القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 94
وَقَهوَةٍ كَالعَقيقِ صافِيَةٍ
وَقَهوَةٍ كَالعَقيقِ صافِيَةٍ / يَطيرُ مِن كَأسِها لَها شَرَرُ
زَوَّجتُها الماءَ كَي تَذِلَّ لَهُ / فَاِمتَعَضَت حينَ مَسَّها الذَكَرُ
كَذَلِكَ البِكرُ عِندَ خَلوَتِها / يَظهَرُ مِنها الحَياءُ وَالخَفَرُ
قُل لِأَبي مالِكٍ فَتى مُضَرِ
قُل لِأَبي مالِكٍ فَتى مُضَرِ / مَقالَ لا مُفحَمٍ وَلا حَصِرِ
جِئناكَ في مَيّتٍ تُكَفِّنُهُ / لَيسَ مِنَ الجِنِّ لا وَلا البَشَرِ
لَكِنَّ مَيتاً عِظامُهُ خَزَفٌ / وَاللَحمُ قارٌ وَالروحُ مِن عَكَرِ
لَيسَ لَنا ما بِهِ نُكَفِّنُهُ / فَكَفِّنِ المَيتَ يا أَخا مُضَرِ
وَاِعجِل فَقَد ماتَ فَاِعلَمَنَّ ضُحىً / وَنَحنُ مِن مَوتِهِ عَلى حَذَرِ
يا لَكَ مَيتاً صَلاةُ شيعَتِهِ / عَزفٌ عَلَيهِ وَالنَقرُ بِالوَتَرِ
إِنّي صَرَفتُ الهَوى إِلى قَمَرٍ
إِنّي صَرَفتُ الهَوى إِلى قَمَرٍ / لا يَتَحَدّى العُيونَ بِالنَظَرِ
إِذا تَأَمَّلتَهُ تَعاظَمَكَ ال / إِقرارُ في أَنَّهُ مِنَ البَشَرِ
ثُمَّ يَعودُ الإِنكارُ مَعرِفَةً / مِنكَ إِذا قِستَهُ إِلى الصُوَرِ
مُباحَةٌ ساحَةُ القُلوبِ لَهُ / يَأخُذُ مِنها أَطايِبَ الثَمَرِ
طولُ اِشتِياقي وَضيقُ مُصطَبَري
طولُ اِشتِياقي وَضيقُ مُصطَبَري / يُقَلِّبانِ الفُؤادَ بِالفِكرِ
فَالحُبُّ ضَيفٌ عَلَيَّ مُعتَكِفٌ / وَالقَلبُ مِن مِحنَةٍ عَلى خَطَرِ
يَبتَعِثُ الشَوقَ مِن مَكامِنِهِ / وَجهٌ زَها حُسنُهُ عَلى القَمَرِ
إِن تَشقَ عَيني بِها فَقَد سَعِدَت
إِن تَشقَ عَيني بِها فَقَد سَعِدَت / عَينُ رَسولي وَفُزتُ بِالخَبَرِ
فَكُلَّما جاءَني الرَسولُ لَها / رَدَّدتُ شَوقاً في طَرفِهِ نَظَري
تَظهَرُ في طَرفِهِ مَحاسِنُها / قَد أَثَّرَت فيهِ أَحسَنَ الأَثَرِ
خُذ مُقلَتي يا رَسولُ عارِيَةً / فَاِنظُر بِها وَاِحتَكِم عَلى بَصَري
لَمّا جَفاني الحَبيبُ وَاِمتَنَعَت
لَمّا جَفاني الحَبيبُ وَاِمتَنَعَت / عَنّي الرِسالاتُ مِنهُ وَالخَبَرُ
اِشتَدَّ شَوقي فَكادَ يَقتُلُني / ذِكرُ حَبيبي وَالهَمُّ وَالفِكَرُ
