
تواضعٌ لا تشوبُهُ ضَعةٌ / وشيمةٌ لا يرى تفتُّرَها
أَيا خلالاً كَمُلْنَ فيه لقد / حسَّنها اللَه ثم كثَّرها
ويا أبا القاسم اغتنِمْ مِدَحي / تغنمْ من المكرُمات أفخرَها
واعلم بأني امرُؤٌ إذا سنحتْ / للفظه المأثُراتُ حبَّرها
ثم حدا نطقَها بفطنته / فساقها مُوشكاً وسيَّرها
ها إنها مِدحةٌ مبالغةٌ / إن امرُؤٌ منصِفٌ تدبَّرها
يا ابنَ الوزيرَينِ لا مُواربة
يا ابنَ الوزيرَينِ لا مُواربة / قد مازجَ الصفْوَ عندكَ الكدرُ
أليس بدٌّ من الذعاف مع ال / شهد بلى والذنوبُ تُغْتَفَرُ
مالي بدار الهوان مُصْطَبَرٌ / ولا بدار الضّياع مصطبر
ولو كستْني السماءُ زينتَها / تاجاً وأمضَى احتكاميَ القدر
وأنت إن شِئتَ كان بينهما / مَعْدىً لذي حُرمةٍ ومُعْتصَر
أودى بصبري الأذى وبرَّح بي ال / فَقْرُ وأنتَ المَلاذ والعَصَر
قد رفع اللَه قدر مثلِك بال / قدْرة يا من يُطيعُهُ القَدر
أن تمنح الصفوَ جُلُّهُ كدرٌ / أو تمنح النفعَ جُلُّهُ ضرر
حسبي نصيراً على أخي كرم / أنْ ليس لي مِنْ أذاه منتصَر
هبْني امرَأً لم يكن له خطرٌ / ولم يزل يُزدرَى ويحتقر
جاءك مستشفِعاً بطَولك أن / تَزْهاهُ حتى يُرى له خَطر
ألم يكن واجباً عليك له / ذاك بحقٍّ إنْ صُحِّحَ النظر
بلى فما بالُ من له خطرٌ / ومدحُهُ فيك كله غُرر
جاءك يبغي المزيد منك فقد / صار حديثاً وعندك الخبر
أضحى عدوٌّ قد كان يَحْسدُهُ / ودمعُهُ رحمةً له دِرَر
أظْلمَ ليلي وأنت لي قمرٌ / فَنَوِّرِ الليلَ أيها القمر
أجدَبَ سرحي وأنت لي مَطرٌ / فزحزح الجدبَ أيها المطر
أرابَ دهري وأنت لي وَزَرٌ / فدافع الريبَ أيها الوَزَر
أخطأتُ قصدي وأنتَ لي بصرٌ / فاركبْ بيَ القصد أيها البصر
كم قائل حين جاءهُ خَبري / تاللَّه ما قُدِّرتْ له الخِبَر
إنْ لا يغادر وشِلْوُهُ جَزَرٌ / بين سباع فقدْرُهُ جَزر
أضحَى ابن شاهينَ للورَى عجباً
أضحَى ابن شاهينَ للورَى عجباً / بلِحيةٍ لم تَطُل بمقدارِ
كثيفةٍ في النباتِ وافرةٍ / أوْفت على طوله بأشبار
لو أنها شِعرةٌ يُنَوِّرُها / لم تكفِها نَوْرةٌ بدينِار
قد قُرن المشتري إلى البدرِ
قد قُرن المشتري إلى البدرِ / ووافق السؤلُ ليلةَ القدرِ
ضُمَّ إلى خير والد ولدٌ / حل محلَّ الفؤاد في الصدر
سيدة في الزمان أهدت إلى ال / سيِّد أنساً لسيد غَمر
أمتعَه أفضلَ المتاع به / مُعطِيه إياه آخرَ الدهر
أرى رجالاً قد خُوِّلوا نِعَماً
أرى رجالاً قد خُوِّلوا نِعَماً / في خفة الحلم كالعصافيرِ
تبارك اللّه كيف يرزقهم / لكنه رازق الخنازير
يا أيها السائلي لأُخبرَهُ
يا أيها السائلي لأُخبرَهُ / عنّيَ لِمْ لا أزال مُعتجِرا
أستر شيئاً لو كان يمكنني / تعريفه السائلين ما سُترا
لقَّبَها معشرٌ مغنيةً
لقَّبَها معشرٌ مغنيةً / كعقرب الحسنِ لُقِّبت تَمْرَهْ
تُجذَر فلساً على الغناء ولا / تسكت إلا وجَذرُها بدْرَهْ
من ظن أن البغاء يخطِئُ من
من ظن أن البغاء يخطِئُ من / واجَرَ فاعدُدْه أعجزَ العَجَزَهْ
تالله ينجو من البغاء فتىً / مرّت على باب دُبْره الخرزَهْ