دَعَوتُ إِبليسَ ثُمَّ قُلتُ لَهُ / في خَلوَةٍ وَالدُموعُ تَنهَمِرُ
أَما تَرى كَيفَ قَد بُليتَ وَقَد / أَقرَحَ جَفني البُكاءُ وَالسَهَرُ
إِن أَنتَ لَم تُلقِ لي المَوَدَّةَ في / صَدرِ حَبيبي وَأَنتَ مُقتَدِرُ
لا قُلتُ شِعراً وَلا سَمِعتُ غِناً / وَلا جَرى في مَفاصِلي السَكَرُ
وَلا أَزالُ القُرآنَ أَدرُسُهُ / أَروحُ في دَرسِهِ وَأَبتَكِرُ
وَأَلزَمُ الصَومَ وَالصَلاةَ وَلا / أَزالُ دَهري بِالخَيرِ آتَمِرُ
فَما مَضَت بَعدَ ذاكَ ثالِثَةٌ / حَتّى أَتاني الحَبيبُ يَعتَذِرُ
كُلُّ مُحِبٍّ سِوايَ مَستورُ
كُلُّ مُحِبٍّ سِوايَ مَستورُ / وَالناسُ إِلّا عَن قِصَّتي عورُ
كَأَنَّ طَرفي عَينٌ عَلَيَّ لَهُم / فَكُلُّ طَيٍّ لَدَيَّ مَنشورُ
ما إِن يَغِبُّ الفَعالَ أَفعَلُهُ / حَتّى تَهاداهُ بَينَنا الدورُ
يَخرُجُ مِن هَذِهِ وَيَدخُلُ في / تِلكَ وَعَنهُ القِناعُ مَحسورُ
كَأَنَّني عِندَ سَترِ مَأرَبَتي / بِكُلِّ طَرفٍ إِلَيَّ مَنظورُ
فَما اِحتِيالي وَقَد خُلِقتُ فَتىً / تَجري بِما ساءَني المَقاديرُ
لَكِنَّ وَجهَ الَّذي كَلِفتُ بِهِ / مُحتَمَلٌ ذَنبُهُ وَمَغفورُ
خَلَيتُ عَيني وَلَذَّةَ النَظَرِ
خَلَيتُ عَيني وَلَذَّةَ النَظَرِ / تَلهو بِحُسنِ الوُجوهِ وَالصُوَرِ
نَزَّهتُها في مَحاسِنِ الخُرَّدِ ال / غيدِ وَرَوضِ الدَلالِ وَالخَفَرِ
لَستُ إِذا ما رَأَيتُ ذا حَوَرٍ / مِن لَحظِ عَيني لَهُ بِمُعتَذِرِ
أُسَرِّحُ العَينَ تَرتَعي في رِيا / ضِ الحُسنِ أَجلو بِنورِها بَصَري
فَقَد جَنَيتُ الهُمومَ مِنهُ وَقَد / خَلَّيتُ قَلبي يَعومُ في الفِكَرِ
لا أَسعَدُ القَلبَ في هَواهُ وَلا / يَطمَعُ في عِزَّتي وَلا خَوَري
عَفٌّ ضَميري وَطَيِّبٌ خَبَري / وَلَذَّتي في الحَديثِ وَالنَظَرِ
قَد أَصبَحَ المُلكُ بِالمُنى ظَفِرا
قَد أَصبَحَ المُلكُ بِالمُنى ظَفِرا / كَأَنَّما كانَ عاشِقاً قَدِرا
قيدَ بِأَشطانِهِ إِلى مَلِكٍ / ما عَشِقَ المُلكُ قَبلَهُ بَشَرا
حَسبُكَ وَجهُ الأَمينِ مِن قَمَرٍ / إِذا طَوى اللَيلُ دونَكَ القَمَرا
خَليفَةٌ يَعتَني بِأُمَّتِهِ / وَإِن أَتَتهُ ذُنوبُها غَفَرا
حَتّى لَوِ اِستَطاعَ مِن تَحَنُّنِهِ / دافَعَ عَنها القَضاءَ وَالقَدَرا
قُل لِزُهَيرٍ إِذا اِتَّكا وَشَدا
قُل لِزُهَيرٍ إِذا اِتَّكا وَشَدا / أَقلِل أَوِ اِكثِر فَأَنتَ مِهذارُ
سُخِّنتَ مِن شِدَّةِ البُرودَةِ حَت / تى صِرتَ عِندي كَأَنَّكَ النارُ
لا يَعجَبِ السامِعونَ مِن صِفَتي / كَذَلِكَ الثَلجُ بارِدٌ حارُ
يا سائِلَ اللَهِ فُزتَ بِالظَفَرِ
يا سائِلَ اللَهِ فُزتَ بِالظَفَرِ / وَبِالنَوالِ الهَنِيِّ لا الكَدَرِ
فَاِرغَب إِلى اللَهِ لا إِلى بَشَرٍ / مُنتَقِلٍ في البِلى وَفي الغِيَرِ
وَاِرغَب إِلى اللَهِ لا إِلى جَسَدٍ / مُنتَقِلٍ مِن صِباً إِلى كِبَرِ
إِنَّ الَّذي لا يَخيبُ سائِلُهُ / جَوهَرُهُ غَيرُ جَوهَرِ البَشَرِ
ما لَكَ بِالتُرَّهاتِ مُشتَغِلاً / أَفي يَدَيكَ الأَمانُ مِن سَقَرِ
وَنابِهٍ في الهَوى لَنا ناسِ
وَنابِهٍ في الهَوى لَنا ناسِ / قَطَّعَ لي بِالهِجرانِ أَنفاسي
لَستُ لَها واصِفاً مَخافَةَ أَن / يَعرِفَ ما بي جَماعَةُ الناسِ
أَكثَرُ وَصفي لَها شِكايَةُ ما / فيها قَضى اللَهُ لي عَلى راسي
يُطمِعُني لَحظُها وَيُؤنِسُني / بِاللَفظِ مِنها فُؤادُها القاسي
فَصِرتُ بِاللَحظِ مِن مُعَذِّبَتي / وَاللَفظِ بَينَ الرَجاءِ وَالياسِ
أَسعَدُ يَومٍ لَها حَظيتُ بِهِ / مَقالُها لي وَلَستُ بِالناسي
لِذَلِكَ اليَومِ ما حَيِيتُ وَما / تَرجَمَ قَولي سَوادُ أَنفاسي
تَقولُ لي وَالمُدامُ مُرسَلَةٌ / تُفيضُ حَولي نُفوسَ جُلّاسي
هَل لَكَ أَن تَطرُدَ النُعاسَ فَقَد / طابَ اِنضِواعُ المُدامِ وَالآسِ
قُلتُ لَها فَاِبتَدي وَهاتي فَما / حَسَوتِ مِنها فَإِنَّني حاسِ
وَغايَتي أَن أَنالَ فَضلَتَها / في الكَأسِ مِن شُربِها أَوِ الطاسِ
ثُمَّ أَظُنُّ الحِذارَ نَبَّهَها / وَما بِها قَد أَرَدتُ مِن باسِ
قالَت فَدَع عَنكَ الاِحتِيالَ لِما / أَرَدتَ سُكري لَهُ وَإِنعاسي
أَعرَضتُ عَنها وَقَد فَهِمتُ لِكَي / تَحسَبَ أَنّي لِقَولِها ناسِ
ثُمَّ دَعَتها المُدامُ مِن كَثَبٍ / وَاللَيلُ ذو سُدفَةٍ وَإِدماسِ
فَاِحتَلَبَت زِقَّنا فَمَجَّ بِها / في الكَأسِ راحاً كَضَوءِ مِقباسِ
ثُمَّ تَحَسَّت حَتّى إِذا شَرِبَت / نِصفاً كَما قيسَ لي بِمِقياسِ
نازَعتُها الكَأسَ فيهِ فُضلَتُها / فَفُزتُ بِالكَأسِ بَعدَ إِمراسِ
فَكادَتِ النَفسُ لِلسُرورِ بِها / تَخرُجُ بَينَ المُدامِ وَالكاسِ
هَل لِدِيارٍ حَيَّيتَها دُرُسِ
هَل لِدِيارٍ حَيَّيتَها دُرُسِ / مِن صَمَمٍ ما هَتَفتَ أَو خَرَسِ
غُيِّبَ عَنهُنَّ سَكنُهُنَّ فَما / بِهِنَّ مِن جِنَّةٍ وَلا أَنَسِ
إِلّا شَبيهاً بِهِنَّ في وَضَحِ ال / جيدِ وَحُسنِ العُيونِ وَاللَعَسِ
وَصاحِبٍ رُعتُهُ وَقَد ماتَتِ ال / ظَلماءُ إِلّا حُشاشَةَ الغَلَسِ
بِخَمرَةٍ تُجتَلى لِخاطِبِها / كَجَلوَةِ البِكرِ لَيلَةَ العُرُسُ
ما اِنفَكَّ لِلَّهِ في رَعِيَّتِهِ / ذَخيرَةٌ مِن رَبيعَةِ الفَرَسِ
إِذا سَنى ذا خَبا لِمَدَّتِهِ / أَضرَمَ مِن ذاكَ زاكِيَ القَبَسِ
إِنَّ اِسمَ حُسنٍ لِوَجهِها صِفَةٌ
إِنَّ اِسمَ حُسنٍ لِوَجهِها صِفَةٌ / وَلا أَرى ذا في غَيرِها اِجتَمَعا
فَهيَ إِذا سُمِّيَت فَقَد وُصِفَت / فَيَجمَعُ اللَفظُ مَعنَيَينِ مَعا
إِنَّ بِشَطِّ الفُراتِ لي سَكَناً / يَبلُغُ غَيظي بِكُلِّ ما وَسِعا
يُلصِقُ أَنفي بِكُلِّ مُرغَمَةٍ / وَلا يَراني عَلَيهِ مُمتَنِعا
لَستُ لِدارٍ عَفَت بِوَصّافِ
لَستُ لِدارٍ عَفَت بِوَصّافِ / وَلا عَلى رَبعِها بِوَقّافِ
وَلا أُسَلّي الهُمومَ في غَسقِ ال / لَيلِ بِحادٍ في البيدِ عَسّافِ
لَكِن بِوَجهِ الحَبيبِ أَشرَبُها / بَينَ نَدامى وَبَينَ أُلّافِ
مِن قَهوَةٍ كَالعَقيقِ صافِيَةٍ / عادِيَّةِ العُمرِ ذاتِ أَسلافِ
كَأَنَّ في لَحظِ عَينِ مازِجِها / إِذا اِجتَلاها بَريقَ أَسيافِ
كَأَنَّها وَالمِزاجُ يَقرَعُها / في قَعرِ كَأسٍ نَجيعُ أَجوافِ
تَفتَرُّ في الكَأسِ حينَ تَمزُجُها / بِماءِ مُزنٍ عَن دُرِّ أَصدافِ
مُنتَظِماتٌ وَغَيرُ مُنتَظِمٍ / تَغورُ فيها وَبَعضُها طافِ
فَذاكَ أَشهى مِنَ الوُقوفِ عَلى / رَبعٍ لِأَسماءَ آيُهُ عافِ
يا رُبَّ ساقٍ كَأَنَّهُ شَبَهُ ال
يا رُبَّ ساقٍ كَأَنَّهُ شَبَهُ ال / بَدرِ تَجَلّى الظَلامُ عَن سَدَفِه
قُلتُ لَهُ لِلَّذي أَرَدتُ بِهِ / وَقَد يُنالُ اللَطيفُ مِن لُطُفِه
إِلَيَّ فَاِسمَع تَسمَع إِلى عَجَبٍ / مِن مُستَجِدِّ الحَديثِ مُطَّرِفِه
فَاِنقادَ حَتّى رَأَيتُ أَنَّ فَمي / أَدنى لِأُذنَيهِ مِن عُرى شَنَفِه
فَقُبِّلَت صَفحَةٌ وَسالِفَةٌ / مِن رَوضِ غَضِّ الشَبابِ مُؤتَنِفُه
وَما دَرى الشَربُ أَو دَرَوا فَلَهَوا / عَن قَرَحِ القَلبِ قَد لَجَّ في دَنَفِه
لا تئلُ العُصمُ في الهِضابِ وَلا
لا تئلُ العُصمُ في الهِضابِ وَلا / شَغواءُ تَغذو فَرخَينِ في لُجُفِ
يُكِنُّها الجَوُّ في النَهارِ وَيُؤ / وِيها سَوادُ الدُجى إِلى شَرَفِ
تَحنو بِجُؤشوشِها عَلى ضَرَمٍ / كَقَعدَةِ المُنحَني مِنَ الخَزَفِ
وَلا شُبوبٌ باتَت تُؤَرِّقُهُ ال / نَثرَةُ مِنها بِوابِلٍ قَصِفِ
دانٍ عَلى أَرضِهِ وَأُسنِدَ في / بَهوِ أَمينِ الإِيادِ ذي هَدَفِ
دَيدَنُهُ ذاكَ طولَ لَيلَتِهِ / حَتّى إِذا اِنجابَ حاجِبُ السَدَفِ
غَدا كَوَقفِ الهَلوكِ يَنهَفِتُ ال / قِطقِطُ عَن مَنبِتَيهِ وَالكَتِفِ
كَأَنَّ شَذراً وَهَت مَعاقِدُهُ / بَينَ صَلاهُ فَمَلعَبِ الشَنَفِ
وَأَخدَرِيٍّ صُلبِ النَواهِقِ صَل / صالٍ أَمينِ الفُصوصِ وَالوُظُفِ
مُنفَرِدٌ في الفَلاةِ توسِعُهُ / رَيّاً وَما يَختَليهِ مِن عَلَفِ
ما تَرَكَ المَوتُ بَعدَهُ شَبَحاً / بادٍ بِتَلِّ القِلالِ وَالشَعَفِ
لَمّا رَأَيتُ المَنونَ آخِذَةٌ / كُلَّ شَديدٍ وَكُلَّ ذي ضَعَفِ
بِتُّ أُعَزّي الفُؤادَ عَن خَلَفٍ / وَباتَ دَمعي إِن لا يَفِض يَكِفِ
أَنسى الرَزايا مَيتٌ فُجِعتُ بِهِ / أَمسى رَهينَ التُرابِ في جَدَفِ
كانَ يُسَنّي بِرِفقَةٍ عَلَقاً / في غَيرِ عِيٍّ مِنهُ وَلا عُنُفِ
يَجوبُ عَنكَ الَّتي عَشيتَ بِها / مِن قَبلُ حَتّى يَشفيكَ في لُطُفِ
لا يَهِمُ الحاءَ في القِراءَةِ بِال / حاءِ وَلا لامَها مَعَ الأَلِفِ
وَلا يُعَمّي مَعنى الكَلامِ وَلا / يَكونُ إِنشادُهُ عَنِ الصُحُفِ
وَكانَ مِمَّن مَضى لَنا خَلَفاً / فَلَيسَ مِنهُ إِذ بانَ مِن خَلَفِ
يا لَيلَةً طابَ لي بِها الأَرَقُ
يا لَيلَةً طابَ لي بِها الأَرَقُ / حَتّى بَدا مِن صَباحِها الفَلَقُ
نُسقى سُلافاً مِن بِنتِ دَسكَرَةٍ / ما شابَها في دِنانِها الرَنَقُ
اِختارَها في القِطافِ سائِمُها / حُمراً وَسوداً كَأَنَّها الحَدَقُ
حَتّى إِذا في الحِياضِ صَيَّرَها / خالَطَها الزَعفَرانُ وَالعَلَقُ
حَصَّنَها في الحِياضِ فَاِحتَجَبَت / ما راعَها رَهبَةٌ وَلا فَرَقُ
خَمسينَ عاماً حَتّى إِذا هَرِمَت / وَاِخضَرَّ مِن نَبتِ نَبتِها الوَرَقُ
أَتَوا بِها في الحِبابِ يَخفُرُها / مَشيٌ هُوَينى ما إِن بِهِ نَزَقُ
فَبادَروا لِاِفتِضاضِ عُذرَتِها / بِناقِدٍ في شَباتِهِ زَلَقُ
فَسالَ مِنها مِثلَ الرُعافِ دَمٌ / يُشفى بِهِ مِن سَقامِهِ الصَعِقُ
نازَعَها سادَةٌ غَطارِفَةٌ / كَأَنَّهُم مِن شَقيقَةٍ شُقِقوا
يُسقَونَ مِن قَهوَةٍ مُعَتَّقَةٍ / لَها دَبيبٌ في المُخِّ يَستَبِقُ
أَعطَوا بِها رَبَّها حُكومَتَهُ / بيضاً كَمِثلِ السُيوفِ تَبتَرِقُ
جاءَ بِها كَالخَلوقِ في قَدَحٍ / تَزهُرُ في جَوفِهِ فَتَأتَلِقُ
كَأَنَّ إِبريقَنا إِذا صُفِقَت / في الكَأسِ شَيخٌ مُزَمزِمٌ شَرِقُ
كَأَنَّها وَالمِزاجُ يَقرَعُها / شِهابُ نارٍ في الجَوِّ يَحتَرِقُ
كَأَنَّما حَفَّ مِن قَراقِرِها / بِطَوقِها جِلدُ حَيَّةٍ يَقَقُ
في مَجلِسٍ لَيسَ فيهِ فاحِشَةٌ / إِلّا حَديثٌ وَمَنطِقٌ أَنِقُ
اِشرَب وَسَقِّ الحَبيبَ يا ساقي
اِشرَب وَسَقِّ الحَبيبَ يا ساقي / وَسَقِّني فَضلَ كَأسِهِ الباقي
وَسَقِّهِ فَضلَ ما أُخَلِّفُهُ / في الكَأسِ عَمداً بِغَيرِ إِشفاقِ
أَشرَبُ مِن فَضلِهِ وَيَشرَبُ مِن / فَضلي كَذا فِعلَ كُلِّ مُشتاقِ
جِئتَ رَسولاً فَصِرتَ ساقينا / حُيِّيتَ مِن مُرسَلٍ وَمِن ساقِ
عَلِقتُ مِن شَقوَتي وَمِن نَكَدي
عَلِقتُ مِن شَقوَتي وَمِن نَكَدي / مُزَنَّراً وَالصَليبُ في عُنُقِه
أَقبَلَ يَمشي إِلى كَنيسَتِهِ / فَكِدتُ أَقضي الحَياةَ مِن فَرَقِه
فَقُلتُ مَن أَنتَ بِالمَسيحِ وَبِال / إِنجيلِ سَطَّرتُهُ عَلى وَرَقِه
وَبِالصَليبِ الَّذي تَدينُ لَهُ / فَقالَ بَدرُ السَماءِ في أُفُقِه
سَأَلتُهُ عَن مَحَلِّ بيعَتِهِ / فَقالَ في نارِهِ وَفي حُرَقِه
فَالوَيلُ لي مِن طِلابِ مُحتَبِسٍ / صِرتُ كَميناً لَهُ عَلى طُرُقِه
يا مَن رَأى عاشِقاً أَخا كَلَفٍ / يَزدادُ حِرمانُهُ عَلى قَلَقِه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025